أخلاقيات المهنة في الممارسة الاعلامية قراءة لعينة من قوانين الاعلام الجزائرية
أخلاقيات المهنة في الممارسة الاعلامية قراءة لعينة من قوانين الاعلام الجزائرية
أخلاقيات المهنة في الممارسة الاعلامية قراءة لعينة من قوانين الاعلام الجزائرية
1
د .ﺳﻣﯾر دﺣﻣﺎﻧﻲ
ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟﯾﻼﻟﻲ ﺑوﻧﻌﺎﻣﺔ ﺑﺧﻣﯾس ﻣﻠﯾﺎﻧﺔ
[email protected]
ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﻧﺷر2019/11/30 : ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﻘﺑول2019/10/09 : ﺗﺎرﯾﺦ اﻹرﺳﺎل2019/10/07:
ﻣﻠﺧص:
ﺗﺳﺗﻌرض اﻟدراﺳﺔ ﻣوﺿوع اﺧﻼﻗﯾﺎت اﻟﻣﮭﻧﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻣل اﻻﻋﻼﻣﻲ ،ﺣﯾث ﯾﺗﻌﻠﻖ ذﻟك
ﺑوﺳﺎﺋل اﻻﻋﻼم ﻋﻠﻰ اﺧﺗﻼﻓﮭﺎ ﻣﻘروﺋﺔ او ﺳﻣﻌﯾﺔ أو ﺑﺻرﯾﺔ ،وﯾرﺗﺑط ھذا ﺧﺎﺻﺔ ﺑوﺳﺎﺋل
اﻻﻋﻼم اﻟﺟﻣﺎھﯾرﯾﺔ ،اﻻﻣر اﻟذي دﻓﻊ اﻟﻰ ﻣﺣﺎوﻟﺔ ﺗﺣدﯾد ﻣﻔﮭوم اﻻﺧﻼق وأﺧﻼﻗﯾﺎت اﻟﻣﮭﻧﺔ،
ﺣﯾث ﯾﺗﻌﻠﻖ ذﻟك ﺑﺎﻟﺣﯾﺎة اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ وﺑﻛل أﻧواع اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت واﻟﻣﮭن واﻟوظﺎﺋف ﻋﻠﻰ ﻏرار
اﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻻﻋﻼﻣﯾﺔ ،ﻛﻣﺎ ﺣﺎوﻟت اﻟدراﺳﺔ اﺳﺗﻌراض ﻋدد ﻣن ﻗواﻧﯾن اﻻﻋﻼم اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ،
وھذا ﻣن أﺟل ﻗراءة ﻣدى اﻟﺗطرق ﻷﺧﻼﻗﯾﺎت اﻟﻣﮭﻧﺔ ﻓﻲ ﻣوادھﺎ ،اذ ﺗﻌﺗﺑر ﻣﻌﺎﯾﯾر إﻟزاﻣﯾﺔ
ﯾﻌﺎﻗب ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻣن ﯾﺧﺎﻟﻔﮭﺎ.
ﻛﻠﻣﺎت ﻣﻔﺗﺎﺣﯾﺔ :اﺧﻼﻗﯾﺎت اﻟﻣﮭﻧﺔ ،اﻻﻋﻼم ،اﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻻﻋﻼﻣﯾﺔ ،ﻗﺎﻧون اﻻﻋﻼم ،اﻟﺻﺣﻔﻲ.
Abstract :
The study reviews media ethics, a subject of big influence, pervasiveness
and controverse as well.as a result, too many works tried to conceptualize this
ﻣﻘدﻣﺔ:
ﺗُﻌﺗﻣد أﺧﻼﻗﯾﺎت اﻻﻋﻼم ﻣن أﺟل ﺗوﺟﯾﮫ ﺳﻠوك أﺻﺣﺎب ﻣﮭﻧﺔ اﻟﺻﺣﺎﻓﺔ
واﻹﻋﻼم ،ﺣﯾث ﺗوﺟد ﻋﻠﻰ ﺷﻛل اﻟﺗزام ذاﺗﻲ ﻣن طرف اﻟﺻﺣﻔﯾﯾن ﻣن ﺧﻼل
ﺟﻣﻠﺔ ﻣن اﻟﻣواﺛﯾﻖ اﻷﺧﻼﻗﯾﺔ ،واﻟﺗﻲ ﺗﺧص ھذه اﻟﻣﮭﻧﺔ ،ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛن ان ﺗﺣدد
ﻣﺑﺎدﺋﮭﺎ ﻣن ﺧﻼل ﺟﻣﻠﺔ ﻣن اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻟﻠﻌﻣل اﻟﺻﺣﻔﻲ واﻻﻋﻼﻣﻲ ،وھذا
ﻣﺎ ﯾطرح اﺷﻛﺎﻟﯾﺔ ﻟدى اﺻﺣﺎب اﻟﻣﮭﻧﺔ واﻟﻣﺧﺗﺻون ﺑﮭذا اﻟﺷﺄن ،أي ﺑﯾن أن ﯾﻘﻧن
ﻟﮭﺎ وﺑﯾن أن ﯾﺿﻌﮭﺎ وﯾﺗﻔﻖ ﺣوﻟﮭﺎ أﺻﺣﺎب اﻟﻣﮭﻧﺔ ﻣن اﻻﻋﻼﻣﯾﯾن ،وأﺧﻼﻗﯾﺎت
اﻟﻣﮭﻧﺔ ﻛﻣﺑﺎدئ ﻣﮭﻣﺎ اﺧﺗﻠف ﻣﺻدرھﺎ اﻟﻘﺻد ﻣﻧﮭﺎ اﻟﺣد ﻣن اﻟﺗﺟﺎوزات اﻟﺗﻲ ﻣن
اﻟﻣﻣﻛن ان ﺗﺣدث أﺛﻧﺎء اﻟﻌﻣل اﻻﻋﻼﻣﻲ ،إﺿﺎﻓﺔ اﻟﻰ ذﻟك ﺧﻠﻖ ﺗوازن ﺑﯾن اﻟﺣرﯾﺔ
ﻓﻲ اﻷداء اﻹﻋﻼﻣﻲ وھذا اﻟذي ﯾرﯾده ﻛل إﻋﻼﻣﻲ ،وﺑﯾن ﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻓﻲ
إطﺎر اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ،وھذا اﻟﻘﺻد ﻣن وﺟود اﻟﻣﻧظﻣﺎت واﻟﻣؤﺳﺳﺎت ﻓﻲ
اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻣﮭﻣﺎ اﺧﺗﻠف ﻧوﻋﮭﺎ أھداﻓﮭﺎ ،اذ ﻻﺑد أن ﺗؤدي ادوارا اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻗﺑل أي
ﻣﺻﻠﺣﺔ وھدف آﺧر ،واﻟﻣﺑدأ اﻷﺳﺎﺳﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﻘوم ﻋﻠﯾﮫ اﻟﻣواﺛﯾﻖ اﻷﺧﻼﻗﯾﺔ ھو
ﺗﺣﻘﯾﻖ اﻟﺗوازن ﺑﯾن اﻟﺣرﯾﺔ واﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻣل اﻻﻋﻼﻣﻲ.
