كتاب الإرشاد الأسري
كتاب الإرشاد الأسري
كتاب الإرشاد الأسري
3
1
ﺘﻘﺩﻴﻡ ﺒﻘﻠﻡ ﺍﻷﺴﺘﺎﺫﺓ ـ ﻟﻴﻠﻰ ﺒﻠﺨﻴﺭ ـ
ﻳﻌﺪ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺍﻹﺭﺷﺎﺩ ﺍﻷﺳﺮﻱ ﻣﻦ ﺍﳌﻮﺍﺿﻴﻊ ﺍﳊﻴﻮﻳﺔ ﺍﻟﱵ ﻧﻔﺘﻘﺮ
ﺇﻟﻴﻬﺎ ﰲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﳊﺎﱄ.ﻭﻫﻮ ﻻ ﺷﻚ ﲦﺮﺓ ﻋﻤﻞ ﻭﺟﻬﺪ ﺩﺀﻭﺏ
ﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﻃﻮﺍﻝ ،ﻳﻌﻜﺲ ﺣﺮﺹ ﺍﻟﻜﺎﺗﺒﺔ )ﺃﻤﺎل ﺯﻭﺍﻏﻲ( ﻋﻠﻰ ﻗﻴﻤﺔ
ﺍﳋﱪﺓ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﰲ ﺍﻻﺭﺗﻘﺎﺀ ﺑﺎﻟﻔﺮﺩ ﻭﺍﺠﻤﻟﺘﻤﻊ ﻧﺎﺑﻊ ﻣﻦ ﺭﻏﺒﺔ ﳐﻠﺼﺔ
ﻭﻓﻜﺮ ﻣﺘﻤﻴﺰ ﻭﺧﱪﺓ ﻻ ﻳﺴﺘﻬﺎﻥ ﻬﺑﺎ ﺗﺘﻄﻠﻊ ﻟﺘﻌﺰﻳﺰ ﺍﻟﻔﻜﺮﺓ ﺍﳍﺎﺩﻓﺔ
ﺑﺎﻟﻘﻮﺓ ﺍﻹﳒﺎﺯﻳﺔ ،ﻭﺇﺣﻴﺎﺀ ﺍﻟﻔﻬﻢ ﺍﻟﺸﻤﻮﱄ ﳌﻌﺎﳉﺔ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ
ﻭﻣﺸﻜﻼﺕ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﻓﻴﻬﺎ ﻛﻜﻴﺎﻥ ﻣﻨﺴﺠﻢ ﻭﻭﺣﺪﺓ ﻣﺘﺴﻘﺔ ،ﻻ ﺍﻟﻨﻈﺮ
ﺇﱃ ﻛﻞ ﻋﻨﺼﺮ ﻭﻃﺮﻑ ﻧﻈﺮﺓ ﺟﺰﺋﻴﺔ ﻗﺎﺻﺮﺓ ،ﻷﻥ ﺍﳌﺸﻜﻞ ﻟﻴﺲ ﰲ
ﺍﳌﺮﺃﺓ ﻭﻻ ﰲ ﺍﻟﺮﺟﻞ ،ﺑﻞ ﰲ ﺍﻟﻜﻴﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﳚﻤﻊ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ،ﻭﻳﺜﻤﺮ ﺃﻧﻔﺴﺎ
ﺗﺘﻄﻠﺐ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻣﻌﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﻓﺄﻛﺜﺮ ﻣﺰﻳﺪﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻄﺎﺀ ﻟﻠﺒﻘﺎﺀ ﻭﺍﻻﺳﺘﻤﺮﺍﺭ.
ﻭﺍﻹﺭﺷﺎﺩ ﺍﻷﺳﺮﻱ ﺃﻓﻖ ﻣﺘﻄﻮﺭ ﻳﻘﺪﻡ ﺣﻠﻮﻻ ﻧﺎﺟﻌﺔ ﻭﺟﺬﺭﻳﺔ
ﻟﻜﻞ ﺍﳌﺸﺎﻛﻞ ﺍﻟﱵ ﺗﻮﺍﺟﻪ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺍﻷﺳﺮﺓ ،ﻭﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻬﺎ ﺍﻟﻘﺤﻂ
ﺍﻟﻮﺟﺪﺍﱐ ﻭﺍﳉﺪﺏ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭﻱ ،ﻷﻥ ﻛﺜﲑﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﺴﺘﺒﻌﺪﻭﻥ
ﺍﳌﺸﺎﻋﺮ ﻭﺍﻷﺣﺎﺳﻴﺲ ﰲ ﺭﺻﺪﻫﻢ ﻟﻠﻤﺸﺎﻛﻞ ﻭﻫﻢ ﰲ ﻏﻔﻠﺔ ﻣﻦ
4
ﺧﻄﻮﺭﺓ ﺍﻷﻣﺮ ،ﺣﻴﺚ ﺃﻥ ﻋﺪﻡ ﺍﻹﺷﺒﺎﻉ ﺍﻟﻌﺎﻃﻔﻲ )ﺍﻟﻮﺟﺪﺍﱐ( ﻫﻮ
ﺍﻟﺒﺎﻋﺚ ﺍﳊﻘﻴﻘﻲ ﻋﻠﻰ ﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﳌﻔﺎﺳﺪ ،ﻭ ﻟﻠﺤﺪ ﻣﻦ ﺁﺛﺎﺭﻫﺎ ﳚﺐ
ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﲜﻤﻊ ﺃﻭﺍﺻﺮ ﺍﻷﺳﺮﺓ ،ﻭﺇﻣﺪﺍﺩ ﺃﻃﺮﺍﻓﻬﺎ ﺑﺄﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﻘﻮﺓ
ﻭﺍﳊﺼﺎﻧﺔ ،ﻷﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻴﺎﻥ ﻳﻌﺰﺯ ﻭﺟﺪﺍﻧﻴﺎ ﻭﺭﻭﺣﻴﺎ ﺑﺮﺑﺎﻁ ﻭﺛﻴﻖ
ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺮﺍﺣﻢ ﻭﺍﳊﻨﺎﻥ ﻭﺍﳊﺐ ﻭﻳﺘﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﺷﺒﺎﻉ ﺍﻟﻌﺎﻃﻔﻲ ﺑﺸﻜﻞ
ﺗﺒﺎﺩﱄ ﺗﻠﻘﺎﺋﻲ ﺩﺍﺧﻞ ﻣﺴﲑﺓ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻴﺔ .ﻭﻣﻌﻨﺎﻩ ﺃﻥ ﻛﻞ ﻋﻨﺎﺻﺮ
ﺍﳌﻨﻈﻮﻣﺔ ﺍﻷﺳﺮﻳﺔ ﲢﺘﺎﺝ ﺇﱃ ﻗﺪﺭ ﻣﻨﺘﻈﻢ ﻣﻦ ﺍﳊﺐ ﻭﺍﻟﺮﻋﺎﻳﺔ
ﻭﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﺘﻮﺍﺯﻥ ﻭﺍﻋﺘﺪﺍﻝ ،ﻭﻻ ﻳﻄﻐﻰ ﻃﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻑ ﰲ
ﺍﺣﺘﻜﺎﺭ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻄﺎﻗﺔ ﺍﻟﺮﻭﺣﻴﺔ ﻟﻨﻔﺴﻪ ،ﺩﻭﻥ ﺍﳊﺮﺹ ﻋﻠﻰ ﺗﻘﺪﳝﻬﺎ
ﻟﻠﻌﻨﺎﺻﺮ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﺍﳌﺸﺎﺭﻛﺔ ﻟﻪ ﰲ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺑﺼﺪﻕ ﻭﲪﻴﻤﻴﺔ ،ﻭﻫﺬﺍ
ﻫﻮ ﺍﻟﺒﻌﺪ ﺍﳌﻔﻘﻮﺩ ﰲ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ ،ﺍﻟﺘﺮﺍﺣﻢ ﻭﺍﳊﺐ ،ﳑﺎ ﻳﺘﺴﺒﺐ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ
ﺍﻟﻀﻨﻚ ﻭﺍﻟﺘﻌﺴﲑ ﻭﲨﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻻﻧﺘﻜﺎﺳﺎﺕ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﺍﳌﺴﺘﻌﺼﻴﺔ ﻷﻥ
ﺍﻟﺴﻠﻚ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻐﺬﻱ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻋﺎﻃﻔﻴﺎ ﻣﻘﻄﻮﻉ ﻭﻻ ﺃﺣﺪ
ﻳﺴﺘﺸﻌﺮ ﺃﳘﻴﺔ ﻭﺻﻠﻪ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﺣﱴ ﻳﻨﺘﻌﺶ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻭﻳﺴﺘﺮﺩ ﻬﺑﺠﺘﻪ
ﺑﻌﺪ ﻃﻮﻝ ﻛﻤﺪ ﻭﻣﻌﺎﻧﺎﺓ ﻣﻦ ﺟﺮﺍﺀ ﺍﻏﺘﺮﺍﺏ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺑﻌﻀﻬﻢ
ﻋﻦ ﺑﻌﺾ ،ﻭﻛﺄﱐ ﻬﺑﻢ ﻳﻌﻴﺸﻮﻥ ﰲ ﻋﺰﻟﺔ ﺷﻌﻮﺭﻳﺔ ﻣﻀﺮﻭﺑﺔ ﺑﲔ
ﺃﺭﻭﺍﺣﻬﻢ ..ﻓﻬﻢ ﻏﺮﺑﺎﺀ ﺩﺍﺧﻞ ﺑﻴﺖ ﻭﺍﺣﺪ.
5
ﻭﻫﺬﻩ ﻣﻦ ﺃﻛﱪ ﺍﻵﻓﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﻗﻔﺰﺕ ﺇﱃ ﺩﻳﺎﺭﻧﺎ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ
ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﺍﳊﺪﻳﺜﺔ ،ﻭﻋﻮﺍﱂ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﻭﺍﻻﺗﺼﺎﻝ ،ﻭﻛﻞ
ﻣﻈﺎﻫﺮ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ﺍﳋﺎﻭﻳﺔ.
ﺇﻧﻪ ﺍﳋﻮﺍﺀ ﺍﻟﺮﻭﺣﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﺮﻱ ﰲ ﺍﻷﻓﺌﺪﺓ ،ﻓﻴﻮﺭﺛﻬﺎ ﺍﻟﻘﺴﻮﺓ
ﻭﺍﻟﻐﻠﻈﺔ ﻭﺍﳉﻔﺎﺀ ﻭﻳﺘﺮﻛﻬﺎ ﻬﻧﺒﺎ ﻟﻸﻣﺮﺍﺽ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻭﻋﺮﺿﺔ
ﻟﻼﳓﺮﺍﻑ ﻭﺍﻟﻔﺴﺎﺩ.
ﻭﺃﺳﺘﺤﻀﺮ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻘﺎﻡ ﻣﺎ ﻗﺎﻟﻪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﳏﻤﺪ ﺍﻟﻐﺰﺍﱄ -ﺭﲪﻪ
ﺍﷲ -ﰲ ﻣﻘﺎﻝ ﲢﺖ ﻋﺎﻥ "ﺍﻟﺒﻴﻭﺕ ﺘﺒﻨﻰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺏ" ،ﻭﻫﻮ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ
ﺍﻟﺮﺍﺋﺪ ﰲ ﺗﺒﻴﲔ ﺍﻟﻔﻬﻢ ﺍﻟﻌﻤﻴﻖ ﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﺍﳊﺐ ﻭﺃﳘﻴﺘﻬﺎ ﰲ ﺇﻋﻤﺎﺭ
ﺍﻟﺒﻴﻮﺕ ﺑﺎﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ،ﻭﺣﺼﺎﻧﺔ ﺍﺠﻤﻟﺘﻤﻊ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺍﳌﻮﺑﻘﺎﺕ ،ﺇﺫ ﻳﻘﻮﻝ:
"ﻫﻨﺎﻙ ﻣﻌﺎﱂ ﺛﻼﺛﺔ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﺗﺘﻮﻓﺮ ﰲ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺍﳌﺴﻠﻢ ،ﺃﻭ ﺃﻥ ﺗﻈﻬﺮ ﰲ
ﻛﻴﺎﻧﻪ ﺍﳌﻌﻨﻮﻱ ﻟﻴﺆﺩﻱ ﺭﺳﺎﻟﺘﻪ ﻭﳛﻘﻖ ﻭﻇﻴﻔﺘﻪ ،ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﻫﻲ
ﺍﻟﺴﻜﻴﻨﺔ ﻭﺍﳌﻮﺩﺓ ﻭﺍﻟﺘﺮﺍﺣﻢ ،ﻭﺃﻋﲏ ﺑﺎﻟﺴﻜﻴﻨﺔ ﺍﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ..
ﻓﺘﻜﻮﻥ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ﻗﺮﺓ ﻋﲔ ﻟﺮﺟﻠﻬﺎ ﻻ ﻳﻌﺪﻭﻫﺎ ﺇﱃ ﺃﺧﺮﻯ ﻛﻤﺎ ﻳﻜﻮﻥ
ﺍﻟﺰﻭﺝ ﻗﺮﺓ ﻋﲔ ﻻﻣﺮﺃﺗﻪ ﻻ ﺗﻔﻜﺮ ﰲ ﻏﲑﻩ ﺃﻣﺎ ﺍﳌﻮﺩﺓ ﻓﻬﻲ ﺷﻌﻮﺭ
ﻣﺘﺒﺎﺩﻝ ﺑﺎﳊﺐ ﳚﻌﻞ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺿﺎ ﻭﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ.
6
ﻭﻟﻴﺴﺖ ﺍﻟﺮﲪﺔ ﻟﻮﻧﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻔﻘﺔ ﺍﻟﻌﺎﺭﺿﺔ ،ﻭﺇﳕﺎ ﻫﻲ ﻧﺒﻊ ﻟﻠﺮﻗﺔ
ﺍﻟﺪﺍﺋﻤﺔ ،ﻭ ﺩﻣﺎﺛﺔ ﺍﻷﺧﻼﻕ ﻭﺷﺮﻑ ﺍﻟﺴﲑﺓ".1
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﺍﻟﺜﻼﺙ )ﺍﻟﺴﻜﻴﻨﺔ ،ﺍﳌﻮﺩﺓ ،ﺍﻟﺘﺮﺍﺣﻢ( ﻫﻲ ﺍﻟﻔﺘﻴﻞ
ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻘﺪﺡ ﻣﻨﻪ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﻭﺍﻟﺪﻑﺀ ﻭﺍﻷﻧﺲ ﻭﺍﻷﻣﺎﻥ ﻭﻛﻞ
ﺍﳌﺴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﱵ ﻧﻜﺎﺩ ﻧﻨﺴﻰ ﻣﺬﺍﻗﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﳍﻠﻊ ﰲ ﲨﻊ ﻭﲢﺼﻴﻞ ﺍﳌﻈﺎﻫﺮ
ﺍﳌﺎﺩﻳﺔ ،ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻣﻨﻬﺎ ﺿﺮﻭﺭﻱ ﻟﻠﺤﻴﺎﺓ ،ﻭﻟﻜﻦ ﻻ ﳚﺐ ﺃﻥ
ﺗﺘﺠﺎﻭﺯ ﻫﺬﺍ ﺍﳋﻂ ،ﻭﺍﳌﻘﺎﺻﺪ ﺃﻭﱃ ﺑﺎﻟﺘﺤﻘﻴﻖ.
ﻭﻳﻌﺘﱪ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﳌﻘﺎﺻﺪﻱ ﺍﻟﺒﻌﺪ ﺍﻟﻐﺎﺋﺐ ﰲ ﻓﻠﺴﻔﺔ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻷﺳﺮﺓ
ﻭﺇﻋﻤﺎﺭ ﺍﻟﺒﻴﻮﺕ ،ﻭﻗﺪ ﺃﺷﺎﺭﺕ ﺇﱃ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻜﺎﺗﺒﺔ ﺁﻣﺎﻝ ﺯﻭﺍﻏﻲ ﰲ
ﻣﻘﺪﻣﺔ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ،ﻭﻫﻲ ﰲ ﺻﻤﻴﻢ ﻃﺮﺡ ﺇﺷﻜﺎﻟﻴﺔ ﺍﳌﻮﺿﻮﻉ ﻭﻫﻲ
ﺇﺷﻜﺎﻟﻴﺔ ﻭﺍﻗﻊ ﺣﻘﻴﻘﻲ ،ﻻ ﺍﻓﺘﻌﺎﻝ ﻓﻴﻪ ﻭﻻﻣﺒﺎﻻﺓ.
ﻛﻴﻒ ﻳﺘﻨﺎﺳﺐ ﺍﺭﺗﻔﺎﻉ ﻧﺴﺒﺔ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻟﺪﻯ ﺍﳌﺘﺰﻭﺟﲔ
ﻭﺍﺭﺗﻔﺎﻉ ﻧﺴﺒﺔ ﺍﻟﻄﻼﻕ ﻣﻌﻬﺎ؟ ﻭﺍﻻﻬﻧﻴﺎﺭ ﺍﳋﻠﻘﻲ؟ ﺃﻳﻦ ﺍﳋﻠﻞ؟ ..ﺇﻥ
ﺍﳌﺸﻜﻠﺔ ﰲ ﺿﻌﻒ ﻣﺆﻫﻼﺕ ﺍﻟﺰﻭﺟﲔ ﻣﻌﺎ ﰲ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﺎﻟﺘﺒﻌﺎﺕ
ﺍﳌﻨﻮﻃﺔ ﻬﺑﻤﺎ ﺑﺎﻟﺸﻜﻞ ﺍﻷﻣﺜﻞ.
7
ﺇﺫﺍ ،ﳓﻦ ﰲ ﺣﺎﺟﺔ ﺇﱃ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺃﺳﺮﻳﺔ ﻧﻮﻋﻴﺔ ،ﻛﺄﺳﺎﺱ ﻭﻣﻘﻮﻡ ﺿﺮﻭﺭﻱ
ﻟﺒﻌﺚ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺩﺍﺧﻞ ﺑﻴﻮﺕ ﺿﺮﺑﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻌﻨﻜﺒﻮﺕ ﺑﻨﺴﺠﻬﺎ ،ﻓﻬﻲ
ﺧﺎﻭﻳﺔ ﻣﻦ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﳌﻨﺘﺠﺔ ﻭﺍﳊﻀﻮﺭ ﺍﳌﺸﻊ ﰲ ﳎﺘﻤﻊ ﻣﺘﻬﺎﻟﻚ ﺍﻷﻭﺻﺎﻝ.
ﻭﳍﺬﺍ ﺟﺎﺀ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻟﻴﺴﺪ ﻓﺮﺍﻏﺎ ﺣﻘﻴﻘﻴﺎ ﰲ ﻣﻜﺘﺒﺘﻨﺎ
ﺍﻷﺳﺮﻳﺔ ﺍﻟﱵ ﻫﻲ ﰲ ﺃﻣﺲ ﺍﳊﺎﺟﺔ ﻟﻜﻞ ﴰﻌﺔ ﻣﻀﻴﺌﺔ ﰲ ﻟﻴﻠﻬﺎ
ﺍﳌﻮﺷﺢ ﺑﺴﻮﺍﺩ ﺍﻟﻌﻨﻒ ﻭﺍﳉﺮﳝﺔ ﻭﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﻭ ﻣﻦ ﺍﻵﺧﺮ،
ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺍﻷﻗﺮﺏ ﺭﲪﺎ ..
ﻭﻛﻠﻲ ﺃﻣﻞ ﻭﻳﻘﲔ ﺃﻧﻪ ﲟﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺍﻟﻨﻔﻴﺴﺔ،
ﳝﻜﻦ ﺍﻟﻨﻬﻮﺽ ﺑﺎﻟﻔﺮﺩ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﻴﺶ ﺍﻧﻌﺪﺍﻣﻴﺔ ﻛﺒﲑﺓ ﻭﺍﻧﺴﺤﺎﻗﺎ ﻋﻠﻰ
ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ )ﺍﻟﻮﺟﺪﺍﻥ( ،ﻭﻫﻲ ﺍﻟﱵ ﺗﺸﻞ ﻃﺎﻗﺘﻪ ﻷﻱ ﺑﺎﺩﺭﺓ
ﻟﻠﺮﻗﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﳋﺎﺭﺝ )ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ(.
ﻭﰲ ﺍﻷﺧﲑ ،ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺇﻋﻤﺎﺭ ﻟﻜﻞ ﺑﻴﺖ ﻭﺑﺎﻗﺔ ﻭﺭﺩ
ﻟﻜﻞ ﻋﺮﻭﺳﲔ ،ﻭﻫﺪﻳﺔ ﻷﺑﻨﺎﺋﻨﺎ ﺍﻟﻴﺎﻓﻌﲔ ﰲ ﻣﺴﺎﺭﻫﻢ ﺍﳊﻀﺎﺭﻱ
ﻟﺒﻨﺎﺀ ﳎﺘﻤﻊ ﻣﻌﺎﺻﺮ.
ﺗﺒﺴﺔ ﰲ2007/11/16 :
8
ﻤﻘﺩﻤﺔ:
ﺍﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﺍﻷﺳﺮﻱ ﻭﺍﻟﺘﻮﺍﻓﻖ ﺑﲔ ﺍﻟﺰﻭﺟﲔ ﻭﺣﺴﻦ ﺗﺮﺑﻴﺔ ﺍﻷﺑﻨﺎﺀ،
… ﺃﻣﻞ ﻭﺣﻠﻢ ﳓﻠﻢ ﺑﻪ ﲨﻴﻌﺎ ﻭﻟﻜﻦ ،ﻫﻞ ﲢﻮﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﳊﻠﻢ ﺇﱃ ﻫﺪﻑ
ﺣﻘﻴﻘﻲ ﻧﺴﻌﻰ ﻟﺘﺤﻘﻴﻘﻪ ﺑﻄﺮﻕ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻭﺗﺮﺑﻮﻳﺔ ﺻﺤﻴﺤﺔ؟
ﺇﻥ ﻭﺍﻗﻌﻨﺎ ﻳﺜﺒﺖ ﲟﺎ ﻻ ﻳﺪﻉ ﳎﺎﻻ ﻟﻠﺸﻚ ﺻﻌﻮﺑﺔ ﲢﻘﻴﻖ ﻫﺬﺍ
ﺍﳊﻠﻢ … ﻭﻳﻜﻔﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﻄﻠﻊ ﻋﻠﻰ ﺣﺠﻢ ﺍﳌﺸﻜﻼﺕ ﺍﻟﱵ ﺗﻌﺎﱐ
ﻣﻨﻬﺎ ﺑﻴﻮﺗﻨﺎ … ﻭﻣﻌﺪﻻﺕ ﺍﻟﻄﻼﻕ ﺍﳌﺮﺗﻔﻌﺔ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ
ﺍﻹﺣﺼﺎﺋﻴﺎﺕ ﺍﳌﻘﺪﻣﺔ ،ﻟﻨﺪﺭﻙ ﺣﺠﻢ ﻭﺧﻄﻮﺭﺓ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ،
ﻭﺃﺳﺒﺎﺏ ﺍﳌﺸﻜﻼﺕ ﻛﺜﲑﺓ ﻭﻣﺘﺸﻌﺒﺔ.
ﺣﻴﺚ ﻳﻐﻴﺐ ﻋﻨﺎ ﺃﳘﻴﺔ ﻭﺟﻮﺩ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﻹﻋﺪﺍﺩ ﺷﺒﺎﺑﻨﺎ ﻟﻠﺤﻴﺎﺓ
ﺍﻷﺳﺮﻳﺔ ﲝﻴﺚ ﻳﺘﻤﻜﻨﻮﻥ ﻣﻦ ﺃﺩﺍﺀ ﺃﺩﻭﺍﺭﻫﻢ ﺍﳌﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ ﻛﺄﺯﻭﺍﺝ
ﻭﺯﻭﺟﺎﺕ ﻭﺁﺑﺎﺀ ﻭﺃﻣﻬﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺃﰎ ﻭﺟﻪ.
ﻓﺎﳋﻼﻓﺎﺕ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ ،ﻭﺍﻟﺸﻜﻮﻯ ﻣﻦ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﺘﻮﺍﻓﻖ ﺍﻟﺰﻭﺟﻲ،
ﻭﺍﻧﻌﺪﺍﻡ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ،ﻭﺍﻟﻔﺸﻞ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ،ﻭﺻﻌﻮﺑﺔ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﺍﳌﺮﺍﻫﻖ
ﻭﻛﺜﺮﺓ ﺍﳌﻄﻠﻘﺎﺕ ،ﻭﺍﻷﺳﺮ ﺍﳌﺘﺨﻠﻰ ﻋﻨﻬﺎ ،ﻭﺗﺰﺍﻳﺪ ﻧﺴﺒﺔ ﺍﳌﻨﺤﺮﻓﲔ
ﻭﺍﳌﺘﻌﺎﻃﲔ ﻟﻠﻤﺨﺪﺭﺍﺕ،ﻛﻠﻬﺎ ﻣﻮﺍﺿﻴﻊ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺗﻔﺮﺽ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻭﻋﻠﻰ ﺻﻔﺤﺎﺕ ﺍﳉﺮﺍﺋﺪ ﻭﺑﻮﺍﺑﺎﺕ ﺍﻻﻧﺘﺮﻧﺖ ﻭﻫﻲ ﻣﺆﺷﺮ ﺧﻄﲑ
9
ﺇﺫﺍ ﱂ ﻧﻨﺘﺒﻪ ﻭﻧﻌﺎﰿ ﺍﻟﻮﺿﻊ ،ﻭﳒﻌﻠﻪ ﺃﻭﻟﻮﻳﺔ ﺳﻴﺰﺩﺍﺩ ﺗﻔﺎﻗﻤﺎ ،ﺑﻞ ﺍﻷﻣﺮ
ﻳﺘﻄﻠﺐ ﻣﻨﺎ ﺗﺸﻜﻴﻞ ﻓﺮﻳﻖ ﻋﻤﻞ ﻣﺘﺨﺼﺺ ﻟﻮﺿﻊ ﺣﻠﻮﻝ ﳍﺬﻩ ﺍﳌﺸﺎﻛﻞ
ﺍﻟﱵ ﺳﺘﻌﺼﻒ ﺑﺎﺠﻤﻟﺘﻤﻊ ﻭﺗﺆﺛﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ.
ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺍﺭﺗﻔﺎﻉ ﻧﺴﺒﺔ ﺍﳌﺘﻌﻠﻤﲔ ﻭﺍﳌﺜﻘﻔﲔ ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ
ﻣﻦ ﺷﺪﺓ ﺣﺐ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻟﻸﻓﺮﺍﺡ ﻭﺍﻹﻋﺪﺍﺩ ﳍﺎ ﻭﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﺘﻔﺎﺻﻴﻞ
ﺣﻔﻞ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ،ﻭﻣﺎﺫﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﻓﻌﻠﻪ ﻭﻣﺎﺫﺍ ﳚﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺟﻞ
ﺇﺣﻀﺎﺭﻩ ،ﻭﻗﺪ ﺗﻘﺎﻡ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻛﺒﲑﺓ ﺑﺴﺒﺐ ﻧﺴﻴﺎﻥ ﺷﻲﺀ ﺑﺴﻴﻂ ﰲ
ﺗﺮﺗﻴﺒﺎﺕ ﺍﳊﻔﻞ ،ﻭﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﻛﻠﻬﺎ ﻣﺸﻐﻮﻟﺔ ﳌﺪﺓ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﺑﺎﻟﺘﺮﺗﻴﺒﺎﺕ
ﺍﻟﻼﺯﻣﺔ ﻟﻠﺤﻔﻞ ،ﻭﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻐﻤﺮﺓ ﻳﻨﺴﻰ ﺍﳉﻤﻴﻊ ﺃﻥ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻟﻴﺲ
ﳎﺮﺩ ﺣﻔﻞ ﻳﻘﺎﻡ ﺃﻭ ﺃﻧﺎﻗﺔ ﻋﺮﻭﺱ ﻳﻬﺘﻢ ﺑﺄﺩﻕ ﺗﻔﺎﺻﻴﻠﻬﺎ ،ﻭﻻ ﻣﺎ ﳛﻀﺮﻩ
ﺍﻟﺰﻭﺝ ﻣﻦ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻋﺮﻳﻀﺔ ﻣﻦ ﺍﳌﺄﻛﻮﻻﺕ ﻭﺍﳌﻠﺒﻮﺳﺎﺕ ،ﺇﳕﺎ
ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻗﻴﻤﺔ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﻭﻋﻘﺪ ﻣﻘﺪﺱ ﻭﺃﻫﺪﺍﻑ ﺳﺎﻣﻴﺔ ،ﻭﻗﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﺘﻜﻴﻒ ﻭﺍﻟﻌﻄﺎﺀ ﻭﻛﺴﺐ ﺍﳌﻮﺩﺓ ﻭﺍﻟﺮﲪﺔ.
ﻭﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻄﺮﺡ ﻧﻔﺴﻪ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﺠﻤﻟﺎﻝ ،ﻫﻞ ﺃﻋﺪﺩﻧﺎ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ
ﻟﻠﺤﻴﺎﺓ ﺍﻷﺳﺮﻳﺔ؟ ﻫﻞ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﺟﻬﻮﺩ ﺗﺒﺬﻝ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﳉﻬﺎﺕ ﺍﳌﺴﺆﻭﻟﺔ ﻭﻣﻦ
ﻗﺒﻞ ﺍﺠﻤﻟﺘﻤﻊ ﺍﳌﺪﱐ ﻟﻠﺮﻗﻲ ﺑﺎﳊﻴﺎﺓ ﺍﻷﺳﺮﻳﺔ؟ ﻫﻞ ﻳﻮﻓﺮ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻟﻠﻄﻼﺏ ﻣﺎ
ﻳﻌﻴﻨﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻧﻮﺍ ﺃﺯﻭﺍﺟﺎ ﻭﺁﺑﺎﺀ ﺻﺎﳊﲔ؟ ﻫﻞ ﻳﻘﺪﻡ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﺑﺮﺍﻣﺞ
10
ﻛﺎﻓﻴﺔ ﺗﺮﺷﺪ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺍﺠﻤﻟﺘﻤﻊ ﻭﺗﺄﺧﺬ ﺑﻴﺪﻳﻪ ،ﻟﻴﺤﺼﻞ ﺍﻟﺘﻘﺎﺭﺏ ﺑﲔ ﺍﻟﺰﻭﺟﲔ؟
ﻫﻞ ﻳﺆﺩﻱ ﺍﳌﺴﺠﺪ ﻭﺍﳌﺮﺷﺪ ﺍﻟﺪﻳﲏ ﺍﻟﺪﻭﺭ ﺍﳌﻨﻮﻁ ﺑﻪ ﰲ ﺇﺻﻼﺡ ﺍﺠﻤﻟﺘﻤﻊ
ﻭﺗﻮﻃﻴﺪ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺇﻋﻄﺎﺀ ﺍﻟﻨﻤﻮﺫﺝ ﻣﻦ ﺷﺨﺼﻴﺔ
ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ،ﻭﻛﻴﻒ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﺎﻣﻞ ﺯﻭﺟﺎﺗﻪ ﻭﺑﻨﺎﺗﻪ؟...
ﻭﰲ ﺣﺎﻻﺕ ﺍﻟﻄﻼﻕ ،ﻫﻞ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﺟﻬﺪ ﺣﻘﻴﻘﻲ ﻳﺒﺬﻝ ﻟﻠﺤﻴﻠﻮﻟﺔ ﺩﻭﻥ
ﻭﻗﻮﻋﻪ؟ ﻭﺃﻳﻦ ﻫﻮ ﺩﻭﺭ ﺇﺻﻼﺡ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺒﲔ ﻭﺍﻟﺘﺤﻜﻴﻢ؟ ﺃﻡ ﺃﻥ ﺍﺠﻤﻟﺘﻤﻊ ﺃﺻﺒﺢ
ﺳﺒﺐ ﺇﺷﻌﺎﻝ ﻧﺎﺭ ﺍﻟﻔﺘﻨﺔ ﺑﺪﻝ ﻬﺗﺪﺋﺘﻬﺎ؟ ﻭﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺃﺻﺒﺢ ﺳﺒﺐ ﻫﺪﺭ ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ
ﻭﺍﻟﻮﻗﺖ ﺩﻭﻥ ﻓﺎﺋﺪﺓ ﻛﺒﲑﺓ ﺗﺮﺟﻰ؟ ....ﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﻭﺃﺳﺌﻠﺔ ﻛﺜﲑﺓ ﺗﻄﺮﺡ
ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻭﳓﻦ ﻧﻌﺎﻳﺶ ﻣﺎ ﻳﺘﺨﺒﻂ ﻓﻴﻪ ﺍﺠﻤﻟﺘﻤﻊ ﻣﻦ ﻣﺸﻜﻼﺕ ﻭﺇﺣﺒﺎﻁ..
ﻭﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻋﻤﻠﻲ ﻛﻤﺮﺷﺪﺓ ﺩﻳﻨﻴﺔ ﰲ ﺍﳌﺴﺎﺟﺪ ﻭﺑﻌﺾ
ﺍﳌﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺘﺄﺩﻳﺒﻴﺔ ﻭﺟﺪﺕ ﺃﻥ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﳌﻮﺍﺿﻴﻊ ﺍﻟﱵ ﺗﻄﺮﺡ
ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺗﺜﺒﺖ ﲟﺎ ﻻ ﻳﺪﻉ ﳎﺎﻻ ﻟﻠﺸﻚ ،ﺿﻌﻒ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻭﺟﻬﻠﻬﺎ ﺑﺜﻘﺎﻓﺔ
ﺃﺳﺮﻳﺔ ،ﻣﻦ ﻓﻦ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﺑﲔ ﺍﻟﺰﻭﺟﲔ ﻭﺣﺴﻦ ﺗﻮﺟﻴﻪ ﺍﻷﺑﻨﺎﺀ…
ﻭﺍﻟﻜﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﳌﺸﺎﻛﻞ ﺍﻟﱵ ﺗﺄﺗﻴﻨﺎ ﻟﻠﻔﺘﻮﻯ -ﻭﺳﺠﻞ ﺍﻟﻔﺘﻮﻯ ﺷﺎﻫﺪ
ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ -ﻻﺣﻈﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﳌﻼﺣﻈﺎﺕ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ:
ﺃﻏﻠﺐ ﺍﻷﺳﺌﻠﺔ ﺍﳌﻄﺮﻭﺣﺔ ﻻ ﲢﺘﺎﺝ ﺇﱃ ﻓﺘﻮﻯ ﺷﺮﻋﻴﺔ ﺑﻘﺪﺭ ﻣﺎ
ﲢﺘﺎﺝ ﺗﻮﺟﻴﻬﺎ ﻧﻔﺴﻴﺎ ﻭﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺎ.
11
ﺟﻬﻞ ﺍﻷﺯﻭﺍﺝ ﺑﺄﺑﺴﻂ ﺍﳊﺪﻭﺩ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻣﺜﻞ ﺃﻥ
ﺍﻟﻄﻼﻕ ﻣﺮﺗﺎﻥ ﻭﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﲢﺮﻡ ،ﺣﻜﻢ ﺍﻟﻈﻬﺎﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻄﻠﻘﻪ ﺍﻟﻜﺜﲑﻭﻥ
ﻋﻠﻰ ﺯﻭﺟﺎﻬﺗﻢ ﻭﻻ ﻳﻌﻠﻤﻮﻥ ﺣﺪﻭﺩﻩ.
ﺣﺎﺟﺔ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﱃ ﻣﻦ ﻳﺒﺜﻮﻥ ﻟﻪ ﳘﻮﻣﻬﻢ ،ﺇﺫ ﻳﺄﰐ ﺍﻟﺴﺎﺋﻞ -
ﺧﺼﻮﺻﺎ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ -ﻟﺘﺴﺄﻝ ﻋﻦ ﺣﻜﻢ ﺷﺮﻋﻲ ﰲ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻣﺎ،
ﻓﺘﺮﻭﻱ ﻗﺼﺔ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻋﻦ ﻣﻌﺎﻧﺎﻬﺗﺎ ﻭﻣﺸﺎﻛﻠﻬﺎ ﻛﺄﻬﻧﺎ ﺗﺒﺤﺚ ﻋﻤﻦ
ﻳﺮﺷﺪﻫﺎ ﻭﻳﻮﺟﻬﻬﺎ.
ﺑﻌﺾ ﺍﳌﺸﺎﻛﻞ ﰲ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺳﺮ ﺗﻨﻌﺪﻡ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺇﺫ ﺗﻌﺪ
ﻣﺄﺳﺎﺓ ﺇﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﲝﻖ.
ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻷﺳﺮﻳﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﳍﺎ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﺎﳌﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻲ ﺇﺫ ﺳﺠﻠﺖ
ﺣﺎﻻﺕ ﻛﺜﲑﺓ ﻷﺳﺮ ﻣﻜﻮﻧﺔ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﻌﺎﻟﻴﺔ ﻭﺍﳌﺴﺘﻮﻯ
ﺍﳉﺎﻣﻌﻲ ،ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻻ ﲤﺘﻠﻚ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺃﺳﺮﻳﺔ ﲤﻜﻨﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺳﻔﻴﻨﺔ ﺍﻷﺳﺮﺓ
ﺑﻨﺠﺎﺡ ،ﻓﺘﻐﺮﻕ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻋﻨﺪ ﺃﺑﺴﻂ ﺍﳌﺸﺎﻛﻞ.
ﺇﻥ ﺍﳍﺪﻑ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺍﳌﺘﻮﺍﺿﻌﺔ -ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻣﻨﻬﺠﻬﺎ
ﻭﺻﻔﻴﺎ ﲢﻠﻴﻠﻴﺎ -ﻫﻮ ﺇﺑﺮﺍﺯ ﺃﳘﻴﺔ ﺍﻹﺭﺷﺎﺩ ﺍﻷﺳﺮﻱ ﰲ ﲪﺎﻳﺔ ﺍﺠﻤﻟﺘﻤﻊ،
ﻭﺿﺮﻭﺭﺓ ﺗﻮﺍﺟﺪﻩ ﰲ ﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﺠﻤﻟﺘﻤﻊ ﻭﺇﳚﺎﺩ ﻣﺘﺨﺼﺼﲔ ﰲ
ﺍﻹﺭﺷﺎﺩ ﺍﻷﺳﺮﻱ ،ﻭﺗﺰﻭﻳﺪﻫﻢ ﺑﺄﺣﺪﺙ ﺍﳌﻌﺎﺭﻑ ﺍﳌﺘﺨﺼﺼﺔ ﻭﺍﳊﺪﻳﺜﺔ
12
ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺣﻞ ﺍﳌﺸﺎﻛﻞ ﺍﻷﺳﺮﻳﺔ ﺍﳌﺘﻌﺪﺩﺓ ،ﻭﺃﺧﲑﺍ ﺑﻠﻮﺭﺓ ﺗﺼﻮﺭ ﻭ
ﻣﻘﺘﺮﺡ ﻹﺻﻼﺡ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻳﺔ ﻭﺩﻓﻌﻬﺎ ﳓﻮ ﺍﻟﺘﻤﺎﺳﻚ
ﻭﺍﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ،ﻷﻥ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﳌﺴﺘﻘﺮﺓ ﻫﻲ ﺃﺳﺎﺱ ﺍﺠﻤﻟﺘﻤﻊ ﺍﳌﺴﺘﻘﺮ
ﺍﳌﺰﺩﻫﺮ ،ﻭ ﻛﻠﻤﺎ ﺍﺳﺘﻄﻌﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﻮﺟﺪ ﺃﺳﺮﺍ ﻗﻮﻳﺔ ﻣﺘﻤﺎﺳﻜﺔ ،ﻓﺈﻥ ﻫﺬﻩ
ﺍﻷﺳﺮ ﻫﻲ ﺍﻟﱵ ﲤﺪ ﺍﺠﻤﻟﺘﻤﻊ ﺑﻌﻨﺎﺻﺮ ﻗﻴﺎﺩﻳﺔ ﻧﺎﺟﺤﺔ ،ﲣﺮﺝ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻣﻦ
ﺍﻷﺯﻣﺔ ﻭﺗﻘﻮﺩﻫﺎ ﳓﻮ ﺍﻟﺘﺤﻀﺮ ﻭﺍﻟﺮﻗﻲ ﰲ ﺷﱴ ﺍﺠﻤﻟﺎﻻﺕ.
ﻭﻗﺪ ﻭﺟﺪﺕ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﲝﺜﻲ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻮﺿﻮﻉ ﺃﻥ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ
ﻭﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺗﻮﱄ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﺎ ﺑﺎﻟﻐﺎ ﳍﺬﺍ ﺍﳌﻮﺿﻮﻉ ،ﻭﺗﺆﺳﺲ ﻟﻪ ﻣﺮﺍﻛﺰ ﻣﺘﺨﺼﺼﺔ
ﻭﺍﺧﺘﺼﺎﺻﻴﲔ ﰲ ﳎﺎﻝ ﺍﻹﺻﻼﺡ ﻭﺍﻟﺘﻮﺟﻴﻪ ﺍﻷﺳﺮﻱ ،ﻭﻫﻨﺎﻟﻚ ﲡﺎﺭﺏ ﺭﺍﺋﺪﺓ
ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﺠﻤﻟﺎﻝ ﳚﺪﺭ ﺑﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﻄﻠﻊ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﻧﺄﺧﺬ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﻊ ﺗﻜﻴﻴﻔﻬﺎ ﲝﺴﺐ ﻣﺎ
ﺗﺘﻄﻠﺒﻪ ﺧﺼﻮﺻﻴﺎﺕ ﺍﺠﻤﻟﺘﻤﻊ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ ،ﺇﺫ ﺃﻥ ﻟﻜﻞ ﺑﻠﺪ ﺧﺼﻮﺻﻴﺎﺗﻪ.
ﻭﻗﺪ ﻭﺍﺟﻬﺘﲏ ﺧﻼﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺻﻌﻮﺑﺎﺕ ﻛﺜﲑﺓ ﺃﳘﻬﺎ ﻗﻠﺔ ﺍﳌﺮﺍﺟﻊ
ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ،ﻭﺣﺪﺍﺛﺔ ﺍﻟﺘﻄﺮﻕ ﳍﺬﺍ ﺍﳌﻮﺿﻮﻉ ﺧﺎﺻﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ،ﻭﺿﻌﻒ
ﺍﻹﺣﺴﺎﺱ ﺑﺄﳘﻴﺔ ﺍﳌﻮﺿﻮﻉ ﻭﺿﺮﻭﺭﺗﻪ ﻹﺻﻼﺡ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻭﺍﺠﻤﻟﺘﻤﻊ.
13
ﻤﻔﻬﻭﻡ ﺍﻹﺭﺸﺎﺩ ﺍﻷﺴﺭﻱ ﻭﺃﻫﻤﻴﺘﻪ ﻭﻀﺭﻭﺭﺘﻪ
: א א .1
ﺃ.ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻷﺳﺮﺓ :ﺍﻷﺳﺮﺓ ﲨﺎﻋﺔ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺃﺳﺎﺳﻴﺔ ﻭﺩﺍﺋﻤﺔ،
ﻭﻧﻈﺎﻡ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺭﺋﻴﺴﻲ ،ﻭﻟﻴﺴﺖ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺃﺳﺎﺱ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﺠﻤﻟﺘﻤﻊ
ﻓﺤﺴﺐ ﺑﻞ ﻫﻲ ﻣﺼﺪﺭ ﺍﻷﺧﻼﻕ ﻭﺍﻟﺪﻋﺎﻣﺔ ﺍﻷﻭﱃ ﻟﻀﺒﻂ ﺍﻟﺴﻠﻮﻙ،
1
ﻭﺍﻹﻃﺎﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻠﻘﻰ ﻓﻴﻪ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺃﻭﻝ ﺩﺭﺱ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ
ﺏ.ﻣﻘﻮﻣﺎﺕ ﺍﻷﺳﺮﺓ :ﺗﺸﻜﻞ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺑﻌﺪﺍ ﺃﺻﻴﻼ ﻭﻣﻬﻤﺎ ﰲ
ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﻔﺮﺩ ،ﻓﻬﻲ ﺍﳌﺆﺳﺴﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻷﻭﱃ ﺍﻟﱵ ﺗﻠﻌﺐ ﺩﻭﺭﺍ ﻣﺆﺛﺮﺍ
ﰲ ﺷﺨﺼﻴﺘﻪ ﻭﺗﺼﻘﻠﻪ ﺑﺎﳌﺒﺎﺩﺉ ﻭﺍﻟﻘﻴﻢ ﻭﺗﻌﻄﻴﻪ ﺍﻟﻔﺮﺻﺔ ﻟﻠﻘﻴﺎﻡ ﺑﺎﻷﺩﻭﺍﺭ
ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﻮﻇﻴﻔﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﻨﺎﻁ ﺑﻪ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﺠﻤﻟﺘﻤﻊ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﺶ ﻓﻴﻪ.
ﺇﻥ ﻏﻴﺎﺏ ﺍﻟﺪﻭﺭ ﺍﻷﺑﻮﻱ ﻭﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﺼﺮﺍﻋﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻴﺔ ﻭﻏﻴﺎﺏ
ﺍﻟﺘﻨﺸﺌﺔ ﻭﺍﻟﺮﻋﺎﻳﺔ ﺍﳌﺜﻠﻰ ﻳﻨﺠﻢ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﻜﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﳌﺸﻜﻼﺕ ﺍﻟﱵ ﻳﻘﻊ
ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﳌﱰﻝ ﻭﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﺠﻤﻟﺘﻤﻊ ﻛﺎﻓﺔ.2
1ﺳﻨﺎﺀ ﺍﳋﻮﱄ ،ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻭﺍﳊﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻴﺔ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻨﻬﻀﺔ ﺑﲑﻭﺕ ،ﻁ ،198 ،1ﺹ.37
2ﺃﻛﺮﻡ ﻋﺜﻤﺎﻥ ،ﻛﻴﻒ ﺗﺘﻐﻠﺐ ﻋﻠﻰ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺍﻟﻜﺬﺏ ،ﺩﺍﺭ ﺍﺑﻦ ﺣﺰﻡ ،ﻁ،1
2003ﻡ ،ﺹ .09
14
ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﻟﺼﺎﳊﺔ ﺍﻟﺴﻌﻴﺪﺓ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﻭﺣﺪﺓ ﺣﻴﺔ ﻣﻜﻮﻧﺔ ﻣﻦ
ﳎﻤﻮﻉ ﺃﻓﺮﺍﺩ )ﺍﻟﺰﻭﺝ ﻭﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ﻭﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ( ﺗﺘﻔﺎﻋﻞ ﻣﺸﺎﻋﺮﻫﻢ
ﻭﺗﺘﺤﺪ ﺃﻣﺰﺟﺘﻬﻢ ﻭﺗﻨﺼﻬﺮ ﺍﲡﺎﻫﺎﻬﺗﻢ ﻭﺗﺘﻔﻖ ﻣﻮﺍﻗﻔﻬﻢ ﻭﺗﺘﻜﺎﻣﻞ
ﻭﻇﺎﺋﻔﻬﻢ ﻭﺗﺘﻮﺣﺪ ﻏﺎﻳﺎﻬﺗﻢ ﻭﺃﻫﻢ ﻣﻘﻮﻣﺎﺕ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ:
.1ﺗﻮﻓﺮ ﺍﳌﺴﺘﻮﻯ ﺍﳌﻌﻴﺸﻲ ﺍﳌﻨﺎﺳﺐ ﻭﺃﺳﺒﺎﺏ ﺍﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻲ
ﻭﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﳌﺄﻭﻯ ﻭﻣﻮﺍﺭﺩ ﺍﻟﺪﺧﻞ ﻭﻧﻈﺎﻡ ﺍﻷﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﻡ.
.2ﺗﻜﺎﻣﻞ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺗﻮﺣﺪ ﺍﻻﲡﺎﻫﺎﺕ ﻭﺍﳌﻮﺍﻗﻒ ﺑﲔ
ﻋﻨﺎﺻﺮﻫﺎ ﻭﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻟﺘﻤﺎﺳﻚ ﻭﺍﻟﺘﻀﺎﻣﻦ ﰲ ﺍﻟﻮﻇﺎﺋﻒ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ
ﺍﳌﺸﺘﺮﻙ ﻭﺍﻻﲡﺎﻩ ﳓﻮ ﻏﺎﻳﺎﺕ ﻭﺃﻫﺪﺍﻑ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻭﻣﻦ ﺣﻴﺚ
ﺍﻟﺘﻜﺘﻞ ﻭﺍﻟﺘﺤﻔﺰ ﻟﺪﺭﺀ ﺃﻱ ﺧﻄﺮ ﺧﺎﺭﺟﻲ ﻳﻬﺪﺩ ﻛﻴﺎﻥ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺃﻭ
ﻳﻨﺎﻝ ﻣﻦ ﻋﻨﺎﺻﺮﻫﺎ.
.3ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﰲ ﺍﻷﺳﺮﺓ ،ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺁﺩﺍﺏ
ﺍﻟﺴﻠﻮﻙ ،ﻭﻗﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻌﺮﻑ ﻭﺍﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ ﻭﻣﺴﺘﻮﻳﺎﺕ ﺍﻟﺬﻭﻕ ﺍﻟﻌﺎﻡ
ﻭﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺇﺭﺳﺎﺀ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﳌﺘﺒﺎﺩﻟﺔ ﺑﲔ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻋﻠﻰ
ﻗﻮﺍﻋﺪ ﻣﻦ ﺍﻻﺣﺘﺮﺍﻡ ﻭﺍﻹﺧﻼﺹ ﻭﺍﶈﺒﺔ ﻭﺍﻹﺧﺎﺀ.1
15
ﻭﺗﻨﺤﺼﺮ ﻭﻇﺎﺋﻒ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﳊﺎﱄ ﰲ
ﺍﻹﳒﺎﺏ ﻭﺍﻹﻋﺎﻟﺔ ،ﻭﺍﻟﺘﻨﺸﺌﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﻣﻨﺢ ﺍﳌﻜﺎﻧﺔ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﱃ
ﻭﻇﻴﻔﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﱂ ﻳﻬﺘﻢ ﻬﺑﺎ ﺍﻟﺴﻮﺳﻴﻮﻟﻮﺟﻲ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻮﻇﻴﻔﺔ
ﺍﻟﻌﺎﻃﻔﻴﺔ ،ﻭﻧﻌﲏ ﻬﺑﺎ ﺍﻟﺘﻔﺎﻋﻞ ﺍﻟﻌﻤﻴﻖ ﺑﲔ ﺍﻟﺰﻭﺟﲔ ﻭﺑﲔ ﺍﻷﺑﻨﺎﺀ ﰲ
ﻣﱰﻝ ﻣﺴﺘﻘﻞ ،ﳑﺎ ﳜﻠﻖ ﻭﺣﺪﺓ ﺃﻭﻟﻴﺔ ﺻﻐﲑﺓ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﳌﺼﺪﺭ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻲ
ﻟﻺﺷﺒﺎﻉ ﺍﻟﻌﺎﻃﻔﻲ ﳉﻤﻴﻊ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻭﻗﺪ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﻮﻇﻴﻔﺔ ﻣﻦ ﺍﳌﻼﻣﺢ ﺍﳌﻤﻴﺰﺓ ﻟﻸﺳﺮﺓ ﺍﳊﻀﺮﻳﺔ ﺍﳊﺪﻳﺜﺔ.
ﻭﻗﺪ ﺃﺻﺎﺏ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻳﺔ ﻣﺎ ﺃﺻﺎﺏ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﱂ
ﺍﻟﻌﺮﰊ ﻛﻠﻪ ،ﻣﻦ ﺿﻌﻒ ﻭﺍﻧﺒﻬﺎﺭ ﺃﻣﺎﻡ ﺃﻣﻮﺍﺝ ﺍﻟﺘﺤﻮﻻﺕ ﻭﺍﻟﺘﻐﲑﺍﺕ
ﺍﳌﺘﺴﺎﺭﻋﺔ ﻭﺍﳌﺘﺘﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﻳﺸﻬﺪﻫﺎ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﰲ ﳐﺘﻠﻒ ﻣﻨﺎﺣﻲ ﺍﳊﻴﺎﺓ،
ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﻟﺘﺸﻜﻴﻜﻬﺎ ﰲ ﺍﻟﻜﺜﲑ ﻣﻦ ﻋﺎﺩﺍﻬﺗﺎ ﻭﺗﺼﻮﺭﺍﻬﺗﺎ ﻭﻗﺪ ﺑﻠﻎ
ﺍﻷﻣﺮ ﺇﱃ ﺍﻟﺘﺸﻜﻴﻚ ﰲ ﻣﺒﺎﺩﺋﻬﺎ ﻭﻫﻮﻳﺘﻬﺎ ،ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﻌﻠﻬﺎ ﻫﺸﺔ
ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﺍﻟﱵ ﺍﺳﺘﻄﺎﻋﺖ ﺃﻥ ﺗﻐﲑ ﺍﳌﻌﺎﻳﲑ ﻭﺍﻷﺳﺲ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﺍﻟﱵ
ﺗﺒﲎ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻳﺔ،ﳑﺎ ﻳﻨﺬﺭ ﺑﺘﻔﻜﻚ ﺑﻨﻴﺎﻬﻧﺎ ﺍﳌﺘﲔ ،ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﱄ
ﺍﻟﺘﺮﺍﺟﻊ ﻋﻦ ﺃﺩﺍﺀ ﺍﻟﺪﻭﺭ ﺍﳊﻀﺎﺭﻱ ﻭﺍﻟﺮﻳﺎﺩﻱ ﺍﳌﻨﻮﻁ ﻬﺑﺎ ،ﳑﺎ ﳚﻌﻠﻨﺎ
ﺃﻣﺎﻡ ﲢﺪ ﻛﺒﲑ ﻳﻔﺮﺽ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﳒﻌﻞ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻹﺭﺸﺎﺩ ﺍﻷﺴﺭﻱ
ﺃﻭﻟﻭﻴﺔ ﻻ ﺘﻘﺒل ﺍﻟﺘﺄﺠﻴل.
16
ﺝ.ﻤﻔﻬﻭﻡ ﺍﻹﺭﺸﺎﺩ ﺍﻷﺴﺭﻱ :ﺍﻹﺭﺷﺎﺩ ﻟﻐﺔ ﻣﻦ ﺃﺭﺷﺪ ﻳﺮﺷﺪ
ﺇﺭﺷﺎﺩﺍ ﲟﻌﲎ ﻫﺪﻯ ﻭﺩﻝ ﺃﻣﺎ ﺍﺻﻄﻼﺣﺎ ﻓﻴﻌﲏ ﺍﳌﺴﺎﻋﺪﺓ ﻭﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﰲ
ﺍﻟﺴﻠﻮﻙ ﳓﻮ ﺍﻷﻓﻀﻞ.
ﻭﺍﻹﺭﺷﺎﺩ ﺍﻷﺳﺮﻱ ﻓﺮﻉ ﻣﻦ ﻓﺮﻭﻉ ﺍﻹﺭﺷﺎﺩ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ ﻳﻌﲎ
ﺑﺎﻷﺳﺮﺓ ﲟﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﺯﻭﺟﻴﺔ ﻭ ﻭﺍﻟﺪﻳﺔ.
ﻭﻫﻮ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻣﺴﺎﻋﺪﺓ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺍﻷﺳﺮﺓ ،ﺍﻟﻮﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺍﻷﻭﻻﺩ ﻭﺣﱴ
ﺍﻷﻗﺎﺭﺏ ﻓﺮﺍﺩﻯ ﺃﻭ ﻛﺠﻤﺎﻋﺔ ﰲ ﻓﻬﻢ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺍﻷﺳﺮﻳﺔ ﻭﻣﺴﺌﻮﻟﻴﺎﻬﺗﺎ؛
ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺍﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﻭﺍﻟﺘﻮﺍﻓﻖ ﺍﻷﺳﺮﻱ ﻭﺣﻞ ﺍﳌﺸﺎﻛﻞ ﺍﻷﺳﺮﻳﺔ.
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺳﺌﻞ "ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺩﺭﻭﻳﺶ" ـ ﺭﺋﻴﺲ ﻗﺴﻢ
ﺍﻹﺻﻼﺡ ﻭﺍﻟﺘﻮﺟﻴﻪ ﺍﻷﺳﺮﻱ ﲟﺤﺎﻛﻢ ﺩﰊ – ﻋﻦ ﺍﳍﺪﻑ ﻣﻦ ﺇﻧﺸﺎﺀ
ﺍﻟﻘﺴﻢ ﻗﺎﻝ" :ﺍﻟﺘﻮﺟﻴﻪ ﺍﻷﺳﺮﻱ ﻟﺪﻳﻨﺎ ﻳﻬﺪﻑ ﺇﱃ ﻧﺸﺮ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻷﺳﺮﻳﺔ ﰲ
ﺍﺠﻤﻟﺘﻤﻊ ،ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﺗﻮﻋﻴﺔ ﳐﺘﻠﻔﺔ ،ﻣﻦ ﳏﺎﺿﺮﺍﺕ ﻭﺩﻭﺭﺍﺕ
ﻭﻣﻘﺎﻻﺕ ﺻﺤﻔﻴﺔ ،ﻭﺑﺮﺍﻣﺞ ﺗﻠﻔﺰﻳﻮﻧﻴﺔ ﻭﺇﺫﺍﻋﻴﺔ ،ﻭﺇﺻﺪﺍﺭﺍﺕ ﳐﺘﻠﻔﺔ،
ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﱃ ﺍﻟﻌﻨﺎﻳﺔ ﺑﺎﳌﺘﺰﻭﺟﲔ ﺣﺪﻳﺜﺎ ،ﻭﺗﺄﻫﻴﻠﻬﻢ ﺑﻮﺳﺎﺋﻞ ﳐﺘﻠﻔﺔ،
ﻭﺍﻟﺪﻭﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﺄﻫﻴﻠﻴﺔ ،ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺩﻯ ﰲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﺇﱃ ﺗﻘﻠﻴﻞ ﻧﺴﺒﺔ ﺍﻟﻄﻼﻕ
ﺑﲔ ﺍﳌﺘﺰﻭﺟﲔ ﺣﺪﻳﺜﺎ ﻣﻦ %16ﺇﱃ ...% 06ﻭﻧﻨﻘﻞ ﺍﻵﻥ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺇﱃ
ﳏﺎﻛﻢ ﺃﺧﺮﻯ ،ﻭﺑﺎﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﺇﱃ ﺳﺘﺔ ﻋﺸﺮ ﳏﻜﻤﺔ ﺩﺍﺧﻞ ﻭﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ
17
ﰲ ﻣﺼﺮ ﻭﺍﻷﺭﺩﻥ ﻭﺍﻟﺒﺤﺮﻳﻦ ﻭﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﻭﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻭﻓﻠﺴﻄﲔ ،ﻭﺫﻟﻚ
ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺪﻭﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺒﻴﺔ ﻭﺍﺳﺘﻘﺒﺎﻝ ﺍﻟﻮﻓﻮﺩ ﺍﻟﱵ ﺗﺄﺗﻴﻨﺎ ﻟﻠﺘﺪﺭﻳﺐ.
