إلزامية التأمين من المسؤولية المدنية الناشئة عن حوادث السيارات تقنية قانونية تكفل الحماية الاجتماعية للضحية
إلزامية التأمين من المسؤولية المدنية الناشئة عن حوادث السيارات تقنية قانونية تكفل الحماية الاجتماعية للضحية
ﻣﻠﺨﺺ:
ﻳﻌﺘﺒﺮ اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﻣﻦ اﻟﻤﺴﺆوﻟﻴﺔ ﻧﻮع ﻣﻦ اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﻋﻠﻰ اﻷﺿﺮار ،واﻟﺘﻲ ﺗﻌﺪ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﺗﻘﻨﻴﺔ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﺗﻜﻔﻞ
اﻟﺤﻤﺎﻳﺔ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻟﻠﻀﺤﻴﺔ ،ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﺤﻤﻞ اﻟﻤﺆﻣﻦ ﻟﻠﺘﺒﻌﺎت اﻟﻤﺎﻟﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺮﺗﺒﻬﺎ ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻟﻤﺆﻣﻦ
ﻟﻪ ﺑﺴﺒﺐ اﻷﺿﺮار اﻟﻼﺣﻘﺔ ﺑﺎﻟﻐﻴﺮ ﻓﻴﻜﻮن ﺿﺎﻣﻨﺎ ﺣﻘﻴﻘﻴﺎ ﻟﻠﻀﺤﻴﺔ ﻋﻦ اﻷﺿﺮار اﻟﺘﻲ ﺗﻠﺤﻘﻬﺎ ﺑﺴﺒﺐ
ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻟﻤﺆﻣﻦ ﻟﻪ ،ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺗﻮﻓﻴﺮ اﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻟﻠﻀﺤﻴﺔ وإﺻﻼح اﻟﻀﺮر اﻟﺬي ﻟﺤﻘﻬﺎ وﻳﻀﻤﻨﻬﺎ ﻣﻦ
إﻋﺴﺎر اﻟﻤﺆﻣﻦ ﻟﻪ ،وﻗﺪ ﺳﺎر اﻟﻤﺸﺮع اﻟﺠﺰاﺋﺮي ﻋﻠﻰ درب اﻟﺘﺸﺮﻳﻌﺎت اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ وﻓﺮض اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﻣﻦ
اﻟﻤﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﻋﻦ ﺣﻮادث اﻟﻤﺮور اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺒﺒﻬﺎ اﻟﻤﺮﻛﺒﺎت اﻵﻟﻴﺔ وذﻟﻚ ﺑﻤﻮﺟﺐ اﻷﻣﺮ رﻗﻢ 15/74
اﻟﻤﺆرخ ﻓﻲ 30ﺟﻮان 1974اﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺈﻟﺰاﻣﻴﺔ اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻴﺎرات وﻧﻈﺎم اﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻋﻦ اﻷﺿﺮار،
اﻟﻤﻌﺪل واﻟﻤﺘﻤﻢ ﺑﻤﻮﺟﺐ اﻟﻘﺎﻧﻮن رﻗﻢ 31/88اﻟﺼﺎدر ﺑﺘﺎرﻳﺦ ،1988/07/19ﺣﻴﺚ ﻗﺮر ﻫﺬا
اﻟﻘﺎﻧﻮن ﺿﻤﺎﻧﺎت ﺗﻌﺘﺒﺮ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﺣﻤﺎﻳﺔ إﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻟﻀﺤﺎﻳﺎ ﺣﻮادث اﻟﻤﺮور.
Abstract:
Liability insurance is a form of insurance for damages, which is a legal
technique that guarantees the social protection of the victim, through the
insured's liability for the financial consequences of the liability of the insured
due to damages caused to others, which is a real guarantee for the victim for
damages caused by the liability of the insured. The Algerian legislator
followed the path of modern legislation and imposed the civil liability
insurance for traffic accidents caused by motor vehicles by Order No. 74/15
of 30 June 1974 compulsory car insurance and the system of compensation
for damages, as amended and supplemented by Law No. 88/31 issued on
ﻣﺟﻠﺔ داﺋرة اﻟﺑﺣوث واﻟدراﺳﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ -ﻣﺧﺑر اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟدﺳﺗورﯾﺔ واﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ
)اﻟﻌدد اﻟﺳﺎدس -ﺟﺎﻧﻔﻲ (2019 60
وﻟﺘﺴﻠﻴﻂ اﻟﻀﻮء ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻫﺬﻩ اﻟﻨﻘﺎط اﻟﺠﻮﻫﺮﻳﺔ ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﻤﻮﺿﻮع ارﺗﺄﻳﻨﺎ أن ﻧﻄﺮح اﻹﺷﻜﺎﻟﻴﺔ
اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ :ﻣﺎﻫﻴﺔ إﻟﺰاﻣﻴﺔ اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﻣﻦ اﻟﻤﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻟﻨﺎﺷﺌﺔ ﻋﻦ ﺣﻮادث اﻟﺴﻴﺎرات وﻧﻄﺎﻗﻬﺎ ،وﻣﺎﻫﻲ ﻣﻈﺎﻫﺮ
اﻟﺤﻤﺎﻳﺔ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻟﻠﻀﺤﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﻣﻦ اﻟﻤﺴﺆوﻟﻴﺔ ﻋﻦ ﺣﻮادث اﻟﻤﺮور.
ﺗﻮﺟﺐ ﻋﻠﻴﻨﺎ أن ﻧﻘﺴﻢ ﻫﺬﻩ اﻟﺪراﺳﺔ إﻟﻰ ﻣﺒﺤﺜﻴﻦ ﻧﺘﻨﺎول ﻓﻲ اﻟﻤﺒﺤﺚ
ﻟﻺﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ اﻹﺷﻜﺎﻟﻴﺔ ّ
اﻷول ﻣﺎﻫﻴﺔ إﻟﺰاﻣﻴﺔ اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻟﻨﺎﺷﺌﺔ ﻋﻦ ﺣﻮادث اﻟﺴﻴﺎرات ،وﻓﻲ اﻟﻤﺒﺤﺚ اﻟﺜﺎﻧﻲ
ﻣﻈﺎﻫﺮ اﻟﺤﻤﺎﻳﺔ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻟﻠﻀﺤﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﻣﻦ اﻟﻤﺴﺆوﻟﻴﺔ ﻋﻦ ﺣﻮادث اﻟﺴﻴﺎرات
اﻟﻤﺒﺤﺚ اﻷول :ﻣﺎﻫﻴﺔ إﻟﺰاﻣﻴﺔ اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﻣﻦ اﻟﻤﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻟﻨﺎﺷﺌﺔ ﻋﻦ ﺣﻮادث اﻟﺴﻴﺎرات.
اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﻣﻦ اﻟﻤﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﻫﻮ ﺗﺄﻣﻴﻦ ﻣﻦ اﻷﺿﺮار اﻟﻐﺮض ﻣﻨﻪ ﻫﻮ ﺗﻌﻮﻳﺾ اﻟﻤﺆﻣﻦ ﻟﻪ ﻋﻦ
اﻷﺿﺮار اﻟﺘﻲ ﺗﺼﻴﺒﻪ ﻣﻦ ﺟﺮاء اﻟﺤﻜﻢ ﺑﻤﺴﺆوﻟﻴﺘﻪ ﻗﺒﻞ اﻟﻐﻴﺮ أي ﺗﺄﻣﻴﻦ اﻟﻤﺆﻣﻦ ﻟﻪ ﻣﻦ اﻟﺮﺟﻮع ﻋﻠﻴﻪ
2
ﺑﺎﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻋﻠﻰ إﺛﺮ ﻗﻴﺎم ﻣﺴﺆوﻟﻴﺘﻪ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻟﻔﻌﻞ اﻟﻀﺎر وﻟﺬا ﻳﻄﻠﻘﻮن ﻋﻠﻴﻪ اﺳﻢ اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﻣﻦ اﻟﺪﻳﻮن
ﻓﻬﻮ ﻳﻐﻄﻲ اﻟﺨﺴﺎرة اﻟﺘﻲ ﺗﻠﺤﻖ اﻟﻤﺆﻣﻦ ﻟﻪ ﺑﺴﺒﺐ اﻟﺘﻌﻮﻳﺾ اﻟﺬي ﻳﺪﻓﻌﻪ ﻟﻠﻤﻀﺮور أي أﻧﻨﺎ ﻧﻜﻮن
ﺑﺼﺪد ﺛﻼﺛﺔ أﺷﺨﺎص ﻫﻢ اﻟﻤﺆﻣﻦ واﻟﻤﺆﻣﻦ ﻟﻪ واﻟﻤﺼﺎب اﻟﺬي ﻳﻜﻮن ﻟﻪ دﻋﻮى ﺿﺪ اﻟﻤﺆﻣﻦ ﻣﺒﺎﺷﺮة
ﻟﻠﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻃﺮﻓﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﻘﺪ وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻤﻴﺰﻩ ﻋﻦ ﺗﺄﻣﻴﻦ اﻷﺷﻴﺎء ﺣﻴﺚ
ﻳﻮﺟﺪ ﻓﻴﻪ ﻃﺮﻓﺎن اﻟﻤﺆﻣﻦ واﻟﻤﺆﻣﻦ ﻟﻪ اﻟﻤﺴﺘﻔﻴﺪ ،ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺳﺒﻖ ﻧﻘﺴﻢ ﻫﺬا اﻟﻤﺒﺤﺚ إﻟﻰ ﻣﻄﻠﺒﻴﻦ
ﻧﺘﻨﺎول ﻓﻲ اﻟﻤﻄﻠﺐ اﻷول اﻟﺘﻌﺮﻳﻒ إﻟﺰاﻣﻴﺔ اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻟﻨﺎﺷﺌﺔ ﻋﻦ ﺣﻮادث اﻟﺴﻴﺎرات
وﺗﺤﺪﻳﺪ أﺳﺒﺎب ذﻟﻚ ،وﻓﻲ اﻟﻤﻄﻠﺐ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻧﻄﺎق ﺗﻄﺒﻴﻖ إﻟﺰاﻣﻴﺔ اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﺆوﻟﻴﺔ ﻋﻦ ﺣﻮادث
اﻟﺴﻴﺎرات.
اﻟﻤﻄﻠﺐ اﻷول :اﻟﺘﻌﺮﻳﻒ إﻟﺰاﻣﻴﺔ اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﻣﻦ اﻟﻤﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻟﻨﺎﺷﺌﺔ ﻋﻦ ﺣﻮادث اﻟﺴﻴﺎرات وﺗﺤﺪﻳﺪ
أﺳﺒﺎب ذﻟﻚ.
ﻳﻌﺘﺒﺮ اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﻣﻦ اﻟﻤﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﺤﻠﻮل اﻟﺘﻲ اﺑﺘﻜﺮﻫﺎ اﻟﺘﻄﻮر اﻟﺤﻀﺎري ﻟﻤﻌﺎﻟﺠﺔ اﻟﻤﺴﺆوﻟﻴﺔ
ﻓﻲ ﺑﻌﺾ أﻧﻮاﻋﻬﺎ 3ﻓﻬﻮ ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ ﻋﻘﺪ ﺑﻤﻮﺟﺒﻪ ﻳﻀﻤﻦ اﻟﻤﺆﻣﻦ اﻷﺿﺮار اﻟﻨﺎﺗﺠﺔ ﻋﻦ اﻟﺪﻋﺎوى اﻟﻤﻮﺟﻬﺔ
ﻣﻦ اﻟﻐﻴﺮ ﺿﺪ اﻟﻤﺆﻣﻦ ﻟﻪ ،ﻓﺮﺿﻪ اﻟﻮاﻗﻊ ﻣﻦ أﺟﻞ إﻳﺠﺎد ﺗﻌﻮﻳﺾ ﻋﺎدل وﺳﺮﻳﻊ ﻟﻠﻤﻀﺮور ﻣﻦ ﺣﻮادث
اﻟﻤﺮﻛﺒﺎت اﻵﻟﻴﺔ ،أو ﺑﺘﻌﺒﻴﺮ آﺧﺮ ﺟﺴﺎﻣﺔ اﻷﺿﺮار واﻟﺤﺎﺟﺔ ﻟﻠﺘﻌﻮﻳﺾ ﻋﻨﻬﺎ ،ﻫﺬا ﻣﺎ ﺳﻨﺘﻨﺎوﻟﻪ ﻣﻦ ﺧﻼل
ﻣﺟﻠﺔ داﺋرة اﻟﺑﺣوث واﻟدراﺳﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ -ﻣﺧﺑر اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟدﺳﺗورﯾﺔ واﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ
)اﻟﻌدد اﻟﺳﺎدس -ﺟﺎﻧﻔﻲ (2019 62
ﻓﺮﻋﻴﻦ ﻧﺘﻨﺎول ﻓﻲ اﻟﻔﺮع اﻷول اﻟﺘﻌﺮﻳﻒ إﻟﺰاﻣﻴﺔ اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻟﻨﺎﺷﺌﺔ ﻋﻦ ﺣﻮادث اﻟﺴﻴﺎرات،
وﻓﻲ اﻟﻔﺮع اﻟﺜﺎﻧﻲ أﺳﺒﺎب إﻟﺰاﻣﻴﺔ اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻟﻨﺎﺷﺌﺔ ﻋﻦ ﺣﻮادث اﻟﺴﻴﺎرات.
اﻟﻔﺮع اﻷول :اﻟﺘﻌﺮﻳﻒ إﻟﺰاﻣﻴﺔ اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻟﻨﺎﺷﺌﺔ ﻋﻦ ﺣﻮادث اﻟﺴﻴﺎرات.
ﻋﺮف اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﻣﻦ اﻟﻤﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﺑﺄﻧﻪ ﻋﻘﺪ ﺑﻤﻮﺟﺒﻪ ﻳﻀﻤﻦ اﻟﻤﺆﻣﻦ اﻷﺿﺮار اﻟﻨﺎﺗﺠﺔ ﻋﻦ
اﻟﺪﻋﺎوى اﻟﻤﻮﺟﻬﺔ ﻣﻦ اﻟﻐﻴﺮ ﺿﺪ اﻟﻤﺆﻣﻦ ﻟﻪ،4ﺣﻴﺚ أن اﻟﻀﺮر اﻟﻤﺆﻣﻦ ﻣﻨﻪ ﻻ ﻳﺼﻴﺐ اﻟﻤﺎل ﻣﺒﺎﺷﺮة
ﻛﻤﺎ ﻫﻮ اﻷﻣﺮ ﻓﻲ اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﻋﻠﻰ اﻷﺷﻴﺎء ،ﺑﻞ ﻳﻨﺸﺄ ﻋﻦ ﻗﻴﺎم دﻳﻦ ﻓﻲ ذﻣﺔ اﻟﻤﺆﻣﻦ ﻟﻪ ﺑﺴﺒﺐ ﺗﺤﻘﻖ
ﻣﺴﺆوﻟﻴﺘﻪ اﻟﺘﻘﻄﻴﺮﻳﺔ،وﻫﺬا اﻟﺪﻳﻦ ﻫﻮ اﻟﺘﻌﻮﻳﺾ اﻟﺬي ﻳﺤﻜﻢ ﺑﻪ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻟﻠﻤﺘﻀﺮر،وﺑﻤﺎ أن ﻣﺎل اﻟﻤﺆﻣﻦ
ﻟﻪ ﺿﺎﻣﻦ ﻟﻬﺬا اﻟﺪﻳﻦ ﻓﺈن اﻟﻀﺮر ﻳﻘﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺎل ﺑﺼﻔﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﺒﺎﺷﺮة ﻣﻦ أﺟﻞ ذﻟﻚ ﻳﻮﺻﻒ اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ
ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﺆوﻟﻴﺔ ﺑﺄﻧﻪ ﺗﺄﻣﻴﻦ دﻳﻦ،ﻛﻤﺎ ذﻛﺮﻧﺎ ذﻟﻚ أﻋﻼﻩ وﻫﺬا ﻟﺘﻤﻴﻴﺰﻩ ﻋﻦ اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﻋﻠﻰ اﻷﺷﻴﺎء اﻟﺬي
ﻳﻌﺘﺒﺮ ﺿﻤﺎﻧﺎ ﻷﺻﻮل اﻟﺬﻣﺔ اﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ﻟﻠﻤﺆﻣﻦ ﻟﻪ،أﻣﺎ ﻣﻮﺿﻮع اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﺆوﻟﻴﺔ ﻓﻬﻮ دﻳﻦ أي أﻧﻪ
ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺨﺼﻮم اﻟﻤﺆﻣﻦ ﻟﻪ ،واﻟﺪاﺋﻦ ﻫﻮ اﻟﺸﺨﺺ اﻟﺬي أﺻﻴﺐ ﺑﻀﺮر ﺑﺴﺒﺐ ﺧﻄﺄ اﻟﻤﺆﻣﻦ ﻟﻪ أو ﺑﺴﺒﺐ
ﺧﻄﺄ أﺣﺪ ﺗﺎﺑﻌﻴﻪ أو ﺧﻄﺄ ﻣﻦ ﻳﻮﺟﺪ ﺗﺤﺖ رﻗﺎﺑﺘﻪ،وﻗﺪ ﺗﻢ ﺗﻜﺮﻳﺲ ﻫﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﻓﻲ ﻓﺮﻧﺴﺎ
ﺑﻤﻮﺟﺐ اﻟﻤﺎدﺗﻴﻦ 12و 13ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن 13ﺟﻮﻳﻠﻴﺔ ،1930ﻣﻊ اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ أن ﻣﺤﻜﻤﺔ اﺳﺘﺌﻨﺎف
ﺑﺎرﻳﺲ ﻗﺪ أﺧﺬت ﺑﺎﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﺆوﻟﻴﺔ وأﻗﺮﺗﻪ ﻓﻰ ﺣﻜﻢ ﻣﺸﻬﻮر ﻟﻬﺎ ﻓﻲ 01ﺟﻮﻳﻠﻴﺔ .5 1845
ﺣﻴﺚ ﺗﻨﺺ اﻟﻤﺎدة 56ﻣﻦ اﻷﻣﺮ رﻗﻢ 07/95اﻟﻤﺆرخ ﻓﻲ 1995/01/25اﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺘﺄﻣﻴﻨﺎت
اﻟﻤﻌﺪل واﻟﻤﺘﻤﻢ » ﻳﻀﻤﻦ اﻟﻤﺆﻣﻦ اﻟﺘﺒﻌﺎت اﻟﻤﺎﻟﻴﺔ اﻟﻤﺘﺮﺗﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻟﻤﺆﻣﻦ ﻟﻪ اﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﺑﺴﺒﺐ
اﻷﺿﺮار اﻟﻼﺣﻘﺔ ﺑﺎﻟﻐﻴﺮ"ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﻳﺴﺘﺒﻌﺪ ﻣﻦ اﻟﻀﻤﺎن اﻟﺨﻄﺄ اﻟﺸﺨﺼﻲ اﻟﻤﺘﻌﻤﺪ ﻟﻠﻤﺆﻣﻦ ﻟﻪ وﻻ ﻳﻐﻄﻲ
اﻟﻀﻤﺎن اﻟﻤﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻟﺠﻨﺎﺋﻴﺔ وﻻ اﻟﻐﺮاﻣﺎت ﻳﺼﻔﺘﻬﺎ ﻋﻘﻮﺑﺔ ﺟﺰاﺋﻴﺔ.
وﻟﻬﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﺻﻮر ﻣﺘﻌﺪدة ﺗﺒﻌﺎ ﻟﺘﻨﻮع ﻣﻴﺎدﻳﻦ اﻟﻨﺸﺎط وﻣﺎ ﺗﻨﻄﻮي ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﻣﺴﺆوﻟﻴﺎت
ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ وﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﻫﺬﻩ اﻟﻤﻴﺎدﻳﻦ اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻟﻤﺪﻧﻴﺔ اﻟﻨﺎﺷﺌﺔ ﻋﻦ ﺣﻮادث اﻟﻤﺮﻛﺒﺎت ،وإن
ﻛﺎن اﻷﺻﻞ أن اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﻳﺘﺴﻢ ﺑﺎﻟﻄﺎﺑﻊ اﻻﺧﺘﻴﺎري ،إﻻ أن اﻟﺤﺎﺟﺔ ﻗﺪ دﻋﺖ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻟﺤﺎﻻت إﻟﻰ
ﻓﺮض اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ أي ﺟﻌﻠﻪ إﻟﺰاﻣﻴﺎ ،وﻳﺮﺟﻊ ذﻟﻚ إﻟﻰ اﻟﺮﻏﺒﺔ اﻟﻤﺘﺰاﻳﺪة ﻓﻲ ﺿﻤﺎن ﺣﻤﺎﻳﺔ اﻟﻤﻀﺮور إزاء
ﻣﺨﺎﻃﺮ اﻟﺤﻴﺎة اﻟﻤﺪﻧﻴﺔ وﺻﻌﻮﺑﺔ اﻟﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ ﺗﻌﻮﻳﺾ ﻣﻦ اﻟﻤﺴﺆول ،ﻓﺎﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻟﻤﺪﻧﻴﺔ
اﻟﻨﺎﺷﺌﺔ ﻋﻦ ﺣﻮادث اﻟﻤﺮﻛﺒﺎت ﻫﻮ ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ ﻋﻘﺪ ﻳﻔﺮﺿﻪ اﻟﻤﺸﺮع ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻣﺴﺆول ﻋﻦ ﻣﺮﻛﺒﺔ آﻟﻴﺔ
ﻣﺟﻠﺔ داﺋرة اﻟﺑﺣوث واﻟدراﺳﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ -ﻣﺧﺑر اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟدﺳﺗورﯾﺔ واﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ
63 )اﻟﻌدد اﻟﺳﺎدس -ﺟﺎﻧﻔﻲ (2019
ﻗﺼﺪ ﺣﻤﺎﻳﺔ اﻟﻤﻀﺮور ﻣﻦ ﺣﻮادث ﻫﺬﻩ اﻟﻤﺮﻛﺒﺔ ،وذﻟﻚ ﺑﺈﻟﺰام اﻟﻤﺴﺆول ﻋﻨﻬﺎ ﺑﺪﻓﻊ ﻗﺴﻂ ﻣﺎﻟﻲ إﻟﻰ
ﺟﻬﺔ ﺗﺄﻣﻴﻦ أي ﺷﺮﻛﺔ ﺗﺄﻣﻴﻦ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﻗﻴﺎم ﻫﺬﻩ اﻷﺧﻴﺮة ﺑﺪﻓﻊ ﺗﻌﻮﻳﺾ إﻟﻰ ﻛﻞ ﻣﻀﺮور ﻣﻦ ﺣﻮادث ﻫﺬﻩ
اﻟﻤﺮﻛﺒﺔ وﻓﻘﺎ ﻟﻺﺟﺮاءات واﻟﺸﺮوط اﻟﻤﻨﺼﻮص ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﻋﻘﺪ اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ اﻹﻟﺰاﻣﻲ.
وﻻ ﻳﺘﺤﺪد ﻣﻔﻬﻮم ﺗﺤﻘﻖ اﻟﺨﻄﺮ ﻓﻲ اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﻣﻦ اﻟﻤﺴﺆوﻟﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺨﻄﺄ اﻟﺬي ﺗﻘﻮم ﻋﻠﻰ أﺳﺎﺳﻪ
ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻟﻤﺆﻣﻦ ﻟﻪ ﺳﻮاء ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ ﻋﻦ اﻟﻔﻌﻞ اﻟﺸﺨﺼﻲ ﻏﻴﺮ اﻟﻌﻤﺪي أو ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ ﻋﻦ ﻓﻌﻞ
اﻟﻐﻴﺮ ،ﺑﻞ ﻻ ﻳﻌﺘﺒﺮ اﻟﺨﻄﺮ ﻣﺘﺤﻘﻘﺎ إﻻ إذا ﻗﺎم اﻟﻤﺘﻀﺮر ﺑﻤﻄﺎﻟﺒﺔ اﻟﻤﺆﻣﻦ ﻟﻪ ودﻳﺎ أو ﻗﻀﺎﺋﻴﺎ ﺑﺎﻟﺘﻌﻮﻳﺾ
ﻋﻦ اﻟﻀﺮر اﻟﺬي أﺻﺎﺑﻪ ،ذﻟﻚ أﻧﻪ إذا ﻟﻢ ﻳﻄﺎﻟﺐ اﻟﻤﻀﺮور ﺑﺎﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻓﺈن اﻟﻤﺆﻣﻦ ﻟﻪ ﻻ ﻳﻠﺰم ﺑﺸﻲء
وﻻ ﻳﻠﺰم اﻟﻤﺆﻣﻦ ﺑﺸﻲء ﻗﺒﻞ اﻟﻤﺆﻣﻦ ﻟﻪ ﻷن اﻟﺨﻄﺮ اﻟﻤﺆﻣﻦ ﻋﻠﻴﻪ ﻫﻮ إﺻﺎﺑﺘﻪ ﻓﻲ أﻣﻮاﻟﻪ ﻟﻢ ﻳﺘﺤﻘﻖ وﻟﻦ
ﻳﺘﺤﻘﻖ إﻻ ﺑﺎﻟﻤﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﺎﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ،ﻓﺈذا ﺛﺒﺘﺖ ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻟﻤﺆﻣﻦ ﻟﻪ اﻟﺘﻘﺼﻴﺮﻳﺔ ﺑﺄرﻛﺎﻧﻬﺎ اﻟﺜﻼﺛﺔ وﻫﻲ اﻟﺨﻄﺄ
واﻟﻀﺮر واﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺴﺒﺒﻴﺔ ،ﻛﺎن ﻟﻠﻤﻀﺮور أن ﻳﺮﻓﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺆﻣﻦ ﻟﻪ دﻋﻮى اﻟﻤﺴﺆوﻟﻴﺔ ﻟﻤﻄﺎﻟﺒﺘﻪ ﺑﺎﻟﺘﻌﻮﻳﺾ
وﻫﺬا ﻫﻮ اﻟﺨﻄﺮ اﻟﻤﺆﻣﻦ ﻣﻨﻪ وﻟﻴﺲ ﺗﺤﻘﻖ اﻟﻤﺴﺆوﻟﻴﺔ ،ﻓﻘﺪ ﺗﺘﺤﻘﻖ اﻟﻤﺴﺆوﻟﻴﺔ وﻟﻜﻦ ﻻ ﻳﺘﺤﻘﻖ اﻟﺨﻄﺮ
وﻳﺤﺪث ﻫﺬا ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺘﻨﺎزل اﻟﻤﻀﺮور ﻋﻦ اﻟﻤﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﺎﻟﺘﻌﻮﻳﺾ أو ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻌﺘﺮف اﻟﻤﺆﻣﻦ ﻟﻪ ﺑﻤﺴﺆوﻟﻴﺘﻪ
ﻟﻠﻤﻀﺮور.
اﻟﻔﺮع اﻟﺜﺎﻧﻲ :أﺳﺒﺎب إﻟﺰاﻣﻴﺔ اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻟﻨﺎﺷﺌﺔ ﻋﻦ ﺣﻮادث اﻟﺴﻴﺎرات.
اﻷﺻﻞ ﻓﻲ اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﻫﻮ أﻧﻪ اﺧﺘﻴﺎري،ﻣﻀﻤﻮن ﺑﻤﺒﺪأ اﻟﺤﺮﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﻌﺎﻗﺪ ،وﻫﻮ ﻣﺒﺪأ أﺳﺎﺳﻲ ﻓﻲ
اﻟﻘﺎﻧﻮن إذ ﺗﺤﻔﻆ ﺣﺮﻳﺔ اﻟﺸﺨﺺ ﻓﻲ اﻟﺘﻌﺎﻗﺪ أو ﻋﺪم اﻟﺘﻌﺎﻗﺪ ،وﻓﻲ اﺧﺘﻴﺎر اﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪ ﻣﻌﻪ ،وأﻳﻀﺎ ﻓﻲ
ﺗﺤﺪﻳﺪ ﻣﻀﻤﻮن اﻟﻌﻘﺪ 6،ﻟﻜﻦ ﻗﺪ ﻳﻠﺠﺄ اﻟﻤﺸﺮع أﺣﻴﺎﻧﺎ إﻟﻰ ﺟﻌﻠﻪ إﺟﺒﺎرﻳﺎ وذﻟﻚ ﻟﻌﺪة أﺳﺒﺎب ﻳﺮاﻫﺎ
اﻟﻤﺸﺮع ذاﺗﻪ ،واﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ أﺳﺒﺎب ﻟﺠﻌﻞ اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﻣﻦ ﺣﻮادث اﻟﻤﺮور إﺟﺒﺎرﻳﺎ ﻟﻴﺲ ﺑﺎﻷﻣﺮ اﻟﺼﻌﺐ
ﻓﻬﻲ ﻻ ﺗﺨﺮج ﻓﻲ ﻣﺠﻤﻠﻬﺎ ﻋﻦ إﻳﺠﺎد ﺗﻌﻮﻳﺾ ﻋﺎدل وﺳﺮﻳﻊ ﻟﻠﻤﻀﺮور ﻣﻦ ﺣﻮادث اﻟﻤﺮﻛﺒﺎت اﻵﻟﻴﺔ
أو ﺑﺘﻌﺒﻴﺮ آﺧﺮ ﺟﺴﺎﻣﺔ اﻷﺿﺮار واﻟﺤﺎﺟﺔ ﻟﻠﺘﻌﻮﻳﺾ ﻋﻨﻬﺎ ،ﻫﺬا ﻣﺎ ﺳﻨﺘﻨﺎوﻟﻪ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻓﺮﻋﻴﻦ ﻧﺘﻨﺎول
ﻓﻲ اﻟﻔﺮع اﻷول ﺟﺴﺎﻣﺔ اﻷﺿﺮار ،وﻓﻲ اﻟﻔﺮع اﻟﺜﺎﻧﻲ اﻟﺤﺎﺟﺔ ﻟﻠﺘﻌﻮﻳﺾ ﻋﻦ اﻷﺿﺮار.
أوﻻ -ﺟﺴﺎﻣﺔ اﻷﺿﺮار اﻟﻨﺎﺷﺌﺔ ﻋﻦ ﺣﻮادث اﻟﺴﻴﺎرات :ﻟﻘﺪ أدى اﻟﺘﻘﺪم واﻟﺘﻄﻮر اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻲ ﻓﻲ
اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎت اﻟﻤﻌﺎﺻﺮة إﻟﻰ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻟﻤﻮاﺻﻼت ﻟﺴﺪ اﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺗﻬﺎ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ
واﻷﻣﻨﻴﺔ ،وﻣﻮاﻛﺒﺔ ﺗﻄﻮرﻫﺎ اﻟﻌﻤﺮاﻧﻲ وﺗﻮﻓﻴﺮ اﻟﻮﻗﺖ واﻟﺠﻬﺪ ﻻﺳﺘﻐﻼﻫﺎ ﻓﻲ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﻣﺠﺎﻻت ﺣﻴﻮﻳﺔ
ﻣﺟﻠﺔ داﺋرة اﻟﺑﺣوث واﻟدراﺳﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ -ﻣﺧﺑر اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟدﺳﺗورﯾﺔ واﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ
)اﻟﻌدد اﻟﺳﺎدس -ﺟﺎﻧﻔﻲ (2019 64
أﺧﺮى،وﻻ ﻳﺨﻔﻰ ﻋﻠﻰ أﺣﺪ ﻣﺎ ﻟﻘﻄﺎع اﻟﻤﻮاﺻﻼت ﻣﻦ أﻫﻤﻴﺔ اﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﻛﺒﺮى ﻓﻲ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ
واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ،ﺳﻮاء ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﺘﻮى اﻟﻤﺤﻠﻲ أو اﻟﻘﻮﻣﻲ أو اﻟﺪوﻟﻲ ،وﻗﺪ أﺻﺒﺤﺖ اﻟﺴﻴﺎرة ﻓﻲ
ﻣﺨﺘﻠﻒ دول اﻟﻌﺎﻟﻢ أﻫﻢ وﺳﻴﻠﺔ ﻣﻦ وﺳﺎﺋﻞ اﻟﻤﻮاﺻﻼت وﺣﺎﺟﺔ ﺿﺮورﻳﺔ ﻟﻺﻧﺴﺎن اﻟﻤﻌﺎﺻﺮ ﺑﻌﺪ
أن ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﻗﺒﻞ ﻓﺘﺮة ﻗﺼﻴﺮة ﻣﻦ اﻟﻜﻤﺎﻟﻴﺎت ،ﻓﺎﻟﺴﻴﺎرة اﻟﻴﻮم ﻫﻲ اﻟﻮﺳﻴﻠﺔ اﻷوﻟﻰ ﻓﻲ ﺗﻘﺮﻳﺐ
اﻟﻤﺴﺎﻓﺎت وﻧﻘﻞ اﻟﺒﻀﺎﺋﻊ ﻣﻦ ﻣﻜﺎن إﻟﻰ آﺧﺮ ووﺳﻴﻠﺔ اﻟﻮﺻﻮل اﻟﺴﺮﻳﻊ إﻟﻰ اﻟﻌﻤﻞ واﻟﻤﺪرﺳﺔ
واﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ،إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻛﻮﻧﻬﺎ وﺳﻴﻠﺔ اﻟﺘﻮاﺻﻞ ﺑﻴﻦ اﻟﺠﻤﺎﻋﺎت ،اﻷﻣﺮ اﻟﺬي أدى إﻟﻰ ﺗﻜﺎﺛﺮ
أﻋﺪادﻫﺎ ﺑﺼﻮرة ﻣﺪﻫﺸﺔ وﺑﺎﻷﺧﺺ ﻓﻲ اﻟﻌﻮاﺻﻢ اﻟﻜﺒﺮى ﺳﻮاء ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﺘﻮى اﻟﻌﺎﻟﻤﻲ أو اﻟﻤﺤﻠﻲ
واﻟﺬي ﻧﺠﻢ ﻋﻨﻪ وﺑﺸﻜﻞ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﺘﻮﻗﻌﺎ وﻗﺖ ﻇﻬﻮرﻫﺎ ﺣﻮادث ﻛﺜﻴﺮة ﻣﺬﻫﻠﺔ ،رﻏﻢ ﻛﻞ اﻻﺣﺘﻴﺎﻃﺎت
اﻟﺘﻲ اﺗﺨﺬت واﻟﺪراﺳﺎت اﻟﺘﻲ أﺟﺮﻳﺖ ﺳﻮاء ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى ﺗﺼﻨﻴﻊ اﻟﺴﻴﺎرة ذاﺗﻬﺎ أو ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺳﻴﺮﻫﺎ
واﻟﺤﺪ ﻣﻦ ﺣﻮادﺛﻬﺎ وﻛﺎن ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻫﺬﻩ اﻟﺤﻮادث أﺿﺮارا ﺑﺸﺮﻳﺔ ﺗﻌﺠﺰ ﻋﻦ ﺳﺮدﻫﺎ اﻹﺣﺼﺎﺋﻴﺎت ﺳﻮاء
ﺗﻤﺜﻠﺖ ﻓﻲ اﻟﻮﻓﻴﺎت أو اﻹﺻﺎﺑﺎت ﻋﻼوة ﻋﻠﻰ اﻷﺿﺮار اﻟﻤﺎدﻳﺔ اﻟﻌﺎدﻳﺔ اﻷﺧﺮى.
إن اﻷرﻗﺎم اﻟﻤﺴﺠﻠﺔ ﻋﻦ ﺣﻮادث اﻟﻤﺮور اﻟﺘﻲ ﺗﺨﻠﻒ وﻓﻴﺎت وإﺻﺎﺑﺎت ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ اﻷﻧﻮاع ﺗﻨﺒﺊ ﺑﺤﺠﻢ
اﻟﻜﺎرﺛﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻌﺮض ﻟﻬﺎ اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ،اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﺟﻌﻞ ﻣﻦ اﻟﺴﻴﺎرة وﻫﻲ ﻣﻦ أﻫﻢ ﺛﻤﺎر اﻟﺤﻀﺎرة اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ
ﻧﻘﻤﺔ ،ﻟﻜﻦ اﻟﺴﺆال اﻟﺬي ﻳﻄﺮح ﻧﻔﺴﻪ ﻫﻮ ﻫﻞ ﺑﺎﻹﻣﻜﺎن اﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﻨﻬﺎ ﺑﻐﻴﺔ ﺗﺤﺎﺷﻲ أﺧﻄﺎرﻫﺎ ،إذ أن
ﻧﻔﻌﻬﺎ أﻛﺜﺮ ﺑﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺿﺮرﻫﺎ ﻋﻼوة ﻋﻠﻰ أن ﺿﺮرﻫﺎ ﻳﻤﻜﻦ اﻟﺘﺨﻔﻴﻒ ﻣﻨﻪ وذﻟﻚ إﻣﺎ ﺑﺎﻟﻮﻗﺎﻳﺔ وإﻣﺎ
اﻟﻌﻼج وﻧﻘﺼﺪ ﺑﺎﻷوﻟﻰ وﺿﻊ اﻹﺟﺮاءات اﻟﻜﻔﻴﻠﺔ ﻟﻠﺤﺪ ﻣﻦ وﻗﻮع اﻟﺤﺎدث وﻧﻌﻨﻲ ﺑﺎﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﺟﺒﺮ
اﻷﺿﺮار اﻟﻨﺎﺟﻤﺔ ﻋﻨﻬﺎ ﺑﻌﺪ وﻗﻮﻋﻬﺎ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﺘﻌﻮﻳﺾ وﻫﺬا ﻫﻮ اﻟﺴﺒﺐ اﻟﺬي دﻓﻊ إﻟﻰ ﺟﻌﻞ اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ
إﻟﺰاﻣﻴﺎ.