وﻛﻠﻣﺔ أﺧﻼق ﺗطﻠﻖ ﻋﻠﻰ ﺳﻠوك اﻟﻣرء ،ﻓﻘد ﺗدل ﻋﻠﻰ اﻟﺣﺳن واﻟﻘﺑﯾﺢ ،وﺑﻧﺎءا
ﻋﻠﻰ ھذا اﻟﺳﻠوك ﻧﺻﻧف أﺧﻼﻗﮫ ،أﯾﺿﺎ ﺗﻌﻧﻲ ﺑﮭﺎ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻧﻔس ﻣن طﺑﺎع ،وﻣﺎ
اﻛﺗﺳﺑﮫ اﻟﻔرد" ،واﻷﺧﻼق طﺑﺎع ذاﺗﯾﺔ وﺳﺟﺎﯾﺎ ﺑﺎطﻧﯾﺔ ،ﻻ ﺗﺑدو ﻟﻠﻌﯾﺎن ،وﻻ ﯾراھﺎ
اﻹﻧﺳﺎن وإﻧﻣﺎ ﯾدرﻛﮭﺎ ﺑﺎﻷﻓﻌﺎل ،ﻓﺈن ﺧرﺟت أﺧﻼﻗﮫ ﻣن ذاﺗﮫ ﺑﺎﻟﻘول أو اﻟﻔﻌل
)(4
دﻋﯾت "اﻟﺳﻠوك اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ"
وﯾﺿﺎف اﻟﻰ ذﻟك أن "اﻷﺧﻼق إﻧﻣﺎ ﻧﻌﻧﻲ ﺑﮭﺎ اﻟﺣﺳن أو اﻟﺟﺎﻧب اﻟﺣﺳن،
وﻛذﻟك ﻣن اﻟﻣﻣﻛن أن ﻧﻘول اﻷﺧﻼق اﻟذﻣﯾﻣﺔ أو اﻟﺳﯾﺋﺔ ،وﻣن اﻟواﺿﺢ أن إﺿﺎﻓﺔ
ﻛﻠﻣﺔ ﺑﻌد ﻛﻠﻣﺔ اﻷﺧﻼق ﺗﺻف ﺑﮭﺎ اﻷﺧﻼق ﯾﺟﻌﻠﮭﺎ ﺣﺳب ھذا اﻟوﺻف اﻟﺣﺳن أو
)(5
اﻟﺳﯾﺊ واﻹﺳﻼم ﯾدﻋو إﻟﻰ اﻷﺧﻼق اﻟﻛرﯾﻣﺔ ،وﯾﻧﮭﻰ ﻋن ﻣذﻣوﻣﮭﺎ"
ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛن اﻟﻧظر ﻟﻠﺧﻠﻖ ﻋﻠﻰ اﻧﮫ " ﻋﺑﺎرة ﻋن ھﯾﺋﺔ ﻟﻠﻧﻔس راﺳﺧﺔ ﺗﺻدر
ﻋﻧﮭﺎ اﻷﻓﻌﺎل ﺑﺳﮭوﻟﺔ وﯾﺳر ﻣن ﻏﯾر ﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ ﻓﻛر ورؤﯾﺔ ،ﻓﺈن ﻛﺎﻧت اﻟﮭﯾﺋﺔ
ﺑﺣﯾث ﺗﺻدر ﻋﻧﮭﺎ اﻷﻓﻌﺎل اﻟﺟﻣﯾﻠﺔ ﻋﻘﻼ وﺷرﻋﺎ ﺳﮭوﻟﺔ ،وﺳﻣﯾت اﻟﮭﯾﺋﺔ ﺧﻠﻘﺎ
ﺣﺳﻧﺎ ،وإن ﻛﺎن اﻟﺻﺎدر ﻣﻧﮭﺎ اﻷﻓﻌﺎل اﻟﻘﺑﯾﺣﺔ ،ﺳﻣﯾت اﻟﮭﯾﺋﺔ اﻟﺗﻲ ھﻲ اﻟﻣﺻدر
)(6
ﺧﻠﻘﺎ ﺳﯾﺋﺎ"
وﯾﻣﻛن اﻟﻘول أﯾﺿﺎ أن اﻷﺧﻼق "ھﻲ ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟﻣﺑﺎدئ واﻟﻘﯾم اﻟﻣﻛﺗﺳﺑﺔ
واﻟراﺳﺧﺔ ﻓﻲ ﻧﻔس اﻹﻧﺳﺎن اﻟﺗﻲ ﺗﺻدر ﻋن اﺧﺗﯾﺎر واﻟﺗزام وﻋﻠﻰ ﺿوﺋﮭﺎ ﯾﺣﻛم
)(7
ﻋﻠﻰ ﺳﻠوﻛﮫ وﺗﺻرﻓﺎﺗﮫ وﻣواﻗﻔﮫ وﻗراراﺗﮫ"
وﯾﻌﺗﺑر اﻟﺑﻌض أن اﻷﺧﻼق ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ھﻲ ﻣﻧظوﻣﺔ ﻗﯾم ،ﻟذا ﺳﻣﯾت ﺑﺎﻟﻘﯾم
اﻷﺧﻼﻗﯾﺔ وھﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﻧظم وﺗؤطر اﻟﺳﻠوك اﻹﻧﺳﺎﻧﻲ اﻟواﻋﻲ ،ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ أﻓﻌﺎل
اﻟﻣرء وﻣﺎ ﯾﺻدر ﻋﻧﮫ ﺳﯾﺋﺎ ﻛﺎن أو ﻗﺑﯾﺣﺎ.
ﺑل إن ﻣﻘﯾﺎس اﻟﺣﺿﺎرات اﻟراﻗﯾﺔ ھﻲ اﻷﺧﻼق اﻟرﻓﯾﻌﺔ ،ﻟذا ﻗﯾل ﻋﻧﮭﺎ" :إﻧﻣﺎ
اﻷﻣم اﻷﺧﻼق ﻣﺎ ﺑﻘﯾت" وھﻲ ﺗﺗﻌﻠﻖ ﺑﻛل ﻣﻧﺎﺣﻲ ﺣﯾﺎة اﻟﻣرء ﻧﺣو اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ.
إﻧﺳﺎﻧﻲ ،وﯾﺗوﻗف ھذا اﻟﺳﻠوك ﺑﺄﻧﮫ أﺧﻼﻗﻲ أو ﻏﯾر أﺧﻼﻗﻲ ﻋﻠﻰ ﻣدى ﻗرﺑﮫ أو
ﺑﻌده ﻣن ھذه اﻟﻐﺎﯾﺔ ،وﯾﻘول ھؤﻻء أن وﺟود ﻏﺎﯾﺔ اﻷﺧﻼق ﻻﺑد ،ﻋﻠﻰ أن
)(11
اﻷﺧﻼق ﺗﺗﻐﯾر وﺗﺗﺑدل وﻻ ﯾﺟردھﺎ ﻣن ﻗدﺳﯾﺗﮭﺎ"
ﯾرى اﻟﻌﻠﻣﺎء اﻟﻣﺳﻠﻣون ان اﻻﺳﻼم ﺟﺎء ﻣﮭذﺑﺎ ﻟﻸﺧﻼق وداﻋﯾﺎ إﻟﯾﮭﺎ ،وأن
اﻻﺧﻼق أﺻل اﻟرﺳﺎﻟﺔ اﻟﺳﻣﺎوﯾﺔ ،وﯾرى اﻹﻣﺎم اﻟﺷﺎطﺑﻲ واﻟذي دﻋﻰ اﻟﻰ ﻣﻛﺎرم
اﻷﺧﻼق " أن اﻟدﯾن واﻷﺧﻼق ﻻ ﯾﻧﻔﻛﺎن ،وأن ﻓﻘﮫ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻣﺛﻘل
ﺑﺎﻟﻐﺎﯾﺎت اﻷﺧﻼﻗﯾﺔ ،وﻟﻘد أدى اﻟﻣﻘﺻد اﻟﺷرﻋﻲ ﺗﺣﻘﯾﻖ اﻟﺻﻠﺔ ﺑﯾن اﻟدﯾن واﻷﺧﻼق
ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻹﺳﻼﻣﻲ ،وﻋﻧدﻣﺎ ﺣدد اﻟﺷﺎطﺑﻲ اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ ﻋﻠﺔ رﺋﯾﺳﺔ ﻟﮭذا اﻟﺗﺷرﯾﻊ
ﻓﻘد ﻣﯾز ﻋﻼﻗﺔ ﺛﻼﺛﯾﺔ ﺿرورﯾﺔ وﻗﺎﻋدﯾﺔ ،وھﻲ اﻟدﯾن واﻷﺧﻼق واﻟواﻗﻊ ،وﺗﻣﺛل
ھذه اﻟﺛﻼﺛﯾﺔ اﻟﻘﺎﻋدﯾﺔ ﻣﺎھﯾﺔ اﻹﺳﻼم اﻟﺻﺣﯾﺢ ،اﻟذي ﯾﺳﺗﻔرغ ﻣن اﻟﺗﺄوﯾﻼت اﻟﻔﺎﺳدة
وﻛذﻟك ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺗﺧﻠص ﻣن اﻟﻧظرة اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺑﺎدات اﻟطﻘﺳﯾﺔ وﺗزﯾل
)(12
ﻣﻌﺎﻧﻲ اﻟﻣﻛﺎرم اﻟﺗﻲ ھﻲ ﻛﻣﺎل ھذه اﻟﻌﺑﺎدات"
- 2أﺧﻼﻗﯾﺎت اﻟﻌﻣل اﻻﻋﻼﻣﻲ:
ﺑداﯾﺔ اﻻھﺗﻣﺎم ﺑﺗﻧظﯾم ﻣﮭﻧﺔ اﻟﺻﺣﺎﻓﺔ ﻛﺎﻧت ﻓﻲ ﻛل ﻣن اﻟﺳوﯾد وﻓرﻧﺳﺎ إﺿﺎﻓﺔ
إﻟﻰ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ وﺑرﯾطﺎﻧﯾﺎ أﯾﺿﺎ ،ﺣﯾث ﺗﺷﯾر اﻟﻣﺻﺎدر إﻟﻰ أن
ظﮭور ﻣواﺛﯾﻖ اﻟﺷرف اﻷﺧﻼق ﻓﻲ ﻣﯾدان اﻟﺻﺣﺎﻓﺔ ﻛﺎن ﻣﻧذ ﺣواﻟﻲ ﺛﻣﺎﻧﯾن ﻋﺎﻣﺎ،