: א א .א
ﻟﻘﺪ ﺑﲔ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﻛﻤﺎ ﻭﺿﺤﺖ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺸﺮﻳﻔﺔ ﺃﻥ
ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﻋﻨﺪ ﺍﷲ ﻣﺘﻔﺎﻭﺗﺔ ﺍﳌﺮﺍﺗﺐ ،ﻭﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺍﻷﻓﻀﻞ ﻭﺍﻷﺣﺐ
ﺇﱃ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻣﻦ ﻏﲑﻩ.
ﻭﻣﻦ ﺍﳌﻌﺎﻳﲑ ﺍﻟﱵ ﺗﺮﺟﺢ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻋﻨﺪ ﺍﷲ ،ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺃﻛﺜﺮ ﻧﻔﻌﺎ ﻣﻦ
ﻏﲑﻩ ،ﻭﻋﻠﻰ ﻗﺪﺭ ﻧﻔﻌﻪ ﻟﻶﺧﺮﻳﻦ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻀﻠﻪ ﻭﺃﺟﺮﻩ ﻋﻨﺪ ﺍﷲ ،ﻭﳍﺬﺍ
ﻛﺎﻥ ﺟﻨﺲ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﳉﻬﺎﺩ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﺟﻨﺲ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﳊﺞ ،ﻷﻥ ﻧﻔﻊ
ﺍﳊﺞ ﻟﺼﺎﺣﺒﻪ ﻭﻧﻔﻊ ﺍﳉﻬﺎﺩ ﻟﻸﻣﺔ.
ﻭﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﺃﻳﻀﺎ ﺟﺎﺀ ﺗﻔﻀﻴﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﰲ ﲨﻠﺔ
ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ،ﻷﻥ ﻣﻨﻔﻌﺔ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻟﻠﻌﺎﺑﺪ ﻭﻣﻨﻔﻌﺔ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻟﻠﻨﺎﺱ ،ﻗﺎﻝ
1
)ﻓﻀﻞ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺎﺑﺪ ﻛﻔﻀﻠﻲ ﻋﻠﻰ ﺃﺩﻧﺎﻛﻢ(
ﻭﻳﺰﺩﺍﺩ ﻓﻀﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺇﺫﺍ ﻋﻠﻤﻪ ﺻﺎﺣﺒﻪ ﻟﻐﲑﻩ ،ﻭﻋﻠﻰ ﻗﺪﺭ ﻣﻦ ﻳﻨﺘﻔﻊ
ﺑﻌﻠﻤﻪ ﻭﺩﻋﻮﺗﻪ ﻳﻜﻮﻥ ﺃﺟﺮﻩ ﻭﻣﺜﻮﺑﺘﻪ ،ﻳﻘﻮﻝ ) ﻤﻥ ﺩﻋﺎ ﺇﻟﻰ ﻫﺩﻱ،
18
ﻜﺎﻥ ﻟﻪ ﻤﻥ ﺍﻷﺠﺭ ﻤﺜل ﺃﺠﻭﺭ ﻤﻥ ﺘﺒﻌﻪ ﻻ ﻴﻨﻘﺹ ﻤﻥ ﺃﺠﻭﺭﻫﻡ
ﺸﻲﺀ( 1ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻷﻓﻀﻞ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺃﻛﺜﺮ ﻧﻔﻌﺎ ﻟﻶﺧﺮﻳﻦ.
ﻓﻤﻦ ﺁﻳﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﺍﳊﺎﺛﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺻﻼﺡ ﺑﲔ ﺍﻟﺰﻭﺟﲔ
ﻥ َﺃ ْﻫ ِﻠ ِﻪ
ﺤ ﹶﻜﻤًﺎ ﱢﻤ ْ
ﻕ َﺒ ْﻴ ِﻨ ِﻬﻤَﺎ ﻓﹶﺎ ْﺒ َﻌﺜﹸﻭ ﹾﺍ َ
ﺸﻘﹶﺎ ﹶ
ﺨ ﹾﻔ ﹸﺘ ْﻡ ِ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃَ :ﻭِﺇ ْ
ﻥ ِ
ﻥ ﺍﻟﹼﻠ َﻪ ﻕ ﺍﻟﹼﻠ ُﻪ َﺒ ْﻴ ﹶﻨ ُﻬﻤَﺎ ِﺇ ﱠ
ﻼﺤًﺎ ُﻴ َﻭ ﱢﻓ ِ
ﺼﹶ ﻥ َﺃ ْﻫ ِﻠﻬَﺎ ﺇِﻥ ُﻴﺭِﻴﺩَﺍ ِﺇ ْ ﺤ ﹶﻜﻤًﺎ ﱢﻤ ْ َﻭ َ
2
ﺕ ﻤِﻥ َﺒ ْﻌ ِﻠﻬَﺎ ﻥ ﺍ ْﻤ َﺭَﺃ ﹲﺓ ﺨﹶﺎ ﹶﻓ ﹾ ﺨﺒِﻴﺭًﺍ ، ﻭﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃَ :ﻭِﺇ ِ ﻋﻠِﻴﻤًﺎ ﹶ ﻥ َ ﻜﹶﺎ َ
ﺼ ﹾﻠﺤًﺎ ﺼ ِﻠﺤَﺎ َﺒ ْﻴ ﹶﻨ ُﻬﻤَﺎ ُ ﻋ ﹶﻠ ْﻴ ِﻬﻤَﺎ ﺃَﻥ ُﻴ ْ
ﺡ َﺠ ﹶﻨ ﹾﺎ َ
ﻼ ُ ﻋ َﺭﺍﻀًﺎ ﹶﻓ ﹶ ﹸﻨﺸﹸﻭﺯًﺍ َﺃ ْﻭ ِﺇ ْ
ﺴﻨﹸﻭ ﹾﺍ َﻭ ﹶﺘ ﱠﺘﻘﹸﻭ ﹾﺍﺤ ِ ﺢ َﻭﺇِﻥ ﹸﺘ ْ ﺸﱠ ﺱ ﺍﻟ ﱡ ﺕ ﺍﻷَﻨ ﹸﻔ ُ ﻀ َﺭ ِ
ﺤ ِ ﺨ ْﻴ ٌﺭ َﻭُﺃ ْ
ﺢ ﹶ ﻭَﺍﻟﺼﱡ ﹾﻠ ُ
3
ﺨﺒِﻴﺭًﺍﻥ ﹶ ﻥ ِﺒﻤَﺎ ﹶﺘ ْﻌ َﻤﻠﹸﻭ َ
ﻥ ﺍﻟﹼﻠ َﻪ ﻜﹶﺎ َ ﹶﻓ ِﺈ ﱠ
)ﺃﺤﺏ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﻟﻰ ﺍﷲ ﺃﻨﻔﻌﻬﻡ ،ﻭﺃﺤﺏ ﻭﻗﺪ ﺟﺎﺀ ﰲ ﺍﳊﺪﻳﺚ
ﺍﻷﻋﻤﺎل ﺇﻟﻰ ﺍﷲ ﻋﺯ ﻭﺠل :ﺴﺭﻭﺭ ﺘﺩﺨﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻤﺴﻠﻡ ﺃﻭ ﺘﻜﺸﻑ ﻋﻨﻪ
ﻜﺭﺒﺔ ﺃﻭ ﺘﻘﻀﻲ ﻋﻨﻪ ﺩﻴﻨﺎ ﺃﻭ ﺘﻁﺭﺩ ﻋﻨﻪ ﺠﻭﻋﺎ ،ﻷﻥ ﺃﻤﺸﻲ ﻤﻊ ﺃﺨﻲ
ﺍﻟﻤﺴﻠﻡ ﻓﻲ ﺤﺎﺠﺔ ﺃﺤﺏ ﺇﻟﻲ ﻤﻥ ﺃﻥ ﺃﻋﺘﻜﻑ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺠﺩ ﺸﻬﺭﺍ(.4
1ﺭﻭﺍﻩ ﻣﺴﻠﻢ.
2ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺍﻵﻳﺔ .35
3ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺍﻵﻳﺔ .128
4ﺻﺤﻴﺢ ﺍﳉﺎﻣﻊ ﺍﻟﺼﻐﲑ ).(176
19
ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻛﺎﻥ ﻛﻞ ﻋﻤﻞ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺈﺻﻼﺡ ﺍﺠﻤﻟﺘﻤﻊ ﻭﻧﻔﻌﻪ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻦ
ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﳌﻘﺼﻮﺭ ﺍﻟﻨﻔﻊ ﻋﻠﻰ ﺻﺎﺣﺒﻪ ،ﻭﰲ ﻫﺬﺍ ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ :
)ﺃﻻ ﺃﺨﺒﺭﻜﻡ ﺒﺄﻓﻀل ﻤﻥ ﺩﺭﺠﺔ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺼﻴﺎﻡ ﻭﺍﻟﺼﺩﻗﺔ؟ ﺇﺼﻼﺡ
ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺒﻴﻥ ،ﻓﺈﻥ ﻓﺴﺎﺩ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺒﻴﻥ ﻫﻲ ﺍﻟﺤﺎﻟﻔﺔ( ﺣﺴﻦ ﺍﻟﻄﺮﺍﱐ.1
ﻭﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻹﺭﺷﺎﺩ ﺍﻷﺳﺮﻱ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﻮﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ
ﺑﺎﻟﻜﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻔﻊ ،ﻭﻳﻌﻴﺪ ﺍﻟﺒﺴﻤﺔ ﺇﱃ ﺷﻔﺎﻩ ﺣﺮﻣﺖ ﻣﻨﻬﺎ ،ﻓﻜﻢ ﻣﻦ
ﺍﳌﺮﺍﺕ ﺭﺃﻳﺖ ﺍﻟﺪﻣﻮﻉ ﺗﱰﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻴﻮﻥ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺇﻟﻘﺎﺀ ﺍﻟﺪﻭﺭﺓ ﺃﻭ ﺍﶈﺎﺿﺮﺓ،
ﻭﻣﺎ ﻫﻲ ﺇﻻ ﳊﻈﺎﺕ ﺣﱴ ﻳﺰﺭﻉ ﺍﻷﻣﻞ ﻣﻦ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻌﻴﻮﻥ ﻭﺗﺸﺮﻕ
ﺍﻻﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﻛﺄﻬﻧﺎ ﻭﺟﺪﺕ ﺿﺎﻟﺘﻬﺎ ﺑﻌﺪ ﺿﻴﺎﻉ ،ﺃﻭ ﺃﻧﲑ ﺩﺭﻬﺑﺎ ﺑﻌﺪ ﻇﻼﻡ.
ﻭﻟﻮ ﺭﺟﻌﻨﺎ ﺇﱃ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﻟﻮﺟﺪﻧﺎﻩ ﻣﻠﻴﺌﺎ ﺑﺎﻟﻨﺼﻮﺹ ﺍﻟﱵ
ﺗﺘﺤﺪﺙ ﻋﻦ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻭﺃﺣﻜﺎﻣﻬﺎ ﻭﻣﻜﺎﻧﺘﻬﺎ ﰲ ﺃﺩﻕ ﺗﻔﺎﺻﻴﻠﻬﺎ ﻣﻦ
ﺍﳋﻄﺒﺔ ﺇﱃ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻭﺍﳌﻌﺎﺷﺮﺓ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ ﻭﺍﳊﻘﻮﻕ ﻭﺍﻟﻮﺍﺟﺒﺎﺕ ﺇﱃ ﺗﺮﺑﻴﺔ
ﺍﻷﻭﻻﺩ ،ﻣﻦ ﺭﺿﺎﻉ ﻭﺣﻀﺎﻧﺔ ﻭﻏﲑﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﳌﻮﺍﺿﻴﻊ ﺍﻟﻜﺜﲑﺓ ﺍﻟﱵ ﺇﻥ
ﺩﺭﺳﺘﺎﻫﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻨﺎ ﺯﺍﺩ ﺃﺳﺮﻳﺎ ﲦﻴﻨﺎ ،ﻭﻣﻦ ﺃﻫﻢ ﺍﻟﺴﻮﺭ ﺍﻟﱵ ﺗﻨﺎﻭﻟﺖ
ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺑﺘﻔﺼﻴﻞ ،ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﻨﻮﺭ ،ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ،ﺳﻮﺭﺓ
ﺍﻟﺘﺤﺮﱘ ،ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﻄﻼﻕ ،ﺳﻮﺭﺓ ﺍﺠﻤﻟﺎﺩﻟﺔ.
20
ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﻨﺒﻮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺴﲑﺓ ﺍﻟﻌﻄﺮﺓ ﲢﺘﻮﻯ ﻋﻠﻰ ﻋﺪﻳﺪ ﺍﻟﺸﻮﺍﻫﺪ
ﺍﻟﱵ ﺗﺰﻭﺩﻧﺎ ﺑﺎﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﺑﻞ ﻭﺍﳌﻮﺍﻗﻒ ﺍﻟﱵ ﻛﺎﻧﺖ ﲢﺪﺙ ﻟﻠﺮﺳﻮﻝ
ﻣﻊ ﺯﻭﺟﺎﺗﻪ ﻭﺃﻭﻻﺩﻩ ،ﺗﻌﻠﻤﻨﺎ ﺑﺎﻟﻘﺪﻭﺓ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻛﻴﻒ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﳊﻴﺎﺓ
ﺍﻷﺳﺮﻳﺔ ﺍﳌﺴﺘﻘﺮﺓ ﺍﳌﻨﺴﺠﻤﺔ ﻭﺍﳌﺘﺮﺍﲪﺔ.
ﻭﻟﻮ ﲝﺜﻨﺎ ﰲ ﺍﻟﺘﺄﺻﻴﻞ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ ﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻹﺭﺷﺎﺩ ﺍﻷﺳﺮﻱ،
ﻟﻮﺟﺪﻧﺎ ﺍﻟﻜﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﺜﻠﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﱪﻫﻦ ﻟﻨﺎ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﳝﺎﺭﺱ ﻋﻨﺪ
ﺳﻠﻒ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﺔ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺪﺧﻮﻝ ﰲ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺍﻷﺳﺮﻳﺔ ،ﻣﻦ ﺧﻼﻝ
ﺗﻘﺪﱘ ﲨﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺼﺎﺋﺢ ﻭﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﺗﺴﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ ﻓﻬﻢ ﺍﳊﻴﺎﺓ
ﺍﻷﺳﺮﻳﺔ ،ﻭﻣﻦ ﺫﻟﻚ1:
1ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺧﺎﻟﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﻟﻌﻚ ،ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﰲ ﺿﻮﺀ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ،ﺹ
10ـ ﺩﺍﺭ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ ﺑﲑﻭﺕ ﻟﺒﻨﺎﻥ.
2ﺻﺤﻴﺢ ﺍﻟﻄﱪﺍﱐ.
21
ﻭﺍﻟﻐﻴﺭﺓ ﻓﺈﻨﻬﺎ ﻤﻔﺘﺎﺡ ﺍﻟﻁﻼﻕ ،ﻭﺇﻴﺎﻙ ﻭﻜﺜﺭﺓ ﺍﻟﻌﺘﺏ ﻓﺈﻨﻪ ﻴﻭﺭﺙ
ﺍﻟﺒﻐﻀﺎﺀ ،ﻭﻋﻠﻴﻙ ﺒﺎﻟﻜﺤل ﻓﺈﻨﻪ ﺃﺯﻴﻥ ﺍﻟﺯﻴﻨﺔ ،ﻭﺃﻁﻴﺏ ﺍﻟﻁﻴﺏ ﺍﻟﻤﺎﺀ(
ﺇﺫﺍ -ﻭﺻﻴﺔ ﺍﻟﺰﻭﺝ ﻟﺰﻭﺟﺘﻪ :ﻓﻘﺪ ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﺪﺭﺩﺍﺀ ﻻﻣﺮﺃﺗﻪ:
ﺭﺃﻴﺘﻨﻲ ﻏﻀﺒﺕ ﻓﺭﻀﻨﻲ ،ﻭﺇﺫﺍ ﺭﺃﻴﺘﻙ ﻏﻀﺒﻰ ﺭﻀﻴﺘﻙ ﻭﺇﻻ ﻟﻡ
ﻨﺼﻁﺤﺏ ،ﺜﻡ ﺃﻨﺸﺩ ﻴﻘﻭل:
ﺧﺬﻱ ﺍﻟﻌﻔﻮ ﻣﲏ ﺗﺴﺘﺪﳝﻲ ﻣﻮﺩﺗـﻲ
ﻭﻻ ﺗﻨﻄﻠﻘﻲ ﰲ ﺳﻮْﺭﰐ ﺣﻴـﻦ ﺃﻏﻀﺐ
ـُﺮﻳﲏ ﻧﻘـﺮَﻙ ﺍﻟﺪﻑ ﻣــَﺮﺓ ﻭﻻ ﺗﻨﻘ ُ
ﻓﺈﻧﻚ ﻻ ﺗﺪﺭﻳﻦ ﻛﻴﻒ ﺍﳌﹸـﻐـَﻴٌـَــﺐ
ﻭﻻ ﺗُﻜﺜﺮﻱ ﺍﻟﺸﻜﻮﻯ ﻓﺘﺬﻫﺐ ﺑﺎﻟﻘـﻮﻯ
ﻭﻳﺄﺑﺎﻙ ﻗﻠﱯ ﻭﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﺗُـــﻘﻠﹶــﺐ
ﺐٌ َ ﰲ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻭﺍﻷﺫﻯﻓﺈﱐ ﺭﺃﻳﺖ ﺍﳊ َ
ﺐٌ ُﻳﺬﻫـﺐ
ﺇﺫﺍ ﺍﺟﺘﻤﻌﺎ ﻟـﻢ ﻳﻠﺒﺚ ﺍﳊـ ُ
ﻭﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻤﺎﺫﺝ ﺍﻟﻘﻠﻴﻠﺔ ﻧﺪﺭﻙ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻮﺿﻮﻉ ﳛﺘﺎﺝ
ﺇﱃ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻣﺴﺘﻔﻴﻀﺔ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺘﺮﺍﺙ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﺍﻟﺰﺍﺧﺮ ﻭﻣﺎ ﺗﻮﺻﻞ
ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻹﻧﺴﺎﱐ ،ﻣﻊ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﲢﺴﻴﺲ ﺍﻹﻃﺎﺭ ﺍﻟﺪﻳﲏ )ﺍﻷﺋﻤﺔ
22
ﻭﺍﳌﺮﺷﺪﺍﺕ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺎﺕ ( ﺑﺄﳘﻴﺔ ﺍﻟﺪﻭﺭ ﺍﳌﻨﻮﻁ ﻬﺑﻢ ﰲ ﺍﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﺍﻷﺳﺮﺓ،
ﺿﻤﻦ ﻣﻨﻈﻮﻣﺔ ﻣﺘﻜﺎﻣﻠﺔ ،ﺗﺸﺎﺭﻙ ﻓﻴﻬﺎ ﻛﻞ ﺍﻟﻘﻄﺎﻋﺎﺕ ﺍﳌﻌﻨﻴﺔ ﺑﺎﻻﺳﺘﺜﻤﺎﺭ
ﰲ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ،ﺳﻴﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺍﻟﱵ ﻗﻤﻨﺎ ﻬﺑﺎ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻣﺪﻳﺮﻳﺔ ﺍﻟﺸﺆﻭﻥ
ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻭﺍﳌﺮﻛﺰ ﺍﻟﺜﻘﺎﰲ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﺑﺘﺒﺴﺔ ،ﺃﺛﺒﺘﺖ ﺃﳘﻴﺘﻬﺎ ﻭﳒﺎﺣﻬﺎ.
ﻫـ.ﺃﻗﺴﺎﻡ ﺍﻹﺭﺸﺎﺩ ﺍﻷﺴﺭﻱ :ﻳﻨﻘﺴﻢ ﺍﻹﺭﺷﺎﺩ ﺍﻷﺳﺮﻱ ﺇﱃ
ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻗﺴﺎﻡ:
ﺃﻭﻻ :ﺍﻹﺭﺷﺎﺩ ﻭﺍﻟﺘﻮﺟﻴﻪ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ،ﰲ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ
ﻭﺗﺮﺑﻴﺔ ﺍﻷﺑﻨﺎﺀ ،ﻭﳝﺜﻞ ﺍﳉﺎﻧﺐ ﺍﻟﻮﻗﺎﺋﻲ ﻭﻳﺸﻤﻞ ﺍﺠﻤﻟﺎﻻﺕ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ
ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ،ﻓﻬﻮ ﻳﻬﺪﻑ ﺇﱃ ﺗﻘﺪﱘ ﻣﺴﺎﻋﺪﺓ
ﻷﻓﺮﺍﺩ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺁﺑﺎﺀ ﻭﺃﺑﻨﺎﺀ ﰲ ﻓﻬﻢ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺍﻟﻜﺮﳝﺔ ﻭﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺎﻬﺗﺎ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ
ﺍﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﻭﺍﻟﺘﻮﺍﻓﻖ ﺍﻷﺳﺮﻱ ﻭﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﳛﺘﺎﺝ ﺇﱃ ﺗﻮﺟﻴﻪ ﻭﺇﺭﺷﺎﺩ ﰲ
ﻛﻞ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻣﻦ ﻣﺮﺍﺣﻞ ﺣﻴﺎﺗﻪ ،ﺧﺎﺻﺔ ﺃﻧﻨﺎ ﻧﻌﻴﺶ ﰲ ﻋﺼﺮ ﻳﺘﻄﻮﺭ
ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻭﻋﺼﺮ ﲤﻮﺝ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺎﺕ ﻭﺍﻟﻌﺎﺩﺍﺕ ﻭﻏﲑﻫﺎ ،ﻓﺘﺨﺘﻠﻂ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﻭﺍﳌﻌﺎﻳﲑ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ﺑﺎﳋﺮﺍﻓﺎﺕ ،ﻭﻣﻦ ﰒ ﺗﻈﻬﺮ ﺿﺮﻭﺭﺓ
ﺍﻟﺘﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺐ ﻭﺍﻛﺘﺴﺎﺏ ﺍﳌﻬﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻼﺯﻣﺔ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻜﺎﻓﻴﺔ ﻟﺒﻨﺎﺀ
ﺃﺳﺮﺓ ﻣﺘﺮﺍﺑﻄﺔ ،ﻭﺗﺘﺤﻘﻖ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻫﺪﺍﻑ ﺑﻨﺸﺮ ﺗﻌﺎﻟﻴﻢ ﺃﺻﻮﻝ ﺍﳊﻴﺎﺓ
ﺍﻷﺳﺮﻳﺔ ﺍﻟﺴﻠﻴﻤﺔ ﰲ ﺳﻦ ﻣﺒﻜﺮﺓ ﺣﱴ ﻳﻨﺸﺊ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻔﺮﺩ.
23
ﺜﺎﻨﻴﺎ :ﺍﻹﺭﺷﺎﺩ ﻭﺍﻟﺘﻮﺟﻴﻪ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ ،ﻭﺍﻥ ﱂ ﺗﻈﻬﺮ
ﻣﺸﺎﻛﻞ ﻭﺻﻌﻮﺑﺎﺕ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﻛﻔﺎﺀﺓ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﺍﻟﻨﺎﺟﺢ ،ﻓﻘﺪ ﳛﺘﺞ
ﺍﻟﺒﻌﺾ ﺃﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﲝﺎﺟﺔ ﳌﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﺭﺷﺎﺩ ﻓﻬﻮ ﻻ ﻳﻌﺎﱐ ﻣﻦ ﺃﻱ ﺻﻌﻮﺑﺔ
ﺳﻮﺍﺀ ﻣﻊ ﺍﻟﺰﻭﺝ ﺃﻭ ﻣﻊ ﺍﻷﺑﻨﺎﺀ ،ﻭﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﻛﻼﻣﻪ ﺻﺤﻴﺢ ﺇﱃ ﺣﺪ
ﻣﺎ ،ﻟﻜﻦ ﻧﻘﻮﻝ ﺃﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻳﻌﺘﺮﻳﻪ ﺍﻟﻀﻌﻒ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﻘﺺ ﻭﰲ ﺍﻟﻌﻠﻢ
ﺗﺪﻋﻴﻢ ﻟﻸﻓﻜﺎﺭ ﻭﺍﻟﺴﻠﻮﻛﻴﺎﺕ ﺍﻹﳚﺎﺑﻴﺔ ﻭﺗﻨﺒﻴﻪ ﺃﻛﻴﺪ ﻟﺒﻌﺾ ﺍﻷﺧﻄﺎﺀ
ﰲ ﺍﳌﻌﺎﻣﻼﺕ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻮﻗﻌﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﻛﺎﻥ ﳝﺎﺭﺳﻬﺎ ﻭﻳﻌﺘﻘﺪ ﺻﻮﺍﻬﺑﺎ،
ﻭﺳﻴﻼﺣﻆ ﺍﻟﻔﺮﻕ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﺑﻌﺪ ﺣﻀﻮﺭ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺪﻭﺭﺍﺕ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﺠﻤﻟﺎﻝ،
ﻭﻳﺘﺨﺬ ﺍﻹﺭﺷﺎﺩ ﺍﻷﺳﺮﻱ ﻫﻨﺎ ﻣﻨﻬﺠﺎ ﺗﻮﺟﻴﻬﻴﺎ.
ﺜﺎﻟﺜﺎ :ﺍﻹﺻﻼﺡ ﺍﻷﺳﺮﻱ ﺇﺫﺍ ﻭﻗﻌﺖ ﺍﳌﺸﺎﻛﻞ ،ﻭﻃﺮﻕ ﺣﻞ
ﺍﳌﺸﺎﻛﻞ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﳌﺸﺎﻛﻞ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ.
ﺇﻥ ﺍﳌﺸﺎﻛﻞ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ ﺍﻟﺼﻐﲑﺓ ﺇﻥ ﱂ ﲢﻞ ﰲ ﺣﻴﻨﻬﺎ ،ﺳﺘﺘﺤﻮﻝ
ﺇﱃ ﻣﺸﺎﻛﻞ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ ﻣﻌﻘﺪﺓ ﻬﺗﺪﺩ ﻛﻴﺎﻥ ﺍﻷﺳﺮﺓ ،ﻭﻗﺪ ﺗﺼﻞ ﺇﱃ
ﺍﻟﻄﻼﻕ ﻭﻫﻨﺎ ﻳﺘﺨﺬ ﺍﻹﺭﺷﺎﺩ ﺍﻷﺳﺮﻱ ﻣﻨﻬﺠﺎ ﻋﻼﺟﻴﺎ ﻭﻣﻦ ﺃﺳﺎﻟﻴﺒﻪ
ﺗﻔﻌﻴﻞ ﺩﻭﺭ ‘ﺻﻼﺡ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺒﲔ ﺑﻮﺳﺎﺋﻞ ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ ﻭﻣﺘﺨﺼﺼﺔ.
ﺇﻧﻨﺎ ﳒﺪ ﻛﺜﲑﺍ ﻣﻦ ﺍﻵﺑﺎﺀ ﻭﺍﻷﻣﻬﺎﺕ ﰲ ﺣﲑﺓ ﻭﺣﺰﻥ ﻣﻦ
ﻓﺸﻠﻬﻢ ﰲ ﺗﺮﺑﻴﺔ ﺃﺑﻨﺎﺋﻬﻢ ﻭﻓﻘﺪﺍﻥ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺗﻮﺟﻴﻬﻬﻢ ﻭﺗﺄﺩﻳﺒﻬﻢ.