ﺛﺎﻧﻴﺎ -اﻟﺤﺎﺟﺔ ﻟﻠﺘﻌﻮﻳﺾ ﻋﻦ اﻷﺿﺮار اﻟﻨﺎﺷﺌﺔ ﻋﻦ ﺣﻮادث اﻟﺴﻴﺎرات :ﺑﻌﺪ أن ﺗﺤﺪﺛﻨﺎ ﻋﻦ
اﻟﺤﺎﺟﺔ إﻟﻰ اﻟﺴﻴﺎرة ﻛﻮﺳﻴﻠﺔ ﻣﻦ أﻫﻢ وﺳﺎﺋﻞ اﻻﺗﺼﺎل ﻓﻲ اﻟﻌﺼﺮ اﻟﺤﺪﻳﺚ وأن اﻻﺳﺘﻐﻨﺎء ﻋﻨﻬﺎ ﺑﺎت
ﺿﺮﺑﺎ ﻣﻦ ﺿﺮوب اﻟﺨﻴﺎل ،وأن اﻷﺿﺮار اﻟﺤﺎﺻﻠﺔ ﻋﻨﻬﺎ وﻋﻠﻰ اﻷﺧﺺ اﻟﺘﻲ ﺗﻤﺲ ﺣﻴﺎة اﻹﻧﺴﺎن
وﺳﻼﻣﺔ ﺟﺴﻤﻪ ﻓﻲ ﺗﺰاﻳﺪ ﻣﺴﺘﻤﺮ وﺑﺄرﻗﺎم ﺗﻘﺸﻌﺮ ﻣﻦ ذﻛﺮﻫﺎ اﻷﺑﺪان ،ﻋﻼوة ﻋﻠﻰ أن ﺗﻠﻚ اﻷﺿﺮار
اﻟﻤﺘﻤﺜﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻮﻓﻴﺎت واﻹﺻﺎﺑﺎت ﺗﺨﻠﻒ وراﺋﻬﺎ أﺿﺮارا اﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﻐﺔ اﻟﺨﻄﻮرة ﺳﻮاء ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى
اﻟﻔﺮد أو اﻷﺳﺮة أو اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ،ﻓﻘﺪ أﻛﺪت ﺑﻌﺾ اﻟﺪراﺳﺎت أن ﻛﺜﻴﺮا ﻣﻦ اﻟﻤﺸﺎﻛﻞ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻛﺘﻔﻜﻚ
ﻣﺟﻠﺔ داﺋرة اﻟﺑﺣوث واﻟدراﺳﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ -ﻣﺧﺑر اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟدﺳﺗورﯾﺔ واﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ
65 )اﻟﻌدد اﻟﺳﺎدس -ﺟﺎﻧﻔﻲ (2019
اﻷﺳﺮة واﻧﺤﺮاف اﻟﺼﻐﺎر وزﻳﺎدة اﻟﻌﺎﻃﻠﻴﻦ واﻟﻌﺎﺟﺰﻳﻦ ﻋﻦ اﻟﻌﻤﻞ ﻳﺮﺟﻊ إﻟﻰ ﻣﺎ ﺗﺨﻠﻔﻪ ﺣﻮادث اﻟﻤﺮور
ﻣﻦ أﺿﺮار ،ﻓﻔﻘﺪ رب اﻷﺳﺮة ﻣﺜﻼ ﺳﻴﺠﻌﻞ اﻷﺳﺮة ﻓﻲ وﺿﻊ ﺳﻴﺊ ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﺼﻤﻮد ﺑﻤﻔﺮدﻫﺎ
ﻓﻲ ﻣﻮاﺟﻬﺔ ﻇﺮوف اﻟﺤﻴﺎة اﻟﺼﻌﺒﺔ واﻟﻘﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻷﺣﻴﺎن ،ﻣﻤﺎ ﻳﺠﻌﻞ ﺗﻔﻜﻚ أﻓﺮادﻫﺎ وﺗﺸﺮدﻫﻢ
أﻣﺮا ﺣﺘﻤﻴﺎ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﺘﻢ اﺳﺘﺤﺪاث إﺟﺮاء ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻪ اﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ ﻛﻴﺎن اﻷﺳﺮة اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﻧﻮاة اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ،
وأن اﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﻄﺒﻴﻌﺔ اﻟﺤﺎل ﻫﻲ ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻛﻜﻞ ،ﺧﺎﺻﺔ إذا ﻋﻠﻤﻨﺎ أن آﻻف
اﻷﺳﺮ ﺗﺼﺎب ﺳﻨﻮﻳﺎ ﻣﻦ ﺟﺮاء ﺗﻠﻚ اﻟﺤﻮادث ﺳﻮاء ﺑﻔﻘﺪ أﺣﺪ أﻓﺮادﻩ أو ﺑﺈﺻﺎﺑﺘﻪ إﺻﺎﺑﺔ ﺗﺠﻌﻠﻪ ﻓﻲ
ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻷوﻗﺎت ﻋﺎﻟﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ ،ﻋﻼوة ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺗﺨﻠﻔﻪ ﺗﻠﻚ اﻟﺤﻮادث ﻣﻦ آﻻم وﺣﺰن وﺣﺴﺮة ﻓﻲ ﻧﻔﻮس
أﻓﺮاد اﻷﺳﺮة وﻓﻲ ﻧﻔﺲ اﻟﻤﺼﺎب ﻋﻠﻰ وﺟﻪ اﻟﺘﺤﺪﻳﺪ إذا ﺳﻠﻢ ﻣﻦ اﻟﻤﻮت وﻣﺎ ﺗﻌﻘﺒﻪ ﻫﺬﻩ اﻵﺛﺎر اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ
ﻣﻦ ﻣﺮدود ﺳﻴﺊ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى اﻹﻧﺘﺎج واﻻﻗﺘﺼﺎد اﻟﻮﻃﻨﻲ ﻋﻤﻮﻣﺎ ،ﻟﻬﺬﻩ اﻷﺳﺒﺎب ﻓﻜﺮ اﻟﻤﺸﺮع ﻓﻲ
اﺳﺘﺤﺪاث وﺳﻴﻠﺔ ﻋﺎﺟﻠﺔ ﻟﻠﺘﺨﻔﻴﻒ ﻣﻦ ﺣﺪة ﺗﻠﻚ اﻷﺿﺮار ووﺟﺪ أن اﻟﺘﻌﻮﻳﺾ اﻟﻤﺎدي ﻫﻮ أﻧﺴﺐ
ﺗﻠﻚ اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ إذ أن إرﺟﺎع اﻟﺤﺎﻟﺔ إﻟﻰ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻗﺒﻞ اﻟﺤﺎدث ﻳﻐﺪو ﻣﻦ ﻗﺒﻴﻞ اﻟﻤﺴﺘﺤﻴﻞ ﺧﺎﺻﺔ
ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻮﻓﻴﺎت واﻹﺻﺎﺑﺎت اﻟﺒﻠﻴﻐﺔ .
وﻧﻈﺮا ﻷن اﻟﺘﻌﻮﻳﺾ وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻘﻮاﻋﺪ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻳﻘﺘﻀﻲ ﻣﻦ ﻣﺘﺴﺒﺐ اﻟﻀﺮر أي اﻟﻤﺴﺆول ﻋﻦ اﻟﺤﺎدث
أن ﻳﻜﻮن ﻣﻮﺳﺮا ،وأن اﻷﺧﻴﺮ ﻻ ﻳﻤﺘﻠﻚ ﻏﺎﻟﺒﺎ اﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻰ دﻓﻊ ﻣﺎ ﻳﻠﺰم ﺑﻪ ﻣﻦ ﺗﻌﻮﻳﺾ اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﻳﺰﻳﺪ
ﻣﻦ ﺿﺮر اﻟﻤﻀﺮور ﻧﺘﻴﺠﺔ إﻋﺴﺎر اﻟﻤﺴﺆول ،وﻟﺬﻟﻚ ﻓﻜﺮ اﻟﻤﺸﺮع ﻣﺮة أﺧﺮى ﻓﻲ إﻳﺠﺎد وﺳﻴﻠﺔ ﺗﻤﻜﻦ
اﻟﻤﻀﺮور ﻣﻦ اﻟﺤﺼﻮل ﻓﻲ ﻳﺴﺮ ﻋﻠﻰ ﺗﻌﻮﻳﺾ ﻋﺎدل وﺳﺮﻳﻊ.
وأﻣﺎم ﺗﻄﻮر اﻟﻔﻜﺮ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ واﻧﺘﺸﺎر ﻣﺒﺎدئ اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ واﻻﺷﺘﺮاﻛﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻀﻲ ﺑﺘﻮزﻳﻊ اﻟﻤﺨﺎﻃﺮ
واﻷﺿﺮار ﻋﻠﻰ ﻛﻞ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻛﻤﺎ ﺗﻮزع ﺛﺮواﺗﻪ وﻓﻘﺎ ﻟﻤﺒﺪأ اﻟﺘﻜﺎﻓﻞ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ اﻟﺬي ﻳﻘﻀﻲ ﺑﺄﻻ ﻳﺘﺮك
اﻟﻤﻀﺮور ﻳﻌﺎﻧﻲ وﺣﺪﻩ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺗﻠﻚ اﻷﺿﺮار وإﻧﻤﺎ ﻳﺠﺐ أن ﻳﺸﺎرك ﺟﻤﻴﻊ أﻓﺮاد اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻓﻲ ﺗﺤﻤﻞ
اﻟﻀﺮر اﻟﺬي ﻳﻘﺪم ﺑﺄﺣﺪﻫﻢ ،اﺗﺠﻬﺖ أﻧﻈﺎر اﻟﻤﺸﺮع إﻟﻰ ﻓﻜﺮة ﺟﻤﺎﻋﻴﺔ اﻟﻤﺴﺆوﻟﻴﺔ ﺑﺎﺳﺘﺤﺪاث ﻧﻈﺎم
ﻳﺸﺎرك ﻓﻴﻪ أﻓﺮاد اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻳﺪﻓﻊ أﻗﺴﺎط ﻣﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﻢ وﺗﺠﻤﻴﻌﻬﺎ ﻣﻊ ﺑﻌﺾ ﻟﻴﻜﻮن ذﻣﺔ ﻣﺎﻟﻴﺔ
ﻛﺒﻴﺮة ﺗﻜﻮن ﻗﺎدرة ﻋﻠﻰ ﺗﻌﻮﻳﺾ أي ﺿﺮر ﻳﻠﺤﻖ ﺑﺄﺣﺪﻫﻢ وﺑﺎﻟﺒﺤﺚ وﺟﺪ ﻓﻲ اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﺿﺎﻟﺘﻪ اﻟﻤﻨﺸﻮدة،
وﻧﻈﺮا ﻷن ﺗﺮك اﻟﺤﺮﻳﺔ ﻟﻸﻓﺮاد ﻓﻲ اﻟﻤﺸﺎرﻛﺔ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺘﺄﻣﻴﻨﻲ ﻗﺪ ﻳﺄﺗﻲ ﺑﻤﺮدود ﺳﻴﺊ ﺧﺎﺻﺔ إذا
ﻣﺎ ﻻﺣﻈﻨﺎ ﻏﻴﺎب اﻟﻮﻋﻲ اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﺑﻴﻦ أﻓﺮاد اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ،إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ روح اﻷﻧﺎﻧﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺼﻴﺐ اﻟﻔﺮد ﻋﻤﻮﻣﺎ
ﻣﺟﻠﺔ داﺋرة اﻟﺑﺣوث واﻟدراﺳﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ -ﻣﺧﺑر اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟدﺳﺗورﯾﺔ واﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ
)اﻟﻌدد اﻟﺳﺎدس -ﺟﺎﻧﻔﻲ (2019 66
وﺣﺮﺻﺎ ﻣﻦ اﻟﻤﺸﺮع ﻋﻠﻰ ﻣﺼﻠﺤﺔ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ،ﺑﺎدر إﻟﻰ ﺟﻌﻞ اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﻣﻦ ﺣﻮادث ﻫﺬﻩ اﻟﺴﻴﺎرات
إﺟﺒﺎرﻳﺎ ﺣﺘﻰ ﻳﺘﺴﻨﻰ إﻳﺠﺎد اﻟﺘﻌﻮﻳﺾ اﻟﻌﺎدل واﻟﺴﺮﻳﻊ ﻟﻜﻞ ﻣﻀﺮور ﻣﻨﻬﺎ.
وﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ﺟﻌﻞ اﻟﻤﺸﺮع اﻟﺠﺰاﺋﺮي ﻛﻐﻴﺮﻩ ﻣﻦ اﻟﻤﺸﺮﻋﻴﻦ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﻣﻦ ﺣﻮادث اﻟﻤﺮﻛﺒﺎت
اﻵﻟﻴﺔ إﺟﺒﺎرﻳﺎ وذﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﻤﺎدة اﻷوﻟﻰ ﻣﻦ اﻷﻣﺮ رﻗﻢ 15/74اﻟﻤﺆرخ ﻓﻲ 30ﺟﻮان 1974
اﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺈﻟﺰاﻣﻴﺔ اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻴﺎرات وﻧﻈﺎم اﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻋﻦ اﻷﺿﺮار ،وﻗﺪ ﺟﻌﻠﻪ إﺟﺒﺎرﻳﺎ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﻀﺨﺎﻣﺔ
اﻷﺿﺮار واﻟﺤﺎﺟﺔ ﻟﻠﺘﻌﻮﻳﺾ ﻋﻨﻬﺎ اﻷﻣﺮ اﻟﺬي أوﺻﻞ اﻟﺒﻌﺾ إﻟﻰ اﻟﻘﻮل ﺑﺄن ﻗﻮاﻋﺪ اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ اﻹﺟﺒﺎري
أﺻﺒﺤﺖ ﻣﻦ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻌﺎم وﻣﻦ ﺛﻢ ﻻ ﻳﺠﻮز اﻟﺘﻨﺼﻞ ﻣﻦ أﺣﻜﺎﻣﻬﺎ أو ﺗﻌﺪﻳﻠﻬﺎ ،ﻓﺎﻟﺘﻌﻮﻳﺾ اﻟﺬي ﻳﻘﺮﻩ
اﻷﻣﺮ رﻗﻢ 15/74ﻳﻘﻮم ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﻧﻈﺎم ﻗﺎﻧﻮﻧﻲ ﺧﺎص ﺧﺎرج ﻋﻦ ﻧﻄﺎق اﻟﻤﺴﺆوﻟﻴﺔ ﻓﻬﻮ ﻣﺒﻨﻲ ﻋﻠﻰ
أﺳﺎس ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻟﻀﻤﺎن وﻟﻴﺲ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻟﺨﻄﺄ.7
اﻟﻤﻄﻠﺐ اﻟﺜﺎﻧﻲ :ﻧﻄﺎق ﺗﻄﺒﻴﻖ إﻟﺰاﻣﻴﺔ اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﻣﻦ اﻟﻤﺴﺆوﻟﻴﺔ ﻋﻦ ﺣﻮادث اﻟﺴﻴﺎرات.
إن ﻧﻈﺎم إﻟﺰاﻣﻴﺔ اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﻳﺘﻤﻴﺰ ﺑﻜﻮﻧﻪ ﻧﻈﺎﻣﺎ ﺧﺎﺻﺎ ذا ﻃﺎﺑﻊ ﻋﻴﻨﻲ ،ﻳﺮﺗﺒﻂ ﺑﺎﻟﻤﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻟﻨﺎﺷﺌﺔ ﻋﻦ
اﺳﺘﻌﻤﺎل اﻟﻤﺮﻛﺒﺔ ،وﻟﻴﺲ ﺗﺄﻣﻴﻨﺎ ﺷﺨﺼﻴﺎ ﻳﺮﺗﺒﻂ ﺑﻘﻴﺎم ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ ﺷﺨﺺ ﻣﻌﻴﻦ ﻋﻦ اﻟﻀﺮر اﻟﻤﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻰ
اﺳﺘﻌﻤﺎﻟﻬﺎ ،ﻓﺎﻟﻤﻬﻢ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻤﺠﺎل ﻣﻦ اﻟﺘﺎﻣﻴﻦ ﻫﻮ ﺗﻌﻴﻴﻦ اﻟﺴﻴﺎرة اﻟﻤﺘﺴﺒﺒﺔ ﻓﻲ اﻟﻀﺮر وﻟﻴﺲ ﺗﺤﺪﻳﺪ
ﺷﺨﺺ اﻟﻤﺴﺆول ﻋﻦ ﻫﺬا اﻟﻀﺮر ،وﺗﻌﺪ ﺑﺬﻟﻚ اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻷﻛﺜﺮ ﺟﻮﻫﺮﻳﺔ ﻫﻲ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﻤﺆﻣﻦ
واﻟﺴﻴﺎرة ،وﻟﻴﺲ ﺑﻴﻦ اﻟﻤﺆﻣﻦ ﻟﻪ و اﻟﺴﻴﺎرة ،وﻻ ﺑﻴﻦ اﻟﻤﺆﻣﻦ و اﻟﻤﺆﻣﻦ ﻟﻪ ،إذ أن ﺷﺮﻛﺔ اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﺗﻌﺪ
ﺿﺎﻣﻨﺔ ﺑﺪون أن ﻧﻬﺘﻢ ﺑﺎﻟﻤﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻟﻤﻦ وﻗﻊ ﻋﻠﻰ وﺛﻴﻘﺔ اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ.8
وﻗﺪ ﻧﺼﺖ اﻟﻤﺎدة اﻷوﻟﻰ ﻣﻦ اﻷﻣﺮ رﻗﻢ ،15/74ﻋﻠﻰ أن ﻛﻞ ﻣﺎﻟﻚ ﻣﺮﻛﺒﺔ ﻣﻠﺰم ﺑﺎﻛﺘﺘﺎب ﻋﻘﺪ
ﺗﺄﻣﻴﻦ ﻳﻐﻄﻲ اﻷﺿﺮار اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺒﺒﻬﺎ ﺗﻠﻚ اﻟﻤﺮﻛﺒﺔ ﻟﻠﻐﻴﺮ وذﻟﻚ ﻗﺒﻞ إﻃﻼﻗﻬﺎ ﻟﻠﺴﻴﺮ،ﻛﻤﺎ ﺣﺪدت اﻟﻤﺎدة
04ﻣﻦ ﻧﻔﺲ اﻷﻣﺮ اﻷﺷﺨﺎص اﻟﺨﺎﺿﻌﻮن ﻹﻟﺰاﻣﻴﺔ اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻴﺎرات ،ﻫﺬا ﻣﺎ ﺳﻨﺘﻨﺎوﻟﻪ ﺑﺎﻟﺪراﺳﺔ
ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﻄﻠﺒﻴﻦ ﻧﺘﻨﺎول ﻓﻲ اﻟﻤﻄﻠﺐ اﻷول اﻷﺧﻄﺎر اﻟﺘﻲ ﻳﻐﻄﻴﻬﺎ إﻟﺰاﻣﻴﺔ اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﻣﻦ اﻟﻤﺴﺆوﻟﻴﺔ ﻋﻠﻰ
اﻟﺴﻴﺎرات وﻓﻲ اﻟﻤﻄﻠﺐ اﻟﺜﺎﻧﻲ اﻷﺷﺨﺎص اﻟﺨﺎﺿﻌﻮن واﻟﻤﺴﺘﻔﻴﺪون ﻣﻦ إﻟﺰاﻣﻴﺔ اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻴﺎرات.