ﺣﯾث ظﮭرت ﻣﺑﺎدئ ﻣﻛﺗوﺑﺔ ﺗﺣدد أﺧﻼﻗﯾﺎت اﻟﻣﮭﻧﺔ ﻣﻊ اﻟﺑداﯾﺎت اﻷوﻟﻰ ﻟﻠﻘرن
اﻟﻌﺷرﯾن ،وﻣن ﺑﯾن " إﺣدى اﻟﻣﺣطﺎت اﻟﻣﮭﻣﺔ ﻓﻲ ﺗطور ﺷرﻋﺎت اﻷﺧﻼق
اﻟﺻﺣﺎﻓﯾﺔ ﻛﺎﻧت ﻣﻊ "إﻋﻼن ﻣﯾوﻧﯾﺦ" ) (1973اﻟﻣﻌروف ﺑـ "إﻋﻼن واﺟﺑﺎت
اﻟﺻﺣﺎﻓﯾﯾن ﺣﻘوﻗﮭم" ،اﻟذي ﺗﺑﻧﺎه ﻣﻣﺛﻠو ﻧﻘﺎﺑﺎت واﺗﺣﺎدات ﺻﺣﺎﻓﻲ اﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ
اﻷورﺑﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺗﺗﺄﻟف ﻣن ﺳت دول :ﻓرﻧﺳﺎ ،أﻟﻣﺎﻧﯾﺎ اﻻﺗﺣﺎدﯾﺔ ،إﯾطﺎﻟﯾﺎ،
ﺑﻠﺟﯾﻛﺎ ،ھوﻟﻧدا ،وﻟوﻛﺳﻣﺑورغ ،ﺷﺎرﻛت ﻓﻲ وﺿﻌﮫ اﺗﺣﺎدات ﻣن ﺳوﯾﺳرا
واﻟﻧﻣﺳﺎ ،وھذا اﻹﻋﻼن ﻛﺎن ﻟﮫ اﻟوﻗﻊ اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﻓﻲ ﻋﺎﻟم اﻟﻣﮭﻧﺔ ،ﺗﺑﻧﺎه ﻓﻲ اﻟﺳﻧﺔ
اﻟﻣﺟﻠد اﻟﺳﺎدس ،اﻟﻌدد/ 02ﻧوﻓﻣﺑر 2019 ﻣﺟﻠﺔ ﺻوت اﻟﻘﺎﻧون
أﺧﻼﻗﯾﺎت اﻟﻣﮭﻧﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻻﻋﻼﻣﯾﺔ، د .ﺳﻣﯾر دﺣﻣﺎﻧﻲ ،
ﻗراءة ﻟﻌﯾﻧﺔ ﻣن ﻗواﻧﯾن اﻻﻋﻼم اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ
54
اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ ﻟوﺿﻌﮫ اﻻﺗﺣﺎد اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﻟﻠﺻﺣﺎﻓﯾﯾن اﻟذي ﯾﻣﺛل اﻟدول ذات اﻟﺗوﺟﮫ
اﻟﻠﯾﺑراﻟﻲ ،ﻛﻣﺎ ﺗﺑﻧﺗﮫ ﺑﻌد ﺳﻘوط ﺟدار ﺑرﻟﯾن اﻟدول اﻷورﺑﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ذات ﺗوﺟﮫ
اﺷﺗراﻛﻲ") ،(13ﻛﻣﺎ ﻋرﻓت ﻣﺣﺎوﻻت أﺧرى ﻓﻲ ﻣﯾدان أﺧﻼﻗﯾﺎت اﻟﻌﻣل
اﻹﻋﻼﻣﻲ ،وھذا ﻗﺑل ذﻟك ﺑﻘﻠﯾل "وﯾﺑدو أن أﻗدﻣﮭﺎ ﻛﺎن ﻗﺎﻧون اﻟﻘﯾم اﻟﺻﺣﻔﯾﺔ واﻟذي
ﺗﺑﻧﺗﮫ ﻟﺟﻧﺔ ﻣؤﺗﻣر اﻟﺻﺣﺎﻓﺔ اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ اﻷول اﻟذي ﻋﻘد ﻓﻲ واﺷﻧطن ﺳﻧﺔ ،1926
ﺛم ﺟﺎءت ﻟﺟﻧﺔ اﻟﻣؤﺗﻣر اﻟﺻﺣﻔﻲ اﻷﻣرﯾﻛﻲ اﻟداﺧﻠﻲ ﻓﻲ ﻧﯾوﯾورك ﻋﺎم ،1950
ﺛﺑﻌﺗﮭﺎ ﻣﺧﺗﻠف دول اﻟﻌﺎﻟم وﻣن ﺑﯾﻧﮭﺎ اﻟدول اﻟﻌرﺑﯾﺔ واﻟﺟزاﺋر ﺧﺎﺻﺔ ،إذ ﻋرﻓت
ﻣﯾﺛﺎق ﻟﻸﺧﻼﻗﯾﺎت ﻋﺎم . 2000
أﺧﻼﻗﯾﺎت اﻟﻣﮭﻧﺔ ﻓﻲ اﻻﺻل ﺟﻣﻠﺔ ﻣن اﻻﻟﺗزاﻣﺎت واﻟواﺟﺑﺎت ،أي ھﻲ
ﻋﺑﺎرة ﻋن ﻣﻌﺎﯾﯾر ﻣﻌﯾﻧﺔ ،ﺗﺣدد اﻟﺳﻠوك ﻓﻲ أداء اﻟﻣﮭﻧﺔ ،وھﻲ اﻟﺗﻲ ﺗوﺟﮫ
أﻋﺿﺎﺋﮭﺎ ﻓﻲ ﻋﻣﻠﮭم ﻣﺎ ﯾﺟﻌﻠﮭم ﻣﺳﺋوﻟون ﻣﮭﻧﯾﺎ ،واﻟﻌﻣل اﻻﻋﻼﻣﻲ ﻻ ﯾﺧﺗﻠف ﻋن
اﻟﻣﮭن واﻟوظﺎﺋف اﻟﻣوﺟودة ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ،وھو ﯾﺗطﻠب ﻗدرا ﻣن اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻓﻲ
اداء وظﺎﺋﻔﮫ اﺗﺟﺎه اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ،وأﺧﻼﻗﯾﺎت اﻟﻣﮭﻧﺔ ﺗﻌﺗﺑر ﻣﮭذب وﻣؤطر ﻟﮭذا اﻟﻌﻣل،
ﻷن اﻻﻋﻼم ﯾﺗطﻠب اﻟﺗزاﻣﺎ اﻛﺛر ﻣن أي وظﯾﻔﺔ وﻋﻣل آﺧر ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ.
وﻣﺻطﻠﺢ أﺧﻼﻗﯾﺎت اﻟﻣﮭﻧﺔ ﻣﻛون ﻣن ﻛﻠﻣﺗﯾن ﺣﯾث ف "اﻷﺧﻼﻗﯾﺎت ھﻲ
ﻧﺳﺑﺔ ﺟﻣﻊ إﻟﻰ ﻟﻔظﺔ "اﻷﺧﻼق" واﻟﺗﻲ واﺣدھﺎ "اﻟﺧﻠﻖ" ،ﻏﯾر أن اﻟﻧﺳﺑﺔ ﻻ ﺗﻛون
ﺻﺣﯾﺣﺔ إﻻ إذا ﻧﺳب إﻟﻰ اﻟﻣﻔرد ،ﻛﻘوﻟك ﻓﻲ اﻟﻧﺳﺑﺔ إﻟﻰ "دول" دوﻟﻲ ﻻ دُوﻟﻲ،
واﻟﻧﺳﺑﺔ إﻟﻰ "ﻣدن" "ﻣدﻧﻲ ﻻ ُﻣدﻧﻲ" ﻓﻠزم أن ﻧﻘول ﻓﻲ اﻟﻧﺳﺑﺔ إﻟﻰ اﻷﺧﻼق:
" ُﺧﻠﻘﯾﺎت" ،ﻟﻛن ﻣﺻطﻠﺢ "اﻷﺧﻼﻗﯾﺎت" ﻏدا ﺳﺎﺋدا ﻓﻲ ﻣﻘرر "أﺧﻼﻗﯾﺎت اﻟﻣﮭﻧﺔ"
)(14
ﻣﺳؤوﻟﯾﺎﺗﮭم اﻟﻣﮭﻧﯾﺔ ،وﻟﻛن ﻣﮭﻧﺔ أﺧﻼﻗﯾﺎت وآداب ﻋﺎﻣﺔ ﺣددﺗﮭﺎ اﻟﻘواﻧﯾن واﻟﻠواﺋﺢ
اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﮭﺎ ،وﯾﻘﺻد ﺑﺂداب وأﺧﻼﻗﯾﺎت اﻟﻣﮭﻧﺔ ﻣﺗﺑوﻋﺔ ﻣن اﻟﻘواﻋد واﻷﺻول
اﻟﻣﺗﻌﺎرف ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻋﻧد أﺻﺣﺎب اﻟﻣﮭﻧﺔ اﻟواﺣدة ،ﺑﺣﯾث ﺗﻛون ﻣراﻋﺎﺗﮭﺎ ﻣﺣﺎﻓظﺔ
ﻋﻠﻰ اﻟﻣﮭﻧﺔ وﺷرﻓﮭﺎ") ،(15واﻻﺻل ﻓﻲ اﻻﺧﻼﻗﯾﺎت أﻧﮭﺎ ﻋﺑﺎرة ﻋن ﻣدوﻧﺎت
ﺗوﺿﻊ ﻣن أﺟل ﺗﺣدﯾد اﻟﺳﻠوك اﻟذي ﯾﺟب ،واﻟﺳﻠوك واﻟﻔﻌل اﻟذي ﻻ ﯾﺟب اﻟﻘﯾﺎم
ﺑﮫ ﻓﻲ أداء ﻣﮭﻧﺔ ﻣﺎ ،ﻓﻲ ﻋﺑﺎرة ﻋن ﻗواﻋد ﻟﻠﺳﻠوك ﺗوﺿﻊ ﻟﺗوﺟﯾﮫ ﺳﻠوك ﻓرد ﻓﻲ
ﻣﮭﻧﺔ ﻣﺎ وأداء اﻷﻋﻣﺎل اﻟوظﯾﻔﯾﺔ.