24
ﳏﺘﺠﲔ ﺑﺄﻥ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻟﻴﺴﻮ ﻛﺄﺑﻨﺎﺀ ﺍﻷﻣﺲ ﻭﺃﻧﻪ ﻻ ﺗﻨﻔﻊ ﻣﻌﻬﻢ
ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻭﻻ ﻏﲑﻫﺎ ،ﻭﻻ ﻳﻌﻠﻤﻮﻥ ﺃﻥ ﺗﺮﺑﻴﺔ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻋﻠﻢ ﻭﻓﻦ
ﻭﺃﺳﺎﻟﻴﺐ ﺩﻗﻴﻘﺔ ﻭﻓﻬﻢ ﻟﻠﻨﻔﺴﻴﺎﺕ ﻭﺗﻠﺒﻴﺔ ﻟﻠﺤﺎﺟﺎﺕ ﻟﻴﺴﺘﻄﻴﻌﻮﺍ
ﺗﺮﺑﻴﺘﻬﻢ ﻭﺭﻋﺎﻳﺔ ﳕﻮﻫﻢ ﺍﻟﺴﻠﻴﻢ ﺩﻭﻥ ﻛﺴﺮ ﻟﻨﻔﺴﻴﺎﻬﺗﻢ ﻭﺇﺣﺒﺎﻁ
ﻟﻘﺪﺭﺍﻬﺗﻢ ﻭﻻ ﻛﺒﺖ ﳌﺸﺎﻋﺮﻫﻢ ،ﺑﻞ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺴﻠﻴﻤﺔ ﺍﳌﺒﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ
ﻗﻮﺍﻋﺪ ،ﺗﻌﻄﻲ ﻟﻨﺎ ﺃﻃﻔﺎﻻ ﺃﺻﺤﺎﺀ ﻣﺘﻮﺍﺯﻧﲔ ﻣﺒﺪﻋﲔ ﻧﺎﺟﺤﲔ ،ﻭﻟﻦ
ﻳﻨﺠﺢ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﻣﺮﺏ ﰲ ﺇﺧﺮﺍﺝ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ،ﺇﻻ
ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺐ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﻟﻴﺐ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻭﻓﻬﻢ ﺣﺎﺟﻴﺎﺕ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ،
ﻭ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﳌﻌﺎﺵ ﻳﺜﺒﺖ ﻟﻨﺎ ﺧﻄﻮﺭﺓ ﺍﻷﻣﺮ.
:2ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺍﻹﺭﺸﺎﺩ ﺍﻷﺴﺭﻱ:
ﺣﺮﺹ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻊ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﻋﻠﻰ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻭﺿﺒﻂ
ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﺗﻮﺯﻳﻊ ﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺻﺎﺕ ﻭﲢﺪﻳﺪ ﺍﻟﻮﺍﺟﺒﺎﺕ ﻭﺑﻴﺎﻥ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ
ﺍﻟﱵ ﺗﺘﺨﺬ ﻟﻀﺒﻂ ﺃﻣﻮﺭ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺆﺳﺴﺔ ﻭﺍﶈﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﺰﻋﺰﻉ
ﺍﺳﺘﻘﺮﺍﺭﻫﺎ ،ﻭﻛﻴﻔﻴﺔ ﻋﻼﺝ ﺍﳋﻼﻓﺎﺕ ،ﻓﻘﺪ ﺷﺎﺀ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ،ﺃﻥ ﳚﻌﻞ
ﺍﻟﺰﻭﺟﲔ ﺷﻄﺮﻳﻦ ﻟﻨﻔﺲ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﱃ ﻴﺄﻴﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﺘﻘﻭﺍ ﺭﺒﻜﻡ ﺍﻟﺫﻱ
ﺨﻠﻘﻜﻡ ﻤﻥ ﻨﻔﺱ ﻭﺍﺤﺩﺓ ﻭﺨﻠﻕ ﻤﻨﻬﺎ ﺯﻭﺠﻬﺎ.1
25
ﻭﺃﺭﺍﺩ ﺑﺎﻟﺘﻘﺎﺀ ﺷﻄﺮﻱ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪﺓ – ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ –ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ
ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻠﻘﺎﺀ ﺳﻜﻨﺎ ﻟﻠﻨﻔﺲ ،ﻭﻫﺪﻭﺀﺍ ﻟﻸﻋﺼﺎﺏ ﻭﻃﻤﺄﻧﻴﻨﺔ ﻟﻠﺮﻭﺡ
ﻭﺭﺍﺣﺔ ﻟﻠﺠﺴﺪ ،ﰒ ﺳﺘﺮﺍ ﻭﺇﺣﺼﺎﻧﺎ ﻭﺻﻴﺎﻧﺔ ،ﰒ ﻣﺰﺭﻋﺔ ﻟﻠﻨﺴﻞ
ﻭﺍﻣﺘﺪﺍﺩﺍ ﻟﻠﺤﻴﺎﺓ ﻣﻊ ﺗﺮﻗﻴﻬﺎ ﺍﳌﺴﺘﻤﺮ ﰲ ﺭﻋﺎﻳﺔ ﺍﶈﻀﻦ ﺍﻟﺴﺎﻛﻦ
ﺍﳍﺎﺩﺉ ﺍﳌﻄﻤﺌﻦ ﺍﳌﺴﺘﻮﺭ ﺍﳌﺼﻮﻥ.1
ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﳌﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﺍﻷﻗﻞ ﺷﺄﻧﺎ ﻭﺍﻷﺭﺧﺺ ﺳﻌﺮﺍ،
ﻛﺎﳌﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﳌﺎﻟﻴﺔ ﻭﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻳﺔ ...ﻭﻣﺎ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻻ ﻳﻮﻛﻞ ﺃﻣﺮﻫﺎ
ـ ﻋﺎﺩﺓ ـ ﺇﻻ ﻟﻸﻛﻔﺎﺀ ﺍﳌﺮﺷﺤﲔ ﳍﺎ ،ﳑﻦ ﲣﺼﺼﻮﺍ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﺮﻉ
ﻋﻤﻠﻴﺎ ،ﻓﻮﻕ ﻣﺎ ﻭﻫﺒﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﺳﺘﻌﺪﺍﺩﺍﺕ ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ ﻭﺍﻟﻘﻮﺍﻣﺔ ،ﺇﺫﺍ
ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﺸﺄﻥ ﰲ ﺍﳌﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻷﻗﻞ ﺷﺄﻧﺎ ﻭﺍﻷﺭﺧﺺ ﺳﻌﺮﺍ...
ﻓﺎﻷﻭﱃ ﺃﻥ ﺗﺘﺒﻊ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ﰲ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﻟﱵ ﺗﻨﺸﺄ ﺃﲦﻦ
ﻋﻨﺎﺻﺮ ﺍﻟﻜﻮﻥ ...ﺍﻟﻌﻨﺼﺮ ﺍﻹﻧﺴﺎﱐ ...ﻭﺍﻟﻨﻮﻉ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ.2
ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻛﻠﻤﺎ ﺑﻌﺪﺕ ﺍﺠﻤﻟﺘﻤﻌﺎﺕ ﻋﻦ ﺭﻭﺡ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﺗﻌﺎﻟﻴﻤﻪ
ﻭﺣﺪﻭﺩﻩ ،ﺑﻌﺪﺕ ﻛﺬﻟﻚ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻭﺃﺻﺒﺤﺖ ﺍﻟﻌﺎﺩﺍﺕ ﻭﺍﻷﻫﻮﺍﺀ
26
ﻭﺍﻟﺸﻬﻮﺍﺕ ﻫﻲ ﺍﳌﻮﺟﻪ ﻟﻸﺳﺮﺓ ﻭﺃﺻﺒﺤﺖ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻌﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﺒﺎﻟﻴﺔ
ﻭﺍﳋﺮﺍﻓﺎﺕ ﻭﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩﺍﺕ ﺍﳋﺎﻃﺌﺔ ﻫﻲ ﻣﺼﺪﺭ ﺗﻠﻘﻰ ﺍﻷﺳﺮﺓ
ﺗﻮﺟﻴﻬﻬﺎ ،ﻓﻴﻘﺒﻞ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ ﻭﻛﺄﻧﻪ ﻣﻘﺒﻞ ﻋﻠﻰ
ﺳﺎﺣﺔ ﺣﺮﺏ ﻳﺴﺘﻌﺪ ﻓﻴﻪ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻭﺍﳌﺮﺃﺓ ﺑﺎﻷﺳﻠﺤﺔ ﺍﻟﻼﺯﻣﺔ
ﻟﻠﻔﻮﺯ ﺑﺄﻭﻝ ﻣﺮﺣﻠﺔ ،ﻓﺘﺸﺤﻦ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﺿﺪ ﺍﻟﺮﺟﻞ )ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻫﻢ
ﺍﳌﺨﺎﺩﻋﻮﻥ ،ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻋﻮﺩﺗﻪ ،ﻋﻠﻴﻚ ﺃﻥ ﺗﻔﺮﺿﻲ ﻧﻔﺴﻚ ﰲ
ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ،ﻻ ﲡﻌﻠﻲ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺰﻭﺝ ﻳﺮﻭﻥ ﻣﻨﻚ ﺍﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﺣﱴ ﻻ
ﻳﺴﺘﺴﻬﻠﻮﻧﻚ (...ﻭﻏﲑﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﳌﻘﻮﻻﺕ ﺍﻟﱵ ﺗﺴﻬﻢ ﰲ ﺗﻮﺗﺮ ﺍﳉﻮ
ﻣﻦ ﺃﻭﻝ ﻟﻴﻠﺔ ،ﻛﻤﺎ ﻳﺸﺤﻦ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺿﺪ ﺍﳌﺮﺃﺓ )ﻋﻠﻴﻚ ﺃﻥ ﺗﺜﺒﺖ
ﺭﺟﻮﻟﺘﻚ ﺑﺎﻷﻣﺮ ﻭﺍﻟﻨﻬﻲ ،ﻻ ﺗﺸﺎﻭﺭﻫﺎ ﻭﺇﻥ ﺷﺎﻭﺭﻬﺗﺎ ﻓﺨﺎﻟﻔﻬﺎ(
ﻭﻏﲑﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻷﻗﻮﺍﻝ ﺍﳍﺪﺍﻣﺔ ﻟﻼﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﺍﻷﺳﺮﻱ.
ﻭﺃﻋﺮﻑ ﺯﻭﺟﲔ ﺗﺰﻭﺟﺎ ﺑﻌﺪ ﻃﻮﻝ ﺗﻌﺎﺭﻑ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ،ﻭﻷﻬﻧﻤﺎ ﻛﺎﻧﺎ
ﻣﺸﺤﻮﻧﲔ ﲟﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺍﺕ ﺍﳍﺪﺍﻣﺔ ،ﻭ ﲟﺠﺮﺩ ﺩﺧﻮﻝ ﻏﺮﻓﺔ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ
ﻟﻴﻠﺔ ﺍﻟﺰﻓﺎﻑ ،ﺍﻧﻔﺠﺮ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﲡﺎﻩ ﺍﻵﺧﺮ ﻭﺣﺪﺙ ﺍﻟﻄﻼﻕ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ
ﺍﻷﻭﱃ ،ﻭﻫﺬﺍ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻮﺟﻴﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﺒﻖ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻣﻬﻢ ﺟﺪﺍ ﰲ
ﺭﺳﻢ ﺧﻄﻮﺍﺕ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ.
ﻗﺪ ﳜﺘﻠﻒ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺣﻮﻝ ﺳﺒﺐ ﳒﺎﺡ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ،ﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﺮﺟﻊ
ﺳﺒﺐ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ﺇﱃ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺗﻮﺍﺟﺪ ﺍﳊﺐ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻭﻣﻨﻪ ﻣﻦ ﻳﺮﺟﻌﻪ
27
ﻟﺘﻮﻓﺮ ﺍﳌﺎﺩﺓ ﺍﻟﻮﻓﲑﺓ ﻟﻀﻤﺎﻥ ﺳﻌﺎﺩﺓ ﺯﻭﺟﻴﺔ ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﺮﺟﻌﻪ ﻟﻠﺘﻜﺎﻓﺆ
ﺑﲔ ﺍﻟﺰﻭﺟﲔ ..ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻭﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﺃﻗﻴﻤﺖ ﺗﺜﺒﺖ ﺃﻥ
"ﺍﻟﻔﻬﻢ" ﻫﻮ ﺍﳌﻌﻮﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﰲ ﳒﺎﺡ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ ،ﻛﻤﺎ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ
ﻣﺄﻣﻮﻥ ﺍﳌﺒﻴﺾ "ﻗﺪ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﶈﺒﺔ ﻭﺣﺪﻫﺎ ﺣﻔﻆ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻟﺒﻌﺾ ﺍﻟﻮﻗﺖ
ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺯﻭﺍﺟﺎ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻜﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﳋﻼﻓﺎﺕ ﻭﺍﳌﺸﻜﻼﺕ ﻭﺇﳕﺎ ﻻﺑﺪ ﻣﻊ
ﺍﳊﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻬﻢ ﺍﻟﻌﻤﻴﻖ ﻭﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﻟﻠﻔﺮﻭﻕ ﺑﲔ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻭﺍﳌﺮﺃﺓ،
ﻭﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻷﻧﺴﺐ ﻟﻠﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﺍﳉﻨﺲ ﺍﻵﺧﺮ ،ﺇﻧﻨﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ
ﻧﺘﻌﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﺮﻭﻕ ﺑﲔ ﺍﳉﻨﺴﲔ ،ﻓﺈﻧﻨﺎ ﺳﻨﻜﺘﺸﻒ ﻃﺮﻗﺎ ﺟﺪﻳﺪﺓ
ﻟﻠﺘﻜﻴﻒ ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﺍﳉﻨﺲ ﺍﻵﺧﺮ ﻭﲢﺴﲔ ﻋﻼﻗﺘﻨﺎ ،ﻭﺳﻮﻑ ﻧﺘﻌﺮﻑ
ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻕ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻟﻠﺘﻌﺎﻣﻞ ﱂ ﻧﺘﻌﻠﻤﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﳉﻴﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻜﱪﻧﺎ.
ﺇﻥ ﻟﻸﻓﻜﺎﺭ ﺍﻟﱵ ﳓﻤﻠﻬﺎ ﺃﺛﺮﺍ ﻛﺒﲑﺍ ﻭﻣﺒﺎﺷﺮﺍ ﰲ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ،
ﺣﱴ ﺃﻧﻪ ﻗﻴﻞ ﺃﻧﻨﺎ ﳓﻴﺎ ﻭﻓﻖ ﻣﺎ ﳓﻤﻠﻪ ﻣﻦ ﺃﻓﻜﺎﺭ ،ﻭﺃﻧﻨﺎ ﻧﻔﻜﺮ ﻭﻓﻖ
ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﱵ ﳓﻴﺎ ﻬﺑﺎ ﻭﻋﻠﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺴﺘﺤﻀﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﳌﺒﺎﺷﺮﺓ
ﺑﲔ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﻭﺍﻟﺴﻠﻮﻙ ،ﻭﳓﻦ ﳓﺎﻭﻝ ﺃﻥ ﳒﺮﻱ ﺗﻐﻴﲑﺍ ﺇﳚﺎﺑﻴﺎ ﰲ
ﺍﻟﺴﻠﻮﻙ ،ﻓﻤﻦ ﺃﺟﻞ ﺗﻐﲑ ﺍﻟﺴﻠﻮﻙ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﻐﲑ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﺘﻔﻜﲑ ﺃﻭ
ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﺍﻟﱵ ﳓﻤﻠﻬﺎ ،ﻭﻗﺪ ﰎ ﺗﻄﻮﺭ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﻫﺬﺍ ﻋﱪ ﺍﻟﺴﻨﲔ
ﰲ ﻛﻞ ﺟﻮﺍﻧﺐ ﺍﳊﻴﺎﺓ ،ﺣﻴﺚ ﺗﺘﻐﲑ ﻃﺒﺎﺋﻊ ﺍﻟﺴﻠﻮﻙ ﻟﺘﻐﲑ ﻃﺒﻴﻌﺔ
28
ﺍﳌﻔﺎﻫﻴﻢ ﻭﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﻭﻧﻔﻬﻢ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺃﻧﻪ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﻋﻼﻗﺔ ﺯﻭﺟﻴﺔ
ﺟﻴﺪﺓ ﻭﺳﻠﻴﻤﺔ ،ﳚﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺰﻭﺟﲔ ﺃﻥ ﻳﻘﻔﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﺭﺿﻴﺔ ﺻﻠﺒﺔ
ﻣﺘﻴﻨﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻬﻢ ﻭﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻟﺴﻠﻴﻢ ﻭﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﻛﺬﻟﻚ ﺃﻥ ﻳﺒﺪﻳﺎ ﻧﻮﻋﺎ
ﻣﻦ ﺍﳌﺮﻭﻧﺔ ﻭﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻜﻴﻒ ﻣﻊ ﺍﳌﺘﻐﲑﺍﺕ ،ﻭﺍﻟﻘﺎﺑﻠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻐﲑ
ﺍﳌﻄﻠﻮﺏ ﺣﺴﺐ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﻭﺍﻟﺘﺒﺪﻻﺕ".1
ﻭﺗﺄﻛﺪ ﺫﻟﻚ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫﺓ ﻟﻴﻠﻰ ﺑﻠﺨﲑ ﺑﻘﻮﳍﺎ " ﺇﻥ ﻣﻦ ﺃﻫﻢ ﺃﺳﺒﺎﺏ
ﺍﻟﻀﻨﻚ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﺘﺨﺒﻂ ﻓﻴﻪ ،ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻧﻮﺭﺛﻪ ﻷﺑﻨﺎﺋﻨﺎ ﻃﻮﻋﺎ
ﺃﻭ ﻛﺮﻫﺎ ،ﻫﻮ ﳎﺎﻓﺎﺗﻨﺎ ﻟﺴﻨﻦ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﱵ ﻳﺴﲑ ﻋﻠﻰ ﻧﻮﺍﻣﻴﺴﻬﺎ
ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺃﲨﻊ ،ﻭﺇﻻ ﻛﻴﻒ ﻧﻔﺴﺮ ﻫﻴﻤﻨﺔ ﺍﻷﻋﺮﺍﻑ ﺍﳉﺎﻫﻠﻴﺔ ﰲ ﻭﺍﻗﻌﻨﺎ
ﻭﲢﻜﻤﻬﺎ ﰲ ﺷﺨﺼﻴﺘﻨﺎ ﻭﻣﻮﺍﻗﻔﻨﺎ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣﻨﻬﺎ ﻭﺍﳋﺎﺻﺔ ...ﻭﺍﻷﻛﺜﺮ
ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺗﻮﺟﻴﻬﻬﺎ ﻷﻣﻬﺎﺕ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﳌﺼﲑﻳﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﺘﻌﺎﻗﺒﻬﺎ ﺍﻷﺟﻴﺎﻝ
ﺃﺑﺎ ﻋﻦ ﺟﺪ ،ﻭﺍﻟﻔﺮﻕ ﺑﲔ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺘﻠﻘﻴﻨﻴﺔ ﺍﳉﺎﻓﺔ ﻭﺍﻟﻮﻋﻲ ﺍﻟﺘﻄﺒﻴﻘﻲ
2
ﺍﳌﺘﺠﺬﺭ ﻣﻦ ﺃﺻﻮﻝ ﺛﺎﺑﺘﺔ ﻭﺍﳌﺼﺎﺩﻕ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺳﻨﻨﻴﺎ ﰲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ
29
ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﺟﺎﺳﻢ ﺍﳌﻄﻮﻉ" :ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻋﻤﻠﻲ ﻛﻘﺎﺿﻲ
ﻟﻸﺣﻮﺍﻝ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻭﺭﺅﻳﱵ ﳌﺸﺎﻛﻞ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ ﻻﺣﻈﺖ ﺃﻥ ﺃﻛﺜﺮ
ﺍﳋﻼﻓﺎﺕ ﺍﻷﺳﺮﻳﺔ ﺗﻜﻮﻥ ﺑﺴﺒﺐ ﻋﺪﻡ ﻗﺪﺭﺓ ﻓﻬﻢ ﻛﻞ ﻃﺮﻑ
ﻟﻶﺧﺮ ،ﻭﻋﺪﻡ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻛﻞ ﻃﺮﻑ ﻟﻶﺧﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺃﻥ
ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻳﻜﻮﻥ ﻗﺪ ﻣﻀﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻋﺸﺮ ﺳﻨﲔ ﻭﺃﺣﻴﺎﻧﺎ ﺃﻛﺜﺮ
ﻣﻦ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﺳﻨﺔ.
ﻭﺍﺯﺩﺍﺩﺕ ﺍﻟﻘﻨﺎﻋﺔ ﻋﻨﺪﻱ ﺃﻛﺜﺮ ،ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺑﺪﺃﺕ ﺃﲢﺪﺙ ﻣﻊ ﺍﻟﻄﺮﻓﲔ
ﻋﻦ ﻛﻞ ﻃﺮﻑ ﻣﻨﻬﻤﺎ ،ﻭﺣﺎﺟﺎﺗﻪ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ،ﻓﺄﲢﺪﺙ ﻣﻊ
ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻴﺔ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻭﻃﺮﻳﻘﺔ ﺗﻔﻜﲑﻩ ﻭﻃﺒﻴﻌﺔ ﺷﺨﺼﻴﺘﻪ ،ﻭﺃﲢﺪﺙ
ﻣﻊ ﺍﻟﺰﻭﺝ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻴﺔ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﻭﻃﺮﻳﻘﺔ ﺗﻔﻜﲑﻫﺎ ﻭﻃﺒﻴﻌﺘﻬﺎ ،ﻓﻜﻨﺖ ﺃﻻﺣﻆ
ﺍﻹﺻﻐﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺮﻓﲔ ،ﻭﺍﻟﺘﻐﲑ ﻣﻦ ﺍﳉﻬﺘﲔ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺘﻮﺟﻴﻪ ﻭﺍﻹﺭﺷﺎﺩ.1
.3ﻀﺭﻭﺭﺓ ﺍﻹﺭﺸﺎﺩ ﺍﻷﺴﺭﻱ:
ﻟﻮ ﺗﺄﻣﻠﻨﺎ ﻭﺍﻗﻊ ﳎﺘﻤﻌﺎﺗﻨﺎ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﻋﻼﻗﺎﻬﺗﻢ
ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻟﻮﺟﺪﻧﺎ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﻓﻮﺿﻰ ﰲ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ،
ﺣﱴ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪﺓ ﻓﻼ ﻧﻜﺎﺩ ﳒﺪ ﺍﺳﺘﻘﺮﺍﺭﺍ ﻭﺗﺮﺍﲪﺎ
1ﺟﺎﺳﻢ ﺍﳌﻄﻮﻉ ،ﻫﻞ ﺗﻌﺮﻑ ﻣﺎﻫﻲ ﺃﻭﻟﻮﻳﺎﺕ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺒﻼﻍ ﻁ،
1998ﻡ،ﺹ.05
30
ﻭﺗﻜﺎﻓﻼ ﻭﺣﺒﺎ ﳚﻤﻊ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺍﻷﺳﺮﺓ ،ﺑﻞ ﺃﺻﺒﺤﻨﺎ ﻧﺴﻤﻊ ﻗﺼﺼﺎ
ﻳﻮﻣﻴﺔ ﻋﻦ ﻋﻘﻮﻕ ﺍﻷﺑﻨﺎﺀ ،ﻭ ﺧﻴﺎﻧﺔ ﺍﻷﺯﻭﺍﺝ،ﻭﻋﺼﻴﺎﻥ ﺍﻟﺰﻭﺟﺎﺕ
ﻭ ...ﳑﺎ ﻳﺬﻫﺐ ﲨﺎﻝ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﻭﺭﻭﻧﻘﻬﺎ ...ﰒ ﻧﺘﺮﻙ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﳌﺮ
ﻭﻧﺘﺤﺪﺙ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﺤﻀﺮ ﻭﺍﻟﺘﻄﻮﺭ ﻭﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ...
ﻣﺘﺠﺎﻫﻠﲔ ﺃﻧﻪ ﻟﻦ ﳛﺪﺙ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ،ﻣﺎ ﺩﺍﻣﺖ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻋﻠﻰ
ﻫﺬﺍ ﺍﳊﺎﻝ ،ﻓﻤﻦ ﺳﻨﻦ ﺍﷲ ﰲ ﺧﻠﻘﻪ ،ﺃﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﺎﻟﺘﻨﻤﻴﺔ
ﻭﺍﻟﺘﻄﻮﻳﺮ ،ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺇﻧﺴﺎﻧﺎ ﻧﺎﺟﺤﺎ ﰲ ﺑﻴﺘﻪ ﻣﻊ ﺃﻫﻠﻪ ﺃﻭﻻ ﰒ
ﻳﻘﺪﻡ ﺫﻟﻚ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ" ،ﻭﻛﻢ ﻛﻨﺖ ﺃﺳﺘﻐﺮﺏ ﺍﻻﳒﺎﺯ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﺍﻟﺬﻱ
ﺃﺣﺪﺛﻪ ﺍﳌﺴﻠﻤﻮﻥ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﱂ ،ﻣﻦ ﻓﺘﻮﺣﺎﺕ ﻭﻧﺼﺮ ﻭﲤﻜﲔ ﻭﻧﺸﺮ
ﻟﺪﻳﻦ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﰲ ﺃﻭﻗﺎﺕ ﻗﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﻟﻜﲏ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻋﺮﻓﺖ ﺍﻟﺴﺒﺐ
ﺑﻄﻞ ﺍﻟﻌﺠﺐ ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻣﺴﺘﻘﺮﺍ ﰲ ﺑﻴﺘﻪ ،ﻭﻣﺴﺘﻘﺮﺍ ﰲ
ﻧﻔﺴﻪ ﻳﻜﻮﻥ ﺇﻧﺘﺎﺟﻪ ﰲ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻋﻈﻴﻤﺎ ،ﻓﺄﺻﺤﺎﺏ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻛﻮﻥ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻣﻌﻬﻢ ﻳﺆﻳﺪﻫﻢ ﺑﻨﺼﺮﻩ ﳊﺴﻦ
ﻋﻼﻗﺘﻬﻢ ﺑﺮﻬﺑﻢ ﺇﻻ ﺃﻬﻧﻢ ﻛﺬﻟﻚ ﻣﺴﺘﻘﺮﻭﻥ ﰲ ﺑﻴﻮﻬﺗﻢ ،ﻛﻤﺎ ﺃﻥ
ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﺿﻮﺡ ﻭﺍﻟﺼﺮﺍﺣﺔ ﻭﻻ
ﻳﻌﲏ ﺫﻟﻚ ﻋﺪﻡ ﺣﺪﻭﺙ ﺗﻔﻜﻚ ﻟﻸﺳﺮﺓ ﻭﺍﻧﻌﺪﺍﻡ ﺍﻟﻄﻼﻕ ﻭﻟﻜﻦ
ﺍﻟﻨﺴﺒﺔ ﳍﺬﻩ ﺍﳌﺸﺎﻛﻞ ﺑﺴﻴﻄﺔ ﻭﻭﺍﻗﻌﻴﺔ.
31
ﻛﻤﺎ ﻟﻔﺖ ﺍﻧﺘﺒﺎﻫﻲ ﺳﻘﻮﻁ ﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻜﱪﻯ ﻋﻠﻰ ﻣﺮ
ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ )ﺑﻴﺰﻧﻄﻴﺔ ﺃﻭ ﻓﺎﺭﺳﻴﺔ ﺃﻭ ﻋﺮﺑﻴﺔ( ﻷﺳﺒﺎﺏ ﻗﺪ ﺗﻜﻮﻥ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ
ﺃﻭ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ،ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﳉﻤﻴﻊ ﻳﺘﻔﻖ ﺃﻥ ﺃﻫﻢ ﺳﺒﺐ ﻟﻠﺴﻘﻮﻁ ﻫﻮ
ﺍﻬﻧﻴﺎﺭ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻭﺗﻔﻜﻜﻬﺎ ﻭﺍﳓﺪﺍﺭﻫﺎ.
ﻓﺒﻘﺪﺭ ﲤﺎﺳﻚ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻭﺍﺳﺘﻘﺮﺍﺭﻫﺎ ،ﺑﻘﺪﺭ ﻣﺎ ﻳﺴﺎﻫﻢ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﺘﻤﺎﺳﻚ ﰲ ﲤﺎﺳﻚ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﺍﺳﺘﻘﺮﺍﺭﻫﺎ ،ﻭﳍﺬﺍ ﻓﺄﻭﻝ ﻋﻤﻞ ﻗﺎﻡ
ﺑﻪ ﺍﻟﻨﱯ ﰲ ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ ﻫﻮ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﳌﺴﺠﺪ ﻭ ﺍﳌﺂﺧﺎﺓ ﺑﲔ ﺍﳌﻬﺎﺟﺮﻳﻦ
ﻭﺍﻷﻧﺼﺎﺭ ،ﺣﱴ ﺗﻘﻮﻯ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺑﲔ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺍﺠﻤﻟﺘﻤﻊ
ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﺗﻘﻮﻯ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭ ﻳﺰﻳﺪ ﺳﻠﻄﺎﻬﻧﺎ.1
ﻭﺍﻟﻴﻮﻡ ﰲ ﺍﺠﻤﻟﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﳌﺘﻄﻮﺭﺓ ،ﺃﺻﺒﺢ ﻣﻦ ﺃﻫﻢ ﺍﳌﻌﺎﻳﲑ ﺍﻟﱵ
ﻳﺆﻫﻞ ﻣﻦ ﺧﻼﳍﺎ ﺷﺨﺺ ﻣﺎ ﻹﺩﺍﺭﺓ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﺫﺍﺕ ﺃﳘﻴﺔ ﻭﺿﻊ
ﺍﳌﺘﺮﺷﺢ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻲ ،ﻭﻣﺪﻯ ﳒﺎﺣﻪ ﰲ ﺃﺳﺮﺗﻪ ،ﻷﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﻜﺴﺐ
ﺣﺐ ﻭﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﺃﻗﺮﺏ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﻟﻴﻪ ـ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﻭﺃﺑﻨﺎﺋﻪ ـ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ
ﺃﻥ ﻳﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﺍﳌﻮﻇﻔﲔ ﻭﻳﻜﺴﺐ ﺛﻘﺘﻬﻢ ﻭﺍﺣﺘﺮﺍﻣﻬﻢ.