اﻟﻔﺮع اﻷول :اﻷﺧﻄﺎر اﻟﺘﻲ ﻳﻐﻄﻴﻬﺎ إﻟﺰاﻣﻴﺔ اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﻣﻦ اﻟﻤﺴﺆوﻟﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻴﺎرات .9
ﻗﺮر اﻟﻤﺸﺮع اﻟﺠﺰاﺋﺮي إﻟﺰاﻣﻴﺔ اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﻣﻦ اﻟﻤﺴﺆوﻟﻴﺔ ﻋﻦ اﻟﺤﻮادث اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺴﺒﺐ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺴﻴﺎرات ﻓﻲ
اﻟﻤﺎدة اﻷوﻟﻰ ﻣﻦ اﻷﻣﺮ رﻗﻢ 15/74اﻟﻤﺆرخ ﻓﻲ 30ﺟﻮان 1974اﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺈﻟﺰاﻣﻴﺔ اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﻋﻠﻰ
ﻣﺟﻠﺔ داﺋرة اﻟﺑﺣوث واﻟدراﺳﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ -ﻣﺧﺑر اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟدﺳﺗورﯾﺔ واﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ
67 )اﻟﻌدد اﻟﺳﺎدس -ﺟﺎﻧﻔﻲ (2019
اﻟﺴﻴﺎرات وﻧﻈﺎم اﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻋﻦ اﻷﺿﺮار ،10ﺣﻴﺚ ﺗﻨﺺ ﻫﺬﻩ اﻟﻤﺎدة ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ" ﻛﻞ ﻣﺎﻟﻚ ﻣﺮﻛﺒﺔ
ﻣﻠﺰم ﺑﺎﻛﺘﺘﺎب ﻋﻘﺪ ﺗﺄﻣﻴﻦ ﻳﻐﻄﻲ اﻷﺿﺮار اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺒﺒﻬﺎ ﺗﻠﻚ اﻟﻤﺮﻛﺒﺔ ﻟﻠﻐﻴﺮ وذﻟﻚ ﻗﺒﻞ إﻃﻼﻗﻬﺎ ﻟﻠﺴﻴﺮ
".
ﻣﺎ ﻳﻼﺣﻆ ﻋﻠﻰ ﻫﺬا اﻷﻣﺮ ﻫﻮ أن اﻟﻌﻨﻮان اﻟﺬي ورد ﺑﻪ ﻳﻮﺣﻲ ﺑﺄن إﻟﺰاﻣﻴﺔ اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﺗﺨﺺ اﻟﺴﻴﺎرات
وﻫﻮ ﻋﻨﻮان ﻏﻴﺮ ﺳﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺣﻴﺔ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻓﺈﻟﺰاﻣﻴﺔ اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ اﻟﻤﻨﺼﻮص ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻷﻣﺮ ﻻ ﺗﺘﻌﻠﻖ
ﺑﺎﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻴﺎرات ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ ﺷﻴﺌﺎ ﻓﻬﻮ ﻟﻴﺲ ﺑﺘﺄﻣﻴﻦ ﻋﻠﻰ اﻷﺷﻴﺎء ﻳﻞ ﺗﺄﻣﻴﻦ ﻣﻦ اﻟﻤﺴﺆوﻟﻴﺔ ،ﻫﺬا
ﻣﺎ ﺗﻮﺿﺤﻪ اﻟﻤﺎدة 04ﻣﻦ ﻧﻔﺲ اﻷﻣﺮ اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻀﻲ ﺑﺄن إﻟﺰاﻣﻴﺔ اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﻳﺠﺐ أن ﺗﻐﻄﻲ اﻟﻤﺴﺆوﻟﻴﺔ
اﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﻟﻠﻤﻜﺘﺘﺐ ،ﻓﺈﻟﺰاﻣﻴﺔ اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﻣﻦ اﻟﻤﺴﺆوﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻷﻣﺮ ﻻ ﺗﺸﻤﻞ اﻷﺿﺮار اﻟﺘﻲ ﺗﻠﺤﻖ اﻟﺴﻴﺎرة
ﺑﺴﺒﺐ أﺧﻄﺎر ﺗﺪﺧﻞ ﻓﻲ اﻷﺻﻞ ﻓﻲ اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﻋﻠﻰ اﻷﺷﻴﺎء ﻛﺎﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﻣﻦ اﻟﺤﺮﻳﻖ وﻛﺎﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﺮﻗﺔ
وﻛﺎﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﻋﻦ ﻛﺴﺮ اﻟﺰﺟﺎج وﻛﺎﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﻋﻠﻰ اﻻﻧﻔﺠﺎر ،ﻓﻬﺬﻩ ﻛﻠﻬﺎ أﺧﻄﺎر ﺗﺪﺧﻞ ﺿﻤﻦ اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﻋﻠﻰ
اﻷﺷﻴﺎء .
وإﻟﺰاﻣﻴﺔ اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﻫﻨﺎ ﻻ ﺗﺸﻤﻞ اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﻋﻠﻰ اﻷﺷﻴﺎء ،ﺣﻴﺚ ﻳﻔﻬﻢ ﻣﻦ اﻟﻤﺎدة اﻷوﻟﻰ ﻣﻦ اﻷﻣﺮ
رﻗﻢ 15/74اﻟﻤﺆرخ ﻓﻲ 30ﺟﻮان 1974اﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺈﻟﺰاﻣﻴﺔ اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻴﺎرات وﻧﻈﺎم اﻟﺘﻌﻮﻳﺾ
ﻋﻦ اﻷﺿﺮار أن اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﻓﻴﻪ ﻳﻐﻄﻲ اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﻣﻦ اﻟﻤﺴﺆوﻟﻴﺔ ﻋﻦ ﻓﻌﻞ اﻟﺸﻲء ،ﻓﻬﻲ ﺗﻘﻮل ﻛﻞ ﻣﺎﻟﻚ ﻣﺮﻛﺒﺔ
ﻣﻠﺰم ﺑﺎﻛﺘﺘﺎب ﻋﻘﺪ ﺗﺄﻣﻴﻦ ﻳﻐﻄﻲ اﻷﺿﺮار اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺒﺒﻬﺎ ﺗﻠﻚ اﻟﻤﺮﻛﺒﺔ ﻟﻠﻐﻴﺮ وذﻟﻚ ﻗﺒﻞ إﻃﻼﻗﻬﺎ ﻟﻠﺴﻴﺮ.
ﺣﻴﺚ ﺗﻠﺘﺰم ﺷﺮﻛﺎت اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﺑﺎﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻋﻦ اﻷﺿﺮار اﻟﺠﺴﻤﺎﻧﻴﺔ واﻟﻤﺎدﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺒﺐ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻤﺆﻣﻦ
ﻟﻪ ﻟﻠﻐﻴﺮ واﻟﺘﻲ ﻧﺠﻤﺖ ﻋﻦ ﺣﺎدث اﻟﻤﺮور ,وﻳﻜﻮن اﻟﻀﺮر ﻣﺎدﻳﺎ إذا ﻧﺠﻢ ﻋﻦ ﺗﺼﺎدم ﻣﺮﻛﺒﺘﻴﻦ أو أﻛﺜﺮ,
أﻣﺎ اﻟﻀﺮر اﻟﺠﺴﻤﺎﻧﻲ ﻓﻬﻮ اﻹﺻﺎﺑﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺼﻴﺐ ﺟﺴﻢ اﻟﺸﺨﺺ ﻛﺎﻟﻜﺴﻮر واﻟﺠﺮاح وﻣﺎ ﻳﺼﺎﺣﺒﻬﺎ
ﻣﻦ آﻻم ,ﻓﻬﻮ اﻟﻀﺮر اﻟﺬي ﻳﺨﻞ ﺑﺴﻼﻣﺔ اﻟﺠﺴﻢ وﺻﺤﺘﻪ وﻳﺘﻌﺪى ذﻟﻚ إﻟﻰ اﻟﻌﺎﻫﺎت اﻟﻤﺴﺘﺪﻳﻤﺔ
ﻛﺎﻟﺒﺘﺮ واﻟﺘﺸﻮﻳﻪ ,ﻟﻴﺸﻤﻞ ﻛﻞ ﻧﻘﺺ ﻓﻲ اﻟﻘﺪرة ﺑﻤﺨﺘﻠﻒ أﻧﻮاﻋﻬﺎ ,واﻟﺘﻲ ﻳﺘﺮﺗﺐ ﻋﻨﻬﺎ ﻋﺠﺰ ﻛﻠﻲ أو
ﺟﺰﺋﻲ ,أو ﻋﺠﺰ ﻣﺆﻗﺖ أو داﺋﻢ ﻋﻦ اﻟﻌﻤﻞ ,وﻛﺬا اﻟﻌﺠﺰ اﻟﻜﻠﻲ اﻟﺪاﺋﻢ ,و ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻮﻓﺎة.11
وﻳﺠﺐ أن ﻳﻐﻄﻲ اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﻋﻦ ﺣﻮادث اﻟﺴﻴﺎرات اﻟﻤﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻟﻤﺪﻧﻴﺔ
ﻟﻠﻤﻜﺘﺘﺐ ﺑﺎﻟﻌﻘﺪ وﻣﺎﻟﻚ اﻟﻤﺮﻛﺒﺔ وﻛﺬﻟﻚ ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ ﻛﻞ ﺷﺨﺺ آﻟﺖ إﻟﻴﻪ ﺑﻤﻮﺟﺐ إذن ﻣﻨﻬﻤﺎ ﺑﺤﺮاﺳﺔ
أو ﻗﻴﺎدة ﺗﻠﻚ اﻟﻤﺮﻛﺒﺔ ﻓﻴﻔﺘﺮض إذن أن ﺣﺎرس اﻟﻤﺮﻛﺒﺔ ﻫﻮ ﻣﺎﻟﻜﻬﺎ وﻋﻠﻴﻪ ﻳﻘﻊ إﺛﺒﺎت أن ﺣﺮاﺳﺘﻬﺎ
ﻣﺟﻠﺔ داﺋرة اﻟﺑﺣوث واﻟدراﺳﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ -ﻣﺧﺑر اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟدﺳﺗورﯾﺔ واﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ
)اﻟﻌدد اﻟﺳﺎدس -ﺟﺎﻧﻔﻲ (2019 68
ﺧﺮﺟﺖ ﻣﻦ ﻳﺪﻩ وﺗﻨﺘﻘﻞ اﻟﺤﺮاﺳﺔ ﻣﻨﻪ إﻟﻰ اﻟﻐﻴﺮ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻧﺘﻘﺎل ﺣﻴﺎزة اﻟﻤﺮﻛﺒﺔ ﺑﻤﻘﺘﻀﻰ ﻋﻘﺪ إﻳﺠﺎر
أو ﻋﻘﺪ ﻋﺎرﻳﺔ أو ﻋﻘﺪ ودﻳﻌﺔ أو ﻋﻘﺪ رﻫﻦ ﺣﻴﺎزي أو ﻏﻴﺮ ذﻟﻚ ،ﻓﺎﻟﻤﺴﺆول ﻫﻨﺎ إذن ﻫﻮ ﺣﺎرس
اﻟﺸﻲء وﻳﺴﺄل ﻋﻦ اﻷﺿﺮار اﻟﺘﻲ ﻳﺴﺒﺒﻬﺎ ﻫﺬا اﻟﺸﻲء وﻫﻮ ﺗﺤﺖ ﺗﺴﻴﻴﺮﻩ وﻣﺮاﻗﺒﺘﻪ.12
وﻓﻲ ﺗﺤﺪﻳﺪﻩ ﻟﻤﺤﻞ اﻟﻀﻤﺎن ﺗﻨﺺ اﻟﻤﺎدة اﻷوﻟﻰ ﻣﻦ اﻷﻣﺮ ﻣﻦ اﻷﻣﺮ 15/74ﻋﻠﻰ أن اﻟﻀﻤﺎن
ﻳﺨﺺ ﻛﻞ ﻣﺮﻛﺒﺔ ﺑﺮﻳﺔ ذات ﻣﺤﺮك 13وﻛﺬﻟﻚ ﻧﺼﻒ ﻣﻘﻄﻮراﺗﻬﺎ وﺣﻤﻮﻻﺗﻬﺎ،ﺑﻐﺾ اﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ ﻣﺎ إذا
ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺪار ﺑﺎﻟﺒﻨﺰﻳﻦ أو اﻟﻤﺎزوت أو اﻟﻐﺎز أو اﻟﻜﻬﺮﺑﺎء ،14أي أن اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﻟﻪ ﻃﺎﺑﻊ ﻋﻴﻨﻲ ﻳﺘﻌﻠﻖ
ﺑﺎﻟﻤﺮﻛﺒﺔ،وﻻ ﻳﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﻣﻔﻬﻮم اﻟﻤﺮﻛﺒﺔ اﻟﻤﺸﺎر إﻟﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ اﻟﻤﺎدة اﻟﻘﻄﺎر ﻓﺎﻟﻤﺎدة 03ﻣﻦ اﻷﻣﺮ رﻗﻢ
15/74ﺗﻘﻀﻲ ﺻﺮاﺣﺔ ﺑﺄﻧﻪ ﻻ ﺗﺴﺮي إﻟﺰاﻣﻴﺔ اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ اﻟﻤﻨﺼﻮص ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻷﻣﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻘﻞ
ﺑﺎﻟﺴﻜﻚ اﻟﺤﺪﻳﺪﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺨﻀﻊ ﻟﻨﻈﺎم ﺧﺎص،ﻛﻤﺎ اﺳﺘﺜﻨﻰ اﻷﻣﺮ أﻳﺔ ﻣﺮﻛﺒﺔ ﻣﻦ ﻧﻄﺎق ﺗﻄﺒﻴﻖ ﻫﺬا
اﻷﻣﺮ إذا ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﻤﺮﻛﺒﺔ ﺗﺴﻴﺮ ﻓﻲ ﻣﻴﺎﻩ اﻷﻧﻬﺎر أو اﻟﺒﺤﺎر أو ﻓﻲ اﻟﻬﻮاء.15
اﻟﻔﺮع اﻟﺜﺎﻧﻲ :اﻷﺷﺨﺎص اﻟﺨﺎﺿﻌﻮن واﻟﻤﺴﺘﻔﻴﺪون ﻣﻦ إﻟﺰاﻣﻴﺔ اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻴﺎرات.
ﻟﻘﺪ ﺣﺪدت اﻟﻤﺎدة 04ﻣﻦ اﻷﻣﺮ رﻗﻢ 15/74اﻷﺷﺨﺎص اﻟﺨﺎﺿﻌﻮن ﻹﻟﺰاﻣﻴﺔ اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﻋﻠﻰ
اﻟﺴﻴﺎرات وﻫﻢ اﻟﻤﻜﺘﺘﺐ ﻗﻲ ﻋﻘﺪ اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ وﻣﺎﻟﻚ اﻟﻤﺮﻛﺒﺔ وﻛﻞ ﺷﺨﺺ آﻟﺖ إﻟﻴﻪ ﺣﺮاﺳﺔ أو ﻗﻴﺎدة
اﻟﻤﺮﻛﺒﺔ ﻣﻦ ﻣﻜﺘﺘﺐ اﻟﻌﻘﺪ أو ﻣﻦ ﻣﺎﻟﻚ اﻟﻤﺮﻛﺒﺔ ،و ﻳﻼﺣﻆ أن اﻟﻤﺸﺮع اﻟﺠﺰاﺋﺮي ﻗﺪ اﺳﺘﺜﻨﻲ ﻣﻦ ﻫﺬا
اﻻﻟﺘﺰام اﻟﺪوﻟﺔ ﻛﻤﺎﻟﻚ ﻟﻠﺴﻴﺎرة ،ﻓﻼ ﺗﻠﺰم ﺑﺈﺑﺮام ﻋﻘﺪ ﺗﺄﻣﻴﻦ ﻟﺘﻐﻄﻴﺔ اﻷﺿﺮار اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺒﺒﻬﺎ ﺳﻴﺎراﺗﻬﺎ ﻟﻠﻐﻴﺮ،و
إﻧﻤﺎ أﻟﺰﻣﻬﺎ ﺑﻨﻔﺲ إﻟﺘﺰﻣﺎت اﻟﻤﺆﻣﻦ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺴﻴﺎرات اﻟﺘﻲ ﺗﻤﻠﻜﻬﺎ أو اﻟﻤﻮﺟﻮدة ﻓﻲ ﺣﺮاﺳﺘﻬﺎ ،16وﻫﺬا
ﻣﺎ ﻳﻌﺮف ﺑﻤﺒﺪأ اﻟﺪوﻟﺔ ﺗﺆﻣﻦ ﻧﻔﺴﻬﺎ ،إذ ﻳﺤﻖ ﻟﻀﺤﺎﻳﺎ ﺣﻮادث اﻟﻤﺮور أو ذوي ﺣﻘﻮﻗﻬﻢ أن ﻳﻄﺎﻟﺒﻮا
اﻟﺪوﻟﺔ أن ﺗﺴﺪد ﻟﻬﻢ ﺗﻌﻮﻳﻀﺎت ﻣﺪﻧﻴﺔ ﺟﺒﺮا ﻟﻸﺿﺮار اﻟﻼﺣﻘﺔ ﺑﻬﻢ واﻟﺘﻲ ﺗﺘﺴﺒﺐ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻤﺮﻛﺒﺎت اﻟﺘﺎﺑﻌﺔ
ﻟﻬﺎ ﺳﻮاء ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻠﻜﺎ ﻟﻬﺎ أو ﺗﺤﺖ ﺣﺮاﺳﺘﻬﺎ ﺑﺎﻟﻠﺠﻮء إﻟﻰ اﻟﺠﻬﺎت اﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ اﻟﻤﺨﺘﺼﺔ ﻟﻤﻘﺎﺿﺎة
اﻟﺪوﻟﺔ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ ﻣﺴﺆوﻟﺔ ﻋﻦ اﻟﺴﺎﺋﻘﻴﻦ اﻟﺘﺎﺑﻌﻴﻦ ﻹﺣﺪى ﻣﺼﺎﻟﺤﻬﺎ اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ وﻳﻘﻮم اﻟﻮﻛﻴﻞ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ
ﻟﻠﺨﺰﻳﻨﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﺑﺘﻤﺜﻴﻞ اﻟﺪوﻟﺔ أﻣﺎم اﻟﻘﻀﺎء.17
وﺣﺴﺐ ﻣﺎ ﻳﺴﺘﻨﺘﺞ ﻣﻦ اﻟﻤﺎدة 04ﻣﻦ اﻷﻣﺮ ،15/74ﻓﺈن اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﻳﺸﻤﻞ ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ ﻛﻞ واﺣﺪ
ﻣﻦ اﻷﺷﺨﺎص اﻟﺬﻳﻦ ذﻛﺮﺗﻬﻢ ﻓﺄﻳﻬﻢ ﺗﺴﺒﺐ ﻓﻲ اﻟﺤﺎدث ﻛﺎن ﻣﻐﻄﻰ ﺑﺎﻟﺘﺄﻣﻴﻦ وﻫﺬا ﻣﺎ ﻳﺒﺮر ورود
ﻣﺟﻠﺔ داﺋرة اﻟﺑﺣوث واﻟدراﺳﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ -ﻣﺧﺑر اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟدﺳﺗورﯾﺔ واﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ
69 )اﻟﻌدد اﻟﺳﺎدس -ﺟﺎﻧﻔﻲ (2019
ﻋﻨﻮان اﻷﻣﺮ ﺑﺈﻟﺰاﻣﻴﺔ اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻴﺎرات أي أن اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﻳﺸﻤﻞ ﺟﻤﻴﻊ اﻷﺷﺨﺎص اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻘﻮدون
اﻟﺴﻴﺎرة اﻟﻤﺆﻣﻦ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﺤﻮادث.