وﻣﯾدان اﻻﻋﻼم ﻻ ﯾﺧرج ﻋن اﻋﺗﺑﺎره ﻋﻣﻼ واداءا ﻟﮫ ﻣدﺧﻼت وﻣﺧرﺟﺎت،
وﻟﮭذا " ﻓﺈن اﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻹﻋﻼﻣﯾﺔ اﻟﻣﮭﻧﯾﺔ ﺗﻌﺗﺑر ﻣن أﻗدس اﻟﻣﮭﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﺟب
ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﺋﻣﯾن ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻣل اﻹﻋﻼﻣﻲ اﻟﺗرﻛﯾز ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻓﻲ إطﺎر اﻷﺑﻌﺎد اﻷﺧﻼﻗﯾﺔ
واﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ واﻟﻣﮭﻧﯾﺔ ،ﻓﺎﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻹﻋﻼﻣﯾﺔ ﻣﺳؤوﻟﺔ أﻣﺎم اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ وأﻣﺎم اﻟﺟﻣﺎھﯾر
اﻟﻔﻘﯾرة ،ﻛﻣﺎ أن ﻣﺳؤوﻟﯾﺎﺗﮭﺎ اﻷﺧﻼﻗﯾﺔ ﻛﺑﯾرة ﺟدا ﻣن ﺧﻼل ﺗﺿﺧﯾم اﻷﺧﺑﺎر
واﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت وﺣﺟب أﺧﺑﺎر أﺧرى ﻓﻲ اﻟرأي اﻟﻌﺎم ،وھذا ﺑﺣد ذاﺗﮫ أﺑﺷﻊ أﺷﻛﺎل
)(16
اﻟﺗﻼﻋب ﺑﻌﻘول اﻟﺟﻣﺎھﯾر وھو ﻣن أﺑﺷﻊ أﺷﻛﺎل اﻟﺗﺿﻠﯾل واﻟﺗزﯾﯾف"
وﻛﺛﯾرا ﻣﺎ ﯾﻌﺗﺑر أن ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻻﻋﻼم ﯾﺟب أن ﯾﺗﻣﺗﻊ ﯾﻘدر ﻣن اﻟﺣرﯾﺔ،
ﻟدرﺟﺔ اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﺎﻟﺣرﯾﺔ اﻟﻣطﻠﻘﺔ ،وﻗد أﺛﺑﺗت اﻟﺗﺟﺎرب ﺧﺎﺻﺔ اﻟﻐرﺑﯾﺔ ﺳﻠﺑﯾﺔ ذﻟك،
إذ أن "اﻟﺣرﯾﺔ اﻟﻣﻣﻧوﺣﺔ ﻟوﺳﺎﺋل اﻹﻋﻼم ،ﻟﯾﺳت اﻣﺗﯾﺎزا ﻟﮭﺎ ،وﻟﻛﻧﮫ اﻣﺗﯾﺎز ﻣﻧﺢ
ﻟﻔﺎﺋدة اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ،وإن ھذه اﻟﺣرﯾﺔ ﻟﻛﻲ ﺗﺳﺗﻣر ﯾﺟب أن ﺗﻛون ﺣرﯾﺔ ﻣﺳؤوﻟﺔ ،وإن
ھﻧﺎك ﻋﻘدا أﺧﻼﻗﯾﺎ ﻏﯾر ﻣﻛﺗوب ﺑﯾن ﻛل اﻟﻣﮭن واﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ،ﻓﺈذا ﻛﺎن اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ
ﯾﺣﻣﻲ ﻛل اﻟﻣﮭن واﻟﻌﺎﻣﻠﯾن ﻓﯾﮭﺎ ،ﻓﻔﻲ اﻟﻣﻘﺎﺑل ﯾﺟب أﻻ ﯾﺳﺑب ھؤﻻء ﺿررا
ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻊ ،وﻟﻛﻲ ﯾﺳﺗﻣر اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻓﻲ ﺣﻣﺎﯾﺔ ﻣﮭﻧﺔ اﻹﻋﻼم ،ﯾﺟب ﻋﻠﻰ وﺳﺎﺋل
اﻹﻋﻼم واﻟﺻﺣف أن ﺗﻘوم ﺑدورھﺎ ﻟﺧدﻣﺔ ﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ") ،(17أي أﻧﮭﺎ ﻋﻼﻗﺔ
ﺗﺑﺎدﻟﯾﺔ وﻛل ﻣﻧﮭﻣﺎ ﯾﺣﺗﺎج ﻟﻶﺧر ،وھذا اﻟذي ﯾﺟب أن ﺗﻌﯾﮫ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻹﻋﻼﻣﯾﺔ.
ﻣن رأي اﻵﺧرﯾن أو اﻻﻋﺗداء ﻋﻠﻰ ﺣﻖ زﻣﯾل ﻛﺳرﻗﺔ ﻣﺎدﺗﮫ اﻹﻋﻼﻣﯾﺔ واﻧﺗﺣﺎل
آراء ﻏﯾره وﻧﺳﺑﮭﺎ إﻟﯾﮫ.
-6أﺧﻼﻗﯾﺎت ﺧﺎﺻﺔ ﺑوﺳﺎﺋل اﻹﻋﻼم ﺑﺎﻟﻣﺟﺗﻣﻊ وﻗﯾﻣﮫ وﻋﺎداﺗﮫ وﺗﻘﺎﻟﯾده:
وﯾدﺧل ﻓﻲ ذﻟك ﻋدم اﻟﺗﺣرﯾض ﻋﻠﻰ ﻛل ﻣﺎ ﯾﺧﺎﻟف اﻟﻘﯾم واﻟﻣﻌﺎﯾﯾر اﻟﺗﻲ ﯾﻘوم
ﻋﻠﯾﮭﺎ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻣن إﺛﺎرة اﻟﻔﺎﺣﺷﺔ ،اﻟﺗﺣرﯾض ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻧف ،اﻟﺳﻠوﻛﯾﺎت اﻟﺷﺎذة،
إﺛﺎرة اﻟﺷﮭوات ﻣن ﺧﻼل ﻋرض وﺗﺻوﯾر اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺟﻧﺳﯾﺔ أو ﻛﺗﺎﺑﺎت ﺗﺣﺗوي
ﻋﻠﻰ أﻟﻔﺎظ ﻧﺎﺑﯾﺔ ﺗﺛﯾر اﻟﺷﮭوة ....
وﯾدﺧل ﻓﻲ ھذا اﻟﻣﺟﺎل أﯾﺿﺎ ﻋدم اﻟﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﻰ اﻟﻌداﻟﺔ وﺳﯾرھﺎ ﻣﺛل اﻟﺗﻌﻠﯾﻖ
ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ اﻟﻣﻌروﺿﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺿﺎء واﻟﺗدﺧل ﻓﻲ اﻟﺣﻛم وأﻓراد اﻟﻘﺿﯾﺔ
واﺳﺗﻐﻼﻟﮭم ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﻗﺿﺎﯾﺎ اﻷﺣوال اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ،وﻋدم ﺗﺟﻣﯾل اﻟﺟرﯾﻣﺔ وﺗﺣﺳﯾن
ﺻورة اﻟﻣﺟرم ووﺻﻔﮫ وﻋرض ﺗﻔﺎﺻﯾل ﺟرﯾﻣﺗﮫ ﻣﮭﻣﺎ ﻛﺎﻧت آﺛﺎرھﺎ اﻟﺳﯾﺋﺔ،
وﺗﺟﻧب ﻋرض ﺻور ﻣرﺗﻛﺑﻲ اﻟﺟراﺋم ﺣﺗﻰ ﺗﺣﻔظ ﻟﮭم ﺣﻘﮭم ﻓﻲ ﻋﯾش ﺣﯾﺎﺗﮭم
اﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻠﯾﺔ.
-7أﺧﻼﻗﯾﺎت وﻣﻌﺎﯾﯾر اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻣﮭﻧﻲ ﻟﻺﻋﻼﻣﯾﯾن :وﺗﻘوم ﻋﻠﻰ أن ﯾﺗﻣﺗﻊ
اﻹﻋﻼﻣﻲ ﺑدرﺟﺔ ﻋﺎﻟﯾﺔ ﻣن اﻟﻧزاھﺔ ﺑﺣﯾث ﯾﺿﻊ ﻓﻲ ﻓﻛره ﻓﻛرة اﻹﻋﻼﻣﻲ اﻟﺻﺎﻟﺢ
اﻟذي ﯾﺳﻌﻰ إﻟﻰ اﻟﺗﻔوق ﻓﻲ ﻣﮭﻧﺗﮫ ﻣﻠﺗزﻣﺎ ﺑﻘواﻧﯾﻧﮭﺎ ﺳﺎﻋﯾﺎ وراء ﻣﺻﻠﺣﺔ ﺷﺧﺻﯾﺔ
أو ذاﺗﯾﺔ وأن ﻻ ﯾﻘﺑل أي رﺷﺎوي ﻣﻐرﯾﺔ ﻣﻘﺎﺑل اﻧﺟﺎز ﻣﺻﻠﺣﺔ ﻟﻠﻐﯾر ،أن ﻻ ﯾﺟﻣﻊ
ﺑﯾن ﻋﻣﻠﮫ وﺟﻠب اﻹﻋﻼﻧﺎت.
ﻛﻣﺎ ان اﻟﻣﺑﺎدئ واﻟﻣﻌﺎﯾﯾر اﻟﺗﻲ ﺗﺧص أﺧﻼﻗﯾﺎت اﻟﻣﮭﻧﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻣل اﻻﻋﻼﻣﻲ
واﻟﺗﻲ ﺟﺎءت ﻋﻠﻰ ﺷﻛل ﻣواﺛﯾﻖ ﯾﻘود اﻟﻰ اﻟﺣدﯾث ﻋن ﻧوع ھذه اﻟﻣواﺛﯾﻖ ،ﺣﯾث
)(25
ﻧﺟدھﺎ ﻋﻠﻰ ﺷﻛل:
طرف أﺻﺣﺎب اﻟﻣﮭﻧﺔ ،ﯾﻣﻛن ان ﺗوﺿﻊ أﺧﻼﻗﯾﺎت ﺣﺗﻰ داﺧل ﻛل وﺳﯾﻠﺔ إﻋﻼﻣﯾﺔ
ﻣﺛل ﺟرﯾدة أو ٌﻗﻧﺎة ﺗﻠﻔزﯾوﻧﯾﺔ ﻣﺎ.
-4أﺧﻼﻗﯾﺎت اﻟﻣﮭﻧﺔ ﻓﻲ ﻗواﻧﯾن اﻹﻋﻼم اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ:
اﻟﮭدف ﻣن ﻗﺎﻧون اﻻﻋﻼم ﻓﻲ أي ﺑﻠد ھو ﺗﻧظﯾم أداء وﺳﺎﺋل اﻻﻋﻼم ،وھذا
ﻣن أﺟل ﺗوﺟﯾﮫ ﺳﻠوك اﻟﺻﺣﻔﯾﯾن واﻹﻋﻼﻣﯾﯾن ﺑﻌﯾدا ﻋن ﻛل ﺗﺟﺎوز ﯾﺿر ﺑﺎﻟﺑﻠد
واﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ،وھذا ﺗﺣﻘﯾﻘﺎ ﻟﻠﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،وﺿﺑطﺎ ﻟﻠﺣرﯾﺔ اﻟﻣطﻠﻘﺔ.