ﺇﻥ ﻣﺎ ﺷﻬﺪﺗﻪ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﺍﻷﺧﲑﺓ ،ﻣﻦ ﺍﺭﺗﻔﺎﻉ ﻣﻠﺤﻮﻅ ﳌﻌﺪﻻﺕ
ﺍﻟﻄﻼﻕ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ،ﺣﻴﺚ ﻛﺸﻔﺖ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﻌﺪﻝ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻳﺔ ﺃﻥ
32
ﺣﺎﻻﺕ ﺍﻟﻄﻼﻕ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﺍﺭﺗﻔﻌﺖ ﺇﱃ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ 35000ﺣﺎﻟﺔ
ﺳﻨﺔ 2006ﻡ ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﺎ 3500ﺣﺎﻟﺔ ﺧﻠﻊ ،ﻭ ﺃﻥ ﺣﺎﻻﺕ ﺍﻟﻄﻼﻕ
ﺗﺮﺗﻔﻊ ﺑﺸﻜﻞ ﻻﻓﺖ ﻣﻦ ﺳﻨﺔ ﻷﺧﺮﻯ ﻓﻘﺪ ﻭﺻﻞ ﺍﻟﻄﻼﻕ
ﺑﺎﻟﺘﺮﺍﺿﻲ ﺳﻨﺔ 2005ﺇﱃ 10000ﺣﺎﻟﺔ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺑﻠﻎ ﺍﻟﻄﻼﻕ ﺑﺈﺭﺍﺩﺓ
ﻣﻨﻔﺮﺩﺓ 17000ﺣﺎﻟﺔ ،ﻭﺃﻥ ﺍﻟﺘﻄﻠﻴﻖ ﻳﺘﺮﺍﻭﺡ ﺑﲔ 2500ﻭ2600
ﺣﺎﻟﺔ ﺳﻨﻮﻳﺎ ،ﻭﻋﺰﺍ ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﻄﻼﻕ ﺇﱃ ﺍﳌﻠﻞ ﺍﻟﺰﻭﺟﻲ
ﻭﺳﻬﻮﻟﺔ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ،ﻭﺇﳚﺎﺩ ﺍﻟﺒﺪﻳﻞ ﻭﻃﻐﻴﺎﻥ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺍﳌﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ
ﺍﻟﻠﺬﺍﺕ ،ﻭﺍﻧﺘﺸﺎﺭ ﺍﻷﻧﺎﻧﻴﺔ ﻭﺿﻌﻒ ﺍﳋﻠﻖ.1
ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﻣﺎ ﻳﺘﺒﻊ ﺍﻟﻄﻼﻕ ﻣﻦ ﺗﻔﻜﻚ ﺃﺳﺮﻱ ،ﻭﻣﺸﺎﻛﻞ ﺑﲔ
ﺍﻷﺳﺮﺗﲔ ﻭﺍﻧـﺤﺮﺍﻑ ﺍﻷﺑﻨﺎﺀ ،ﻭﺍﻟﺘﺸـﺮﺩ ﺍﳌﺪﺭﺳﻲ ﻭﺍﻻﻬﻧﻴﺎﺭ
ﺍﻷﺧﻼﻗﻲ ،ﻭﺍﺭﺗﻔﺎﻉ ﻧﺴﺒﺔ ﺍﳉﺮﳝﺔ ﺑﲔ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻭﺑﲔ ﺍﻟﺰﻭﺟﲔ
ﻣﺆﺷﺮ ﺧﻄﲑ ﻳﺴﺘﺪﻋﻲ ﺍﻟﻮﻗﻮﻑ ﻭﻗﻔﺔ ﺟﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ
ﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺹ ﻭﺍﳌﺴﺆﻭﻟﲔ ﻭﻛﻞ ﺍﺠﻤﻟﺘﻤﻊ ﺍﳌﺪﱐ ،ﻳﺪﱄ ﻛﻞ ﺑﺪﻭﻟﻪ
ﻻﻧﺘﺸﺎﻝ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻳﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻘﻮﻁ ﻭﺍﻻﳓﻼﻝ ،ﻭﺍﻟﺪﻓﻊ ﻬﺑﺎ ﳓﻮ
ﺍﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﻭﺍﻟﺘﻤﺎﺳﻚ ،ﻭﻻﺑﺪ ﰲ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ﺃﻥ ﻧﺒﺚ ﺍﻷﻣﻞ ﰲ ﺍﻟﻨﻔﻮﺱ
ﺍﻟﱵ ﻳﺌﺴﺖ ﻣﻦ ﺍﻹﺻﻼﺡ ،ﻭﻟﻦ ﳓﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﻞ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ
33
ﺗﻴﻘﻨﺎ ﻣﻦ ﺇﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ،ﻭﺗﻌﺮﻓﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻠﻪ ﻭﻭﺳﺎﺋﻠﻪ ﻭﺳﻨﻨﻪ،
ﻭﺫﻟﻚ ﺑﺎﻧﺘﻬﺎﺝ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺍﻹﺻﻼﺡ ﻭﺍﻟﺘﻮﺟﻴﻪ ﻭﺍﻹﺭﺷﺎﺩ ﺍﻷﺳﺮﻱ ﺃﻱ
ﻗﺴﻢ ﻭﻗﺎﺋﻲ ﻟﻠﻤﻘﺒﻠﲔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻭﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺗﺰﻭﻳﺪﻫﻢ
ﺑﻜﻢ ﻣﻌﺘﱪ ﻣﻦ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻷﺳﺮﻳﺔ ﻭﻗﺴﻢ ﻹﺻﻼﺡ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺒﲔ ﺇﺫﺍ
ﻭﻗﻊ ﺧﻼﻑ ،ﻭﻻ ﺃﺩﻝ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ﺍﻟﺒﺎﻫﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﲢﺼﻠﺖ
ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﱵ ﺍﻧﺘﻬﺠﺖ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺍﻹﺭﺷﺎﺩ ﺍﻷﺳﺮﻱ.
ﻭﰲ ﻣﺎﻟﻴﺰﻳﺎ ،ﺃﻛﺪﺕ ﺍﻹﺣﺼﺎﺀﺍﺕ ﺃﻥ ﻧﺴﺒﺔ ﺍﻟﻄﻼﻕ ﻭﺻﻠﺖ
ﺇﱃ %32ﻭﻫﺬﻩ ﻧﺴﺒﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﺟﺪﺍ ﻓﺄﺻﺪﺭ ﻣﻬﺎﺗﲑ ﳏﻤﺪ 1ﻗﺮﺍﺭﺍ
ﺑﺈﻟﺰﺍﻡ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻳﺘﻘﺪﻡ ﻟﻠﺰﻭﺍﺝ ﺍﳊﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺩﻭﺭﺓ ﺗﺄﻫﻴﻠﻴﺔ،
ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﻭﺍﻹﺣﺼﺎﺀﺍﺕ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﻋﺎﻡ 2005ﺗﺸﲑ ﺇﱃ
ﺍﳔﻔﺎﺽ ﻛﺒﲑ ﰲ ﻋﺪﺩ ﺣﺎﻻﺕ ﺍﻟﻄﻼﻕ ﺣﻴﺚ ﻭﺻﻠﺖ ﺇﱃ %7
ﻭﻫﺬﺍ ﺃﻛﱪ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻷﺳﺮﻳﺔ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﻣﻄﻠﺒﺎ
ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺎ ﻻﻏﲏ ﻋﻨﻪ.
ﻛﻤﺎ ﺗﺸﲑ ﺍﻹﺣﺼﺎﺀﺍﺕ ﺍﳋﺎﺻﺔ ﺑﺎﳌﺘﺰﻭﺟﲔ ﺍﳉﺪﺩ ﰲ ﳏﺎﻛﻢ
ﺩﰊ ﺃﻥ ﺍﻟﻄﻼﻕ ﺍﳔﻔﺾ ﺃﻳﻀﺎ ﻣﻦ %16ﺇﱃ %6ﺑﻌﺪ ﺗﻮﺯﻳﻊ
34
ﺣﻘﻴﺒﺔ ﺍﳌﺘﺰﻭﺟﲔ ﺍﳉﺪﺩ ،ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﶈﺎﻛﻢ ﰲ ﺩﰊ ﻫﻲ ﺍﻟﱵ
ﺗﻮﻟﺖ ﻣﻬﻤﺔ ﺍﻹﺻﻼﺡ ﻭﺍﻹﺭﺷﺎﺩ ﺍﻷﺳﺮﻱ.
ﺃﻣﺎ ﺩﻭﻟﺔ ﻗﻄﺮ ﻓﻘﺪ ﺫﻫﺒﺖ ﺑﻌﻴﺪﺍ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻮﺿﻮﻉ ﺣﻴﺚ ﻭﺿﻌﺖ
ﻣﻨﻬﺠﺎ ﻟﻠﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻷﺳﺮﻳﺔ ﻛﻤﻨﻬﺎﺝ ﻳﺪﺭﺱ ﻟﻄﻠﺒﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺔ ،ﻭﳛﺘﻮﻱ ﻋﻠﻰ
ﻣﺒﺎﺩﺉ ﻋﺎﻣﺔ ﰲ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﱃ ﺗﺸﺠﻴﻊ ﺍﻟﺪﻭﺭﺍﺕ
ﺍﻟﺘﺄﻫﻴﻠﻴﺔ ،ﻭﻃﺒﻊ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﻭﺍﻹﺻﺪﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﱵ ﺗﺴﺎﻫﻢ ﰲ ﺭﻓﻊ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ
ﺍﻷﺳﺮﻳﺔ ،ﻭﺍﻟﱵ ﺗﺸﻤﻞ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ )ﺣﺪﻭﺩ ﺍﷲ ﰲ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ
ﻭﺍﳊﻘﻮﻕ ﻭﺍﻟﻮﺍﺟﺒﺎﺕ( ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻭﻓﻬﻢ ﺍﻟﻔﺮﻭﻕ ﺍﻟﻔﺮﺩﻳﺔ ،ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ
ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ)ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﳊﺪﻭﺩ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ( ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ
ﺣﻴﺚ ﺃﻧﺸﺄﺕ ﻗﺴﻤﺎ ﺧﺎﺻﺎ ﻳﻬﺘﻢ ﻬﺑﺬﺍ ﺍﳌﻮﺿﻮﻉ.
.4ﺃﻨﻭﺍﻉ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻷﺴﺭﻴﺔ:
:ﻭﻧﻘﺼﺪ ﺑﺎﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﳍﺎ ﻋﻼﻗﺔ א .א
ﺑﺎﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻷﺳﺮﻳﺔ ،ﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻌﺮﻑ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﺑـ :ﻓﻘﻪ ﺍﻷﺳﺮﺓ،
ﻃﺒﻌﺎ ﻟﻴﺲ ﰲ ﺍﻟﺸﻜﻞ ﺍﻟﺘﺨﺼﺼﻲ ﺑﻞ ﻳﻜﺘﻔﻰ ﻓﻴﻬﺎ ﲟﻌﺮﻓﺔ ﳎﻤﻠﺔ
ﻋﻦ ﻣﻘﺎﺻﺪ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ،ﻗﻴﻤﺔ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﰲ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ،ﺍﳊﻘﻮﻕ
ﻭﺍﻟﻮﺍﺟﺒﺎﺕ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ ﺣﺪﻭﺩ ﺍﳌﻌﺎﺷﺮﺓ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ ،ﺃﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﻄﻼﻕ
ﻭﺷﺮﻭﻃﻪ ،ﺍﻟﻌﺪﺓ ،ﺍﻟﻈﻬﺎﺭ ،ﺍﳋﻠﻊ ...
35
ﻭﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺃﻥ ﺗﺒﲎ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﻣﺮﺿﺎﺓ ﺍﷲ ﻭ ﺩﺭﺍﻳﺔ
ﺑﺄﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﺇﺫ ﺃﻭﻟﺖ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺍﻷﺳﺮﺓ
ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﺎ ﻛﺒﲑﺍ ،ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﺁﻧﻴﺔ ﺍﻟﻜﺜﲑﺓ ،ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﻨﺒﻮﻳﺔ،
ﺗﺘﺤﺪﺙ ﻋﻦ ﺃﺩﻕ ﺍﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ ﰲ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻷﺳﺮﺓ.
ﻭﺟﻬﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻗﺪ ﻳﻮﻗﻊ ﺍﻟﺰﻭﺟﲔ ﰲ ﻣﺸﺎﻛﻞ
ﻳﺼﻌﺐ ﺣﻠﻬﺎ ،ﺳﻴﻤﺎ ﺣﺎﻻﺕ ﺍﻟﻄﻼﻕ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﺮﺗﲔ ،ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻌﺬﺭ
ﻣﻌﻪ ﺃﻱ ﻣﺮﺍﺟﻌﺔ ﺑﲔ ﺍﻟﺰﻭﺟﲔ ،ﻭ ﻳﺮﺟﻊ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﰲ ﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ
ﺍﳊﺎﻻﺕ ﺇﱃ ﺟﻬﻞ ﺍﻟﺰﻭﺝ ﺑﻜﻮﻥ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻗﺪ ﺣﺪﺩﺕ ﺍﻟﻄﻼﻕ ﺍﻟﺬﻱ
ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﺘﻢ ﺍﳌﺮﺍﺟﻌﺔ ﺑﻌﺪﻩ ﲟﺮﺗﲔ.
:ﻻ ﻳﻘﺼﺪ ﺑﺎﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻷﻧﻪ א .א
ﲣﺼﺺ ﻟﻪ ﳎﺎﻟﻪ ،ﻭﻟﻜﻦ ﻧﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻠﺰﻭﺟﲔ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ،ﻣﻌﺮﻓﺔ ﲨﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻋﻦ ﺍﳌﻮﺍﺿﻴﻊ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ :ﺃﺳﺲ
ﺍﻻﺧﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ،ﺍﻟﻔﺮﻭﻕ ﺍﻟﻔﺮﺩﻳﺔ ﻭﺿﺮﻭﺭﺓ ﺗﻔﻬﻤﻬﺎ ،ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺗﻌﺎﻣﻞ
ﺍﳌﺮﺃﺓ ﻭﺍﻟﺮﺟﻞ ﻣﻊ ﺍﻟﺼﻌﻮﺑﺎﺕ ،ﺳﻴﻜﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﻭﺍﻟﺮﺟﻞ ،ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ
ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻟﻠﻤﺮﺃﺓ ﻭﺍﻟﺮﺟﻞ ﰲ ﻣﺎ ﻟﻪ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﺎﻟﺰﻭﺍﺝ ،ﻟﻐﺔ ﺍﳊﻮﺍﺭ ﻋﻨﺪ
ﺍﳌﺮﺃﺓ ﻭﻋﻨﺪ ﺍﻟﺮﺟﻞ ،ﻣﻬﺎﺭﺍﺕ ﺍﳊﻮﺍﺭ ﻭﺍﻻﺳﺘﻤﺎﻉ ،ﺍﳊﺐ ﻋﻨﺪ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﻭ
ﺍﳊﺐ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺮﺟﻞ ،ﻛﻴﻒ ﻧﺘﺠﻨﺐ ﺍﳉﺪﺍﻝ ،ﻭ ﻏﲑﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﳌﻮﺍﺿﻴﻊ
ﺍﻟﱵ ﺗﻜﺴﺐ ﻛﻞ ﻃﺮﻑ ﻓﻜﺮﺓ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻴﺔ ﺍﻟﻄﺮﻑ ﺍﻵﺧﺮ.
36
ﻭﻗﺪ ﳌﺴﺖ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻋﻤﻠﻲ ،ﻭﺍﻟﺪﻭﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺒﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﻗﻤﺖ
ﺑﺎﻹﺷﺮﺍﻑ ﻋﻠﻴﻬﺎ ،ﺃﳘﻴﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﰲ ﺇﺻﻼﺡ ﺍﻟﻜﺜﲑ ﻣﻦ
ﺍﳋﻼﻓﺎﺕ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ ،ﻭﺇﻟﻴﻚ ﻫﺬﻳﻦ ﺍﻟﻨﻤﻮﺫﺟﲔ ﰲ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻋﻦ
ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻟﻠﻤﺮﺃﺓ ﻭﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻟﻠﺮﺟﻞ ﰲ ﻣﺎ ﻟﻪ
ﻋﻼﻗﺔ ﺑﺎﻟﺰﻭﺍﺝ.
"ﻓﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﺮﺃﺓ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﻦ ﻳﺸﺒﻪ ﺑﻌﺾ ﺍﳉﻮﺍﻧﺐ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ
ﻟﻠﻤﺮﺃﺓ ﺑﺄﻣﻮﺍﺝ ﺍﻟﺒﺤﺮ ،ﺣﻴﺚ ﺗﺘﺮﺍﻭﺡ ﻋﻮﺍﻃﻔﻬﺎ ﻭﻣﺸﺎﻋﺮﻫﺎ
ﺑﺎﻻﺭﺗﻔﺎﻉ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﺒﺘﻬﺠﺔ ،ﻟﺘﻌﻮﺩ ﻣﺸﺎﻋﺮﻫﺎ
ﺑﺎﻻﳔﻔﺎﺽ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﱰﻋﺞ ﻭﺗﻀﻌﻒ ﺛﻘﺘﻬﺎ ﺑﻨﻔﺴﻬﺎ ،ﻭﻣﺎ ﺗﻠﺒﺚ ﺃﻥ
ﺗﺮﺗﻔﻊ ﻣﺸﺎﻋﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ،ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺩﻭﺍﻟﻴﻚ ﻛﺄﻣﻮﺍﺝ ﺍﻟﺒﺤﺮ،
ﺗﺮﺗﻔﻊ ﺗﺎﺭﺓ ﻭﺗﻨﺨﻔﺾ ﺃﺧﺮﻯ ،ﻭﻗﺪ ﺷﺒﻬﻮﺍ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﺗﻨﺨﻔﺾ
ﻣﺸﺎﻋﺮﻫﺎ ،ﻛﺄﻬﻧﺎ ﺗﱰﻝ ﰲ ﺑﺌﺮ ﻋﻤﻴﻘﺔ ﻣﻈﻠﻤﺔ ،ﺣﻴﺚ ﺗﺪﺧﻞ ﺍﳌﺮﺃﺓ
ﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﺳﻮﺩﺍﻭﻳﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺸﺎﺅﻡ ﻭ ﺿﻌﻒ ﺍﻟﺜﻘﺔ ﺑﺎﻟﻨﻔﺲ ،ﻭﺍﳌﺸﺎﻋﺮ
ﺍﻟﻐﺎﻣﻀﺔ ﺍﻟﱵ ﻻ ﺗﻌﺮﻑ ﳍﺎ ﺗﻔﺴﲑﺍ ﻭﻫﻲ ﻻ ﺗﻌﺮﻑ ﻛﻴﻒ ﺗﻔﻬﻢ ﻫﺬﻩ
ﺍﳊﺎﻟﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﺄﰐ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻔﺎﺟﺊ ،ﻟﻜﻦ ﺇﻥ ﺷﻌﺮﺕ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﻦ
ﳛﺒﻬﺎ ،ﻭﻳﻬﺘﻢ ﻬﺑﺎ ﻓﺈﻬﻧﺎ ﺳﺘﺒﺪﺃ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺼﻌﻮﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺌﺮ ﺑﺸﻜﻞ
ﻓﺠﺎﺋﻲ ،ﻓﺘﻜﻮﻥ ﻧﺒﻌﺎ ﻻ ﻳﻨﻀﺐ ﻣﻦ ﺍﳊﺐ ﻭﺍﻟﻌﻄﺎﺀ ﻟﻜﻞ ﻣﻦ ﺣﻮﳍﺎ.
37
ﻛﻴﻒ ﻳﺘﻌﺎﻣﻞ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻣﻊ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﻭﻫﻲ ﰲ ﺍﻟﺒﺌﺮ؟ ﻣﻦ ﺍﻷﺧﻄﺎﺀ ﺍﻟﱵ ﳝﻜﻦ
ﺃﻥ ﻳﻘﻊ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺮﺟﻞ ،ﻫﻮ ﺃﻥ ﳛﺎﻭﻝ ﻣﻨﻊ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﻣﻦ ﺗﻘﻠﺒﺎﺕ ﺍﳌﺸﺎﻋﺮ
ﻭﺍﳌﺰﺍﺝ ،ﻓﺈﺫﺍ ﻣﺎ ﺍﻧﺸﻐﻞ ﺑﺎﳍﺎ ﻭﺿﻌﻔﺖ ﺛﻘﺘﻬﺎ ﰲ ﻧﻔﺴﻬﺎ ،ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻄﻠﺐ ﻣﻨﻬﺎ
ﺃﻻ ﺗﻘﻠﻖ ﻭ ﻻ ﺗﱰﻋﺞ ،ﻓﺎﻷﻣﺮ ﻻ ﻳﺴﺘﺤﻖ ﺫﻟﻚ ،ﺇﻻ ﺃﻥ ﺫﻟﻚ ﻳﺰﻳﺪﻫﺎ ﻗﻠﻘﺎ
ﻷﻬﻧﺎ ﺗﺪﺭﻙ ﻋﻨﺪﻫﺎ ﺑﺄﻥ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻻ ﻳﻔﻬﻤﻬﺎ ﻭﻻ ﻳﻘﺪﺭ ﻣﺸﺎﻋﺮﻫﺎ ،ﻓﻬﻲ ﲢﺘﺎﺝ
ﺇﱃ ﻣﻦ ﻳﺴﺘﻤﻊ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺑﺮﻋﺎﻳﺔ ﻭﻋﻄﻒ ﻭﺣﻨﺎﻥ ﺩﻭﻥ ﻟﻮﻡ.
ﻭﳜﻄﺊ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻛﺬﻟﻚ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﲣﺮﺝ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺌﺮ ﻭﺗﻌﻮﺩ ﺇﱃ
ﻃﺒﻴﻌﺘﻬﺎ ،ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻌﺘﻘﺪ ﺃﻥ ﻛﻞ ﺍﳌﺸﻜﻼﺕ ﻗﺪ ﺣﻠﺖ ،ﻓﺈﺫﺍ ﺑﻪ ﻳﻔﺎﺟﺄ ﺑﻌﺪ ﺣﻮﺍﱄ
ﺷﻬﺮ ﺃﻥ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﺗﻌﻮﺩ ﺇﱃ ﺍﻟﺒﺌﺮ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﻭﺇﺫﺍ ﻬﺑﺎ ﺗﺸﺘﻜﻲ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﻣﻦ
ﻧﻔﺲ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻟﱵ ﻇﻦ ﻫﻮ ﺃﻬﻧﺎ ﺣُﻠﺖ ،ﻭﻗﺪ ﺗﻜﻮﻥ ﺭﺩﺓ ﻓﻌﻠﻪ ﺳﻠﺒﻴﺔ ،ﻛﺄﻥ
ﻳﻘﻮﻝ ﳍﺎ :ﻛﻢ ﻣﺮﺓ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﻌﻴﺪ ﻭﻧﻜﺮﺭ ﻫﺬﺍ ﺍﳊﺪﻳﺚ؟ ﻭﻗﺪ ﻳﱰﻋﺞ ﺍﻟﺮﺟﻞ
ﺃﻧﻪ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻃﻤﺄﻥ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﺇﱃ ﺃﻧﻪ ﳛﺒﻬﺎ ﻭﻳﻘﻒ ﻣﻌﻬﺎ ﻟﻴﺪﻋﻤﻬﺎ،ﻓﺈﺫﺍ ﻬﺑﺎ ﺑﻌﺪ
ﻓﺘﺮﺓ ﻭﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﺗﻌﻴﺪ ﺍﻟﺘﺸﻜﻴﻚ ﰲ ﺛﻘﺘﻬﺎ ﺑﻪ ،ﻓﻴﺸﻌﺮ ﺃﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﻄﻤﺌﻨﻬﺎ
ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ،ﻭ ﳍﺬﺍ ،ﻛﺜﲑﺍ ﻣﺎ ﻳﺪﺧﻞ ﺍﻷﺯﻭﺍﺝ ﰲ ﻣﻮﺍﻗﻒ ﻣﺘﻜﺮﺭﺓ ﻣﻦ
ﺍﳉﺪﺍﻝ ،ﺑﺴﺒﺐ ﻋﺪﻡ ﻓﻬﻢ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺪﻭﺭﻳﺔ ﻟﻠﻤﺮﺃﺓ.
ﻭﻣﻦ ﺃﻭﱃ ﻋﻼﻣﺎﺕ ﺩﺧﻮﻝ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﰲ ﺍﻟﺒﺌﺮ ،ﺭﻏﺒﺘﻬﺎ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪﺓ ﰲ ﲤﻠﻚ
ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻭﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﻋﻠﻴﻪ ،ﻭﻗﺪ ﺗﺴﺘﻌﻴﺪ ﻭﻫﻲ ﰲ ﺍﻟﺒﺌﺮ ﺑﻌﺾ ﺍﳌﺸﺎﻋﺮ
38
ﺍﻟﺴﻠﺒﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﻋﺎﺷﺘﻬﺎ ﰲ ﻃﻔﻮﻟﺘﻬﺎ ،ﻷﻬﻧﺎ ﺗﺮﻛﺖ ﺑﺼﻤﺎﺕ ﻭﺍﺿﺤﺔ ﻋﻠﻰ
ﻣﺸﺎﻋﺮﻫﺎ ،ﻭﺧﺎﺻﺔ ﰲ ﻣﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻌﻼﻗﺘﻬﺎ ﺑﺄﺑﻮﻳﻬﺎ ،ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺸﻌﺮ ﺍﳌﺮﺃﺓ
ﺑﺪﻋﻢ ﻭﺗﺸﺠﻴﻊ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻭﻫﻲ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﺎﻟﺔ ،ﻓﺈﻬﻧﺎ ﺗﺒﺪﺃ ﺑﺎﻟﺜﻘﺔ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ
ﺑﻌﻼﻗﺘﻬﺎ ﺑﺰﻭﺟﻬﺎ ،ﻓﺎﻟﺮﺟﻞ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻪ ﺃﻥ ﻳﺴﺎﻋﺪ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﰲ
ﺍﻟﺒﺌﺮ ،ﺑﺄﻥ ﻻ ﻳﻠﻮﻣﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﱰﻭﻝ ﻭﺍﻟﺼﻌﻮﺩ ،ﻷﻧﻪ ﺃﻣﺮ ﻓﻄﺮﻱ ،ﰒ
ﻳﺘﻌﻠﻢ ﻛﻴﻒ ﺑﻘﺪﻡ ﳍﺎ ﺍﶈﺒﺔ ﻭ ﺍﻟﺮﻋﺎﻳﺔ ﺍﳌﻨﺎﺳﺒﺔ.
ﺃﻣﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺮﺟﻞ ،ﻓﺈﻥ ﻟﻪ ﺩﻭﺭﺓ ﰲ ﺍﻻﻗﺘﺮﺍﺏ ﻭﺩﻭﺭﺓ ﰲ
ﺍﻻﺑﺘﻌﺎﺩ ﻋﻦ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﰲ ﻋﻼﻗﺔ ﺍﳌﻮﺩﺓ ﻭﺍﻷﻟﻔﺔ ،ﻓﻔﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻳﻘﺘﺮﺏ
ﺟﺪﺍ ﻣﻦ ﺯﻭﺟﺘﻪ ،ﺛﻦ ﺑﻌﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﻗﺘﺮﺍﺏ ﳛﺎﻭﻝ ﺍﻻﺑﺘﻌﺎﺩ ﻟﻴﻌﻮﺩ
ﻭﻳﻘﺘﺮﺏ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ،ﻭ ﻗﺪ ﲣﻄﺊ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﰲ ﺗﻔﺴﲑ ﺳﻠﻮﻙ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺃﻭ
ﺭﻏﺒﺘﻪ ﰲ ﺍﻻﺑﺘﻌﺎﺩ ﻗﻠﻴﻼ ،ﻷﻥ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﻻ ﺗﺒﺘﻌﺪ ﻋﺎﺩﺓ ﻋﻦ ﺯﻭﺟﻬﺎ ،ﺇﻻ
ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺃﻣﺮ ﺳﻠﱯ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ )ﺃﻱ ﻣﺸﻜﻠﺔ( ﻭﻗﺪ ﻓﺴﺮﺕ ﺭﻏﺒﺔ
ﺍﻟﺮﺟﻞ ﰲ ﺍﻻﺑﺘﻌﺎﺩ ﻗﻠﻴﻼ،ﺃﻧﻪ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻗﺪ ﺣﻘﻖ ﺭﻏﺒﺘﻪ ﻭﻭﺍﺟﺒﻪ
ﰲ ﺍﳌﻮﺩﺓ ﻭﺍﻻﻗﺘﺮﺍﺏ ،ﻓﺈﻧﻪ ﳛﺎﻭﻝ -ﺑﲔ ﺍﻟﻔﻴﻨﺔ ﻭﺍﻷﺧﺮﻯ -ﺗﺄﻳﻴﺪ
ﺍﺳﺘﻘﻼﻟﻴﺘﻪ ﺍﻟﺬﺍﺗﻴﺔ ،ﻷﻥ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻳﻘﺪﺭ ﻛﺜﲑﺍ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻟﻴﺔ،
ﻭﺇﺫﺍ ﻣﻨﻊ ﺍﻟﺰﻭﺝ ﻣﻦ ﺍﻻﺑﺘﻌﺎﺩ ،ﺧﻮﻓﺎ ﻣﻦ ﻟﻮﻡ ﺯﻭﺟﺘﻪ ،ﻭﲡﻨﺒﺎ
ﻟﻠﻤﺸﺎﻛﻞ ،ﻓﻘﺪ ﻻ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﺎﻟﺮﻏﺒﺔ ﺍﻟﻘﻮﻳﺔ ﻟﻼﻗﺘﺮﺍﺏ ،ﻭ ﺑﺎﻟﺘﺎﱄ
39
ﻳﺼﺒﺢ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻣﺘﻘﻠﺐ ﺍﳌﺰﺍﺝ ،ﳝﻴﻞ ﺇﱃ ﺍﻟﺴﻠﺒﻴﺔ ﰲ ﺣﻮﺍﺭﻩ ﻣﻊ
ﺯﻭﺟﺘﻪ ﻭﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻳﺄﰐ ﺍﻟﺮﻭﺗﲔ ﻭﺍﳌﻠﻞ ﺍﻟﺰﻭﺟﻲ ،ﻓﻌﻠﻰ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﺃﻻ
ﺗﻌﺎﻗﺐ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻋﻦ ﺍﺑﺘﻌﺎﺩﻩ ،ﻭ ﺳﻮﻑ ﺗﺮﻯ ﺃﻧﻪ ﺳﺮﻋﺎﻥ ﻣﺎ ﻳﻌﻮﺩ
ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺑﻘﻮﺓ".1
:ﻭﺫﻟﻚ ﺑﺎﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﺎﻷﺳﺮﺓ ﺍﳌﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ ﻣﻦ א .א
ﺍﻟﻨﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ،ﻓﺎﻟﻮﻗﺎﻳﺔ ﺧﲑ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻼﺝ ﻫﻲ ﺩﻟﻴﻠﻨﺎ ﰲ ﻫﺬﺍ
ﺍﺠﻤﻟﺎﻝ ،ﻓﺎﻟﺘﺄﺳﻴﺲ ﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺻﺤﻴﺔ ﻳﻘﻠﻞ ﻣﻦ ﺣﺪﻭﺙ ﺍﻷﻣﺮﺍﺽ ﻭ
ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻨﻘﺎﻁ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ:
ﺍﻟﻜﺸﻒ ﺍﻟﻄﱯ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺨﻄﻮﺑﲔ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﺮﺍﺽ ﺍﻟﻮﺭﺍﺛﻴﺔ
ﻭﺍﻷﻣﺮﺍﺽ ﺍﻷﺧﺮﻯ ...
ﺗﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﺰﻭﺟﲔ ﺃﺳﺲ ﺍﻟﺘﻐﺬﻳﺔ ﺍﻟﺴﻠﻴﻤﺔ.
ﺗﻌﻠﻴﻢ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﺍﳊﻤﻞ.
ﺗﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﺍﳊﺎﻣﻞ.
ﺗﻌﻠﻤﻬﻤﺎ ﺍﳌﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﳚﺐ ﲡﻨﺒﻬﺎ ﰲ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ.
40
:ﻭﻧﻌﲏ ﻬﺑﺎ ﺗﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﺰﻭﺟﲔ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺍﻛﺘﺸﺎﻑ א .א
ﻋﺎﱂ ﺍﻟﻄﻔﻞ ،ﺣﱴ ﻳﻨﺠﺤﺎ ﰲ ﺇﺧﺮﺍﺝ ﺟﻴﻞ ﻣﺘﻤﻴﺰ ﻭﻣﺘﻮﺍﺯﻥ ،ﻭﻗﺪ
ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺗﺮﺑﻴﺔ ﺍﻷﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﲢﺘﺎﺝ ﺇﱃ ﻋﻠﻢ ﻭﻣﻬﺎﺭﺍﺕ ﻳﺘﻠﻘﺎﻫﺎ
ﺍﻟﻮﺍﻟﺪﺍﻥ ،ﻗﺒﻞ ﺍﻹﳒﺎﺏ ،ﻭﺗﺴﺘﻤﺮ ﺧﻼﻝ ﻛﻞ ﺍﳌﺮﺍﺣﻞ ﺍﻟﻌﻤﺮﻳﺔ
ﻟﻸﻃﻔﺎﻝ ،ﺳﻴﻤﺎ ﺍﳌﺮﺍﺣﻞ ﺍﳊﺮﺟﺔ ﻛﺎﳌﺮﺍﻫﻘﺔ ،ﺣﱴ ﻳﻮﻓﻘﺎ ﰲ ﻣﺸﻮﺍﺭﳘﺎ
ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ،ﻭﺃﻫﻢ ﻣﺎ ﺗﺘﻨﺎﻭﻟﻪ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ،ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺧﺼﺎﺋﺺ ﺍﻟﻄﻔﻞ،
ﻭﺣﺎﺟﺎﺗﻪ ﺍﳌﺨﺘﻠﻔﺔ )ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ،ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ،ﺍﳉﺴﺪﻳﺔ (...ﻭﻛﻴﻔﻴﺔ
ﺇﺷﺒﺎﻋﻬﺎ ﻭ ﻛﺬﺍ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﻏﺮﺱ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﺍﻟﺴﺎﻣﻴﺔ ﰲ ﺍﻷﺑﻨﺎﺀ،
:ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺇﻃﻼﻉ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﻭ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻋﻠﻰ א .א
ﺣﺪ ﺳﻮﺍﺀ ،ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻨﻈﻮﻣﺔ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﻀﺒﻂ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ،
ﻭ ﺍﻷﺳﺮﻳﺔ ﻣﻦ ﺣﻘﻮﻕ ﻭﻭﺍﺟﺒﺎﺕ ،ﻭﺗﺒﻌﺎﺕ ﺇﻧﺸﺎﺀ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺳﺮﺓ،
ﻭﻛﻴﻔﻴﺔ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﰲ ﺍﻟﱰﺍﻋﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﻗﺪ ﲢﺪﺙ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ،ﻭﻛﻴﻔﻴﺔ
ﺍﻻﻧﻔﺼﺎﻝ ﺇﻥ ﺍﺳﺘﻮﺟﺐ ﺍﻷﻣﺮ ﺫﻟﻚ ﺑﺸﻜﻞ ﺳﻠﻴﻢ ﻻ ﺗﻨﺠﺮ ﻋﻨﻪ
ﺗﺒﻌﺎﺕ ﺳﻠﺒﻴﺔ ﻟﻠﻄﺮﻓﲔ ،ﻭﻛﺬﺍ ﺍﻷﺑﻨﺎﺀ.
ﻭﺴﺎﺌل ﻭﻤﺅﺴﺴﺎﺕ ﺍﻹﺭﺸﺎﺩ ﺍﻷﺴﺭﻱ:
ﺑﻌﺪ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺃﳘﻴﺔ ﻭﺿﺮﻭﺭﺓ ﺍﻹﺭﺷﺎﺩ ﺍﻷﺳﺮﻱ ،ﻳﺒﻘﻰ ﺍﳍﺪﻑ ﻫﻮ
ﺇﳚﺎﺩ ﺍﻵﻟﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﻜﻔﻴﻠﺔ ﺑﺎﻟﻘﻴﺎﻡ ﲟﻬﻤﺘﻪ ﻧﺸﺮ ﻭﺭﻓﻊ ﺍﻟﻮﻋﻲ
41
ﺑﺎﻹﺭﺷﺎﺩ ﺍﻷﺳﺮﻱ ،ﻭﺿﺮﻭﺭﺓ ﺇﳚﺎﺩ ﻣﺮﺷﺪﻳﻦ ﻣﺪﺭﺑﲔ ﻋﻠﻰ ﻋﻤﻠﻴﺔ
ﺍﻹﺭﺷﺎﺩ ﺍﻷﺳﺮﻱ ،ﺳﻮﺍﺀ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺗﻘﺪﱘ ﺍﶈﺎﺿﺮﺍﺕ ﺃﻭ ﺇﺻﻼﺡ
ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺒﲔ ﻭﺗﻘﺪﱘ ﺍﻻﺳﺘﺸﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ ،ﺳﻴﻤﺎ ﺃﻥ
ﺍﳌﻼﺣﻆ ﻳﺪﺭﻙ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﺎﺣﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻳﺔ ﲣﻠﻮ ﻣﻦ ﺍﳍﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﻬﺗﺘﻢ
ﺑﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻹﺭﺷﺎﺩ ﺍﻷﺳﺮﻱ ،ﻋﺪﺍ ﺑﻌﺾ ﺍﳌﺮﺍﻛﺰ ﺍﶈﺪﻭﺩﺓ ﺍﻟﺘﺄﺛﲑ.
ﻭﻗﺒﻞ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﺍﳌﻘﺘﺮﺣﺔ ،ﺃﻭﺩ ﺃﻥ ﺃﻗﺮ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻏﲑ ﻛﺎﻑ ﺃﺑﺪﺍ ﻟﻮﺿﻊ ﺧﻄﺔ ﻭﺳﻴﺎﺳﺔ ﻟﻺﺻﻼﺡ ﺍﻷﺳﺮﻱ
ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ،ﺑﻘﺪﺭ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺧﻄﻮﺓ ﳓﻮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ،ﺃﻭ ﻫﻮ ﺗﻮﺿﻴﺢ
ﺭﺅﻳﺔ ﺍﺳﺘﺨﻠﺼﺘﻬﺎ ﺑﻌﺪ 10ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﰲ ﳎﺎﻝ ﺍﻹﺭﺷﺎﺩ
ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﺍﺠﻤﻟﺘﻤﻊ ﺧﺎﺻﺔ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻣﻨﻬﻢ ﻭﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻣﺎ ﺃﻗﺪﻣﻪ ﰲ
ﺣﺼﺔ -ﺃﺴﺭﺍﺭ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﺍﻟﺯﻭﺠﻴﺔ - 1ﻭﺑﻌﺾ ﺍﳌﺸﺎﺭﻛﺔ ﰲ ﺑﻌﺾ
ﺍﳊﺼﺺ ﺍﻹﺫﺍﻋﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﻌﺘﲏ ﺑﺎﻷﺳﺮﺓ ﻭﺗﺮﺑﻴﺔ ﺍﻷﺑﻨﺎﺀ ،ﻣﻦ ﺧﻼﻝ
ﻤﺤﻁﺔ ﺘﺒﺴﺔ ﺍﻹﺫﺍﻋﻴﺔ ،ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﳌﺸﺎﺭﻛﺔ ﰲ ﺩﻭﺭﺍﺕ
ﺍﻹﺭﺷﺎﺩ ﺍﻷﺳﺮﻱ ﺍﻟﱵ ﻗﻤﻨﺎ ﻬﺑﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﻣﺪﻳﺮﻳﺔ ﺍﻟﺸﺆﻭﻥ
ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻭﺍﳌﺮﻛﺰ ﺍﻟﺜﻘﺎﰲ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﺑﻮﻻﻳﺔ ﺗﺒﺴﺔ ،ﻭﻗﺪ ﳌﺴﺖ ﺗﻌﻄﺶ
ﺍﺠﻤﻟﺘﻤﻊ ﳌﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﻮﺍﺿﻴﻊ ،ﻓﺒﻌﺪ ﻛﻞ ﺩﻭﺭﺓ ﺃﻭ ﳏﺎﺿﺮﺓ ﺗﺘﺼﻞ ﺑﻨﺎ
ﺣﺼﺔ ﺇﺫﺍﻋﻴﺔ ﺃﺳﺒﻮﻋﻴﺔ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﺗﻘﺪﻣﻬﺎ ﻣﺆﻟﻔﺔ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻋﲑ ﻣﻮﺟﺎﺕ ﺇﺫﺍﻋﺔ ﺗﺒﺴﺔ. 1
42
ﺍﻟﻌﺸﺮﺍﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻳﻄﻠﱭ ﺍﳌﺰﻳﺪ ﻣﻨﻬﺎ ،ﻭﻳﺸﻜﺮﻧﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻨﺎ
ﺳﺎﻋﺪﻧﺎ ﺍﻟﻜﺜﲑ ﻣﻨﻬﻦ ﻋﻠﻰ ﺇﳚﺎﺩ ﺍﳊﻠﻮﻝ ﳌﺸﺎﻛﻠﻬﻢ ،ﻭﻋﻠﻰ ﺣﺪ
ﺗﻌﺒﲑ ﺇﺣﺪﺍﻫﻦ "ﺇﻧﻨﺎ ﺃﻧﺮﻧﺎ ﳍﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﳊﻴﺎﺓ ،ﺣﻴﺚ ﻛﻦ ﻳﻌﺸﻦ ﰲ
ﻇﻼﻡ ،ﻭﺍﻵﻥ ﺃﺻﺒﺢ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺃﻛﺜﺮ ﻭﺿﻮﺣﺎ" ،ﻭﻗﺪ ﻧﺎﺷﺪﻧﻨﺎ ﺭﻓﻊ
ﺃﺻﻮﺍﻬﺗﻦ ﻟﻠﻤﺴﺆﻭﻟﲔ ،ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺇﻧﺸﺎﺀ ﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﺗﻘﻮﻡ ﺑﺪﻭﺭ
ﺍﻹﺭﺷﺎﺩ ﺍﻷﺳﺮﻱ.
ﻭﺃﺫﻛﺮ ﺃﻧﻪ ﰲ ﺁﺧﺮ ﳏﺎﺿﺮﺓ ﻗﺪﻣﺘﻬﺎ ﻗﺒﻞ ﻛﺘﺎﺑﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ
ﻋﻦ ﺣﺎﺟﻴﺎﺕ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﲟﺪﻳﻨﺔ ﺒﺌﺭ ﺍﻟﻌﺎﺘﺭ 1ﻳﻮﻡ 30ﻣﺎﻳﻮ
2007ﲟﻨﺎﺳﺒﺔ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﻌﺎﳌﻲ ﻟﻠﻄﻔﻮﻟﺔ ،ﲢﺪﺛﺖ ﻋﻦ ﺣﺎﺟﺔ ﺍﻟﻄﻔﻞ
ﻟﻠﻤﺤﺒﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﺒﲑ ﻋﻨﻬﺎ ﺑﺎﻟﻘﺒﻠﺔ ﻭﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻭﺍﻟﻀﻤﺔ ،ﻗﺎﻟﺖ ﱄ ﺇﺣﺪﻯ
ﺍﳊﺎﺿﺮﺍﺕ" :ﻭﺍﷲ ﻋﻨﺪﻱ ﺳﺒﻌﺔ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﻻ ﺃﹲﻗﺒﻞ ﻭﺍﺣﺪﺍ ﻣﻨﻬﻢ ﺇﻻ
ﺍﻟﺼﻐﲑ ﻓﻘﻂ ،ﻭﺃﻥ ﺃﺣﺪ ﺃﺑﻨﺎﺋﻲ ﰲ ﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ ﻋﺸﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﺮ ،ﳛﺎﻭﻝ
ﺩﺍﺋﻤﺎ ﺗﻘﺒﻴﻠﻲ ﻓﺄﺭﻓﺾ ﺑﺸﺪﺓ ،ﻭﺃﻥ ﺍﺑﻨﱵ ﺍﻟﺒﺎﻟﻐﺔ ﲦﺎﱐ ﺳﻨﻮﺍﺕ ،ﺃﻗﻮﻝ
ﳍﺎ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﳑﺎﺯﺣﺔ) :ﺃﻧﺖ ﻟﺴﺖ ﺍﺑﻨﱵ ﻟﻘﺪ ﻭﺟﺪﺗﻚ "ﰲ ﺍﻟﻘﻤﺎﻣﺔ"
ﻭﻗﻤﺖ ﺑﺘﺮﺑﻴﺘﻚ( ﻭﻣﺎ ﻛﻨﺖ ﺃﻋﺮﻑ ﺧﻄﻮﺭﺓ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺇﻻ
ﺑﻌﺪ ﲰﺎﻋﻲ ﶈﺎﺿﺮﺗﻚ".
ﺇﺣﺪﻯ ﺑﻠﺪﻳﺎﺕ ﻭﻻﻳﺔ ﺗﺒﺴﺔ ﺗﻘﻊ 100ﻛﻴﻠﻮﻣﺘﺮ ﺟﻨﻮﺏ ﻋﺎﺻﻤﺔ ﺍﻟﻮﻻﻳﺔ. 1
43
ﻭﻗﺪ ﺫﻫﺒﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﺇﱃ ﺑﻴﺘﻬﺎ ﻭﺭﺟﻌﺖ ﺑﻌﺪ ﺳﺎﻋﺘﲔ ﻟﺘﻘﻮﻝ
ﱄ" :ﻟﻘﺪ ﺫﻫﺒﺖ ﻭﻗﺒﻠﺖ ﻛﻞ ﺃﺑﻨﺎﺋﻲ ﻭﺍﺣﺘﻀﻨﺘﻬﻢ ﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﻭﻗﺪ
ﻓﺮﺣﻮﺍ ﻓﺮﺣﺎ ﺷﺪﻳﺪﺍ ﺑﺬﻟﻚ".
.1ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺎﺕ ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﺔ:
: א א א .
ﺇﻥ ﺍﳍﺪﻑ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﻭﺟﻮﺩ ﻣﻨﻈﻮﻣﺔ ﺗﺮﺑﻮﻳﺔ ﺗﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﻫﻮ ﺍﳌﺴﺎﻫﻢ ﰲ
ﺇﺧﺮﺍﺝ ﻗﺪﺭﺍﺕ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻭﻣﻮﺍﻫﺒﻪ ﻭﺩﻓﻌﻪ ﻟﻠﺘﻌﺎﻣﻞ ﺍﻻﳚﺎﰊ ﻣﻊ ﺍﻟﻜﻮﻥ ﻭﻣﻊ
ﺍﻟﻨﺎﺱ ﰲ ﺇﻃﺎﺭ ﺗﻌﺰﻳﺰ ﺇﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﲰﻮ ﺭﺳﺎﻟﺘﻪ ﺍﻟﱵ ﻛﻠﻒ ﻬﺑﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ
ﺧﺎﻟﻘﻪ ،ﻭﺍﳌﺘﻮﻗﻊ ﺃﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﻀﻲ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻛﺜﲑﺓ ﰲ ﻛﺮﺍﺳﻲ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺃﻥ
ﻳﻜﻮﻥ ﺃﻛﺜﺮ ﻗﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﲢﻘﻴﻖ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻫﺪﺍﻑ ،ﻭﻳﻜﻮﻥ ﺃﻛﺜﺮ ﳒﺎﺣﺎ ﻣﻦ
ﻏﲑﻩ ﰲ ﺗﻜﻮﻳﻦ ﺃﺳﺮﺓ ﻣﺴﺘﻘﺮﺓ ﳝﺪﻫﺎ ﺑﺎﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﻭﺍﻟﺘﻔﺎﻫﻢ ﻭﺍﻟﺘﺮﺍﺣﻢ ﻟﻜﻦ
ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ )ﺍﻟﺬﻱ ﳛﺘﺎﺝ ﻟﺪﺭﺍﺳﺔ( ،ﻳﺒﲔ ﺃﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﻓﺎﺭﻕ ﻛﺒﲑ ﰲ
ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺑﲔ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﳌﺘﻌﻠﻤﺔ ﻭﺍﻷﺳﺮﺓ ﻏﲑ ﺍﳌﺘﻌﻠﻤﺔ ﻟﻌﻞ ﺍﻟﺴﺒﺐ
ﺍﳉﻮﻫﺮﻱ ﰲ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﻳﺮﺟﻊ ﺇﱃ ﺍﳌﻨﻈﻮﻣﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﺮﻛﺰ ﻋﻠﻰ ﺇﺧﺮﺍﺝ
ﺃﻓﺮﺍﺩ ﻳﺘﻘﻨﻮﻥ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﺍﻟﻮﻇﻴﻔﺔ ،ﻭﻻ ﻳﺘﻘﻨﻮﻥ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺳﻔﻴﻨﺔ ﺍﻷﺳﺮﺓ،
ﻭﻳﻨﺠﺤﻮﻥ ﰲ ﺣﻴﺎﻬﺗﻢ ﺍﳌﻬﻨﻴﺔ ﻭﻳﻔﺸﻠﻮﻥ ﰲ ﺣﻴﺎﻬﺗﻢ ﺍﻷﺳﺮﻳﺔ.
44
ﺗﻘﻮﻝ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭﺓ ﺣﻔﺼﺔ ﺃﲪﺪ ـ ﻭﻫﻲ ﺑﺎﺣﺜﺔ ﰲ ﺷﺆﻭﻥ ﺍﳌﺮﺃﺓ
ﻭﺍﺠﻤﻟﺘﻤﻊ ـ "ﻟﻜﻦ ﺍﳌﻼﺣﻆ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻟﻠﻤﺮﺃﺓ ﺍﳌﺴﻠﻤﺔ ﺍﳌﻌﺎﺻﺮﺓ
ﺃﻧﻪ ﳚﻌﻞ ﺍﳍﺪﻑ ﺍﻷﻭﻝ ﻣﻦ ﺗﻌﻠﻴﻤﻬﺎ ﺇﻋﺪﺍﺩﻫﺎ ﻟﺴﻮﻕ ﺍﻟﻌﻤﻞ ،ﻣﺘﻮﺟﻬﺎ ﰲ
ﺫﻟﻚ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮﺓ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﺍﳌﻮﺟﻬﺔ ﻟﻨﻈﻢ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﰲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ".1
ﻓﻼ ﻧﻜﺎﺩ ﳒﺪ ﰲ ﺍﳌﻮﺍﺩ ﺍﳌﻘﺮﺭﺓ ﰲ ﻛﻞ ﻣﺮﺍﺣﻞ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺇﻻ
ﺍﻟﻨﺎﺩﺭ ﻣﻦ ﺍﳌﻮﺍﺩ ﰲ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺘﺨﺼﺼﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﻄﺎﻟﺐ ﻋﻠﻰ
ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺯﻭﺟﺎ ﺻﺎﳊﺎ ﻭﺃﺑﺎ ﻧﺎﺟﺤﺎ ،ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻃﺮﻕ
ﻭﺃﺳﺎﻟﻴﺐ ﺗﺮﺑﻴﺔ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ،ﻭﺣﺎﺟﻴﺎﺕ ﺍﻟﻄﻔﻞ ،ﻭﻣﺮﺍﺣﻞ ﳕﻮﻩ،
ﻭﺧﺼﺎﺋﺺ ﻛﻞ ﻣﺮﺣﻠﺔ ،ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺍﻷﻣﺮ ﰲ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ ﻣﺎ
ﻫﻲ ﺍﻟﻔﺮﻭﻕ ﺍﻟﻔﺮﺩﻳﺔ ﺑﲔ ﺍﻟﺰﻭﺟﲔ ،ﻣﺎ ﻫﻲ ﺳﻴﻜﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﺍﻟﺮﺟﻞ
ﻭﻣﺎ ﻫﻲ ﺳﻴﻜﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﺍﳌﺮﺃﺓ ،ﻣﺎ ﻫﻲ ﻓﻨﻮﻥ ﺍﳊﻮﺍﺭ ﺍﻟﺰﻭﺟﻲ ،ﻣﺎ ﻫﻲ
ﻃﺮﻕ ﺣﻞ ﺍﳌﺸﺎﻛﻞ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ ،ﻛﻴﻒ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﳋﻄﺒﺔ ﻧﺎﺟﺤﺔ ﻭﻏﲑﻫﺎ
ﻣﻦ ﺍﳌﻮﺍﺿﻴﻊ ﺍﳌﻬﻤﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﻜﻔﻞ ﺍﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﺍﻷﺳﺮﺓ.
ﻭﻫﺬﻩ ﺍﳌﻮﺍﺩ ﻻ ﲢﺘﺎﺝ ﻣﻨﺎ ﻭﻗﺘﺎ ﻛﺒﲑﺍ ،ﻓﻠﻮ ﺃﻋﻄﻴﻨﺎ ﺳﺎﻋﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﰲ
ﺍﻷﺳﺒﻮﻉ ﳍﺬﻩ ﺍﳌﺎﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﻣﺪﺍﺭ ﺛﻼﺛﺔ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﰲ ﺍﳌﺮﺍﺣﻞ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﻴﺔ ﺍﳌﺘﺄﺧﺮﺓ،
45
ﻟﻜﺎﻧﺖ ﻛﺎﻓﻴﺔ ﻟﺘﺰﻭﻳﺪﻫﻢ ﺑﻜﻢ ﻣﻌﺘﱪ ﻣﻦ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻷﺳﺮﻳﺔ ،ﻭﺳﻨﺤﺼﻞ ﻋﻠﻰ
ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺑﺎﻫﺮﺓ ﰲ ﺗﻘﻠﻴﻞ ﺍﳌﺸﺎﻛﻞ ﺍﻷﺳﺮﻳﺔ ﻭﺍﳊﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻮﺿﻰ ﺍﻟﱵ ﲡﺘﺎﺡ
ﺑﻴﻮﺗﻨﺎ ،ﻭﺍﻟﻨﺎﲡﺔ ﻋﻦ ﺳﻮﺀ ﺍﻟﻔﻬﻢ ﺑﺎﻟﺪﺭﺟﺔ ﺍﻷﻭﱃ ﻭﻗﻠﺔ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻷﺳﺮﻳﺔ.
ﺗﻘﻮﻝ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭﺓ ﺣﻔﺼﺔ ﺃﲪﺪ" :ﺇﻥ ﺍﻧﻌﺪﺍﻡ ﺍﻷﺻﺎﻟﺔ ﰲ ﺗﻌﻠﻴﻢ ﺍﳌﺮﺃﺓ
ﺍﳌﺴﻠﻤﺔ ﺍﳌﻌﺎﺻﺮﺓ ﻗﺪ ﺃﻓﻘﺪ ﺍﳌﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﺠﻤﻟﺘﻤﻊ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ
ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺇﺧﺮﺍﺝ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﺍﳌﺴﻠﻤﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﺘﺮﺟﻢ ﺍﳌﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﱵ ﺗﺆﻣﻦ ﻬﺑﺎ
ﺇﱃ ﺳﻠﻮﻙ ﺗﻄﺒﻴﻘﻲ ﰲ ﻭﺍﻗﻊ ﺍﳊﻴﺎﺓ -ﻭﻫﺬﻩ ﺍﳌﺆﺳﺴﺎﺕ -ﲟﺎ ﺗﻘﺪﻣﻪ
ﻣﻦ ﺗﻌﻠﻴﻢ ﻣﻮﺣﺪ ﻟﻠﺬﻛﻮﺭ ﻭﺍﻹﻧﺎﺙ ﳑﺎ ﻻ ﻳﺘﻼﺀﻡ ﻣﻊ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﳌﺮﺃﺓ
ﻭﺭﺳﺎﻟﺘﻬﺎ ﻭﻻ ﻳﺘﻨﺎﺳﺐ ﻣﻊ ﺗﻜﻮﻳﻨﻬﺎ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺍﳊﻴﻮﻱ،
ﻗﺪ ﺃﺑﻌﺪﻬﺗﺎ ﻋﻦ ﺇﺩﺭﺍﻙ ﺍﳍﺪﻑ ﺍﳊﻘﻴﻘﻲ ﻟﻮﺟﻮﺩﻫﺎ ،ﻓﻠﻢ ﻳﻌﺪ ﺃﻣﺎﻣﻬﺎ
ﻫﺪﻑ ﳏﺪﺩ ﺗﺴﻌﻰ ﺇﻟﻴﻪ ،ﳑﺎ ﺃﺳﻬﻢ ﻛﺜﲑﺍ ﰲ ﲣﻠﻔﻬﺎ ،ﻭﻣﻦ ﰒ ﲣﻠﻒ
ﺑﺎﻗﻲ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺍﺠﻤﻟﺘﻤﻊ ﺍﳌﺴﻠﻢ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎ ﺍﳌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻷﻭﱃ.1
: א א א .א
ﻋﻨﺪ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺍﻹﺭﺷﺎﺩ ﺍﻷﺳﺮﻱ ،ﻻ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﻧﺘﺠﺎﻫﻞ ﺩﻭﺭ
ﺍﳌﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻊ ﰲ ﺇﺭﺳﺎﺀ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺃﺳﺮﻳﺔ ،ﻭﺇﳚﺎﺩ ﺟﻮ ﻣﻦ
ﺍﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﺍﻷﺳﺮﻱ ،ﻭﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻨﻄﻠﻖ ﺃﺭﻯ ﺃﻥ ﺍﳌﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ
46
ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﺴﺎﻫﻢ ﻭﺑﺸﻜﻞ ﻛﺒﲑ ﰲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻹﺭﺷﺎﺩ ﺍﻷﺳﺮﻱ ﺧﺎﺻﺔ ﰲ
ﻧﺎﺣﻴﺔ ﺇﺻﻼﺡ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺒﲔ ،ﻭﺑﺎﻟﺮﺟﻮﻉ ﻟﻠﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ ﳒﺪ ﺃﻥ ﺍﳌﺸﺮﻉ
ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ ﺃﻭﺟﺐ ﰲ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻟﻠﺠﻮﺀ ﻟﻠﺼﻠﺢ ﻗﺒﻞ
ﺇﺻﺪﺍﺭ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﻄﻼﻕ ،ﺇﺫ ﻧﺺ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ ﺃﻧﻪ )ﻻ ﻳﺜﺒﺖ ﺍﻟﻄﻼﻕ
ﺇﻻ ﲝﻜﻢ ،ﺑﻌﺪ ﻋﺪﺓ ﳏﺎﻭﻻﺕ ﺻﻠﺢ ﳚﺮﻳﻬﺎ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ(" .1ﻭﻳﻘﺼﺪ
ﲟﺤﺎﻭﻟﺔ ﺍﻟﺼﻠﺢ ،ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻡ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﲜﻤﻊ ﺍﻟﺰﻭﺟﲔ ﺃﻣﺎﻣﻪ ،ﶈﺎﻭﻟﺔ ﺇﻗﻨﺎﻉ
ﺍﻟﺰﻭﺝ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﺮﺍﺟﻊ ﻋﻦ ﻃﻠﺒﻪ ﺍﻟﻄﻼﻕ ﻭﺗﻌﺪ ﳏﺎﻭﻟﺔ ﺍﻟﺼﻠﺢ ﻋﻨﺼﺮﺍ ﻣﻦ
ﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﺍﻟﺸﻜﻠﻴﺔ ﳌﻤﺎﺭﺳﺔ ﺍﳊﻖ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ،ﻭﺇﺫﺍ ﱂ ﳛﻀﺮ ﻃﺎﻟﺐ ﺍﻟﻄﻼﻕ
ﳉﻠﺴﺔ ﺍﻟﺼﻠﺢ ،ﺣﻜﻢ ﺑﺈﺑﻄﺎﻝ ﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻄﻼﻕ".2
ﻏﲑ ﺃﻧﲏ ﺃﻻﺣﻆ ،ﺃﻥ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺼﻠﺢ ﺍﻟﱵ ﻳﻘﻮﻡ ﻬﺑﺎ ﻗﺎﺿﻲ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ
ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ،ﻻ ﺗﻌﺪﻭ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺇﺟﺮﺍﺀﺍ ﺷﻜﻠﻴﺎ ﻻ ﺭﻭﺡ ﻓﻴﻪ ،ﺇﺫ ﻳﻘﻴﺪ
ﺑﺰﻣﻦ ﳏﺪﺩ ﻻ ﳝﻜﻦ ﲡﺎﻭﺯﻩ ،ﺭﻏﻢ ﺃﻥ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺼﻠﺢ ﺑﲔ ﺍﻟﺰﻭﺟﲔ
ﺍﳌﺘﻌﻠﻖ 2005 ﻣﺎﻳﻮ 04 ﺍﳌﺆﺭﺥ ﰲ 09/05 1ﺍﳌﺎﺩﺓ 49ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺭﻗﻢ:
ﺑﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻷﺳﺮﺓ.