ﻓﻤﻜﺘﺘﺐ اﻟﻌﻘﺪ ﻳﺆﻣﻦ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺆوﻟﻴﺘﻪ ﻋﻦ اﻟﺤﻮادث اﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﺘﺴﺒﺐ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﻨﻔﺴﻪ وﻗﺪ ﻳﻜﻮن
اﻟﻤﻜﺘﺘﺐ ﻣﺎﻟﻜﺎ ﻟﻠﻤﺮﻛﺒﺔ أو ﻏﻴﺮ ﻣﺎﻟﻚ ﻟﻬﺎ ،وﻳﺨﻀﻊ ﻹﻟﺰاﻣﻴﺔ اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﻋﻦ اﻟﺴﻴﺎرات أﻳﻀﺎ ﻣﻦ آﻟﺖ إﻟﻴﻪ
ﺣﺮاﺳﺔ اﻟﻤﺮﻛﺒﺔ ﻣﻦ اﻟﻤﺎﻟﻚ أو ﻣﻦ اﻟﻤﻜﺘﺘﺐ ،ﻓﺈن ﻛﺎن اﻟﻤﺎﻟﻚ ﻗﺪ أﻣﻦ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﺳﺘﻔﺎد ﻫﻮ ﻣﻦ ﻫﺬا
اﻟﻌﻘﺪ وﻛﺎﻧﺖ ﻣﺴﺆوﻟﻴﺘﻪ اﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﻣﻐﻄﺎة ﺑﺎﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﻃﺒﻘﺎ ﻟﻘﻮاﻋﺪ اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﻟﺬي اﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ،وﻳﺠﺐ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ
اﻟﺤﺎﻟﺔ أن ﻳﻜﻮن ﻣﺄذوﻧﺎ ﻟﻪ ﺑﺎﻟﺤﺮاﺳﺔ ،واﻟﺤﺮاﺳﺔ اﻟﻤﺄذوﻧﺔ ﻟﻬﺎ ﻣﺪﻟﻮل أوﺳﻊ ﻣﻦ اﻟﺴﻴﺎﻗﺔ اﻟﻤﺄذوﻧﺔ،
ﻓﺎﻟﺤﺎرس ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻪ أن ﻳﺄذن ﺑﺎﻟﺴﻴﺎﻗﺔ ﻟﻠﻐﻴﺮ ﻛﺘﺎﺑﻌﻪ ﻣﺜﻼ.
وﺳﻮاء ﺗﻌﻠﻖ اﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﻤﺎﻟﻚ أو ﻣﻜﺘﺘﺐ اﻟﻌﻘﺪ أو ﺑﺎﻟﺤﺎرس ﻓﺈن اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﻳﻐﻄﻲ اﻟﻤﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻟﻤﺪﻧﻴﺔ
ﻋﻦ اﻟﻔﻌﻞ اﻟﺸﺨﺼﻲ و اﻟﻤﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﻋﻦ ﻣﻦ ﻳﻮﺟﺐ رﻗﺎﺑﺘﻬﻢ أوﻋﻦ ﺗﺎﺑﻌﻴﻬﻢ.18
وﻓﻘﺎ ﻟﻨﺺ اﻟﻤﺎدة اﻟﺜﺎﻣﻨﺔ ﻣﻦ اﻷﻣﺮ رﻗﻢ 15 -74ﻓﺈن ﻛﻞ ﺣﺎدث ﺳﻴﺮ ﺳﺒﺐ أﺿﺮارا ﺟﺴﻤﺎﻧﻴﺔ,
ﻳﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻟﻜﻞ ﺿﺤﻴﺔ أو ذوي ﺣﻘﻮﻗﻬﺎ اﻟﺬﻳﻦ أﺻﺎﺑﻬﻢ اﻟﻀﺮر اﻟﻨﺎﺟﻢ ﻋﻦ ﺣﺎدث اﻟﻤﺮور,
وإن ﻟﻢ ﺑﻜﻦ ﻟﻠﻀﺤﻴﺔ ﺻﻔﺔ اﻟﻐﻴﺮ ﺗﺠﺎﻩ اﻟﺸﺨﺺ اﻟﻤﺴﺆول ﻣﺪﻧﻴﺎ ﻋﻦ اﻟﺤﺎدث ,وﻛﺬا ﻣﻜﺘﺘﺐ اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ
وﻣﺎﻟﻚ اﻟﻤﺮﻛﺒﺔ ,ﻛﻤﺎ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﺸﻤﻞ ﺳﺎﺋﻖ اﻟﻤﺮﻛﺒﺔ وﻣﺴﺒﺐ اﻟﺤﺎدث ,واﻟﻀﺤﻴﺔ ﻫﻮ اﻟﺸﺨﺺ اﻟﺬي
ﻳﺴﺘﻔﻴﺪ ﻣﻦ اﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺿﺮر أﺻﻴﺐ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺟﺮاء ﺣﺎدث اﻟﺴﻴﺎرة ,وﻫﺬا ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺑﻘﺎﺋﻪ ﺣﻴﺎ ,وﻓﻲ
ﺣﺎﻟﺔ وﻓﺎﺗﻪ ﻳﺤﻞ ذوو ﺣﻘﻮﻗﻪ ﻣﺤﻠﻪ ﻓﻲ اﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ,وﺗﺘﺤﻤﻞ ﺷﺮﻛﺔ اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ اﻟﺘﻌﻮﻳﺾ إذا ﻛﺎن اﻟﻤﻌﻨﻲ
ﻣﺎﻟﻜﺎ ﻟﻠﻤﺮﻛﺒﺔ ﻣﺆﻣﻨﺎ ﻋﻠﻴﻬﺎ ,ﻓﻴﻤﺎ ﺗﺘﻮﻟﻰ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﺘﻌﻮﻳﺾ إذا ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻤﺮﻛﺒﺔ ﻣﻠﻜﺎ ﻟﻬﺎ أو ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺤﺖ
ﺣﺮاﺳﺘﻬﺎ ,ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﺘﺤﻤﻞ اﻟﺼﻨﺪوق اﻟﺨﺎص ﺑﺘﻌﻮﻳﺾ اﻟﻀﺤﺎﻳﺎ أو ذوي ﺣﻘﻮﻗﻬﻢ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺠﻬﻞ
ﺑﺎﻟﻤﺘﺴﻴﺐ ﻓﻲ اﻟﺤﺎدث ,وﺣﺎﻟﺔ ﺳﻘﻮط ﺣﻖ اﻟﻤﺆﻣﻦ ﻟﻪ ﻓﻲ اﻟﻀﻤﺎن وﻗﺖ اﻟﺤﺎدث ,أو ﻋﺪم ﻛﻔﺎﻳﺔ
اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﻟﻠﺘﻌﻮﻳﺾ ,وﺣﺎﻟﺔ إﻋﺴﺎر اﻟﻤﺆﻣﻦ ﻟﻪ ﻛﻠﻴﺎ أو ﺟﺰﺋﻴﺎ ,ﺑﻴﻨﻤﺎ أﻛﺪ اﻷﻣﺮ اﻟﻤﺬﻛﻮر ﻋﻠﻰ أـﻦ اﻟﺘﻌﻮﻳﺾ
ﻋﻦ اﻷﺿﺮار اﻟﻤﺎدﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﻟﺤﻘﺖ اﻟﻤﺮﻛﺒﺔ ﻻ ﺗﺘﻢ إﻻ ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ ﺧﺒﺮة.19
وﺗﺴﺘﺜﻨﻲ اﻟﻤﺎدة 04ﻣﻦ اﻻﺳﺘﻔﺎدة ﻣﻦ إﻟﺰاﻣﻴﺔ اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻴﺎرات أﺻﺤﺎب اﻟﻤﺮ اﺋﺐ
واﻷﺷﺨﺎص اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻤﺎرﺳﻮن ﻋﺎدة اﻟﺴﻤﺴﺮة أو اﻟﺒﻴﻊ أو اﻟﺘﺼﻠﻴﺢ أو اﻟﺮأب أو ﻣﺮاﻗﺒﺔ ﺣﺴﻦ ﺳﻴﺮ
اﻟﻤﺮﻛﺒﺎت وﻛﺬﻟﻚ ﻣﻨﺪوﺑﻴﻬﻢ ،ﻓﻬﺆﻻء اﻷﺷﺨﺎص ﻻ ﻳﻐﻄﻲ اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﻣﺴﺆوﻟﻴﺘﻬﻢ اﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﻋﻤﺎ ﺗﺘﺴﺒﺐ ﻓﻴﻪ
ﻣﺟﻠﺔ داﺋرة اﻟﺑﺣوث واﻟدراﺳﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ -ﻣﺧﺑر اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟدﺳﺗورﯾﺔ واﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ
)اﻟﻌدد اﻟﺳﺎدس -ﺟﺎﻧﻔﻲ (2019 70
ﻣﻦ ﺣﻮادث اﻟﻤﺮﻛﺒﺎت اﻟﺘﻲ ﻳﻌﻬﺪ ﺑﻬﺎ إﻟﻴﻬﻢ ﺑﺤﻜﻢ ﻣﻬﺎﻣﻬﻢ وﻟﻜﻦ ﻳﺒﻘﻰ ﻫﺆﻻء اﻷﺷﺨﺎص ﻣﻠﺰﻣﻴﻦ
ﺑﺤﻜﻢ اﻟﻔﻘﺮة اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﻤﺎدة 04ﻣﻦ اﻷﻣﺮ اﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﻣﻦ ﻣﺴﺆوﻟﻴﺘﻬﻢ اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ وﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ
اﻷﺷﺨﺎص اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﻤﻠﻮن ﻣﻌﻬﻢ أو اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﻮﻟﻮن ﺣﺮاﺳﺔ اﻟﻤﺮﻛﺒﺔ أو ﺳﻴﺎﻗﺘﻬﺎ ﺑﺈذﻧﻬﻢ أو ﺑﺈذﻧﻬﻢ أي
ﺷﺨﺺ آﺧﺮ ﻳﻌﻴﻦ ﻟﻬﺬا اﻟﻐﺮض ﻋﻦ اﻷﺿﺮار اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺴﺒﺐ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻤﺮﻛﺒﺎت اﻟﻤﻌﻬﻮد ﺑﻬﺎ إﻟﻴﻬﻢ ﺣﻴﻨﺌﺬ
إذا ﻗﺎم ﺻﺎﺣﺐ اﻟﻤﺮأب ﺑﺎﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺮﻛﺒﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺪﺧﻞ اﻟﻤﺮأب ،ﻓﺈن ﻫﺬا اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﻳﻐﻄﻲ ﺟﻤﻴﻊ
اﻷﺷﺨﺎص اﻟﻌﺎﻣﻠﻴﻦ ﻓﻲ اﻟﻤﺮأب وﻛﺬا اﻷﺷﺨﺎص اﻟﺬﻳﻦ أوﻛﻠﺖ ﻟﻬﻢ ﺣﺮاﺳﺔ اﻟﻤﺮﻛﺒﺔ ﺑﺈذﻧﻪ أو ﺳﻴﺎﻗﺘﻬﺎ
ﻛﻤﺎ ﻟﻮ ﻛﺎن ﺻﺎﺣﺐ اﻟﻤﺮأب ﺑﺎﺋﻌﺎ ﻟﻠﺴﻴﺎرات وأوﻛﻞ اﻟﺴﻴﺎرة ﻷﺣﺪ اﻟﺰﺑﺎﺋﻦ ﻣﻦ أﺟﻞ ﺗﺠﺮﺑﺘﻬﺎ ﻓﻠﻮ
ارﺗﻜﺐ ﻫﺬا اﻷﺧﻴﺮ ﺣﺎدﺛﺎ ﺑﻬﺬﻩ اﻟﺴﻴﺎرة اﺳﺘﻔﺎد ﻣﻦ اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ وﻛﺎﻧﺖ ﻣﺴﺆوﻟﻴﺘﻪ اﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﻣﻐﻄﺎة ﻃﺒﻘﺎ
ﻷﺣﻜﺎم اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﻟﺬي اﻟﻤﺼﻠﺤﺔ.
وإذا اﻧﺘﻘﻠﺖ ﻣﻠﻜﻴﺔ اﻟﺴﻴﺎرة ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﺒﻴﻊ اﺳﺘﻔﺎد اﻟﻤﺸﺘﺮي ﻣﻦ اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ إﻟﻰ أن ﻳﻨﺘﻬﻲ اﻟﻌﻘﺪ
ﺑﺸﺮط إﻋﻼم اﻟﻤﺆﻣﻦ ﻓﻲ ﺧﻼل ﺛﻼﺛﻴﻦ ﻳﻮﻣﺎ إﺑﺘﺪاءا ﻣﻦ ﺗﺎرﻳﺦ ﺗﻤﻠﻚ اﻟﺴﻴﺎرة ﻃﺒﻘﺎ ﻟﻤﺎ ﺗﻨﺺ ﻋﻠﻴﻪ
اﻟﻤﺎدة 25ﻣﻦ اﻷﻣﺮ اﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺘﺄﻣﻴﻨﺎت.
وﻃﺒﻘﺎ ﻟﻠﻔﻘﺮة اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻣﻦ ﻧﻔﺲ اﻟﻤﺎدة ﻳﺠﻮز ﻟﻠﻤﺘﺼﺮف أن ﻳﺤﺘﻔﻆ ﻳﺎﻹﺳﺘﻔﺎدة ﻣﻦ ﻋﻘﺪ اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ
اﻟﺬي أﺑﺮﻣﻪ إن أراد أن ﻳﻨﻘﻠﻪ إﻟﻰ ﺳﻴﺎرة أﺧﺮى ﺑﺸﺮط أن ﻳﻌﻴﺪ ﺷﻬﺎدة اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ اﻷوﻟﻰ ،ﺣﻴﻨﺌﺬ ﻳﺘﻌﻴﻦ
ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺸﺘﺮي أن ﻳﺆﻣﻦ اﻟﺴﻴﺎرة ﺑﻤﻘﺘﻀﻰ ﻋﻘﺪ ﺗﺄﻣﻴﻦ ﺟﺪﻳﺪ.
أﻣﺎ ﻟﻮ اﻧﺘﻘﻠﺖ ﻣﻠﻜﻴﺔ اﻟﺴﻴﺎرة ﺑﺴﺒﺐ اﻟﻮﻓﺎة أو ﺑﺘﺼﺮف آﺧﺮ ﻏﻴﺮ اﻟﺒﻴﻊ اﺳﺘﻤﺮ اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﻟﻔﺎﺋﺪة اﻟﻮارث
أو اﻟﻤﺘﺼﺮف ﻟﻪ ﺑﺸﺮط أن ﻳﺼﺮح اﻟﻤﺆﻣﻦ ﺑﺎﻧﺘﻘﺎل اﻟﻤﻠﻜﻴﺔ إﻟﻴﻪ ﻃﺒﻘﺎ ﻟﻤﺎ ﺗﻨﺺ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻤﺎدة 24ﻣﻦ
اﻷﻣﺮ اﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺘﺄﻣﻴﻨﺎت.
ﻫﺬا ﺗﻮﺟﺐ اﻟﻤﺎدة 06ﻣﻦ اﻟﻤﺮﺳﻮم رﻗﻢ 34/ 80اﻟﻤﺆرخ ﻓﻲ 1980/02/16واﻟﻤﺘﻀﻤﻦ
ﺗﺤﺪﻳﺪ ﺷﺮوط ﺗﻄﺒﻴﻖ اﻟﻤﺎدة 07ﻣﻦ اﻷﻣﺮ رﻗﻢ 15/74اﻟﻤﺆرخ ﻓﻲ 30ﺟﻮان 1974اﻟﻤﺘﻌﻠﻖ
ﺑﺈﻟﺰاﻣﻴﺔ اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻴﺎرات وﻧﻈﺎم اﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻋﻦ اﻷﺿﺮار ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺳﺎﺋﻖ ﻣﺮﻛﺒﺔ أن ﻳﺤﻤﻞ وﺛﻴﻘﺔ
ﺗﺜﺒﺖ ﺑﺄﻧﻪ ﻗﺎم ﺑﻮاﺟﺐ إﻟﺰاﻣﻴﺔ اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﺗﺴﻠﻤﻬﺎ اﻟﺸﺮﻛﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻟﻠﺘﺄﻣﻴﻦ ﻣﺠﺎﻧﺎ.
وﻣﻦ ﻟﻢ ﻳﻤﺘﺜﻞ ﻹﻟﺰاﻣﻴﺔ اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﻳﺘﻌﺮض إﻟﻰ اﻟﻌﻘﻮﺑﺔ اﻟﻤﻨﺼﻮص ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﺎدة 190ﻣﻦ اﻷﻣﺮ
07/95اﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺘﺄﻣﻴﻨﺎت (05)20اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻀﻲ ﺑﺄن ﻛﻞ ﺷﺨﺺ ﺧﺎﺿﻊ ﻹﻟﺰاﻣﻴﺔ اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ اﻟﻤﻨﺼﻮص
ﻣﺟﻠﺔ داﺋرة اﻟﺑﺣوث واﻟدراﺳﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ -ﻣﺧﺑر اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟدﺳﺗورﯾﺔ واﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ
71 )اﻟﻌدد اﻟﺳﺎدس -ﺟﺎﻧﻔﻲ (2019
ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﺎدة اﻷوﻟﻰ ﻣﻦ اﻷﻣﺮ رﻗﻢ 15/74ﻳﻌﺎﻗﻲ ﺑﺎﻟﺤﺒﺲ ﻣﻦ ﺛﻤﺎﻧﻴﺔ )(08أﻳﺎم إﻟﻰ ﺛﻼﺛﺔ
)(03أﺷﻬﺮ وﺑﻐﺮاﻣﺔ ﻣﻦ 500إﻟﻰ 4000دج أو ﺑﺈﺣﺪاﻫﻤﺎ ﻓﻘﻂ إن ﻟﻢ ﻳﻤﺘﺜﻞ ﻟﻬﺬﻩ اﻹﻟﺰاﻣﻴﺔ.
وﻛﻞ ﻣﺴﺆول ﻋﻦ ﺣﺎدث ﻏﻴﺮ ﻣﺆﻣﻦ ﻋﻠﻴﻪ ﻳﻠﺘﺰم ﺑﺪﻓﻊ ﻣﺴﺎﻫﻤﺔ ﻟﺤﺴﺎب اﻟﺼﻨﺪوق اﻟﺨﺎص
ﺑﺎﻟﺘﻌﻮﻳﻀﺎت 21وﺗﻘﺪر ﻫﺬﻩ اﻟﻤﺴﺎﻫﻤﺔ ب 10ﺑﺎﻟﻤﺎﺋﺔ ﻣﻦ اﻟﻤﺒﻠﻎ اﻹﺟﻤﺎﻟﻲ ﻟﻠﺘﻌﻮﻳﻀﺎت اﻟﻤﺴﺘﺤﻘﺔ
ﻣﻦ اﻟﻤﺨﺎﻟﻒ ﻛﺘﻌﻮﻳﺾ ﻋﻦ اﻷﺿﺮار اﻟﻤﺘﺴﺒﺐ ﻓﻴﻬﺎ.