ھﻧﺎك ﻣﺳﺎﻟﺔ ﺧﻼﻓﯾﺔ ﺣول وﺿﻊ اﻟﻣواﺛﯾﻖ واﻟﻣﺑﺎدئ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺄﺧﻼﻗﯾﺎت
اﻟﻣﮭﻧﺔ ﻓﻲ ﻣﯾدان اﻹﻋﻼﻣﻲ ،وھذا ﻣن ﺣﯾث أن ﯾﻛون وﺿﻊ وﺗﺣدﯾد ھذه
اﻻﺧﻼﻗﯾﺎت ﻛﺗﻧظﯾم ذاﺗﻲ ،واﻟذي ﯾﻌﺗﻣد وﺿﻊ ﻣواﺛﯾﻖ ﺷرف وﻣﺟﺎﻟس وﻧﻘﺎﺑﺎت
ﺷرف ووﺿﻊ ﻣﺑﺎدئ ﻟﻸﺧﻼﻗﯾﺎت اﻟﻣﮭﻧﺔ ﻓﻲ ﻣﯾدان اﻹﻋﻼم ،اﻷﻣر اﻟﺛﺎﻧﻲ ھو
ﺗﻧظﯾم ھذا اﻟﻌﻣل ﻣن ﺧﻼل ﺗدﺧل اﻟدوﻟﺔ ووﺿﻊ ﻗواﻧﯾن ﻣﻧظﻣﺔ ﺗﺧص أﺧﻼﻗﯾﺎت
اﻟﻣﮭﻧﺔ ،أي ﻣن ھو ﻣﺻدر أﺧﻼﻗﯾﺎت اﻟﻣﮭﻧﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻻﻋﻼﻣﯾﺔ ،وﻓﻲ ھذا
)(27
وﺟد اﺗﺟﺎھﺎن ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم اﻟﻌرﺑﻲ:
-اﻷول ﯾﻣﯾل إﻟﻰ أن ﺗﻔرض اﻟدوﻟﺔ اﻟﻣﻌﺎﯾﯾر اﻟﺗﻲ ﺗﺿﻣن ﺟﺎﻧب اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ
ﻓﻲ اﻟﺻﺣﺎﻓﺔ.
-واﻟﺛﺎﻧﻲ ﯾﺗوﻟﻰ اﻟﺻﺣﻔﯾون أﻧﻔﺳﮭم وﺿﻊ ﻣﯾﺛﺎق اﻟﺷرف اﻟﺻﺣﻔﻲ
واﻹﺷراف ﻋﻠﻰ ﺗﻧﻔﯾذه ...وﻧﻔس اﻟﺣﺎل ﻋﻧد اﻟﺣدﯾث ﻋن وﺿﻊ أﺧﻼﻗﯾﺎت ﺗﺧص
اﻟﻌﻣل اﻹﻋﻼﻣﻲ.
ﻓﯾرى أﺻﺣﺎب ﻓﻛرة اﻟﺗﻧظﯾم اﻟذاﺗﻲ أن "اﻟﺗﻣﯾﯾز ﺑﯾن اﻷﺧﻼﻗﯾﺎت واﻟﻘﺎﻧون
واﺿﺢ ،ﻓﺎﻟﻘواﻧﯾن أﺣﻛﺎم ﻟﻠﺣﯾﺎة واﻟﺳﻠوك ﯾﺗم ﻓرﺿﮭﺎ ﺑواﺳطﺔ ﻗوة ﺧﺎرﺟﯾﺔ
وﯾﺳﺗﺧدم اﻟﻘﺎﻧون وﺳﺎﺋل ﻟﻠﻌﻘوﺑﺎت ،أﻣﺎ اﻷﺧﻼﻗﯾﺎت ﻓﺈﻧﮭﺎ أﺣﻛﺎم ﻟﻠﺣﯾﺎة واﻟﺳﻠوك
ﺗﻔرﺿﮭﺎ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺳك أو ﺗﻔرض ﻋﻠﯾك ﻣﮭﻧﺗك أن ﺗﻠزم ﺑﮭﺎ ﻧﻔﺳك ،وﺑﯾﻧﻣﺎ ھﻧﺎك
اﻟﻣﺟﻠد اﻟﺳﺎدس ،اﻟﻌدد/ 02ﻧوﻓﻣﺑر 2019 ﻣﺟﻠﺔ ﺻوت اﻟﻘﺎﻧون
أﺧﻼﻗﯾﺎت اﻟﻣﮭﻧﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻻﻋﻼﻣﯾﺔ، د .ﺳﻣﯾر دﺣﻣﺎﻧﻲ ،
ﻗراءة ﻟﻌﯾﻧﺔ ﻣن ﻗواﻧﯾن اﻻﻋﻼم اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ
62
إرﺷﺎدات ﻟﻠﺳﻠوك اﻷﺧﻼﻗﻲ ﻓﺈن ھﻧﺎك اﻟﻘﻠﯾل ﻣن اﻟﻌﻘوﺑﺎت ﻋﻠﻰ اﻧﺗﮭﺎك ھذه
اﻹرﺷﺎدات ،ﻓﻼ ﯾﻣﻛن أن ﯾﻛون ھﻧﺎك ﻗﺎﻧون ﺿد ﻋدم اﻟذوق ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﻣﺛﺎل،
وﻟﯾس ھﻧﺎك ﻗﺎﻧون ﯾﻣﻛن أن ﯾﻔرض ﻋﻠﯾك اﻟﺗزاﻣﺎ ﻣﻌﯾﻧﺎ ﻧﺣو ﺷﺧص أو ﻣؤﺳﺳﺔ،
)(28
ﻟذﻟك ﻓﺈن ھذه اﻷﺧﻼﻗﯾﺎت ﻓﻠﺳﻔﺔ داﺧﻠﯾﺔ ﺗﺣدد ﻣﺎ ھو ﺻﺣﯾﺢ وﻣﻘﺑول"
وﺣﺳب أﺻﺣﺎب اﻟﻣﮭﻧﺔ واﻟﻣﮭﺗﻣون ﺑﺄوﺿﺎع اﻻﻋﻼم ،أن اﻟﺗﻘﻧﯾن ﻷﺧﻼﻗﯾﺎت
اﻟﻣﮭﻧﺔ اﻻﻋﻼﻣﯾﺔ ﯾﻌﺗﺑر ﺗﻘوﯾﺿﺎ ﻟﺣرﯾﺔ اﻹﻋﻼم واﻟﺻﺣﺎﻓﺔ ،ﻛﻣﺎ أن اﻟدوﻟﺔ ﺗرى
أﻧﮫ ﺣﺗﻰ وإن ﺗم وﺿﻊ ﻗواﻋد وﻣﺑﺎدئ أﺧﻼﻗﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل أﺻﺣﺎب اﻟﻣﮭﻧﺔ ﻓﺈﻧﮫ أﻣر
ﻏﯾر ﻣﺟدي ﻟﺳﺑب " أن أﻗﺻﻰ ﻣﺎ ﯾﻣﻛن أن ﺗﻌﺎﻗب ﺑﮫ اﺗﺣﺎدات اﻟﺻﺣﻔﯾﯾن
واﻹذاﻋﯾﯾن اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﯾن ﻷﺧﻼﻗﯾﺎت اﻟﻣﮭﻧﺔ ھو ﻧﺷر ﻣﺧﺎﻟﻔﺗﮭم ﻋﻠﻰ اﻟﺟﻣﮭور ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر
أن ذﻟك ﻋﻘﺎب ﻣﻧﺎﺳب ﯾﺿر ﺑﺳﻣﻌﺔ اﻟﺻﺣﻔﻲ واﻟﺻﺣﯾﻔﺔ أو اﻹذاﻋﺔ ،وﺣﺗﻰ ھذا
اﻟﻌﻘﺎب ﻻ زال ﻣﺛﺎر ﺧﻼف") ،(29أي أن اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟدول ﺟﻌﻠت ﺗﻘﻧﯾﻧﺎ وﺗﺷرﯾﻌﺎ
ﻷﺧﻼﻗﯾﺎت ﻣﮭﻧﺔ اﻹﻋﻼم ،واﻟﺟزاﺋر ﻣن ﺑﯾن ﺗﻠك اﻟدول ،وﻟﻛن ﻟم ﯾﺗم ﻣﻧﻊ
اﻻﺗﺣﺎدات واﻟﻧﻘﺎﺑﺎت ﻣن أن ﺗﺿﻊ ﺗﻧظﯾﻣﮭﺎ اﻟﺧﺎص ﺑﮭﺎ ﻷﺧﻼﻗﯾﺎت اﻟﻣﮭﻧﺔ ﻣﺛل
اﺗﺣﺎد اﻟﺻﺣﻔﯾﯾن اﻟﺟزاﺋرﯾﯾن.