2ﻋﻤﺮ ﺯﻭﺩﺓ ،ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ﺑﺈﻬﻧﺎﺀ ﺍﻟﺮﺍﺑﻄﺔ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ ﻭﺃﺛﺮ ﺍﻟﻄﻌﻦ ﻓﻴﻬﺎ ،ﺩﺍﺭ
ﺍﻟﻄﺒﺎﻋﺔ ﺑﻦ ﻋﻜﻨﻮﻥ ،ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ :ﺍﻧﺴﻴﻜﻠﻮﺑﻴﺪﻳﺎ،2003،ﺹ.108
47
ﺗﺘﻄﻠﺐ ﻭﻗﺘﺎ ﻛﺎﻓﻴﺎ ﻟﺬﻟﻚ ،1ﻭﻧﺴﺘﺸﻒ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺗﺘﻤﺔ ﺍﳌﺎﺩﺓ" :ﻛﻤﺎ ﳚﺐ
ﺃﻻ ﺗﺘﻌﺪﻯ ﺍﳌﺪﺓ ﺍﻟﱵ ﳚﺮﻱ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻟﺼﻠﺢ ﻋﻦ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﺷﻬﺮ ،ﺍﺑﺘﺪﺍﺀ
ﻣﻦ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺭﻓﻊ ﺍﻟﺪﻋﻮﻯ ،ﻛﻤﺎ ﻳﺘﻌﲔ ﻋﻠﻴﻪ ﲢﺮﻳﺮ ﳏﻀﺮ ﻳﺒﲔ ﻓﻴﻪ ﻣﺴﺎﻋﻲ
ﻭﻧﺘﺎﺋﺞ ﳏﺎﻭﻻﺕ ﺍﻟﺼﻠﺢ ،ﻳﻮﻗﻌﻪ ﻣﻊ ﻛﺎﺗﺐ ﺍﻟﻀﺒﻂ ﻭﺍﻟﻄﺮﻓﲔ" ،2ﻭﻫﻮ ﻣﺎ
ﻳﺆﻛﺪﻩ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺩﺭﻭﻳﺶ ﰲ ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﺻﺤﻔﻴﺔ :ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﻢ
ﳏﺎﻭﻟﺔ ﺣﻠﻬﺎ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻘﻀﺎﺓ ﰲ ﺍﶈﺎﻛﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﱂ ﻳﻜﻦ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﺍﻟﻮﻗﺖ
ﺍﻟﻜﺎﰲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻴﺢ ﳍﻢ ﺍﻻﺳﺘﻤﺎﻉ ﻟﻠﺰﻭﺟﲔ ﺍﳌﺘﻨﺎﺯﻋﲔ ﺑﺸﻜﻞ ﻭﺍﻑ،
ﻓﻜﺎﻥ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﻔﻌﻠﻮﻧﻪ ﺇﺫﺍ ﺟﺎﺀﻫﻢ ﻣﻦ ﻳﺮﻳﺪ ﺍﻟﻄﻼﻕ ،ﺃﻥ ﻳﻄﻠﺒﻮﺍ ﻣﻨﻪ ﺃﻥ
ﻳﺮﺍﺟﻊ ﻧﻔﺴﻪ ﺃﻭﻻ ،ﰒ ﻳﺄﰐ ﰲ ﻭﻗﺖ ﻻﺣﻖ ﺇﺫﺍ ﻇﻞ ﻣﺼﺮﺍ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﻗﻔﻪ،
ﻭﻛﺎﻧﺖ %01ﻓﻘﻂ ﻣﻦ ﺍﳊﺎﻻﺕ ﲢﻞ ﻬﺑﺬﻩ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ".
ﻛﻤﺎ ﻳﻨﻌﺪﻡ ﰲ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ -ﰲ ﺍﻟﻜﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﻷﺣﻴﺎﻥ -ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﰲ
ﺍﺧﺘﺼﺎﺹ ﺇﺻﻼﺡ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺒﲔ ،ﻭﻣﺎ ﻳﺘﻄﻠﺒﻪ ﻣﻦ ﻣﻌﺎﺭﻑ ﺑﻌﻠﻢ ﺍﻟﻨﻔﺲ
ﻭﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﳊﺪﻳﺜﺔ ﰲ ﺣﻞ ﺍﳌﺸﺎﻛﻞ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ.
1ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺳﻌﺪ ،ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻭﺍﻟﻄﻼﻕ ﰲ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ ،ﺩﺍﺭ ﻫﻮﻣﻪ
ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ،ﻁ ،1996 ،2ﺹ.346
2ﺍﳌﺎﺩﺓ 49ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺭﻗﻢ 09/05 :ﺍﳌﺆﺭﺥ ﰲ 04ﻣﺎﻳﻮ 2005ﺍﳌﺘﻌﻠﻖ
ﺑﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻷﺳﺮﺓ.
48
ﺃﻣﺎ ﺍﳌﻄﻠﻮﺏ ﻓﻬﻮ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻗﺴﻢ ﺧﺎﺹ ﻳﻌﺘﲏ ﺑﻘﻀﻴﺔ ﺍﻟﺼﻠﺢ،
ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺃﺧﺼﺎﺋﻴﲔ ﻣﺪﺭﺑﲔ ﻋﻠﻲ ﺣﻞ ﺍﳌﺸﺎﻛﻞ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ ،ﻋﻠﻰ
ﻏﺮﺍﺭ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻣﻮﺟﻮﺩ ﰲ ﺇﻣﺎﺭﺓ ﺩﰊ ﺑﺎﻹﻣﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﳌﺘﺤﺪﺓ ،ﺣﻴﺚ
ﰎ ﺇﻧﺸﺎﺀ ﻗﺴﻢ ﺧﺎﺹ ﻳﻘﻮﻡ ﻬﺑﺬﺍ ﺍﻟﺪﻭﺭ.
ﺑﻞ ﺇﻬﻧﻢ ﱂ ﻳﻜﺘﻔﻮﺍ ﺑﺄﻥ ﳚﻌﻠﻮﺍ ﻟﻠﻤﺤﺎﻛﻢ ﻣﻬﻤﺔ ﺍﻹﺻﻼﺡ ﻭﺍﻟﺘﻮﺟﻴﻪ،
ﺇﳕﺎ ﻓﺘﺤﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ 1ﻣﻜﺎﺗﺐ ﻟﻺﺻﻼﺡ ﻭﺗﻮﺟﻴﻪ ﺍﻟﻨﺎﺱ
ﺇﱃ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺼﻮﺍﺏ ،ﻭﻣﺘﺎﺑﻌﺔ ﺍﳊﺎﻻﺕ ﺍﻷﺳﺮﻳﺔ ﰲ ﺑﻴﻮﻬﺗﺎ ﺇﱃ ﺣﲔ
ﺍﺳﺘﻘﺮﺍﺭﻫﺎ ﻭﺫﻫﺎﺏ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺗﻮﺗﺮﻫﺎ ،ﻭﻫﺬﻩ ﲡﺮﺑﺔ ﻷﻥ ﺑﻌﺾ ﺍﳌﺸﺎﻛﻞ
ﺍﻷﺳﺮﻳﺔ ﺗﺼﻞ ﻟﻠﻌﻨﻒ ،ﻭﻣﻬﻤﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﳊﺎﻻﺕ ﻓﻬﻨﺎﻙ ﻋﺎﺩﺓ ﻣﻴﻞ
ﻟﻠﺼﻠﺢ ﻭﻹﻃﻔﺎﺀ ﻧﺎﺭ ﺍﻟﻔﺘﻨﺔ ﻭﻟﻜﻦ ﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﺃﺣﺪﳘﺎ ﺃﻭ ﻛﻠﻴﻬﻤﺎ ﻛﻴﻒ
ﻳﺼﻠﺢ؟ ﺃﻭ ﻛﻴﻒ ﻳﻌﺘﺬﺭ؟.
ﳍﺬﺍ ﻧﻄﻤﺢ ﺇﱃ ﺃﻥ ﻳﺴﻦ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﻗﺎﻧﻮﻧﺎ ﻳﻠﺰﻡ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺍﳌﻘﺒﻞ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﺑﺄﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺛﻘﺎﰲ ﺃﺳﺮﻱ ﻛﺎﻑ ﻟﺘﻌﻄﻲ ﻟﻪ ﻗﻴﺎﺩﺓ
ﺃﺳﺮﺓ ،ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﻟﻴﺲ ﲟﺴﺘﻐﺮﺏ ،ﺣﻴﺚ ﺃﻧﻨﺎ ﻧﺸﺘﺮﻁ ﰲ ﻛﻞ ﻋﻤﻞ ﺃﻭ
ﻭﻇﻴﻔﺔ ﺷﺮﻭﻃﺎ ﳌﻦ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﻠﺘﺤﻖ ﻬﺑﺎ،ﻓﻠﻢ ﻻ ﻧﺸﺘﺮﻁ ﺷﺮﻭﻃﺎ ﰲ ﻣﻦ
49
ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﻘﻴﻢ ﺃﺳﺮﺓ ﺣﱴ ﻧﻀﻤﻦ ﺳﻼﻣﺔ ﺍﳉﻴﻞ ﺍﳉﺪﻳﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﻌﻘﺪ ﻋﻠﻴﻪ
ﺁﻣﺎﻻ ﰲ ﺩﻓﻊ ﻋﺠﻠﺔ ﺍﻟﺘﺤﻀﺮ؟
ﺇﻥ ﺍﻟﺰﺍﺋﺮ ﻟﻠﻤﺤﺎﻛﻢ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻳﻄﻠﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﻢ ﺍﳍﺎﺋﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ
ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ ،ﺍﻟﱵ ﻭﺻﻞ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺇﱃ ﺣﺪ ﺍﻟﻌﻨﻒ ﻛﺎﻟﻀﺮﺏ ،ﻭﻋﺪﻡ ﺍﻟﻨﻔﻘﺔ،
ﻭﺇﱃ ﺩﺭﺟﺔ ﺍﳉﺮﳝﺔ ،ﻭﺫﻟﻚ ﺍﻟﻄﺎﺑﻮﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻳﻨﺘﻈﺮﻭﻥ ﺩﻭﺭﻫﻢ
ﰲ ﺍﳊﻜﻢ ﰲ ﻗﻀﺎﻳﺎﻫﻢ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻧﻮﺍ ﻗﺪ ﺩﻓﻌﻮﺍ ﺃﻣﻮﺍﻻ ﻃﺎﺋﻠﺔ ،ﺗﻔﻮﻕ ﰲ
ﺃﻏﻠﺐ ﺍﻷﺣﻴﺎﻥ ﻗﺪﺭﺍﻬﺗﻢ ﺍﳌﺎﻟﻴﺔ ،ﻭﻗﺪ ﻻ ﳛﻜﻢ ﻟﺼﺎﳊﻬﻢ ﻭﻳﻀﻄﺮﻭﻥ
ﻟﻼﺳﺘﺌﻨﺎﻑ ،ﻭﺗﺪﺧﻞ ﺍﻷﺳﺮ ﰲ ﺩﻭﺍﻣﺔ ﻻ ﺁﺧﺮ ﳍﺎ ﻣﻦ ﺍﳌﺸﺎﻛﻞ ﰲ ﺍﻧﺘﻈﺎﺭ
ﺣﻜﻢ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺪ ﻳﺼﺪﺭ ﺑﻌﺪ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻳﻀﻴﻊ ﺧﻼﳍﺎ ﺍﻷﺑﻨﺎﺀ ،ﻭﺗﺰﺩﺍﺩ
ﺍﳌﺸﻜﻠﺔ ﺗﻌﻘﻴﺪﺍ ،ﻟﱰﺩﺍﺩ ﻳﻘﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﻫﺆﻻﺀ ﲝﺎﺟﺔ ﺇﱃ ﻣﻦ ﻳﺄﺧﺬ ﺑﺄﻳﺪﻳﻬﻢ،
ﻭﳛﺎﻭﻝ ﺃﻥ ﻳﺼﻠﺢ ﻭﻳﻘﺮﺏ ﻭﺟﻬﺎﺕ ﺍﻟﻨﻈﺮ ،ﻭﳚﻤﻊ ﺍﻟﺸﻤﻞ ﺃﻛﺜﺮ ﳑﺎ ﻫﻢ
ﰲ ﺣﺎﺟﺔ ﳊﻜﻢ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ،ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺪ ﻳﻔﺼﻞ ﰲ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﻟﻜﻦ ﺩﻭﻥ ﺣﻞ
ﺣﻘﻴﻘﻲ ﻟﻠﻤﺸﻜﻠﺔ ،ﻭﺩﻭﻥ ﻭﺻﻮﻝ ﺇﱃ ﻣﺎ ﺗﺮﻋﻰ ﻓﻴﻪ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﺍﻷﺑﻨﺎﺀ
ﻭﺍﻟﺒﻘﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻗﺪﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺩ ﻭﺍﻻﺣﺘﺮﺍﻡ ﻟﻠﺘﻌﺎﻣﻞ ﺍﳌﺸﺘﺮﻙ ﻟﺼﺎﱀ ﺍﻷﺑﻨﺎﺀ.
.2ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺎﺕ ﻏﻴﺭ ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﺔ )ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﺭﺍﻜﺯ ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﺔ(:
ﺇﻥ ﺩﻭﺭ ﺍﺠﻤﻟﺘﻤﻊ ﰲ ﺇﺭﺷﺎﺩ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻭﺇﻣﺪﺍﺩﻫﺎ ﺑﺎﻟﻘﻴﻢ ﻭﺍﻷﺻﺎﻟﺔ،
ﻭﻣﺴﺎﻋﺪﻬﺗﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻤﻮ ﺍﻟﺴﻠﻴﻢ ،ﺣﱴ ﻳﺸﺘﺪ ﻋﻮﺩﻫﺎ ﻭﺗﺆﰐ ﲦﺎﺭﻫﺎ ﺃﻣﺮ
50
ﺿﺮﻭﺭﻱ ،ﻭﲟﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﻗﺪ ﺗﻄﻮﺭ ﰲ ﻛﻞ ﺍﺠﻤﻟﺎﻻﺕ ،ﻓﺈﻥ ﺩﻭﺭ
ﺍﺠﻤﻟﺘﻤﻊ ﻗﺪ ﺗﻄﻮﺭ ﻛﺬﻟﻚ ،ﻓﺄﺻﺒﺢ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻱ ﺍﻧﺘﻈﺎﻡ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺍﺠﻤﻟﺘﻤﻊ
ﰲ ﺷﻜﻞ ﲨﻌﻴﺎﺕ ﻭﻣﺮﺍﻛﺰ ﺗﺄﺧﺬ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻘﻬﺎ ﻣﻬﻤﺔ ﻣﺴﺎﻋﺪﺓ ﺍﻷﺳﺮ
ﻭﺗﻨﻮﻳﺮﻫﺎ ،ﻭﻟﻘﺪ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺍﳉﻤﻌﻴﺎﺕ ﻭﺍﳌﺮﺍﻛﺰ ﲰﺔ ﺍﺠﻤﻟﺘﻤﻌﺎﺕ
ﺍﳌﺘﺤﻀﺮﺓ ،ﻭﻳﻌﺘﱪ ﳎﺎﻝ ﺍﻹﺭﺷﺎﺩ ﺍﻷﺳﺮﻱ ﻣﻦ ﺃﻫﻢ ﺍﺠﻤﻟﺎﻻﺕ ﺍﻟﱵ
ﺃﺧﺬﺕ ﺍﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﻌﺾ ﺍﳌﺨﺘﺼﲔ ﰲ ﳎﺎﻝ ﺍﻷﺳﺮﺓ ،ﻓﺄﻧﺸﺌﺖ ﺍﳉﻤﻌﻴﺎﺕ
ﻭﺍﳌﺮﺍﻛﺰ ﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻭﺗﺪﺭﻳﺒﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻓﻨﻮﻥ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ
ﻭﺃﺳﺎﻟﻴﺐ ﺗﺮﺑﻴﺔ ﺍﻷﺑﻨﺎﺀ ،ﺑﻮﺳﺎﺋﻞ ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ ﺃﳘﻬﺎ ﺃﺳﻠﻮﺏ ﺍﻟﺪﻭﺭﺍﺕ
ﻭﺍﶈﺎﺿﺮﺍﺕ ﻭﺍﻹﺻﺪﺍﺭﺍﺕ ﺍﳌﻜﺘﻮﺑﺔ ﻭﺍﻟﺴﻤﻌﻴﺔ ﻭﺍﳌﺮﺋﻴﺔ ﻭﺍﻻﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻴﺔ،
ﻭﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﺣﺪ ﺃﻥ ﻳﻘﻠﻞ ﻣﻦ ﺩﻭﺭ ﻫﺬﻩ ﺍﳉﻤﻌﻴﺎﺕ ﻭﺍﳌﺮﺍﻛﺰ ﰲ
ﺗﻨﻮﻳﺮ ﺍﺠﻤﻟﺘﻤﻊ ،ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﳍﺎ ﺍﻟﺴﺒﻖ ﰲ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﲟﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﻮﺍﺿﻴﻊ -
ﺣﺴﺐ ﻣﺎ ﺗﻮﺻﻠﺖ ﻟﻪ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺒﺤﺚ ،-ﻏﲑ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﺎﺣﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ
ﻣﺎﺯﺍﻟﺖ ﺗﻌﺮﻑ ﻓﺮﺍﻏﺎ ﻛﺒﲑﺍ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﺠﻤﻟﺎﻝ ،ﺣﻴﺚ ﻻ ﺗﻮﺟﺪ ﺇﻻ ﺑﻌﺾ
ﺍﳉﻤﻌﻴﺎﺕ ﻭﺍﳌﺮﺍﻛﺰ ﺣﺪﻳﺜﺔ ﺍﻟﻨﺸﺄﺓ ،ﻭﻳﻨﺤﺼﺮ ﻋﻤﻠﻬﺎ ﰲ ﺑﻀﻊ ﻣﺪﻥ
ﻛﱪﻯ ،ﻭﻻ ﺯﺍﻟﺖ ﺧﺪﻣﺎﻬﺗﺎ ﲤﺲ ﻓﺌﺔ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﺠﻤﻟﺘﻤﻊ ﻭﺫﻟﻚ
ﻟﻠﺘﻜﺎﻟﻴﻒ ﺍﻟﺒﺎﻫﻈﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﻄﻠﺒﻬﺎ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺩﻭﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺐ ،ﺃﻭ
ﺍﻻﺳﺘﺸﺎﺭﺍﺕ ﻭﻏﲑﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﳋﺪﻣﺎﺕ ،ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﻫﺎﺗﻪ ﺍﻟﻔﺌﺔ ﳏﺼﻮﺭﺓ ﰲ
51
ﺍﳌﺜﻘﻔﲔ ﻓﻘﻂ ،ﻭﱂ ﺗﺼﻞ ﻗﻀﻴﺔ " ﺍﻹﺭﺷﺎﺩ ﺍﻷﺳﺮﻱ" ﺇﱃ ﺩﺭﺟﺔ ﺃﻥ
ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﺎ ﺷﻌﺒﻴﺎ ﳝﺲ ﻛﺎﻓﺔ ﺷﺮﺍﺋﺢ ﺍﺠﻤﻟﺘﻤﻊ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ.
.3ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺎﺕ ﺍﻟﺩﻴﻨﻴﺔ ﻭﺍﻹﻋﻼﻤﻴﺔ:
(: א א ) :א .א
ﻻ ﺷﻚ ﺃﻥ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﻋﻈﻢ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﺍﻟﺮﻭﺣﻴﺔ ﻭﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﺆﺛﺮ
ﺗﺄﺛﲑﺍ ﻋﻤﻴﻘﺎ ﰲ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻭﰲ ﺳﻠﻮﻛﻪ ﻭﰲ ﺷﺨﺼﻴﺘﻪ ﻓﺘﻌﺎﻟﻴﻢ
ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺗﺒﲏ ﰲ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻻﺗﺰﺍﻥ ﻭﺍﻟﻘﻮﺓ ﻭﺍﻻﻋﺘﺪﺍﻝ ﻭﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﺘﺴﺎﻣﺢ ﻭﺍﻟﻌﻴﺶ ﺑﺴﻼﻡ ،ﻓﺎﻟﺘﺤﻠﻲ ﺑﺎﻟﺼﱪ ﻣﺜﻼ ﳛﻤﻲ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻣﻦ
ﺍﻹﺻﺎﺑﺔ ﺑﻜﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﺮﺍﺽ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ،ﻭﻳﺴﺎﻋﺪﻩ ﻋﻠﻰ ﲡﺎﻭﺯ
ﺍﻟﻜﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﳌﺸﺎﻛﻞ ﻭﺍﻟﺘﺄﻗﻠﻢ ﻣﻊ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ،ﻭﺍﻟﺮﺿﺎ ﺑﺎﻟﻘﻀﺎﺀ ﻭﺍﻟﻘﺪﺭ
ﻳﻌﻄﻲ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﻘﻨﺎﻋﺔ ﻭﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﻭﺍﻟﺘﺴﺎﻣﺢ ،ﳚﻌﻞ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺍﻷﺳﺮﺓ
ﻳﻌﻴﺸﻮﻥ ﺑﺴﻌﺎﺩﺓ،ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻓﺈﻥ ﺩﻭﺭ ﻭﺍﻹﻣﺎﻡ ﻭﺍﳌﺮﺷﺪﺓ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻛﺒﲑ ﺟﺪﺍ
ﰲ ﺍﳌﺴﺎﳘﺔ ﰲ ﺇﺳﻌﺎﺩ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻳﺔ ،ﺍﻟﱵ ﻋﺎﻧﺖ ﺍﻟﻜﺜﲑ ﻣﻦ
ﻭﻳﻼﺕ ﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﺧﻠﻒ ﺍﳉﻬﻞ ﻭﺍﻟﻔﻘﺮ.
"ﻓﺎﻹﳝﺎﻥ ﻳﻘﺘﺮﻥ ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺼﺎﱀ ﻭﺍﻹﺻﻼﺡ ﻭﺍﻟﺼﻼﺡ،
ﻭﺍﻹﳝﺎﻥ ﺣﲔ ﻳﺼﺒﺢ ﻣﻨﻬﺠﺎ ﻭﻋﻘﻴﺪﺓ ،ﻳﺆﺛﺮ ﰲ ﻛﺎﻓﺔ ﺟﻮﺍﻧﺐ ﺣﻴﺎﺓ
ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﳚﻌﻠﻪ ﺃﻛﺜﺮ ﺻﻤﻮﺩﺍ ﻭﺻﻼﺑﺔ ،ﻭﺃﻛﺜﺮ ﺣﺒﺎ ﷲ ﻭﻃﺎﻋﺔ ﻟﻪ،
52
ﺍﻹﳝﺎﻥ ﻳﺪﻓﻊ ﺻﺎﺣﺒﻪ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺍﻹﳒﺎﺯﺍﺕ ﺍﻟﻌﻈﻴﻤﺔ ،ﻛﻤﺎ ﻳﺴﺎﻋﺪﻩ ﰲ
ﺣﺴﻦ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﰲ ﺇﻗﺎﻣﺔ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ ﻭﺍﻷﺳﺮﻳﺔ،
ﻓﺎﻹﳝﺎﻥ ﻫﻮ ﺍﳌﺪﺭﺳﺔ ﺍﻟﺼﺎﳊﺔ ﺍﻟﱵ ﻳﺘﻌﲔ ﻋﻠﻴﻨﺎ ،ﻭﳓﻦ ﻧﻌﻴﺪ ﺑﻨﺎﺀ
ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺮﰊ ،ﺃﻥ ﻧﺮﰊ ﺷﺒﺎﺑﻨﺎ ﺍﳌﺴﻠﻢ ﻭﺃﺟﻴﺎﻟﻨﺎ ﺍﻟﺼﺎﻋﺪﺓ ﻋﻠﻰ
ﻬﻧﺠﻬﺎ ﻭﻭﻓﻘﺎ ﳌﺒﺎﺩﺋﻬﺎ ﻭﺍﻗﺘﺪﺍﺀ ﺑﻨﻮﺭﻫﺎ ،ﺃﻱ ﺑﻨﻮﺭ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﺍﻟﺴﺎﻃﻊ".1
ﻭﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻋﻤﻠﻲ ﻛﻤﺮﺷﺪﺓ ﺩﻳﻨﻴﺔ ،ﳌﺴﺖ ﺗﻌﻄﺶ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﳌﺜﻞ
ﻫﺬﻩ ﺍﳌﻮﺍﺿﻴﻊ ﺍﻟﱵ ﺗﺴﻌﻔﻬﻢ ﰲ ﺣﻴﺎﻬﺗﻢ ،ﻭﺃﺟﺪ ﺍﻟﻔﺮﺣﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﺒﲑ
ﺑﺎﻻﻣﺘﻨﺎﻥ ﲤﻸ ﻭﺟﻮﻫﻬﻢ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﳚﺪﻭﻥ ﺣﻼ ﳌﺸﻜﻠﺘﻬﻢ ﺍﻟﱵ ﻇﻠﺖ
ﺗﺆﺭﻗﻬﻢ ﳌﺪﺓ ﻃﻮﻳﻠﺔ ،ﻛﻤﺎ ﻻﺣﻈﺖ ﻣﺪﻯ ﺍﻟﺜﻘﺔ ﺍﻟﱵ ﻳﻮﻟﻴﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ
ﰲ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻭﺍﳌﺮﺷﺪﺓ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ،ﺣﻴﺚ ﻳﺒﻮﺣﻮﻥ ﺑﺄﺳﺮﺍﺭﻫﻢ
ﻭﺧﺼﻮﺻﻴﺎﻬﺗﻢ ﻭﻳﺮﺗﻀﻮﻬﻧﻢ ﺣﻜﻤﺎ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﰲ ﺧﻼﻓﺎﻬﺗﻢ ﺍﳋﺎﺻﺔ ،ﳍﺬﺍ
ﺃﺩﻋﻮ ﻣﺴﺆﻭﱄ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﻟﻼﻫﺘﻤﺎﻡ ﲟﻮﺍﺿﻴﻊ ﺍﻷﺳﺮﺓ ،ﻭﺃﻥ
ﳜﺼﺼﻮﺍ ﳍﺎ ﺣﻴﺰﺍ ﻣﻌﺘﱪﺍ ﻣﻦ ﻣﻮﺍﻋﻈﻬﻢ ﻭﺩﺭﻭﺳﻬﻢ ﻭﻋﻠﻴﻬﻢ ﻗﺒﻞ
ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺘﺪﺭﺏ ﻋﻠﻰ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﻣﻌﺎﳉﺔ ﺍﳌﺸﺎﻛﻞ ﺍﻷﺳﺮﻳﺔ ﺑﺄﺳﺎﻟﻴﺐ
ﻋﺼﺮﻳﺔ ﺣﺪﻳﺜﺔ ﻷﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﻷﻓﻀﻞ ﺃﻥ ﳚﺘﻤﻊ ﰲ ﺍﳌﺮﺷﺪ ﺍﻟﻌﻠﻢ
1993 1ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﻋﻴﺴﻮﻱ ،ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺍﻷﺳﺮﻱ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻨﻬﻀﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،ﻁ
ﻡ ،ﺹ .306
53
ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ ﺑﻌﻠﻢ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻭﻋﻠﻢ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ ﻭﻋﻠﻮﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ،ﻭﺫﻟﻚ ﻣﻦ
ﺃﺟﻞ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺃﻗﺪﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺎﺕ ﺍﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ﻭﻣﻦ ﰒ
ﺣﻞ ﳐﺘﻠﻒ ﺍﳌﺸﻜﻼﺕ ﺍﻟﱵ ﺗﻌﺮﺽ ﻟﻪ.