اﻟﻤﺒﺤﺚ اﻟﺜﺎﻧﻲ :ﻣﻈﺎﻫﺮ اﻟﺤﻤﺎﻳﺔ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻟﻠﻀﺤﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﻣﻦ اﻟﻤﺴﺆوﻟﻴﺔ ﻋﻦ ﺣﻮادث
اﻟﺴﻴﺎرات.
ﻟﻘﺪ وﻓﺮ اﻟﻘﺎﻧﻮن رﻗﻢ 31/88اﻟﻤﺆرخ ﻓﻲ 1988/07/19اﻟﺬي ﻳﻌﺪل وﻳﺘﻤﻢ اﻷﻣﺮ رﻗﻢ
15/74اﻟﻤﺆرخ ﻓﻲ 30ﺟﻮان 1974اﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺈﻟﺰاﻣﻴﺔ اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻴﺎرات وﻧﻈﺎم اﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻋﻦ
اﻷﺿﺮار ،22ﻣﻈﺎﻫﺮا ﻟﻠﺤﻤﺎﻳﺔ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻟﻠﻀﺤﺎﻳﺎ ﺗﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ اﻟﺘﻮﺳﻴﻊ ﻣﻦ ﻣﺠﺎل اﻟﻤﻀﺮورﻳﻦ
اﻟﻤﺴﺘﻔﻴﺪﻳﻦ ﻣﻦ اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻴﺎرات ،ﻛﻤﺎ أن اﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻣﺤﺪد ﺑﻨﺺ اﻟﻘﺎﻧﻮن واﻟﻘﺎﺿﻲ ﻣﻠﺰم ﺑﺎﻟﺘﻘﻴﺪ
ﺑﻬﺬا اﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ،اﻟﻮارد ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧﻮن رﻗﻢ 31 -88اﻟﻤﻌﺪل واﻟﻤﺘﻤﻢ ﻟﻸﻣﺮ رﻗﻢ 15/74اﻟﺬي وﺿﻊ
أﺳﺴﺎ ﻟﺤﺴﺎب اﻟﺘﻌﻮﻳﻀﺎت اﻟﻤﻤﻨﻮﺣﺔ ﻟﻀﺤﺎﻳﺎ ﺣﻮادث اﻟﻤﺮور اﻟﺠﺴﻤﺎﻧﻴﺔ أو ﻟﺬوي ﺣﻘﻮﻗﻬﻢ،
وﻳﺤﺴﺐ اﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻷﺟﺮ اﻷدﻧﻰ اﻟﻤﻀﻤﻮن أو اﻟﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻌﺠﺰ اﻟﻤﺆﻗﺖ ،أو
اﻟﻌﺠﺰ اﻟﺪاﺋﻢ أو اﻟﻜﻠﻲ ﻋﻦ اﻟﻌﻤﻞ ،أو ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻮﻓﺎة ،23ﺣﻴﺚ ﻓﺮق اﻟﻤﺸﺮع ﺑﻴﻦ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻌﺠﺰ وﺣﺎﻟﺔ
اﻟﻮﻓﺎة ،واﻟﺠﺎﻧﺐ اﻟﻤﺎﻟﻲ ﻟﻠﻀﺮر واﻟﺠﺎﻧﺐ اﻟﻤﻌﻨﻮي،ﻛﻤﺎ ﻓﺮق ﺑﻴﻦ اﻷﺿﺮار اﻟﺠﺴﻤﺎﻧﻴﺔ اﻟﻼﺣﻘﺔ
ﺑﺎﻟﻀﺤﻴﺔ ﻣﺒﺎﺷﺮة وﻃﺮﻳﻘﺔ اﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻋﻨﻬﺎ ،واﻷﺿﺮار اﻟﻼﺣﻘﺔ ﺑﺬوي ﺣﻘﻮق اﻟﻀﺤﻴﺔ اﻟﻤﺘﻮﻓﻲ ﻫﺬا ﻣﺎ
ﺳﻨﺘﻨﺎوﻟﻪ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﻄﻠﺒﻴﻦ ﻧﺘﻨﺎول ﻓﻲ اﻟﻤﻄﻠﺐ اﻷول ،وﻓﻲ اﻟﻤﻄﻠﺐ اﻟﺜﺎﻧﻲ اﻷﺿﺮار اﻟﻼﺣﻘﺔ ﺑﺬوي
ﺣﻘﻮق اﻟﻀﺤﻴﺔ اﻟﻤﺘﻮﻓﻲ وﻃﺮﻳﻘﺔ اﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻋﻨﻬﺎ.
اﻟﻤﻄﻠﺐ اﻷول :اﻷﺿﺮار اﻟﺠﺴﻤﺎﻧﻴﺔ اﻟﻼﺣﻘﺔ ﺑﺎﻟﻀﺤﻴﺔ ﻣﺒﺎﺷﺮة وﻃﺮﻳﻘﺔ اﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻋﻨﻬﺎ.
ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ إﺻﺎﺑﺔ اﻟﻤﻀﺮور ﻓﻲ ﺣﺎدث ﻣﺮور ﻓﺈن اﻷﺿﺮار اﻟﺘﻲ ﻳﺘﻢ اﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻋﻨﻬﺎ ﺗﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ اﻟﺘﻌﻮﻳﺾ
ﻋﻦ اﻟﻌﺠﺰ اﻟﻜﻠﻲ اﻟﻤﺆﻗﺖ واﻟﻌﺠﺰ اﻟﺪاﺋﻢ اﻟﺠﺰﺋﻲ أو اﻟﻜﻠﻲ ،و اﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻋﻦ اﻟﻤﺼﺎرﻳﻒ اﻟﻄﺒﻴﺔ
واﻟﺼﻴﺪﻻﻧﻴﺔ اﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻋﻦ ﺿﺮر اﻟﺘﺄﻟﻢ واﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻋﻦ اﻟﻀﺮر اﻟﺠﻤﺎﻟﻲ ،ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺳﺒﻖ ﻧﻘﺴﻢ ﻫﺬا
اﻟﻤﻄﻠﺐ إﻟﻰ أرﺑﻌﺔ ﻓﺮوع ﻧﺘﻨﺎول ﻓﻲ اﻟﻔﺮع اﻷول اﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻌﺠﺰ وﻓﻲ اﻟﻔﺮع اﻟﺜﺎﻧﻲ اﻟﺘﻌﻮﻳﺾ
ﻣﺟﻠﺔ داﺋرة اﻟﺑﺣوث واﻟدراﺳﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ -ﻣﺧﺑر اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟدﺳﺗورﯾﺔ واﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ
)اﻟﻌدد اﻟﺳﺎدس -ﺟﺎﻧﻔﻲ (2019 72
ﻋﻦ اﻟﻤﺼﺎرﻳﻒ اﻟﻄﺒﻴﺔ و اﻟﺼﻴﺪﻻﻧﻴﺔ ،وﻓﻲ اﻟﻔﺮع اﻟﺜﺎﻟﺚ اﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻋﻦ ﺿﺮر اﻟﺘﺄﻟﻢ وﻓﻲ اﻟﻔﺮع اﻟﺮاﺑﻊ
اﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻋﻦ اﻟﻀﺮر اﻟﺠﻤﺎﻟﻲ.
اﻟﻔﺮع اﻷول :اﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻌﺠﺰ.
ﻳﺘﻤﺜﻞ اﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻋﻦ اﻟﻀﺮر ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻌﺠﺰ ﻓﻲ اﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻋﻦ اﻟﻌﺠﺰ اﻟﻤﺆﻗﺖ ﻋﻦ اﻟﻌﻤﻞ واﻟﺘﻌﻮﻳﺾ
ﻋﻦ اﻟﻌﺠﺰ اﻟﺠﺰﺋﻲ اﻟﺪاﺋﻢ ،ﺑﺎﻋﺘﺒﺎر أن اﻟﻤﻀﺮور ﻳﻜﻮن ﻋﺎﺟﺰا ﻋﻦ اﻟﻌﻤﻞ ﻓﻴﻔﻮﺗﻪ اﻟﺮﺑﺢ وﺗﻠﺤﻘﻪ اﻟﺨﺴﺎرة،
ﻫﺬا ﻣﺎ ﺳﻨﺘﻨﺎوﻟﻪ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻧﻘﻄﺘﻴﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻮاﻟﻲ.
أوﻻ -اﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻋﻦ اﻟﻌﺠﺰ اﻟﻤﺆﻗﺖ ﻋﻦ اﻟﻌﻤﻞ :ﻧﺼﺖ اﻟﻔﻘﺮة ﺛﺎﻧﻴﺎ ﻣﻦ ﻣﻠﺤﻖ اﻟﻘﺎﻧﻮن -88
31ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﻳﻌﻮض ﻋﻦ اﻟﻌﺠﺰ اﻟﻤﺆﻗﺖ ﻋﻦ اﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس %100ﻣﻦ أﺟﺮ اﻟﻤﻨﺼﺐ أو
اﻟﺪﺧﻞ اﻟﻤﻬﻨﻲ ﻟﻠﻀﺤﻴﺔ.
ﺛﺎﻧﻴﺎ -اﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻋﻦ اﻟﻌﺠﺰ اﻟﺠﺰﺋﻲ اﻟﺪاﺋﻢ :وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻔﻘﺮة راﺑﻌﺎ ﻣﻦ ﻣﻠﺤﻖ اﻟﻘﺎﻧﻮن 31-88ﻓﺈن
اﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻋﻦ ﻧﺴﺒﺔ اﻟﻌﺠﺰ اﻟﺪاﺋﻢ اﻟﺠﺰﺋﻲ أو اﻟﻜﻠﻲ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺣﺎﺻﻞ ﺿﺮب اﻟﺪﺧﻞ اﻟﺸﻬﺮي ﻓﻲ 12
ﺷﻬﺮا ﻟﻠﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ اﻟﺪﺧﻞ اﻟﺴﻨﻮي ,وﻳﻘﺎﺑﻞ ﻣﻘﺪار ﻫﺬا اﻟﺪﺧﻞ ﻧﻘﻄﺔ اﺳﺘﺪﻻﻟﻴﺔ ﻣﺤﺪدة ﺑﺎﻟﺠﺪول
اﻟﻤﺮﻓﻖ ﺑﺎﻟﻘﺎﻧﻮن ,ﺛﻢ ﻧﻀﺮب اﻟﻨﻘﻄﺔ اﻻﺳﺘﺪﻻﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﻧﺴﺒﺔ اﻟﻌﺠﺰ ﻓﻨﺤﺼﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻌﻮﻳﺾ اﻟﻤﺴﺘﺤﻖ
ﻟﻠﻀﺤﻴﺔ.
وﺗﺤﺪد اﻟﺨﺒﺮة ﻧﺴﺒﺔ اﻟﻌﺠﺰ اﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﻟﻠﻀﺮر اﻟﻼﺣﻖ ﺑﺎﻟﻀﺤﻴﺔ ﺣﺴﺐ ﻣﺎ إذا ﻛﺎﻧﺖ ﻧﺴﺒﺔ اﻟﻌﺠﺰ
ﻣﺴﺎوﻳﺔ ﻟـ %50أو %80أو ﺗﻔﻮﻗﻬﻤﺎ ،ﺣﻴﺚ ﻧﺼﺖ اﻟﻔﻘﺮة اﻟﺴﺎﺑﻌﺔ ﻣﻦ راﺑﻌﺎ ﻣﻦ ﻣﻠﺤﻖ اﻟﻘﺎﻧﻮن
31-88ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻜﻮن ﻣﻌ ّﺪل اﻟﻌﺠﺰ اﻟﺪاﺋﻢ اﻟﺠﺰﺋﻲ ﻣﺴﺎوﻳﺎ ﻟﻨﺴﺒﺔ %50أو ﻳﻔﻮﻗﻪ ،ﻳﻤﻨﺢ
ﻟﻠﻀﺤﻴﺔ ،ﻓﻀﻼ ﻋﻦ اﻟﺮﻳﻊ ﺗﻌﻮﻳﻀﺎ ﻋﻦ اﻧﻘﻄﺎع ﻣﺤﺘﻤﻞ ﻓﻲ ﻗﺒﺾ اﻟﻤﻨﺢ اﻟﻌﺎﺋﻠﻴﺔ اﻟﻤﺪﻓﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ
اﻟﻀﻤﺎن اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺳﺎﺑﻘﺎ ﻟﻠﺤﺎدث ،أﻣﺎ إذا ﻛﺎﻧﺖ ﻧﺴﺒﺔ اﻟﻌﺠﺰ اﻟﺠﺰﺋﻲ اﻟ ّﺪاﺋﻢ ﻳﺴﺎوي %80أو
ﻧﺼﺖ اﻟﻔﻘﺮﺗﻴﻦ 8و 9ﻣﻦ راﺑﻌﺎ ﻣﻦ ﻣﻠﺤﻖ اﻟﻘﺎﻧﻮن 31-88ﻋﻠﻰ أﻧّﻪ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ إﺻﺎﺑﺔ ﻳﻔﻮﻗﻪ ﻓﻘﺪ ّ
اﻟﺮأﺳﻤﺎل
اﻟﻀﺤﻴّﺔ ﺑﻌﺠﺰ داﺋﻢ ﻳﺴﺎوي %80أو أﻛﺜﺮ و ﻳﺠﺒﺮﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﺑﺎﻟﻐﻴﺮ ،ﻳﻀﺎﻋﻒ ﻣﺒﻠﻎ ّ
ّ
24
أو اﻟﻤﻌﺎش ﺑﻨﺴﺒﺔ %40و ﺗﺤ ّﺪد اﻻﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﺑﺎﻟﻐﻴﺮ ﺑﻤﻮﺟﺐ ﺧﺒﺮة ﻃﺒﻴﺔ .
اﻟﻔﺮع اﻟﺜﺎﻧﻲ :اﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻋﻦ اﻟﻤﺼﺎرﻳﻒ اﻟﻄﺒﻴﺔ و اﻟﺼﻴﺪﻻﻧﻴﺔ
ﻣﺟﻠﺔ داﺋرة اﻟﺑﺣوث واﻟدراﺳﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ -ﻣﺧﺑر اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟدﺳﺗورﯾﺔ واﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ
73 )اﻟﻌدد اﻟﺳﺎدس -ﺟﺎﻧﻔﻲ (2019
ﻧﺼﺖ اﻟﻔﻘﺮة ﺛﺎﻟﺜﺎ ﻣﻦ ﻣﻠﺤﻖ اﻟﻘﺎﻧﻮن 31-88ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﻳﺘﻤﻢ دﻓﻊ و ﺗﻌﻮﻳﺾ اﻟﻤﺼﺎرﻳﻒ اﻟﻄﺒﻴﺔ
ّ
و اﻟﺼﻴﺪﻻﻧﻴﺔ ﺑﻜﺎﻣﻠﻬﺎ و ﺗﺸﻤﻞ ﻫﺬﻩ اﻟﻤﺼﺎرﻳﻒ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ:
- -ﻣﺼﺎرﻳﻒ اﻷﻃﺒﺎء و اﻟﺠﺮاﺣﻴﻦ و أﻃﺒﺎء اﻷﺳﻨﺎن و اﻟﻤﺴﺎﻋﺪﻳﻦ اﻟﻄﺒﻴﻴﻦ.
- -اﻹﻗﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ أو اﻟﻤﺼﺤﺔ.
- -اﻷﺟﻬﺰة و اﻟﺘﺒﺪﻳﻞ.
- -ﺳﻴﺎرة اﻹﺳﻌﺎف و اﻟﺤﺮاﺳﺔ اﻟﻨﻬﺎرﻳﺔ و اﻟﻠﻴﻠﻴﺔ.
- -ﻣﺼﺎرﻳﻒ اﻟﻨﻘﻞ ﻟﻠﺬﻫﺎب ﻟﻠﻄﺒﻴﺐ إذا ﺑﺮرت ذﻟﻚ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻤﻀﺮور.
أﻣﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺎ إذا ﺗﻌﺬر ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻀﺮور ﺗﺴﺒﻴﻖ ﻫﺬﻩ اﻟﻤﺼﺎرﻳﻒ ﺟﺎز ﻟﻠﻤﺆﻣﻦ ﻣﻨﺤﻪ ﺿﻤﺎﻧﺎ ﺑﻬﺎ
ﺑﺼﻔﺔ اﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ ﻛﻮن ان اﻟﻤﺼﺎرﻳﻒ اﻟﻄﺒﻴﺔ واﻟﺼﻴﺪﻟﻴﺔ ﺗﻘﺘﻀﻴﻬﺎ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻀﺮر اﻟﺠﺴﻤﺎﻧﻲ اﻟﻨﺎﺟﻢ ﻋﻦ
اﻟﺤﺎدث.25
اﻟﻔﺮع اﻟﺜﺎﻟﺚ :اﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻋﻦ ﺿﺮر اﻟﺘﺄﻟﻢ.
ﻧﺺ اﻟﺸﻖ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻦ اﻟﻔﻘﺮة ﺧﺎﻣﺴﺎ ﻣﻦ ﻣﻠﺤﻖ اﻟﻘﺎﻧﻮن 31-88ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﻳﺘﻤﻢ اﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻋﻦ
ﺿﺮر اﻟﺘﺄﻟﻢ اﻟﻤﺤﺪد ﺑﻤﻮﺟﺐ ﺧﺒﺮة ﻃﺒﻴﺔ ﺻﺎدرة ﻋﻦ ﺧﺒﻴﺮ ﻣﺨﺘﺺ ﻳﺘﻢ ﺗﻀﻤﻴﻨﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺘﻘﺮﻳﺮ اﻟﻄﺒﻲ
ﻟﻠﺨﺒﻴﺮ وﻗﺪ ﻓﺮق اﻟﻤﺸﺮع اﻟﺠﺰاﺋﺮي ﺑﻴﻦ ﻧﻮﻋﻴﻦ ﻣﻦ ﺿﺮر اﻟﺘﺄﻟﻢ ﻛﺎﻟﺘﺎﻟﻲ:
أوﻻ -ﺿﺮر اﻟﺘﺄﻟﻢ اﻟﻤﺘﻮﺳﻂ :ﻣﺮﺗﻴﻦ ﻗﻴﻤﺔ اﻷﺟﺮ اﻟﺸﻬﺮي اﻟﻮﻃﻨﻲ اﻷدﻧﻰ اﻟﻤﻀﻤﻮن ﻋﻨﺪ ﺗﺎرﻳﺦ
اﻟﺤﺎدث.