وﺣﺳب ﻋزي ﻋﺑد اﻟرﺣﻣﺎن ﻓﻲ ﻧظرﯾﺗﮫ اﻟﺣﺗﻣﯾﺔ اﻟﻘﯾﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻻﻋﻼم ﻓﺈن "
اوﻟﯾﺔ اﻻﺧﻼﻗﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ،أي أن اﻟﻧظﺎم اﻻﺧﻼﻗﻲ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﺳﺎس
اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻘﺎﻧوﯾﻧﺔ ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺻﺣﯾﺔ ،ﻓﺎﻻﺿﺑﺎط اﻟﻘﯾﻣﻲ"اﻟداﺧﻠﻲ" اﻗوى وأرﻗﻰ
ﻣن اﻟﻘﯾود اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ " اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ" إذ ﯾﺗم اﻻﻧﺿﺑﺎط ﻋن ﻗﻧﺎﻋﺔ ذاﺗﯾﺔ " ) (30وﻋﻠﯾﮫ
ﺣﺳﺑﮫ ﻓﺈن اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻣﻠزم واﻻﺧﻼﻗﻲ إرادي ،ﻓﻛذﻟك اﻻﻣر ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ وﺿﻊ ﺗﺷرﯾﻊ
ﻷﺧﻼﻗﯾﺎت اﻻﻋﻼم ،ووﺟود اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﻣﻠزﻣﺔ ﯾﺿﯾف اﻟﻰ اﻟﺻﺣﻔﻲ ﻋﺑﺋﺎ آﺧر ھو
اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟذاﺗﯾﺔ
ﯾﻼﺣظ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى وﺳﺎﺋل اﻻﻋﻼم ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ،ﺣﺟم اﻟﺗﻌددﯾﺔ ﻋﻠﻰ
ﻣﺳﺗوى اﻟﺻﺣﺎﻓﺔ اﻟﻣﻛﺗوﺑﺔ ،وﺣﺗﻰ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى ﻗطﺎع اﻟﻣرﺋﻲ ،ﻣﺎ ﯾﻔرض طرﺣﺎ
اﻟﻣﺟﻠد اﻟﺳﺎدس ،اﻟﻌدد/ 02ﻧوﻓﻣﺑر 2019 ﻣﺟﻠﺔ ﺻوت اﻟﻘﺎﻧون
أﺧﻼﻗﯾﺎت اﻟﻣﮭﻧﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻻﻋﻼﻣﯾﺔ، د .ﺳﻣﯾر دﺣﻣﺎﻧﻲ ،
ﻗراءة ﻟﻌﯾﻧﺔ ﻣن ﻗواﻧﯾن اﻻﻋﻼم اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ
63
ﺟدﯾدا ﻟﻣﺳﺄﻟﺔ ﺿﺑط اﻷداء اﻟﻣﮭﻧﻲ ووﺿﻊ اﻟﻣﻌﺎﯾﯾر اﻟﻧﺎظﻣﺔ واﻟﺗﻲ ﻣن ﺷﺄﻧﮭﺎ أن
ﺗﻛون ﻣﺣدد ﻟﻠﻌﻣﻠﯾﺔ واﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻹﻋﻼﻣﯾﺔ ،ﻓﺎﻟﻧﻘﺎﺷﺎت ﺣول ذﻟك وﺣول ﺣرﯾﺔ
اﻹﻋﻼم ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﻏﯾر ﻣﺗﻧﺎھﻲ ،ﯾﺛﺎر ﻓﻲ ﻛل ﻣرة ﻣن ﻗﺑل اﻹﻋﻼﻣﯾﯾن
واﻟﻣﻣﺎرﺳﯾن وﻣن طرف اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﯾن وﺣﺗﻰ اﻷﻛﺎدﯾﻣﯾﯾن واﻟﺣﻘوﻗﯾﯾن ،وﻣن ﺑﯾن ﻣﺎ
ﯾﺛﺎر ﻓﻲ ﻛل ﻣرة وﺧﺎﺻﺔ ﻣﻊ ﺻدور ﻗواﻧﯾن اﻹﻋﻼم ،ﻣﺳﺄﻟﺔ أﺧﻼﻗﯾﺎت اﻟﻣﮭﻧﺔ
وﻣﻛﺎﻧﺗﮭﺎ ﺿﻣن ھذه اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﺻﺎدرة ،ﻣن أﺟل اﻟﺿﺑط اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﺳﻠوك
وﻣﻣﺎرﺳﺎت وﺗﺻرﻓﺎت أﺻﺣﺎب اﻟﻣﮭﻧﺔ اﻹﻋﻼﻣﯾﺔ.
وﻣن ﺧﻼل اﻹطﻼع ﻋﻠﻰ ﻣﺻﺎدر أﺧﻼﻗﯾﺎت اﻟﻣﮭﻧﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻹﻋﻼم ﻓﻲ
اﻟﺟزاﺋر ،ﯾﻼﺣظ أﻧﮭﺎ ﺻﺎدرة ﺑﺎﻷﺳﺎس ﻣن طرف اﻟﺳﻠطﺔ ﻋﻠﻰ ﺷﻛل ﻣواد
ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ،ﻛﻣﺎ أﻧﮫ وﻟﻔﺗرة طوﯾﻠﺔ ﻣن اﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻹﻋﻼﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﻟم ﺗوﻟﻲ
اﻟﺳﻠطﺔ أھﻣﯾﺔ ﻷﺧﻼﻗﯾﺎت اﻟﻌﻣل اﻟﺻﺣﻔﻲ إﻟﻰ ﻏﺎﯾﺔ اﻟﺗﻌددﯾﺔ اﻹﻋﻼﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﻋﺎم
1989م ،وھذا ﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗﻲ ﻋرﻓت اﻟﺣزب اﻟواﺣد واﻟﻧظﺎم اﻷﺣﺎدي ،أي
أن اﻟﺻﺣﺎﻓﺔ ﻛﺎﻧت ﻓﻲ ﺧدﻣﺔ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ وﺧدﻣﺔ ﻣﺷﺎرﯾﻌﮭﺎ وﻣﻧﮭﺟﮭﺎ ،وھذا ﻣﺎ
ﯾﻌﻛس اﻟﻔﻠﺳﻔﺔ اﻹﻋﻼﻣﯾﺔ اﻟﻣوﺟودة ﻓﻲ ذﻟك اﻟوﻗت ،وﻟﻛن ﺑﻌد اﻗرار اﻟﺗﻌددﯾﺔ
اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ظﮭرت أوﻟﻰ ﺑوادر اﻟﺗﻐﯾﯾر ﻓﻲ اﻟﺑﯾﺋﺔ اﻹﻋﻼﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ،ﺣﯾث
ظﮭرت ﺗﻌددﯾﺔ ﺳﯾﺎﺳﯾﺔ وﺗﺑﻌﮭﺎ ﺗﻌددﯾﺔ ﻓﻛرﯾﺔ وإﻋﻼﻣﯾﺔ.
ارﺗﺑط ﺗﺣدﯾد أﺧﻼﻗﯾﺎت اﻟﺻﺣﺎﻓﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﺑﺟﻣﻠﺔ ﻣن اﻟﻣراﺣل واﻟﺗﻲ
ﺗﺗﻌﻠﻖ ﺑﺻدور ﻗواﻧﯾن اﻹﻋﻼم وﺗﺷرﯾﻌﺎﺗﮫ ،وﯾﻛﻔﻲ اﻟﺗرﻛﯾز ﻋﻠﻰ أرﺑﻌﺔ ﻗواﻧﯾن
إﻋﻼﻣﯾﺔ ﺻدرت ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ،ﺗﺧص ﻛل ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﻋﻼم ﻋﺎم 1982م،
وﻗﺎﻧون اﻹﻋﻼم ﻟﻌﺎم 1990م ،وﻗﺎﻧون اﻹﻋﻼم ﻟﻌﺎم ،2012إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻗﺎﻧون
اﻟﺳﻣﻌﻲ اﻟﺑﺻري ﻋﺎم 2014م.
ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛن اﻟﻘول أن اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﺻﺎدرة ﻣﻧذ ﻗﺎﻧون 1968إﻟﻰ دﺳﺗور 1976
إﻟﻰ ﻏﺎﯾﺔ ﻗﺎﻧون اﻹﻋﻼم ،1982ﻓﻲ ﻣﺟﻣﻠﮭﺎ ﻟم ﺗوﻟﻲ أھﻣﯾﺔ ﻷﺧﻼﻗﯾﺎت اﻟﻣﮭﻧﺔ،
اﻟﻣﺟﻠد اﻟﺳﺎدس ،اﻟﻌدد/ 02ﻧوﻓﻣﺑر 2019 ﻣﺟﻠﺔ ﺻوت اﻟﻘﺎﻧون
أﺧﻼﻗﯾﺎت اﻟﻣﮭﻧﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻻﻋﻼﻣﯾﺔ، د .ﺳﻣﯾر دﺣﻣﺎﻧﻲ ،
ﻗراءة ﻟﻌﯾﻧﺔ ﻣن ﻗواﻧﯾن اﻻﻋﻼم اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ
64
ﺣﯾث ﻛﺎن ﯾﻧظر إﻟﻰ اﻟﻌﻣل اﻟﺻﺣﻔﻲ ﻛﻣﺎ ﺗﻘدم ﺳﺎﺑﻘﺎ ﻋﻠﻰ أﻧﮫ ﯾﺧدم اﻟدوﻟﺔ
وﺳﯾﺎﺳﺎﺗﮭﺎ وﺑراﻣﺟﮭﺎ أي إﻋﺗﺑﺎر اﻟﺻﺣﻔﻲ واﻹﻋﻼﻣﻲ ﻣﺟرد ﻣوظف.