: א א א .
ﺍﻹﻋﻼﻡ ﻫﻮ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ ،ﻭﻫﻮ ﻣﻦ ﺃﻫﻢ ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﱵ ﺗﺆﺛﺮ
ﰲ ﺍﺠﻤﻟﺘﻤﻊ ،ﻟﺪﺭﺟﺔ ﺃﻧﻪ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻨﺎ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺑﺄﻥ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﺃﺻﺒﺢ
ﻳﻬﻴﻤﻦ ﻋﻠﻰ ﺃﻓﻜﺎﺭ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺗﺼﻮﺭﺍﻬﺗﻢ ،ﻭﻛﻤﺎ ﺳﺎﳘﺖ ﺑﻌﺾ
ﺍﻟﱪﺍﻣﺞ ﺍﻹﻋﻼﻣﻴﺔ ﰲ ﺗﺸﻮﻳﻪ ﺻﻮﺭﺓ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻭﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ،ﺣﻴﺚ ﺗﻘﺪﻡ
ﺻﻮﺭﺓ ﻏﲑ ﻭﺍﻗﻌﻴﺔ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ ﻭﺗﺮﺑﻴﺔ ﺍﻷﺑﻨﺎﺀ ﺑﲔ
ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺍﳊﺎﳌﺔ ﺍﳋﻴﺎﻟﻴﺔ ﻭﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺍﳌﻨﻔﺮﺓ ،ﻭﻛﻼﳘﺎ ﺻﻮﺭ ﺑﻌﻴﺪﺓ ﻋﻦ
ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻭﻻ ﺗﻮﺟﻪ ﺍﺠﻤﻟﺘﻤﻊ ﻭﺍﻷﺳﺮﺓ ﳓﻮ ﺍﻟﺼﻼﺡ .
ﻭﻧﻈﺮﺍ ﻷﳘﻴﺔ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﰲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻮﺟﻴﻪ ،ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻧﻄﻤﺢ ﺍﻟﻴﻮﻡ
ﺇﱃ ﺩﻭﺭ ﺭﻳﺎﺩﻱ ﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﰲ ﺗﻮﺟﻴﻪ ﺃﺳﺮﻧﺎ ﺗﻮﺟﻴﻬﺎ ﺳﻠﻴﻤﺎ
ﻣﺒﻨﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺲ ﻣﺪﺭﻭﺳﺔ ﺑﺪﻗﺔ ،ﻭﻻ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﺠﻤﻟﺎﻝ ﺃﻥ
ﻧﻨﻜﺮ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﺟﻬﻮﺩﺍ ﺗﺒﺬﻝ ﰲ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻘﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﻔﻀﺎﺋﻴﺔ ﺍﻟﱵ
ﺗﺴﻌﻰ ﺇﱃ ﺇﺭﺷﺎﺩ ﺍﻷﺳﺮﺓ ،ﻭﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﳐﺘﻠﻒ ﺍﻟﱪﺍﻣﺞ ﺍﻟﱵ ﺗﻘﺪﻣﻬﺎ
ﺍﻟﻘﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﻔﻀﺎﺋﻴﺔ ﺍﳉﺎﺩﺓ ،ﻭﺃﺫﻛﺮ ﺃﻧﲏ ﻭﻏﲑﻱ ﻛﺜﲑﻭﻥ ،ﻛﻨﺎ
54
ﻧﻨﺘﻈﺮ ﻣﻮﻋﺪ ﺍﻟﱪﺍﻣﺞ ﺍﻷﺳﺮﻳﺔ ﺑﺸﻐﻒ ﻷﳘﻴﺔ ﺍﳌﻮﺍﺿﻴﻊ ﺍﻟﱵ ﺗﻄﺮﺡ،
ﻭﻟﻌﻠﻲ ﺍﺳﺘﻠﻬﻤﺖ ﺍﻟﻜﺜﲑ ﻣﻦ ﺃﻓﻜﺎﺭﻱ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﱪﺍﻣﺞ.
ﻭﺇﱃ ﺟﺎﻧﺐ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﺍﳌﺮﺋﻲ ﻻ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﻧﻐﻔﻞ ﺩﻭﺭ ﺍﻹﻋﻼﻡ
ﺍﳌﺴﻤﻮﻉ ﰲ ﺇﺭﺷﺎﺩ ﺍﻷﺳﺮﺓ ،ﺧﺼﻮﺻﺎ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺍﻟﺼﺒﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﻳﻔﻀﻞ
ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻻﺳﺘﻤﺎﻉ ﻟﻠﻤﺬﻳﺎﻉ ،ﻭﺃﺫﻛﺮ ﺑﺮﻧﺎﳎﺎ ﺇﺫﺍﻋﻴﺎ ﻛﺎﻥ ﳛﻮﺯ ﻋﻠﻰ
ﻧﺴﺒﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻫﺘﻤﺎﻡ ﺍﳌﺴﺘﻤﻊ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ ﻋﻨﻮﺍﻧﻪ )ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺍﻟﺴﻌﻴﺪ( ،ﻳﻘﺪﻡ
ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻪ ﺗﻮﺟﻴﻬﺎﺕ ﺗﺮﺑﻮﻳﺔ ﻟﻸﺳﺮﺓ ﰲ ﺷﱴ ﺍﺠﻤﻟﺎﻻﺕ ،ﻛﻤﺎ ﺃﻧﲏ ﻭ ﻣﻦ
ﺧﻼﻝ ﺗﻘﺪﳝﻲ ﻟﱪﻧﺎﻣﺞ ﺇﺫﺍﻋﻲ ﺃﺳﺒﻮﻋﻲ ﲢﺖ ﻋﻨﻮﺍﻥ )ﺃﺴﺭﺍﺭ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ
ﺍﻟﺯﻭﺠﻴﺔ( ،ﺃﺗﻨﺎﻭﻝ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻪ ﳐﺘﻠﻒ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﲔ
ﺍﻟﺰﻭﺟﲔ ،ﻓﺈﻧﲏ ﺃﳌﺲ ﲡﺎﻭﺑﺎ ﻛﺒﲑﺍ ﻣﻦ ﺍﺠﻤﻟﺘﻤﻊ ،ﻭﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ
ﺍﻻﺗﺼﺎﻻﺕ ﺍﳍﺎﺗﻔﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﺼﻠﲏ ﺧﻼﻝ ﻭﺑﻌﺪ ﺍﻟﱪﻧﺎﻣﺞ.
ﺃﻣﺎ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﺍﳌﻘﺮﻭﺀ ﻓﻼ ﻳﻘﻞ ﺃﳘﻴﺔ ﰲ ﳎﺎﻝ ﺍﻹﺭﺷﺎﺩ ﺍﻷﺳﺮﻱ ،ﻣﻦ
ﺧﻼﻝ ﺍﺠﻤﻟﻼﺕ ﺍﳌﺘﺨﺼﺼﺔ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﺠﻤﻟﺎﻝ ﺇﱃ ﺟﺎﻧﺐ ﻣﻮﺍﻗﻊ ﺍﻻﻧﺘﺮﻧﺖ
ﺍﻟﱵ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﲤﺜﻞ ﳎﺎﻻ ﺗﻔﺎﻋﻠﻴﺎ ﻣﻊ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻭﺍﺠﻤﻟﺘﻤﻊ ،ﻣﻦ
ﺧﻼﻝ ﺗﻘﺪﱘ ﺍﻻﺳﺘﺸﺎﺭﺍﺕ ﻭﺍﻟﺘﻮﺟﻴﻬﺎﺕ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﻣﺘﺨﺼﺼﲔ،
ﻭﺑﺴﺮﻋﺔ ﻓﺎﺋﻘﺔ ﲡﻌﻞ ﰲ ﺍﳌﺮﺗﺒﺔ ﺍﻷﻭﱃ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻋﺪﺩ ﺍﻷﺳﺌﻠﺔ
ﻭﺍﻻﺳﺘﺸﺎﺭﺍﺕ ﺍﳌﻘﺪﻣﺔ.
55
ﺍﻟﺨﺎﺘﻤـﺔ:
ﻛﺜﲑﺍ ﻣﺎ ﺭﺍﻭﺩﺗﲏ ﻓﻜﺮﺓ ﺍﻹﺭﺷﺎﺩ ﺍﻷﺳﺮﻱ ،ﻭ ﺃﻧﺎ ﺃﲤﻞ ﻭﺍﻗﻊ ﺍﻷﺳﺮﺓ
ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻳﺔ ﻭﻛﺜﺮﺓ ﺍﳌﺸﺎﻛﻞ ﺍﻟﱵ ﺗﺘﺨﺒﻂ ﻓﻴﻬﺎ ﻭ ﺃﻗﻮﻝ ﰲ ﻧﻔﺴﻲ) :ﻫﺬﺍ
ﺃﻣﺮ ﻳﺮﺟﻊ ﺇﱃ ﺟﻬﻞ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺑﺎﻟﻜﺜﲑ ﻣﻦ ﺃﺳﺲ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﻭ ﻓﻦ
ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ،ﻭﺇﻥ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﺑﺪﺍﺧﻠﻬﻢ ﻭﰲ ﺃﻳﺪﻳﻬﻢ ﻭﻟﻜﻨﻬﻢ ﻳﻀﻴﻌﻮﻬﻧﺎ
ﻭﻳﺸﺘﺮﻭﻥ ﺍﳍﻤﻮﻡ ﻭﺍﻷﺣﺰﺍﻥ ،ﻓﻠﻮ ﻭﺟﺪﻭﺍ ﻣﻦ ﻳﺄﺧﺬ ﺑﺄﻳﺪﻳﻬﻢ ﻭﻳﻨﲑ
ﺩﺭﻬﺑﻢ ﻳﺸﻌﻞ ﴰﻌﺔ ﰲ ﻇﻠﻤﺎﺕ ﺑﺪﺃﺕ ﺗﺘﺴﻠﻞ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﺠﻤﻟﺘﻤﻌﺎﺕ .(...
ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻓﻜﺮﺓ ﺍﻹﺭﺷﺎﺩ ﺍﻷﺳﺮﻱ ﺷﻐﻠﻲ ﺍﻟﺸﺎﻏﻞ ﺇﱃ ﺃﻥ ﺩﺧﻠﺖ ﺩﺑﻠﻮﻡ
ﺍﻟﺘﺄﻫﻴﻞ ﺍﻷﺳﺮﻱ ﻋﻦ ﺑﻌﺪ ﻣﻊ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﺍﻟﻔﺮﺣﺔ ﻟﻺﻋﻼﻡ ﺑﺪﻭﻟﺔ ﺍﻹﻣﺎﺭﺍﺕ
ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﳌﺘﺤﺪﺓ ،ﻭﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﰲ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﳌﺘﺨﺼﺼﺔ ﻭﻣﻮﺍﻗﻊ
ﺍﻻﻧﺘﺮﻧﺖ ﺍﳌﻬﺘﻤﺔ ﻬﺑﺬﺍ ﺍﺠﻤﻟﺎﻝ ،ﺍﻛﺘﺸﻔﺖ ﲡﺎﺭﺏ ﺭﺍﺋﺪﺓ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﺠﻤﻟﺎﻝ ﰲ
ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ.
ﻭﻷﻧﲏ ﱂ ﺃﺟﺪ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ -ﺭﻏﻢ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﳌﺴﺘﻔﻴﺾ -ﺟﻬﺪﺍ
ﺣﻘﻴﻘﻴﺎ ﻳﺒﺬﻝ ﰲ ﳎﺎﻝ ﺍﻹﺭﺷﺎﺩ ﺍﻷﺳﺮﻱ ،ﻋﺪﺍ ﺑﻌﺾ ﺍﶈﺎﻭﻻﺕ ﺍﶈﺪﻭﺩﺓ
ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺑﻌﺾ ﻣﺮﺍﻛﺰ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﺣﺪﻳﺜﺔ ﺍﻟﻨﺸﺄﺓ ﳏﺪﻭﺩﺓ ﺍﻷﺛﺮ،
ﺇﺫ ﻻ ﺗﻨﺸﻂ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺮﺍﻛﺰ ﺇﻻ ﰲ ﺍﳌﺪﻥ ﺍﻟﻜﱪﻯ.
ﻭﻣﻦ ﰒ ﺗﻈﻬﺮ ﺃﳘﻴﺔ ﺇﻧﺸﺎﺀ ﻣﺮﻛﺰ ﻟﻸﲝﺎﺙ ﻳﻌﺘﲏ ﺑﺪﺭﺍﺳﺔ ﺍﻷﺳﺮﺓ
ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻳﺔ ،ﻟﻠﻤﺴﺎﳘﺔ ﰲ ﻭﺿﻊ ﺍﳊﻠﻮﻝ ﺍﳌﻨﺎﺳﺒﺔ ﻟﻠﻤﺸﺎﻛﻞ
56
ﻭﺍﻻﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺕ ﺍﻷﺳﺮﻳﺔ ،ﺑﺎﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺃﻓﻀﻞ ﺍﻷﺳﺎﻟﻴﺐ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺍﳊﺪﻳﺜﺔ
ﻭﲤﺎﺷﻴﺎ ﻣﻊ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻳﺔ ،ﻭﺑﺎﳌﺸﺎﺭﻛﺔ ﰲ ﺍﳌﻠﺘﻘﻴﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﱵ
ﺗﻨﺎﻗﺶ ﻣﻮﺍﺿﻴﻊ ﺍﻹﺭﺷﺎﺩ ﺍﻷﺳﺮﻱ.
ﻭﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺃﻥ ﻳﺆﺩﻱ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﺮﻛﺰ ﺩﻭﺭﺍ ﺇﳚﺎﺑﻴﺎ ﰲ ﺍﺠﻤﻟﺘﻤﻊ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ،
ﳚﺐ ﺃﻥ ﺗﺸﺮﻑ ﻋﻠﻴﻪ ﺟﻬﺔ ﺣﻜﻮﻣﻴﺔ ،ﻓﻴﻠﺤﻖ ﺑﺈﺣﺪﻯ ﺍﻟﻮﺯﺍﺭﺍﺕ ﺫﺍﺕ
ﺍﻟﺼﻠﺔ ﺑﺎﻷﺳﺮﺓ ،ﻭﺃﺭﻯ ﺃﻥ ﻳﺘﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﺠﺎﻥ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ:
ﳉﻨﺔ ﺇﺭﺷﺎﺩ ﺍﳌﻘﺒﻠﲔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ
ﳉﻨﺔ ﺇﺭﺷﺎﺩ ﺍﳌﺘﺰﻭﺟﲔ
ﳉﻨﺔ ﺇﺻﻼﺡ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺒﲔ ﻭ ﺣﻞ ﺍﳌﺸﺎﻛﻞ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ
ﳉﻨﺔ ﺇﺭﺷﺎﺩ ﺍﳌﺮﺍﻫﻘﲔ
ﳉﻨﺔ ﺗﺮﺑﻴﺔ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ
ﳉﻨﺔ ﺍﻹﺳﻌﺎﻑ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ ﻟﻠﻤﻄﻠﻘﺎﺕ ﻭ ﺍﻷﺭﺍﻣﻞ
ﻭﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﲢﻘﻴﻖ ﺍﻷﻫﺪﺍﻑ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ:
-1ﺭﻓﻊ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﺑﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻹﺭﺷﺎﺩ ﺍﻷﺳﺮﻱ.
-2ﺍﳌﺴﺎﳘﺔ ﰲ ﺇﳚﺎﺩ ﺣﻠﻮﻝ ﻟﻠﻤﺸﺎﻛﻞ ﺍﻷﺳﺮﻳﺔ.
-3ﺗﻘﺪﱘ ﻣﺸﺎﺭﻳﻊ ﻭﺑﺮﺍﻣﺞ ﰲ ﳎﺎﻝ ﺍﻹﺭﺷﺎﺩ ﺍﻷﺳﺮﻱ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﺘﺠﺪﻳﺪ ﻭﺍﳌﺸﺎﺭﻛﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﳌﺴﺘﻔﻴﺪﻳﻦ.
57
-4ﺗﻜﻮﻳﻦ ﻭﺗﺪﺭﻳﺐ ﳉﺎﻥ ﻣﺘﺨﺼﺼﺔ ﰲ ﺇﺻﻼﺡ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺒﲔ.
-5ﺗﻨﺴﻴﻖ ﺍﳉﻬﻮﺩ ﺍﳌﻘﺪﻣﺔ ﻣﻦ ﳐﺘﻠﻒ ﺍﻟﻘﻄﺎﻋﺎﺕ ﰲ ﳎﺎﻝ
ﺍﻹﺭﺷﺎﺩ ﺍﻷﺳﺮﻱ.
-6ﺗﺸﺠﻴﻊ ﺍﳉﻤﻌﻴﺎﺕ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺼﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺸﺎﺭﻛﺔ ﰲ ﺑﺮﺍﻣﺞ
ﺍﻻﺳﺘﺸﺎﺭﺍﺕ ﺍﻷﺳﺮﻳﺔ.
-7ﺗﻘﻠﻴﺺ ﺣﺠﻢ ﺍﳋﻼﻓﺎﺕ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ ﻭﻣﻦ ﰒ ﺧﻔﺾ ﻧﺴﺒﺔ
ﺍﻟﻄﻼﻕ ﰲ ﺍﺠﻤﻟﺘﻤﻊ.
-8ﺍﻻﺳﺘﻔﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﺧﱪﺍﺕ ﻭﲡﺎﺭﺏ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﰲ
ﻫﺬﺍ ﺍﺠﻤﻟﺎﻝ ،ﻭﻧﻘﻞ ﺍﳌﻔﻴﺪ ﻣﻬﺎ ﻟﻠﺠﺰﺍﺋﺮ.
-9ﺇﻧﺸﺎﺀ ﺃﻗﺴﺎﻡ ﺧﺎﺻﺔ ﰲ ﺍﶈﺎﻛﻢ ﲣﺘﺺ ﺑﺎﻟﺼﻠﺢ .
-10ﺇﺩﺭﺍﺝ ﻣﻮﺍﺩ ﺗﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﰲ ﺍﳌﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺜﺎﻧﻮﻱ ﻭﺍﳉﺎﻣﻌﻲ
ﻭﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﺍﳌﻬﲏ ﺗﻌﲎ ﺑﺎﻹﺭﺷﺎﺩ ﺍﻷﺳﺮﻱ.
-11ﺇﻧﺸﺎﺀ ﻧﻮﺍﺩﻱ ﰲ ﻣﺮﺍﻛﺰ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻭﺍﻷﺣﻴﺎﺀ ﺗﻘﺘﺮﺏ ﻣﻦ
ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻟﺘﻮﺟﻴﻬﻬﻢ ،ﻭﲢﺘﻚ ﺑﺎﻟﻌﺎﺋﻼﺕ ﳌﻌﺮﻓﺔ ﻣﺸﻜﻼﻬﺗﻢ ﰲ
ﻫﺬﻩ ﺍﳉﻮﺍﻧﺐ ﻭﺗﻘﺪﱘ ﺍﻹﺭﺷﺎﺩﺍﺕ ﻭﺍﻟﺘﻮﺟﻴﻬﺎﺕ ﺍﻷﺳﺮﻳﺔ
ﺍﻟﻼﺯﻣﺔ.
58
-12ﺇﻧﺸﺎﺀ ﺟﻮﺍﺋﺰ ﺗﺸﺠﻴﻌﻴﺔ ﻟﻸﺳﺮﺓ ﺍﻟﻨﻤﻮﺫﺟﻴﺔ )ﻷﻓﻀﻞ ﺯﻭﺟﲔ
ﺗﻐﻠﺒﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻋﺎﺋﻠﻴﺔ ﺑﻔﻀﻞ ﺍﻟﺘﻮﺟﻴﻪ ﻭﺍﻹﺭﺷﺎﺩ ﺍﻷﺳﺮﻱ(.
-13ﺗﻜﺜﻴﻒ ﺣﺼﺺ ﺍﻹﺭﺷﺎﺩ ﺍﻷﺳﺮﻱ ﻋﱪ ﺍﻹﺫﺍﻋﺎﺕ ﺍﶈﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ.
-14ﲣﺼﻴﺺ ﺣﺼﺺ ﻋﱪ ﺍﻟﺘﻠﻔﺰﺓ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺑﻘﻨﻮﺍﻬﺗﺎ ﺍﻟﺜﻼﺙ
ﻟﻺﺭﺷﺎﺩ ﺍﻷﺳﺮﻱ.
59
ﻗﺎﺌﻤﺔ ﺍﻟﻤﺭﺍﺠﻊ ﻭﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ
ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﱘ.
ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺭﻗﻢ 09/05 :ﺍﳌﺆﺭﺥ ﰲ 04ﻣﺎﻳﻮ 2005ﺍﳌﺘﻌﻠﻖ
ﺑﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ.
ﺃﻛﺮﻡ ﻋﺜﻤﺎﻥ ،ﻛﻴﻒ ﺗﺘﻐﻠﺐ ﻋﻠﻰ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺍﻟﻜﺬﺏ ،ﺩﺍﺭ ﺍﺑﻦ
ﺣﺰﻡ ،ﻁ2003 ،1ﻡ.
ﺟﺎﺳﻢ ﺍﳌﻄﻮﻉ ،ﻫﻞ ﺗﻌﺮﻑ ﻣﺎﻫﻲ ﺃﻭﻟﻮﻳﺎﺕ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ،ﺩﺍﺭ
ﺍﻟﺒﻼﻍ ﻁ 1998 ،1ﻡ.
ﺣﻔﺼﺔ ﺃﲪﺪ ﺣﺴﻦ ،ﺃﺻﻮﻝ ﺗﺮﺑﻴﺔ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﺍﳌﺴﻠﻤﺔ ﺍﳌﻌﺎﺻﺮﺓ
ﻣﺆﺳﺴﺔ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ،ﻁ 2001 ،1ﻡ.
ﺧﺎﻟﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﺎﻥ ﺍﻟﻌﻚ ،ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﳌﺴﻠﻤﺔ ﰲ ﺿﻮﺀ
ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ،ﺩﺍﺭ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ –ﺑﲑﻭﺕ -ﻟﺒﻨﺎﻥ .ﻁ2000 ،3ﻡ .
ﺳﻨﺎﺀ ﺍﳋﻮﱄ ،ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻭﺍﳊﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻴﺔ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻨﻬﻀﺔ ﺑﲑﻭﺕ ،ﻁ
.1984 ،1
ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﻋﻴﺴﻮﻱ ،ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺍﻷﺳﺮﻱ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻨﻬﻀﺔ
ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،ﻁ 1993ﻡ.
60
ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﳏﻤﺪ ﺩﺭﻭﻳﺶ ﺍﳌﺮﺯﻭﻗﻲ،ﻭﺭﻗﺔ ﻋﻤﻞ ﻟﻠﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﰲ
ﺍﳌﺆﲤﺮ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻲ ﺍﻷﻭﻝ ﳊﻤﺎﻳﺔ ﺍﻷﺳﺮﺓ 2005ﻋﻤﺎﻥ ﺍﻷﺭﺩﻥ.
ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺳﻌﺪ ،ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻭﺍﻟﻄﻼﻕ ﰲ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻷﺳﺮﺓ
ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ ،ﺩﺍﺭ ﻫﻮﻣﻪ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ،ﻁ .1996 ،2
ﻋﻤﺮ ﺯﻭﺩﺓ ،ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ﺑﺈﻬﻧﺎﺀ ﺍﻟﺮﺍﺑﻄﺔ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ ﻭﺃﺛﺮ ﺍﻟﻄﻌﻦ
ﻓﻴﻬﺎ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻄﺒﺎﻋﺔ ﺑﻦ ﻋﻜﻨﻮﻥ ،ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ :ﺍﻧﺴﻴﻜﻠﻮﺑﻴﺪﻳﺎ.2003،
ﻟﻴﻠﻰ ﳏﻤﺪ ﺑﻠﺨﲑ ،ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﰲ ﺯﻣﻦ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ،ﺩﺍﺭ ﺍﳍﺪﻯ،
ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ 2006ﻡ
ﻣﺄﻣﻮﻥ ﺍﳌﺒﻴﺾ ،ﺍﻟﺘﻔﺎﻫﻢ ﰲ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ ،ﺍﳌﻜﺘﺐ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ،
ﻁ2000 ،1ﻡ
ﻣﺼﻄﻔﻰ ﺍﳋﺸﺎﺏ ،ﺩﺭﺍﺳﺎﺕ ﰲ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻲ ،ﺩﺍﺭ
ﺍﻟﻨﻬﻀﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،ﻁ 1985ﻡ
61
ﺍﻹﻫﺪﺍﺀ3 .........................................................................
ﺑﻠﺨﲑ" 4 ...................................... ﺗﻘﺪﱘ ﺑﻘﻠﻢ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫﺓ "ﻟﻴﻠﻰ
ﺍﳌﻘﺪﻣﺔ 9 ..........................................................................
ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻹﺭﺷﺎﺩ ﺍﻷﺳﺮﻱ ﻭﺃﳘﻴﺘﻪ ﻭﺿﺮﻭﺭﺗﻪ 14 .........................
.1ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻹﺭﺷﺎﺩ ﺍﻷﺳﺮﻱ 14 .............................................
ﺃ.ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻷﺳﺮﺓ 14 ..........................................................
ﺏ.ﻣﻘﻮﻣﺎﺕ ﺍﻷﺳﺮﺓ 14 ......................................................
ﺝ.ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻹﺭﺷﺎﺩ ﺍﻷﺳﺮﻱ 17 .............................................
ﺩ .ﺍﻟﺘﺄﺻﻞ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ ﻟﻺﺭﺷﺎﺩ ﺍﻷﺳﺮﻱ 18 ...............................
ﻫـ.ﺃﻗﺴﺎﻡ ﺍﻹﺭﺷﺎﺩ ﺍﻷﺳﺮﻱ 23 ...........................................
.2ﺃﳘﻴﺔ ﺍﻹﺭﺷﺎﺩ ﺍﻷﺳﺮﻱ 25 ................................................
.3ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺍﻹﺭﺷﺎﺩ ﺍﻷﺳﺮﻱ 30 ............................................
.4ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻷﺳﺮﻳﺔ 35 ................................................
ﺃ.ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ 35 ..........................................................
62
ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ 36 ........................................................ ﺏ.ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ
ﺝ.ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ 40 .......................................................
ﺩ.ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ 41 ..........................................................
ﻫـ.ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ 41 ......................................................
ﻭﺳﺎﺋﻞ ﻭﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻹﺭﺷﺎﺩ ﺍﻷﺳﺮﻱ41 .................................
.1ﺍﳌﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺮﲰﻴﺔ 44 ....................................................
ﺃ .ﺩﻭﺭ ﺍﳌﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ 44 ...............................
ﺏ.ﺩﻭﺭ ﺍﶈﺎﻛﻢ ﻭﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻊ ﰲ ﺍﻹﺭﺷﺎﺩ ﺍﻷﺳﺮﻱ 46 ....................
.2ﺍﳌﺆﺳﺴﺎﺕ ﻏﲑ ﺍﻟﺮﲰﻴﺔ 50 ..............................................
.3ﺍﳌﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻭﺍﻹﻋﻼﻣﻴﺔ 52 .....................................
ﺃ .ﺍﳌﺴﺠﺪ 52 ...................................................................
ﺏ .ﺩﻭﺭ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﰲ ﺍﻹﺭﺷﺎﺩ ﺍﻷﺳﺮﻱ 54 ...............................
ﺍﳋﺎﲤـــﺔ 56 ...............................................................
ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺍﳌﺼﺎﺩﺭ ﻭﺍﳌﺮﺍﺟﻊ 60 ..................................................
ﺍﻟﻔﻬﺮﺱ 62 ......................................................................
63