ﺛﺎﻧﻴﺎ -ﺿﺮر اﻟﺘﺄﻟﻢ اﻟﻬﺎم :أرﺑﻊ ّ
ﻣﺮات ﻗﻴﻤﺔ اﻷﺟﺮ اﻟﻮﻃﻨﻲ اﻷدﻧﻰ اﻟﻤﻀﻤﻮن ﻋﻨﺪ ﺗﺎرﻳﺦ
اﻟﺤﺎدث.26
اﻟﻔﺮع اﻟﺮاﺑﻊ:اﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻋﻦ اﻟﻀﺮر اﻟﺠﻤﺎﻟﻲ.
ﻧﺺ اﻟﺸﻖ اﻷول ﻣﻦ اﻟﻔﻘﺮة ﺧﻤﺴﺎ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﻳﻌﻮض ﻋﻦ اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت اﻟﺠﺮاﺣﻴﺔ اﻟﻼزﻣﺔ ﻹﺻﻼح
ﺿﺮر ﺟﻤﺎﻟﻲ ﻣﻘﺮر ﺑﻤﻮﺟﺐ ﺧﺒﺮة ﻃﺒﻴﺔ أو ﺗﺴﺪد ﺑﻜﺎﻣﻠﻬﺎ.
ﻓﺎﻟﺠﺮوح اﻟﻮاﻗﻌﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻮﺟﻪ ﻣﺜﻼ أو ﻋﻠﻰ أي ﺟﺰء ﻣﻦ اﻟﺠﺴﻢ ﺗﺸﻜﻞ ﻓﻲ ﻳﻮﻣﻨﺎ ﻫﺬا أﺿﺮار ﺗﺴﺘﺤﻖ
اﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻻ ﻣﻦ أﺟﻞ ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻟﺠﺮاﺣﺔ اﻟﺠﻤﺎﻟﻴﺔ ﻓﺤﺴﺐ ﺑﻞ ﺑﺴﺒﺐ ﻓﺪاﺣﺔ اﻟﻀﺮر اﻟﺬي ﻳﺼﻴﺐ
ﻣﺟﻠﺔ داﺋرة اﻟﺑﺣوث واﻟدراﺳﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ -ﻣﺧﺑر اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟدﺳﺗورﯾﺔ واﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ
)اﻟﻌدد اﻟﺳﺎدس -ﺟﺎﻧﻔﻲ (2019 74
اﻟﻀﺤﻴﺔ ،ﻓﺎﻟﻔﺘﺎة اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﻌﺪ ﻟﻠﺰواج أو اﻟﻤﻤﺜﻠﺔ أو اﻟﻤﻐﻨﻴﺔ اﻟﻤﺸﻬﻮرة ﺳﻮف ﺗﺘﺄﺛﺮ ﺑﺴﺒﺐ اﻟﺠﺮوح اﻟﺘﻲ
ﺗﺆذي وﺟﻬﻬﺎ وﺗﺤﺮﻣﻬﺎ ﻣﻦ ﻋﺪة ﻣﺰاﻳﺎ.27
اﻟﻤﻄﻠﺐ اﻟﺜﺎﻧﻲ :اﻷﺿﺮار اﻟﻼﺣﻘﺔ ﺑﺬوي ﺣﻘﻮق اﻟﻀﺤﻴﺔ اﻟﻤﺘﻮﻓﻲ وﻃﺮﻳﻘﺔ اﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻋﻨﻬﺎ.
ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ وﻓﺎة اﻟﻀﺤﻴﺔ ﻓﻲ ﺣﺎدث ﻣﺮور ﻓﺈن ذوي ﺣﻘﻮﻗﻪ ﻳﺘﻘﺎﺿﻮن ﺗﻌﻮﻳﻀﺎت ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ
اﻟﺤﺎﻻت،ﻟﻜﻦ ﻓﺮق اﻟﻤﺸﺮع اﻟﺠﺰاﺋﺮي ﻓﻲ ﻣﻠﺤﻖ اﻟﻘﺎﻧﻮن رﻗﻢ 31-88ﺑﻴﻦ ﺣﺎﻟﺔ وﻓﺎة ﺿﺤﻴﺔ ﺑﺎﻟﻐﺔ،
وﺣﺎﻟﺔ وﻓﺎة ﺿﺤﻴﺔ ﻗﺎﺻﺮة ،ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺳﺒﻖ ﻧﻘﺴﻢ ﻫﺬا اﻟﻤﻄﻠﺐ إﻟﻰ ﻓﺮﻋﻴﻦ ﻧﺘﻨﺎول ﻓﻲ اﻟﻔﺮع اﻷول
اﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻋﻦ ﺣﺎﻟﺔ وﻓﺎة ﺿﺤﻴﺔ ﺑﺎﻟﻐﺔ ،وﻓﻲ اﻟﻔﺮع اﻟﺜﺎﻧﻲ اﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻋﻦ ﺣﺎﻟﺔ وﻓﺎة ﺿﺤﻴﺔ ﻗﺎﺻﺮة.
اﻟﻔﺮع اﻷول :اﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻋﻦ ﺣﺎﻟﺔ وﻓﺎة ﺿﺤﻴﺔ ﺑﺎﻟﻐﺔ.
ﻳﺘﺮﺗﺐ ﻋﻦ ﺣﺎﻟﺔ وﻓﺎة ﺿﺤﻴﺔ ﺑﺎﻟﻐﺔ ﻣﻨﺢ ﺗﻌﻮﻳﺾ ﻟﺬوي اﻟﺤﻘﻮق وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻤﻌﺎﻣﻼت اﻟﻤﺤﺪدة ﻗﺎﻧﻮﻧﺎ،
إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻋﻦ اﻟﻀﺮر اﻟﻤﻌﻨﻮي وﻣﺼﺎرﻳﻒ اﻟﺠﻨﺎزة ،ﻫﺬا ﻣﺎ ﺳﻨﺘﻨﺎوﻟﻪ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻧﻘﻄﺘﻴﻦ ﻋﻠﻰ
اﻟﺘﻮاﻟﻲ.
أوﻻ -ﺗﻌﻮﻳﺾ ذوي اﻟﺤﻘﻮق ﻋﻦ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻮﻓﺎة :ﺗﻌﺘﺒﺮ اﻟﻀﺤﻴﺔ ﺑﺎﻟﻐﺔ ﺑﻤﻔﻬﻮم اﻟﻘﺎﻧﻮن إذا ﺑﻠﻐﺖ
ﺳﻦ 19ﺳﻨﺔ ﻋﻨﺪ ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﺤﺎدث ،وﻧﺼﺖ اﻟﻔﻘﺮة ﺧﺎﻣﺴﺎ ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن رﻗﻢ 31-88ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﻓﻲ
ﺣﺎﻟﺔ وﻓﺎة اﻟﻀﺤﻴﺔ ،ﻳﺤﺼﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﺮأﺳﻤﺎل اﻟﺘﺄﺳﻴﺴﻲ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻜﻞ ﻣﺴﺘﻔﻴﺪ ﺑﻀﺮب ﻗﻴﻤﺔ اﻟﻨﻘﻄﺔ
اﻟﻤﻘﺎﺑﻠﺔ ﻟﻸﺟﺮ أو اﻟﺪﺧﻞ اﻟﻤﻬﻨﻲ ﻟﻠﻀﺤﻴﺔ ﻋﻨﺪ ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﺤﺎدث وﻳﺴﺘﺤﻖ اﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻃﺒﻘﺎ ﻟﻠﻘﺎﺋﻤﺔ
ﺣﺴﺐ اﻟﻤﻌﺎﻣﻼت اﻟﺘّﺎﻟﻴﺔ:
- -اﻟﺰوج ) أو اﻷزواج(.%30 :
- -ﻟﻜﻞ واﺣﺪ ﻣﻦ اﻷﺑﻨﺎء اﻟﻘﺼﺮ ﺗﺤﺖ اﻟﻜﻔﺎﻟﺔ .%15 :
- -اﻷب و اﻷم %10 :ﻟﻜﻞ واﺣﺪ ﻣﻨﻬﻤﺎ ،و %20ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋﺪم ﺗﺮك اﻟﻀﺤﻴﺔ زوج ووﻟﺪ.
- -اﻷﺷﺨﺎص اﻵﺧﺮون ﺗﺤﺖ اﻟﻜﻔﺎﻟﺔ) ﺑﻤﻔﻬﻮم اﻟﻀﻤﺎن اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ( %10ﻟﻜﻞ واﺣﺪ ﻣﻨﻬﻢ.
ﻳﺴﺘﻔﻴﺪ اﻷوﻻد اﻟﻴﺘﺎﻣﻰ ﺑﺄﻗﺴﺎط ﻣﺘﺴﺎوﻳﺔ ،ﻣﻦ ﺷﻄﺮ اﻟﺘﻌﻮﻳﺾ اﻟﻤﻘﺮر ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ وﻗﻮع ﺣﺎدث
ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﺰوج اﻟﻀﺤﻴﺔ.28
ﻣﺟﻠﺔ داﺋرة اﻟﺑﺣوث واﻟدراﺳﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ -ﻣﺧﺑر اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟدﺳﺗورﯾﺔ واﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ
75 )اﻟﻌدد اﻟﺳﺎدس -ﺟﺎﻧﻔﻲ (2019
ﺛﺎﻧﻴﺎ -اﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻋﻦ اﻟﻀﺮر اﻟﻤﻌﻨﻮي و ﻣﺼﺎرﻳﻒ اﻟﺠﻨﺎزة:إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ اﻟﺘّﻌﻮﻳﺾ اﻟﻤﺎﻟﻲ ﻓﻲ
اﻟﻤﺸﺮع ﻟﻠﻤﺴﺘﺤ ّﻘﻴﻦ ﻣﻦ ذوي اﻟﺤﻘﻮق ﻫﻤﺎ اﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻋﻦ اﻟﻀﺮر
ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻮﻓﺎة ﻫﻨﺎك ﺗﻌﻮﻳﻀﻴﻦ ﻣﻨﺤﻬﻤﺎ ّ
اﻟﻤﻌﻨﻮي و اﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻋﻦ ﻣﺼﺎرﻳﻒ اﻟﺠﻨﺎزة.
أ -اﻟﻀﺮر اﻟﻤﻌﻨﻮي :ﻧﺼﺖ اﻟﻔﻘﺮة اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻣﻦ ﺧﺎﻣﺴﺎ ﻣﻦ اﻟﻤﻠﺤﻖ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﻳﻤﻜﻦ اﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻋﻦ
اﻟﻀﺮر اﻟﻤﻌﻨﻮي ﺑﺴﺒﺐ اﻟﻮﻓﺎة ﻟﻜﻞ أم و أب و زوج ) أو أزواج( و أوﻻد اﻟﻀﺤﻴﺔ ﻓﻲ ﺣﺪود ﺛﻼث
أﺿﻌﺎف ﻗﻴﻤﺔ اﻷﺟﺮ اﻟﺸﻬﺮي اﻟﻮﻃﻨﻲ اﻷدﻧﻰ اﻟﻤﻀﻤﻮن ﻋﻨﺪ ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﺤﺎدث.
ب -ﻣﺼﺎرﻳﻒ اﻟﺠﻨﺎزة :ﺑﻴّﻨﺖ اﻟﻔﻘﺮة اﻟﺨﺎﻣﺴﺔ ﻣﻦ ﺳﺎدﺳﺎ ﺑﺄن اﻟﺘﻌﻮﻳﺾ اﻟﻤﻤﻨﻮح ﻟﻘﺎء ﻣﺼﺎرﻳﻒ
اﻟﺠﻨﺎزة ﻳﺤﺪد ﺑﺨﻤﺴﺔ أﺿﻌﺎف اﻟﻤﺒﻠﻎ اﻟﺸﻬﺮي ﻟﻸﺟﺮ اﻟﻮﻃﻨﻲ اﻷدﻧﻰ اﻟﻤﻀﻤﻮن ﻋﻨﺪ ﺗﺎرﻳﺦ
اﻟﺤﺎدث.29
اﻟﻔﺮع اﻟﺜﺎﻧﻲ -اﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ وﻓﺎة ﺿﺤﻴﺔ ﻗﺎﺻﺮة.
ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ وﻓﺎة ﻗﺎﺻﺮ ﻻ ﻳﻤﺎرس ﻧﺸﺎﻃﺎ ﻣﻬﻨﻴﺎ ﻳﺴﺘﻔﻴﺪ اﻷب و اﻷم ﺑﺎﻟﺘﺴﺎوي ﺑﺎﻟﺘﻌﻮﻳﻀﺎت اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ:
- -إﻟﻰ ﻏﺎﻳﺔ 6ﺳﻨﻮات :ﺿﻌﻒ اﻟﻤﺒﻠﻎ اﻟﺴﻨﻮي ﻟﻸﺟﺮ اﻟﻮﻃﻨﻲ اﻷدﻧﻰ اﻟﻤﻀﻤﻮن ﻋﻨﺪ ﺗﺎرﻳﺦ
اﻟﺤﺎدث.
اﻟﺴﻨﻮي ﻟﻸﺟﺮ اﻟﻮﻃﻨﻲ اﻷدﻧﻰ - -ﻣﺎ ﻓﻮق 6ﺳﻨﻮات إﻟﻰ ﻏﺎﻳﺔ 19ﺳﻨﺔ :ﺛﻼﺛﺔ أﺿﻌﺎف اﻟﻤﺒﻠﻎ ّ
اﻟﻤﻀﻤﻮن ﻋﻨﺪ ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﺤﺎدث ،وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ وﻓﺎة اﻷب أو اﻷم ﻳﺘﻘﺎﺿﻰ اﻟﻤﺘﺒﻘﻲ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﻗﻴﺪ
اﻟﺤﻴﺎة اﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻛﻠﻪ ،أو اﻟﻮﻟﻲ اﻟﺸﺮﻋﻲ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ وﻓﺎة اﻟﻮاﻟﺪﻳﻦ ،ﻛﻤﺎ ﻻ ﻳﺸﻤﻞ ﻫﺬا اﻟﺘﻌﻮﻳﺾ
ﻋﻠﻰ ﻣﺼﺎرﻳﻒ اﻟﺠﻨﺎزة.30
اﻟﻤﺆرخ ﻓﻲ
ﻫﺬا وﻧﺴﻴﺮ ﻓﻲ اﻟﺨﺘﺎم إﻟﻰ أﻧﻪ إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﻀﻤﺎﻧﺎت اﻟﺘﻲ ﺣﺪدﻫﺎ اﻷﻣﺮ ّ 15-74
اﻟﻤﺎدة 24ﻣﻦ
30ﺟﺎﻧﻔﻲ 1974اﻟﻤﻌﺪل واﻟﻤﺘﻤﻢ ﺑﺎﻟﻘﺎﻧﻮن 31/88ﻓﺈن اﻟﻤﺸﺮع ﻗﺪ ﻧﺺ ﻓﻲ ّ
ﻧﻔﺲ اﻷﻣﺮ ﻋﻠﻰ ﺻﻨﺪوق ﺿﻤﺎن اﻟﺴﻴﺎرات اﻟﺬي ﻛﺎن ﻳﺴﻤﻰ ﺳﺎﺑﻘﺎ اﻟﺼﻨﺪوق اﻟﺨﺎص ﺑﺎﻟﺘﻌﻮﻳﻀﺎت
ﻛﻀﻤﺎﻧﺔ إﺿﺎﻓﻴﺔ ﻟﻠﻤﻀﺮور ﻟﻴﺘﺤﻤﻞ ﻛﻞ أو ﺟﺰء ﻣﻦ اﻟﺘﻌﻮﻳﻀﺎت اﻟﻤﻘﺮرة ﻟﻀﺤﺎﻳﺎ اﻟﺤﻮادث اﻟﺠﺴﻤﺎﻧﻴﺔ
أو ذوي ﺣﻘﻮﻗﻬﻢ و ذﻟﻚ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻜﻮن ﻫﺬﻩ اﻟﺤﻮادث اﻟﺘﻲ ﺗﺮﺗﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺣﻖ ﻓﻲ اﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ،ﻣﺴﺒﺒﺔ
ﻣﻦ ﻣﺮﻛﺒﺎت ﺑﺮﻳﺔ ذات ﻣﺤﺮك ،و ﻳﻜﻮن اﻟﻤﺴﺆول ﻋﻦ اﻷﺿﺮار ﺑﻘﻲ ﻣﺠﻬﻮﻻ أو ﺳﻘﻂ ﺣﻘﻪ ﻓﻲ اﻟﻀﻤﺎن
وﻗﺖ اﻟﺤﺎدث أو ﻛﺎن ﺿﻤﺎﻧﻪ ﻏﻴﺮ ﻛﺎف أو ﻛﺎن ﻏﻴﺮ ﻣﺆﻣﻦ ﻟﻪ أو ﻇﻬﺮ ﺑﺄﻧﻪ ﻏﻴﺮ ﻣﻘﺘﺪر ﻛﻠﻴﺎ أو ﺟﺰﺋﻴﺎ.
ﻣﺟﻠﺔ داﺋرة اﻟﺑﺣوث واﻟدراﺳﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ -ﻣﺧﺑر اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟدﺳﺗورﯾﺔ واﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ
)اﻟﻌدد اﻟﺳﺎدس -ﺟﺎﻧﻔﻲ (2019 76
ﺧﺎﺗﻤﺔ .
ﻟﻘﺪ ﺣﻘﻖ ﻧﻈﺎم اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ اﻹﻟﺰاﻣﻲ ﻣﻦ اﻟﻤﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﻟﻠﻤﺘﻀﺮرﻳﻦ وﻻ أدل ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ﻣﺎ
ﻳﺘﻢ ﺻﺮﻓﻪ ﻣﻦ ﻣﺒﺎﻟﻎ ﻣﺎﻟﻴﺔ ﻛﺒﻴﺮة ﺟﺪا ﻟﺘﻌﻮﻳﻀﻬﻢ ،وأن ﻫﺬﻩ اﻟﻤﺒﺎﻟﻎ اﻟﻤﺎﻟﻴﺔ اﻟﻜﺒﻴﺮة ﻣﻦ اﻟﺘﻌﻮﻳﻀﺎت ﺗﺒﻴﻦ
ﻣﺪى ﻛﺜﺮة اﻟﺤﻮادث وﺿﺨﺎﻣﺔ اﻷﺿﺮار وﻣﺎ ﻳﺴﺘﻨﺘﺞ ﻣﻨﻪ ﻣﻦ ﺻﻌﻮﺑﺔ ﺗﺠﻤﻴﻊ ﻫﺬا اﻟﻤﺒﺎﻟﻎ ﻣﻦ اﻟﺘﻌﻮﻳﻀﺎت
ﻣﻦ اﻷﻓﺮاد ﻓﻲ وﻗﺖ واﺣﺪ.