-1ﻗﺎﻧون اﻹﻋﻼم :1982
ﯾرﺗﺑط ﻗﺎﻧون اﻻﻋﻼم ﻟﮭذا اﻟﻌﺎم ﺑﺎﻟوﺿﻊ اﻟذي ﻛﺎﻧت ﻋﻠﯾﮫ اﻟﺟزاﺋر ﻓﻲ ذﻟك
اﻟوﻗت ،أي ﻏﯾﺎب ﻟﻛل ﻣظﺎھر اﻟﺗﻌددﯾﺔ ،وﺿﻊ ﺳﯾﺎﺳﻲ ﯾرﺗﺑط ﺑﺎﻻﺣﺎدﯾﺔ اﻟﺣزﺑﯾﺔ،
ﺣﯾث ﯾﻌﺗﺑر ﻓﻲ إﺣدى ﻣواده ان إﺻدار اﻟﺻﺣف اﻻﺧﺑﺎرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣن إﺧﺗﺻﺎص
اﻟﺣزب واﻟدوﻟﺔ ،وھذا اﻟذي اﺣﺗوﺗﮫ اﻟﻣﺎدة ) (11ﻣن اﻟﻔﺻل اﻻول ،إذ ﯾﻌﺗﺑر
اﻟﻛﺛﯾرون ﻣن أھل اﻻﺧﺗﺻﺎص أن ﻗﺎﻧون اﻹﻋﻼم ﻟﻌﺎم " 1982ﺗﺿﻣن ﻣﺳﺎوئ
وﻧﻘﺎﺋص اﻧﻌﻛﺳت ﻋﻠﻰ دور اﻟﺻﺣﻔﻲ ،ﻓﻠم ﺗﻣﻧﺢ ﻟﮫ اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ،وﺗﻘﯾﯾد اﻹﻧﺗﺎج
اﻟﺻﺣﻔﻲ ﺑﻘﯾود ردﻋﯾﺔ وإﺑﻌﺎد اﻟﺻﺣﻔﻲ ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺎھﻣﺔ ﻓﻲ ﻧﺷر اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت
اﻹﻋﻼﻣﯾﺔ وﺑﺎﻟﻎ ﻓﻲ ﺳن اﻟﻌﻘوﺑﺎت واﻟﺟزاءات") ،(31وﻋﺑر اﻟﻛﺛﯾرون ﻣن أﺻﺣﺎب
اﻟﻣﮭﻧﺔ ﻋن اﻋﺗراﺿﮭم ﺑﺷدة ﻟﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ ھذا اﻟﻘﺎﻧون ،ﺣﯾث ﻋﻛس ھذا اﻟﻘﺎﻧون
ﻓﺗرة ﻣﺎ ﻗﺑل اﻟﺗﻌددﯾﺔ وطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ اﻻﺣﺗﻛﺎر اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ واﻷﺣﺎدﯾﺔ
اﻟﺣزﺑﯾﺔ ،وﺟل اﻟﻧﺷﺎط اﻟﺻﺣﻔﻲ ﻛﺎن ﯾرﺗﻛز ﻓﻲ اﻟﺻﺣف اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠﺣﻛوﻣﺔ
واﻟﺣزب ،وھذا ﻣﺎ ﯾؤﻛد ﺻﺣﺔ اﻟﻘول ﺑﺎﻟﻧظم اﻹﻋﻼﻣﯾﺔ أو ﻓﻠﺳﻔﺔ اﻟﻧظم اﻻﻋﻼﻣﯾﺔ
واﻟذي ﺗﻌﻛﺳﮫ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﯾن طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻧظﺎم اﻟﻘﺎﺋم ﺑﺄوﺿﺎع وﺳﺎﺋل اﻻﻋﻼم.
وﻗد أﺷﺎر ﻗﺎﻧون اﻹﻋﻼم ﻟﻌﺎم 1982إﻟﻰ اﺣﺗرام ﻣﺑﺎدئ اﻷﺧﻼق اﻟﻣﮭﻧﯾﺔ
دون أن ﯾﺣدد ھذه اﻟﻣﺑﺎدئ وھذا ﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة ،43وﻗد ﺳﺑﻘت ھذه اﻟﻣﺎدة
اﻟﻣﺎدة 42واﻟﺗﻲ دﻟت إﻟﻰ ﻣﺎ ﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﺻﺣﻔﻲ اﻟﻘﯾﺎم ﺑﮫ ،ﺗﺑﻌﺗﮭﺎ اﻟﻣواد 47
ﺗﺧص ﻧﻔس اﻻﻣر ،واﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن ﻗراءﺗﮭﺎ ﻋﻠﻰ أﻧﮭﺎ ﺗدﺧل ﻓﻲ إطﺎر اﻟﻣﺑﺎدئ ﻣﻧظﻣﺔ
ﻟﻌﻣل اﻟﺻﺣﻔﻲ ،ﻣﺛل:
-أن ﯾﺣﺗرس ﻣن إدﺧﺎل أﺧﺑﺎر ﺧﺎطﺋﺔ أو ﻏﯾر ﺛﺎﺑﺗﺔ وﻣن ﻧﺷرھﺎ واﻟﺳﻣﺎح
ﺑﻧﺷرھﺎ.
وﻓﻲ إطﺎر اﻟﺣرﯾﺔ ﺗﺣدﺛت اﻟﻣﺎدة 45ﻋن " اﻟﺣﻖ واﻟﺣرﯾﺔ اﻟﻛﺎﻣﻠﺔ ﻓﻲ
)(32
اﻟوﺻول إﻟﻰ ﻣﺻﺎدر اﻟﺧﺑر ﻓﻲ إطﺎر اﻟﺻﻼﺣﯾﺎت اﻟﻣﺧوﻟﺔ ﻟﮫ ﻗﺎﻧوﻧﺎ"
ﻛﺛر ﻓﻲ ھذا اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﻧﻊ واﻟﻌﻘﺎب وﻛﺛرة اﻟﺗوﺟﯾﮭﺎت واﻟﺿﺑط ﻟﻠﻣﻣﺎرﺳﺔ
اﻟﺻﺣﻔﯾﺔ ،وھذا ﻣﺎ ﺟﺎء ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﻛل ﻣن اﻟﺑﺎب اﻟراﺑﻊ واﻟﺧﺎﻣس واﻟﻣﺗﻌﻠﻖ ﺑﻛل
ﻣن اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ واﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت واﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑذﻟك ،ﻛﻣﺎ ﯾﻼﺣظ ﻏﯾﺎب اﻟﺗﺣدﯾد
اﻟذي ﯾﺗﻌﻠﻖ ﺑﻣﺑﺎدئ أﺧﻼﻗﯾﺎت اﻟﻣﮭﻧﺔ ،ﻣﺎﻋدا ورود إﺷﺎرة ﻓﻘط ﻟذﻟك ،ﺑﻌﺑﺎرة "
اﺣﺗرام ﻣﺑﺎدئ اﻻﺧﻼق اﻟﻣﮭﻧﯾﺔ واﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ" أي ان ھذا اﻟﻘﺎﻧون ﻟم
ﯾوﻟﻲ اھﻣﯾﺔ ﺑﺗﺣدﯾد ﻣﺑﺎدئ أو ﻣﺣددات وﻣؤﺷرات ﻷﺧﻼﻗﯾﺎت اﻻﻋﻼم.
-2ﻗﺎﻧون اﻹﻋﻼم ﻟﻌﺎم :1990
ﺻدر ھذا ﻗﺎﻧون ﻓﻲ ﻋﺎم ،1990ﺑﻌد ﻓﺗﺢ ﻣﺟﺎل اﻟﺗﻌددﯾﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ
وإﻗرارھﺎ ،وﻣﺎ ﺗﺑﻌﮭﺎ ﻣن ﻓﺗﺢ اﻟﺗﻌددﯾﺔ اﻹﻋﻼﻣﯾﺔ ،ﺣﯾث ﻋرﻓت ھذه اﻟﻔﺗرة إﻧﺷﺎء
ﻣﺟﻠس اﻹﻋﻼم ،إذ " ﻣن اﻟطﺑﯾﻌﻲ ان ﯾﺗﺎﺛر اﻻﻋﻼم واﻟﻌﻣل اﻻﻋﻼﻣﻲ ﺑﺣﻘﺎﺋﻖ
اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﻌﻣل ﺑﮭﺎ وﯾﻌﻛس ظروﻓﮭﺎ وواﻗﻌﮭﺎ ،اﻣر اﻟذي أدى اﻟﻰ ﺗﻌدد
أھداﻓﮫ وﻧظﻣﮫ ﻓﻲ ﻛل ﻣﺟﺗﻣﻊ ﻣن ھذه اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت ،ﻓﻼ ﻧﺳﺗطﯾﻊ ان ﻧﻔﺻل اﻻﻋﻼم
)(33
ﻋن اﻟواﻗﻊ اﻻﻋﺗﻘﺎدي واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ واﻟﺳﯾﺎﺳﻲ اﻟﺳﺎﺋد ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ"
ﺗﺿﻣن ھذا اﻟﻘﺎﻧون 106ﻣﺎدة ، ،ﺣﯾث ﺗطرق ﻟﻣﺑﺎدئ أﺧﻼﻗﯾﺎت اﻟﻣﮭﻧﺔ،
ﻓﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة اﻷوﻟﻰ " :ﯾﺣدد ھذا اﻟﻘﺎﻧون ﻗواﻋد وﻣﺑﺎدئ ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﺣﻖ
اﻹﻋﻼم") ،(34ﻟﺗﺄﺗﻲ اﻟﻣﺎدة 02ﻟﺗﺷرح وﺗﻌرف ﻣﺎذا ﯾﻘﺻد ﺑﺎﻟﺣﻖ ﻓﻲ اﻹﻋﻼم.