إن ﻫﺬﻩ اﻟﻤﺒﺎﻟﻎ اﻟﻤﺎﻟﻴﺔ اﻟﻜﺒﻴﺮة ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻬﺎ أن ﺗﺤﻞ ﻛﺜﻴﺮا ﻣﻦ اﻟﻤﺸﺎﻛﻞ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻛﻤﺎ أﻧﻬﺎ ﺗﺴﺎﻫﻢ
ﻓﻲ اﻟﺘﻘﻠﻴﻞ ﻣﻦ اﻟﺤﻮادث ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﺒﺎﺷﺮة ﺣﻴﺚ أن ﺷﺮﻛﺔ اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻷن زﻳﺎدة اﻟﺤﻮادث ﻣﻦ
ﺷﺄﻧﻬﺎ زﻳﺎدة ﺣﺠﻢ اﻟﺘﻌﻮﻳﻀﺎت اﻟﻤﺪﻓﻮﻋﺔ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﻤﺎ ﻳﺸﻜﻞ ﺧﺴﺎرة ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻬﺎ ،ﺗﻠﺠﺄ إﻟﻰ إﺣﺪاث
وﺳﺎﺋﻞ اﻟﺘﺜﻘﻴﻒ واﻟﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺘﺸﺠﻴﻊ اﻟﻤﺆﻣﻦ ﻟﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺗﻮﻗﻲ اﻟﻤﺨﺎﻃﺮ وﺗﻘﻠﻴﻞ ﻧﺴﺒﺔ وﻗﻮﻋﻬﺎ وﺟﻌﻞ ﺟﻮاﺋﺰ
ﺗﺸﺠﻴﻌﻴﺔ ﻟﻤﻦ ﻳﻘﻀﻲ ﻓﺘﺮة ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻣﻦ اﻟﺰﻣﻦ دون ﺗﺴﺒﺐ ﻓﻲ إﻳﻘﺎع ﺣﻮادث اﻟﻤﺮور ﻋﻤﻼ ﺑﺎﻟﻤﺜﻞ اﻟﻮﻗﺎﻳﺔ
ﺧﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻌﻼج ،إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ أن ﻗﺎﻧﻮن اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ اﻹﻟﺰاﻣﻲ ﺳﺎﻫﻢ ﻓﻲ ﺗﻮﻓﻴﺮ ﻣﺒﺎﻟﻎ ﻣﺎﻟﻴﺔ ﻛﺒﻴﺮة ﻣﻦ ﺷﺄن
ﺗﺠﻤﻴﻌﻬﺎ أن ﻳﻮﻓﺮ دﺧﻼ ﻣﻬﻤﺎ ﻟﻼﻗﺘﺼﺎد اﻟﻮﻃﻨﻲ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ دﻓﻊ ﺟﺰء ﻣﻨﻬﺎ ﻟﻠﺘﻌﻮﻳﻀﺎت ،واﻟﺠﺰء اﻟﺒﺎﻗﻲ
ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﺴﺘﺜﻤﺮ ﻓﻲ اﻟﻨﺸﺎﻃﺎت اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ اﻷﺧﺮى ﻣﻤﺎ ﻳﺴﺎﻫﻢ ﻓﻲ ﺑﻨﺎء اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﻓﺘﺢ
ﻓﺮص اﻟﻌﻤﻞ وزﻳﺎدة اﻟﺪﺧﻞ اﻟﻮﻃﻨﻲ اﻟﺬي ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻪ ﺣﻤﺎﻳﺔ اﻟﻤﺘﻀﺮرﻳﻦ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ اﻟﺤﻮادث ﺑﻄﺮﻳﻖ آﺧﺮ
وﻫﻮ اﻟﺮﻋﺎﻳﺔ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻟﻸﺳﺮ اﻟﻤﺘﻀﺮرة اﻟﺘﻲ ﻟﻮﻻ ﺟﻌﻞ اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ إﻟﺰاﻣﻴﺎ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺠﺎﻧﺐ ﻟﻤﺎ ﺗﺤﻘﻖ
ذﻟﻚ.
ﻛﻤﺎ ﺗﺤﻀﺮ ﺷﺮﻛﺎت اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ وإﻋﺎدة اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﻟﺘﻔﻌﻴﻞ اﺗﻔﺎﻗﻴﺔ “إﻳﺪا” ﺑﺪاﻳﺔ ﻣﻦ ﺳﻨﺔ ،2019ﺣﻴﺚ
ﺳﺘﻤﻜﻦ ﻫﺬﻩ اﻷﺧﻴﺮة ﻣﻦ ﺗﻌﻮﻳﺾ زﺑﺎﺋﻦ ﺷﺮﻛﺎت اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ اﻟﻤﺘﻀﺮرﻳﻦ ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻦ ﺣﻮادث اﻟﻤﺮور،
اﻟﻤﺆﻣﻦ ﻟﻪ ،وذﻟﻚ ﻓﻲ
ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺒﺎﺷﺮ وﻓﻮري دون اﻧﺘﻈﺎر اﻟﺮﺟﻮع واﻻﺗﻔﺎق ﻣﻊ ﺷﺮﻛﺔ اﻟﻄﺮف اﻵﺧﺮ ّ
ﺧﻄﻮة ﺟﺪﻳﺪة ﻟﻠﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﻓﺎﺋﺾ ﺗﺮاﻛﻢ ﻣﻠﻔﺎت اﻟﻀﺤﺎﻳﺎ واﻟﻤﺘﻌﺎﻣﻠﻮن ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى أدراج ﺷﺮﻛﺎت
اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ،واﻟﺘﻲ أدت إﻟﻰ ﺣﺪوث أزﻣﺔ ﺧﺎﻧﻘﺔ ﻟﺪى ﻫﺆﻻء اﻟﻤﺘﻌﺎﻣﻠﻴﻦ وزﺑﺎﺋﻨﻬﻢ ﻃﻴﻠﺔ اﻟـ 8ﺳﻨﻮات
اﻷﺧﻴﺮة 31وﻫﺬا ﻣﺎ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻪ أن ﻳﻌﺰز اﻟﺤﻤﺎﻳﺔ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻟﻠﻤﻀﺮورﻳﻦ ﻣﻦ ﺣﻮادث اﻟﻤﺮور.
اﻟﻬﻮاﻣﺶ واﻟﻤﺮاﺟﻊ
ﻣﺟﻠﺔ داﺋرة اﻟﺑﺣوث واﻟدراﺳﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ -ﻣﺧﺑر اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟدﺳﺗورﯾﺔ واﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ
77 )اﻟﻌدد اﻟﺳﺎدس -ﺟﺎﻧﻔﻲ (2019
- 11راﺟﻊ ذﺑﻴﺢ ﻣﻴﻠﻮد ﺣﻘﻮق ﺿﺤﺎﻳﺎ ﺣﻮادث اﻟﻤﺮور ﻓﻲ اﻟﺘﺸﺮﻳﻊ اﻟﺠﺰاﺋﺮي اﻹﻳﺠﺎﺑﻴﺎت واﻻﺧﺘﻼﻻت ،
ﻣﻘﺎل ﻣﻨﺸﻮر ﺑﻤﺠﻠﺔ دﻓﺎﺗﺮ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ واﻟﻘﺎﻧﻮن ﻣﺠﻠﺔ ﺟﺎﻣﻌﻴﺔ ﻣﺤﻜﻤﺔ ﻓﻲ اﻟﺤﻘﻮق واﻟﻌﻠﻮم اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ،ﺗﺼﺪر
ﻋﻦ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻗﺎﺻﺪي ﻣﺮﺑﺎح ورﻗﻠﺔ ،اﻟﻌﺪد 09ﺟﻮان ، 2013ص 123و . 124
- 12أﻧﻈﺮ اﻟﻤﺎدة 01/ 04ﻣﻦ اﻷﻣﺮ رﻗﻢ 15-74اﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺈﻟﺰاﻣﻴﺔ اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻴﺎرات وﻧﻈﺎم
اﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻋﻦ اﻷﺿﺮار ،اﻟﺴﺎﺑﻖ اﻟﺬﻛﺮ.
-13وﻫﺬا ﻣﺎ ﻧﺼﺖ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻤﺎدة 02ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن 04-01اﻟﻤﺆرخ ﻓﻲ 2001/08/19اﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺘﻨﻈﻴﻢ
ﺣﺮﻛﺔ اﻟﻤﺮور ﻋﺒﺮ اﻟﻄﺮق وﺳﻼﻣﺘﻬﺎ وأﻣﻨﻬﺎ ،اﻟﻤﻌﺪل واﻟﻤﺘﻤﻢ ﺑﺎﻟﻘﺎﻧﻮن 16-04اﻟﻤﺆرخ ﻓﻲ
2004/10/10اﻟﻤﻌﺪل واﻟﻤﺘﻤﻢ ﺑﺎﻷﻣﺮ 03-09اﻟﻤﺆرخ ﻓﻲ .2009/07/22
- 14راﺟﻊ ﻟﺤﺎق ﻋﻴﺴﻰ ،إﻟﺰاﻣﻴﺔ اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻴﺎرات وﻧﻈﺎم ﺗﻌﻮﻳﺾ اﻷﺿﺮار اﻟﻨﺎﺟﻤﺔ ﻋﻨﻬﺎ ،اﻟﻤﺮﺟﻊ
اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص .153
- 15راﺟﻊ ﻟﺤﺎق ﻋﻴﺴﻰ ،اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص .153
-16أﻧﻈﺮ اﻟﻤﺎدة 02ﻣﻦ اﻷﻣﺮ رﻗﻢ 15-74اﻟﺴﺎﺑﻖ اﻟﺬﻛﺮ.
- 17راﺟﻊ ﺑﻮﻟﺤﻴﺔ ﺳﻤﻴﺔ ،اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﻟﻌﻘﺪ اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺮﻛﺒﺎت ﻓﻲ اﻟﺘﺸﺮﻳﻊ اﻟﺠﺰاﺋﺮي ،اﻟﻤﺮﺟﻊ
اﻟﺴﺎﺑﻖ،ص .08
- 18راﺟﻊ ﺑﻦ ﺧﺮوف ﻋﺒﺪ اﻟﺮزاق ،اﻟﺘﺄﻣﻴﻨﺎت اﻟﺨﺎﺻﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﺸﺮﻳﻊ اﻟﺠﺰاﺋﺮي ،اﻟﺠﺰء اﻷول ،اﻟﺘﺄﻣﻴﻨﺎت
اﻟﺒﺮﻳﺔ ،اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص .224
- 19راﺟﻊ ذﺑﻴﺢ ﻣﻴﻠﻮد ﺣﻘﻮق ﺿﺤﺎﻳﺎ ﺣﻮادث اﻟﻤﺮور ﻓﻲ اﻟﺘﺸﺮﻳﻊ اﻟﺠﺰاﺋﺮي اﻹﻳﺠﺎﺑﻴﺎت واﻻﺧﺘﻼﻻت،
اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص .124
- 20ﺗﺠﺪر اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ أﻧﻪ ﺗﻢ إﻧﺸﺎء ﺻﻨﺪوق ﺧﺎص ﺑﺘﻌﻮﻳﺾ ﺿﺤﺎﻳﺎ ﺣﻮادث اﻟﻤﺮور ﺑﻤﻮﺟﺐ
اﻷﻣﺮ107/69اﻟﻤﺆرخ ﻓﻲ 1969/12/31ﻳﺸﺮف ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻮزﻳﺮ اﻟﻤﻜﻠﻒ ﺑﺎﻟﻤﺎﻟﻴﺔ وﻳﻨﻈﻤﻪ اﻷﻣﺮ رﻗﻢ
اﻷﻣﺮ رﻗﻢ 15/74اﻟﻤﺆرخ ﻓﻲ 30ﺟﻮان 1974اﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺈﻟﺰاﻣﻴﺔ اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻴﺎرات وﻧﻈﺎم اﻟﺘﻌﻮﻳﺾ
ﻋﻦ اﻷﺿﺮار ﻓﻲ اﻟﻤﻮاد ﻣﻦ 24إﻟﻰ 35واﻟﻤﺮﺳﻮم 37/80وﻳﻜﻠﻒ اﻟﺼﻨﺪوق ﺣﺴﺐ اﻟﻤﺎدة 24ﻣﻦ
ﻫﺬا اﻷﻣﺮ ﻳﺘﺤﻤﻞ ﻛﻞ أو ﺟﺰء ﻣﻦ اﻟﺘﻌﻮﻳﻀﺎت اﻟﻤﻘﺮرة ﻟﻀﺤﺎﻳﺎ اﻟﺤﻮادث اﻟﺠﺴﻤﺎﻧﻴﺔ أو ذوي ﺣﻘﻮﻗﻬﻢ ﻧﺘﻴﺠﺔ
ﺣﺎدث ﻣﺮور ﺳﺒﺒﺘﻪ ﻣﺮﻛﺒﺔ ﺑﺮﻳﺔ ذات ﻣﺤﺮك وﺗﻮﺟﺐ اﻟﻤﺎدة24ﻣﻦ اﻷﻣﺮ15/74ﻟﻺﺳﺘﻔﺎدة ﻣﻦ ﺗﻌﻮﻳﺾ
اﻟﺼﻨﺪوق أن ﻳﺒﻘﻰ اﻟﻤﺴﺆول ﻋﻦ اﻷﺿﺮار ﻣﺠﻬﻮﻻ أو ﺳﻘﻂ ﺣﻘﻪ ﻓﻲ اﻟﻀﻤﺎن وﻗﺖ اﻟﺤﺎدث أو ﻛﺎن ﺿﻤﺎﻧﻪ
ﻏﻴﺮ ﻛﺎف أو ﻛﺎن ﻏﻴﺮ ﻣﺆﻣﻦ ﻣﻦ ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ أو ﻇﻬﺮ ﺑﺄﻧﻪ ﻣﻌﺴﺮ ﻛﻠﻴﺎ أو ﺟﺰﺋﻴﺎ ،وﻳﻜﻔﻲ ﻟﻠﻀﺤﻴﺔ أو ذوي
ﻣﺟﻠﺔ داﺋرة اﻟﺑﺣوث واﻟدراﺳﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ -ﻣﺧﺑر اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟدﺳﺗورﯾﺔ واﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ
79 )اﻟﻌدد اﻟﺳﺎدس -ﺟﺎﻧﻔﻲ (2019
ﺣﻘﻮﻗﻬﺎ ﻟﻼﺳﺘﻔﺎدة ﻣﻦ ﺗﻌﻮﻳﺾ اﻟﺼﻨﺪوق أن ﺗﺜﺒﺖ أن اﻷﺿﺮار اﻟﺠﺴﻤﺎﻧﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﻘﻘﻬﺎ ﺗﺴﺒﺐ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺮﻛﺒﺔ
ذات ﻣﺤﺮك ﺑﺼﺮف اﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ ﺧﻄﺌﻬﺎ وﻣﺴﺆوﻟﻴﺘﻬﺎ ﻋﻦ اﻟﺤﺎدث ،ﻓﻄﺒﻘﺎ ﻟﻠﻤﺎدة 08ﻣﻦ ﻫﺬا اﻷﻣﺮ اﻟﺘﻌﻮﻳﺾ
ﻳﺴﺘﺤﻖ ﻟﻜﻞ ﺷﺨﺺ أﺻﻴﺐ ﺑﺄﺿﺮار ﺟﺴﻤﺎ ﻧﻴﺔ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺣﺎدث ﻣﺮور ﻓﺈذا أﺛﺒﺖ اﻟﻀﺤﻴﺔ أو ذوي ﺣﻘﻮﻗﻬﺎ
ﺑﺄن اﻟﻀﺮر ﻧﺎﺗﺞ ﻋﻦ ﺣﺎدث ﺳﺒﺒﺘﻪ ﻣﺮﻛﺒﺔ اﺳﺘﺤﻖ اﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻣﻦ اﻟﺼﻨﺪوق اﻟﺨﺎص ﺑﺘﻌﻮﻳﺾ ﺿﺤﺎﻳﺎ ﺣﻮادث
اﻟﻤﺮور وﻫﺬا ﺑﻐﺾ اﻟﻨﻈﺮ ﻣﻦ ﺗﺼﺮﻓﻪ وﺧﻄﺌﻪ ﻓﻲ اﻟﺤﺎدث ﻫﺬا ﺑﻄﺒﻴﻌﺔ اﻟﺤﺎل ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋﺪم وﺟﻮد ﺗﺄﻣﻴﻦ
ﻳﻐﻄﻲ ﻫﺬﻩ اﻷﺧﻄﺎر أو ﻋﺪم ﻛﻔﺎﻳﺘﻪ.
- 21أﻧﻈﺮ اﻟﻤــﺎدة 191ﻣﻦ اﻷﻣﺮ رﻗﻢ 07/95اﻟﻤﺆرخ ﻓﻲ 1995/01/25اﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑــﺎﻟﺘــﺄﻣﻴﻨــﺎت
اﻟﺴﺎﺑﻖ اﻟﺬﻛﺮ.
- 22اﻟﻘﺎﻧﻮن رﻗﻢ 31/88اﻟﺼﺎدر ﺑﺘﺎرﻳﺦ 1988/07/19اﻟﺬي ﻳﻌﺪل وﻳﺘﻤﻢ اﻷﻣﺮ رﻗﻢ 15/74
اﻟﻤﺆرخ ﻓﻲ 30ﺟﻮان 1974اﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺈﻟﺰاﻣﻴﺔ اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻴﺎرات وﻧﻈﺎم اﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻋﻦ اﻷﺿﺮار اﻟﺠﺮﻳﺪة
اﻟﺮﺳﻤﻴﺔ اﻟﻌﺪد 29اﻟﺼﺎدرة ﻓﻲ .1988/07/20
- 23راﺟﻊ ذﺑﻴﺢ ﻣﻴﻠﻮد ،اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص. 125
- 24راﺟﻊ ﻟﻜﺒﻴﺮ ﻋﻠﻰ ،اﻟﺤﻤﺎﻳﺔ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻟﻀﺤﺎﻳﺎ ﺣﻮادث اﻟﻤﺮور ،ﻣﻘﺎل ﻣﻨﺸﻮر ﺑﻤﺠﻠﺔ دﻓﺎﺗﺮ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ
واﻟﻘﺎﻧﻮن ﻣﺠﻠﺔ ﺟﺎﻣﻌﻴﺔ ﻣﺤﻜﻤﺔ ﻓﻲ اﻟﺤﻘﻮق واﻟﻌﻠﻮم اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ،ﺗﺼﺪر ﻋﻦ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻗﺎﺻﺪي ﻣﺮﺑﺎح ورﻗﻠﺔ ،
اﻟﻌﺪد 12ﺟﺎﻧﻔﻲ ، 2015ص .278
- 25راﺟﻊ ﻟﺤﺎق ﻋﻴﺴﻰ ،اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ.233 ،
- 26راﺟﻊ ﻟﺤﺎق ﻋﻴﺴﻰ ،اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص 235
- 27راﺟﻊ ﻟﺤﺎق ﻋﻴﺴﻰ ،اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص .234
- 28راﺟﻊ ﻟﻜﺒﻴﺮ ﻋﻠﻰ ،اﻟﺤﻤﺎﻳﺔ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻟﻀﺤﺎﻳﺎ ﺣﻮادث اﻟﻤﺮور ،اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص .274
- 29راﺟﻊ ﻟﻜﺒﻴﺮ ﻋﻠﻰ ،اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص .277
- 30راﺟﻊ ﻟﺤﺎق ﻋﻴﺴﻰ ،اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص .247
- 31ﻣﻘﺎل ﻣﻨﺸﻮر ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻔﺤﺔ اﻹﻟﻜﺘﺮوﻧﻴﺔ ﻟﺠﺮﻳﺪة اﻟﺸﺮوق أون ﻻﻳﻦ ﺑﺘﺎرﻳﺦ ..2018/07/09