وﻧﺻت اﻟﻣﺎدة " :26ﯾﺟب أﻻ ﺗﺷﺗﻣل اﻟﻧﺷرﯾﺔ اﻟدورﯾﺔ واﻟﻣﺗﺧﺻﺻﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ
واﻷﺟﻧﺑﯾﺔ ﻛﯾﻔﻣﺎ ﻛﺎن ﻧوﻋﮭﺎ وﻣﻘﺻدھﺎ ،ﻋﻠﻰ ﻛل ﻣﺎ ﯾﺧﺎﻟف اﻟﺧﻠﻖ اﻹﺳﻼﻣﻲ واﻟﻘﯾم
اﻟﻣﺟﻠد اﻟﺳﺎدس ،اﻟﻌدد/ 02ﻧوﻓﻣﺑر 2019 ﻣﺟﻠﺔ ﺻوت اﻟﻘﺎﻧون
أﺧﻼﻗﯾﺎت اﻟﻣﮭﻧﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻻﻋﻼﻣﯾﺔ، د .ﺳﻣﯾر دﺣﻣﺎﻧﻲ ،
ﻗراءة ﻟﻌﯾﻧﺔ ﻣن ﻗواﻧﯾن اﻻﻋﻼم اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ
66
اﻟوطﻧﯾﺔ ،وﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن ،أو ﯾدﻋو إﻟﻰ اﻟﻌﻧﺻرﯾﺔ واﻟﺗﻌﺻب ،واﻟﺧﯾﺎﻧﺔ ﺳواء
ﻛﺎن ذﻟك رﺳﻣﺎ أو ﺻورة أو ﺣﻛﺎﯾﺔ أو ﺧﺑرا أو ﺑﻼﻏﺎ" وﻋﻠﯾﮫ ﻓﺎﻟﻣﺎدة ﺗﺣدد وﺗﻧظم
اﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻹﻋﻼﻣﯾﺔ ﻟﻠﺻﺣف ﺣﺗﻰ وﻏن ﻟم ﺗﺗﺣدث ﺻراﺣﺔ ﻋن أﺧﻼﻗﯾﺎت
اﻟﻣﮭﻧﺔ.
وﻧص ﻓﻲ ﻣﺎدﺗﮫ 36ﻋﻠﻰ ﺣﻖ اﻟوﺻول إﻟﻰ ﻣﺻﺎدر اﻟﺧﺑرإﺿﺎﻓﺔ اﻟﻰ ﻋدم
ﺟواز ان ﯾﻧﺷر أو ﯾﻔﺷﻲ ﻣﻌﻠوﻣﺎت ﻣن اﻟﻣﻣﻛن ان ﺗﻣس اﻟوﺣدة اﻟوطﻧﯾﺔ وﺣﻘوق
اﻟﻣواطن وﻏﯾرھﺎ.
وﻣﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 40واﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺄﺧﻼق وآداب اﻟﻣﮭﻧﺔ ،وﺑذﻟك ﯾﻌﺗﺑر أول
ﻗﺎﻧون ﺣدد ﻣﺑﺎدئ ﻟﮭذه اﻷﺧﻼﻗﯾﺎت ،ﺣﯾث أﻟزﻣت اﻟﺻﺣﻔﻲ ﺑﺄن ﯾﺣﺗرﻣﮭﺎ ﻓﻲ
)(35
ﻣﻣﺎرﺳﺗﮫ اﻟﻣﮭﻧﯾﺔ ،وأﺻﺑﺢ واﺟب ﻋﻠﯾﮫ ذﻟك ،وﺧﺻت ھذه اﻟﻣﺎدة ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
-اﺣﺗرام ﺣﻘوق اﻟﻣواطﻧﯾن اﻟدﺳﺗورﯾﺔ وﺣرﯾﺎﺗﮭم اﻟﻔردﯾﺔ.
-اﻟﺣرص اﻟداﺋم ﻋﻠﻰ ﺗﻘدﯾم إﻋﻼم ﻛﺎﻣل وﻣوﺿوﻋﻲ.
-ﺗﺻﺣﯾﺢ أي ﺧﺑر ﯾﺗﺑﯾن أﻧﮫ ﻏﯾر ﺻﺣﯾﺢ.
-اﻟﺗﺣﻠﻲ ﺑﺎﻟﻧزاھﺔ واﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ واﻟﺻدق ﻓﻲ اﻟﺗﻌﻠﯾﻖ ﻋﻠﻰ اﻟوﻗﺎﺋﻊ
واﻷﺣداث.
-اﻻﻣﺗﻧﺎع ﻋن اﻟﺗﻧوﯾﮫ اﻟﻣﺑﺎﺷر وﻏﯾر اﻟﻣﺑﺎﺷر ﺑﺎﻟﺣرﻓﯾﺔ وﻋدم اﻟﺳﻣﺎح
واﻟﻌﻧف.
-اﻻﻣﺗﻧﺎع ﻋن اﻻﻧﺗﺣﺎل واﻻﻓﺗراء واﻟﻘذف واﻟوﺷﺎﯾﺔ.
-اﻻﻣﺗﻧﺎع ﻋن اﺳﺗﻐﻼل اﻟﺳﻣﻌﺔ اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﺎﻟﻣﮭﻧﺔ ﻓﻲ أﻏراض ﺷﺧﺻﯾﺔ أو
ﻣﺎدﯾﺔ.
اﻹﻋﻼﻣﯾﺔ ،ورﺑﻣﺎ ﻛﺎن ﯾﻘﺻد ﺑﺎﻟﻘواﻋد اﻟﻣﮭﻧﯾﺔ وأﺧﻼﻗﯾﺎت اﻟﻣﮭﻧﺔ ﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ ﻗﺎﻧون
اﻹﻋﻼم ،2012وﻋﻠﯾﮫ ﻓﺈن ھذا اﻟﻘﺎﻧون ﻟم ﯾﺗﺣدث وﻟم ﯾﺑﯾن أﺧﻼﻗﯾﺎت وآداب
اﻟﻣﮭﻧﺔ واﻛﺗﻔﻰ ﺑﺎﻹﺷﺎرة إﻟﻰ ﻟذﻟك وھذا ﻣﺎ ﯾدﺧﻠﮭﺎ داﺋرة اﻟﻐﻣوض وﻣطﺎطﯾﺔ
اﻟﻣواد ،وﻟﻛن ﯾﺑﻘﻰ أول ﻗﺎﻧون ﯾﻧظم ﻧﺷﺎط اﻟﺳﻣﻌﻲ اﻟﺑﺻري ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر.
اﻟﺧﺎﺗﻣﺔ:
ﯾﺗﺿﺢ ﻣن ﺧﻼل ﻛل ﻣﺎ ﺳﺑﻖ اﻟﺣﺎﺟﺔ اﻟﻰ أﺧﻼﻗﯾﺎت اﻟﻣﮭﻧﺔ وھذا ﻣن اﺟل
ﺗﻧظﯾم ﻗطﺎع اﻻﻋﻼم وﺗﻧظﯾم أﯾﺿﺎ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻻﻋﻼﻣﯾﺔ ﺑﻣﺎ ﯾﺣﻘﻖ ﻣﺻﺣﻠﺔ
اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ،واﻟﻣﻼﺣظ أن ﻗواﻧﯾن اﻻﻋﻼم ﺗﮭﻣل ﻓﻲ ﻛل ﻣرة ذﻛر ﻷﺧﻼﻗﯾﺎت اﻻﻋﻼم
او ﻟﺟﻣﻠﺔ اﻟﻣﺑﺎدئ واﻟﻣؤﺷرات اﻟﺗﻲ ﺗدل ﻋﻠﯾﮭﺎ ﺻراﺣﺔ ،إﺿﺎﻓﺔ اﻟﻰ ﻋدم اﻟﺟدﯾﺔ
ﻓﻲ وﺿﻊ ﻣواﺛﯾﻖ أﺧﻼﻗﯾﺔ ﻛﺗﻧظﯾم ذاﺗﻲ ﺗﻘوم ﺑﮫ وﺳﺎﺋل اﻻﻋﻼم اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ،ﻛﻣﺎ ان
اﻻداء اﻻﻋﻼﻣﻲ ﻻ ﯾﻣﻛن أن ﯾﺗﻣﺗﻊ ﺑﺎﻟﺣرﯾﺔ ﻣﺎ ﻟم ﯾﻘﺎﺑل ذﻟك ﻗدر ﻣن اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ
واﻹﻟﺗزام اﺗﺟﺎه اﻟﺑﻼد واﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ،وھذا ﻓﻲ إطﺎر اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ،ورﻏم
ﻛل ذﻟك ﺗﺑﻘﻰ اﻟﺣﺎﺟﺔ ﻟﻛﻲ ﺗﺗﺣﻣل وﺳﺎﺋل اﻻﻋﻼم ﻣﺳؤوﻟﯾﺗﮭﺎ أﻣﺎم اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﺑﻣﺎ
ﯾﺣﻘﻖ اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻗﺑل أﯾﺔ ﻣﺻﻠﺣﺔ.
اﻟﺗﮭﻣﯾش :
– 1ﷴ ﻋﺎﺑد اﻟﺟﺎﺑري ،(2001) ،ط ،1اﻟﻌﻘل اﻷﺧﻼﻗﻲ اﻟﻐرﺑﻲ ،دراﺳﺔ ﺗﺣﻠﯾﻠﯾﺔ ﻧﻘدﯾﺔ ﻟﻧظم
اﻟﻘﯾم ﻓﻲ اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،ﻣرﻛز دراﺳﺎت اﻟوﺣدة اﻟﻌرﺑﯾﺔ ، ،ﺑﯾروت ،ص .32
- 2أﯾﺔ ﷲ ﷴ رﺿﺎ ﻣﮭدي ﻛﻠﻲ ،(2002) ،ط ،1اﻟﺑداﺋﻊ ﻓﻲ اﻷﺧﻼق اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ،دار اﻟﮭﺎدي
ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،د ب ن ،ص ص .6،7
- 3ﷴ اﻟﺗوﻧﺟﻲ ،(2011) ،ط ،1أﺧﻼﻗﯾﺎت اﻟﻣﮭﻧﺔ واﻟﺳﻠوك اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ، ،دار واﺋل ﻟﻠﻧﺷر ،
اﻷردن ،ص.7
– 4اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﮫ ،ص.97